من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: ملايين السوريين من حلب إلى دمشق والساحل يفوّضون الأسد قيادة الإعمار بعد التحرير/ الأسد من الغوطة: الاستحقاق تتويج للتحرير… وشعبان: تطوّرات إيجابيّة قريبة مع الرياض / نصرالله يرسم معادلة الردع التاريخيّة: المساس بالقدس يعادل حرباً إقليميّة تُنهي الكيان/
كتبت البناء تقول: كشفت مصادر على صلة بالملف الحكومي لـ “البناء” وجود تقدّم نوعيّ على مسار حلحلة العقد التي شكلت عائقا أمام تأليف الحكومة، وتوقعت المصادر أن تشهد الأيام القليلة المقبة اختبار جدية هذا التقدم بعد معاودة الرئيس المكلف سعد الحريري نشاطه من بيروت، مشيرة الى أن مشاورات بين التيار الوطني الحر وحزب الله من جهة، وبين حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري من جهة أخرى، قد نقلت أفكاراً جديدة يمكن أن تُسهم في بلورة فرص الحلحلة المنشودة، بانتظار أن يتمّ التداول بهذه الأفكار وأفكار أخرى أعدّها الرئيس بري، مع الرئيس الحريري الذي أبلغ قبيل عودته الى بيروت انفتاحه على مساعي الحلحلة وصولاً لتقديم تشكيلة حكومية متكاملة من 24 وزيراً، عندما يتأكد من أن الطريق باتت سالكة نحو ولادة الحكومة، كما قالت مصادر مقرّبة من الحريري.
المصادر المتابعة للملف الحكوميّ رأت في المشهد الإقليمي حافزاً لتسريع مسار ولادة الحكومة، فسورية التي شهدت طوفاناً بشرياً بالملايين التي ملأت ساحاتها وشوارعها، وامتدّ نهرها المتدفق من الشمال إلى الجنوب، وصولاً إلى الساحل، حيث فاضت المدن بسكانها، وشهدت صناديق الاقتراع حشوداً لم تشهدها في محطات مشابهة من قبل، بحيث بدا المشهد أقرب لعرس احتفاليّ عبر خلاله السوريّون عن فرحتهم بإنجازات الجيش السوريّ، وما تحقّق من تحرير بقيادة الرئيس بشار الأسد، الذي مارس حقه الانتخابيّ من غوطة دمشق، معتبراً أن الاستحقاق الانتخابي جاء تتويجاً للتحرير، ورأت مصادر دبلوماسيّة في نتائج هذه المحطّة الدستورية السورية نقطة انطلاق لتطورات داخلية وخارجية تستعيد معها سورية مكانتها ودورها الإقليميّ، معتبرة أن السوريين يفوّضون الأسد قيادة مرحلة الإعمار بعدما أنجز عملياً الجزء الرئيسي من مرحلة التحرير، كما قال الأسد خلال الإدلاء بصوته من مدينة دوما التي اختارها لرمزيّتها خلال الحرب، لتوجيه رسالته حول العلاقة بين الاستحقاق الرئاسي والتحرير، وكان لافتاً تزاوج الاستحقاق الرئاسي مع نضج المساعي العربية والدولية للانفتاح على الدولة السورية رغم صدور بيانات تبدو موجّهة نحو فصائل المعارضة لإرضائها أكثر مما تعبر عن سياسات أصحابها الذين تزور وفود تمثلهم دمشق بانتظام، ويستعدون لفتح سفاراتهم المغلقة منذ عشر سنوات في سورية. وفي السياق ذاته علّقت مستشارة الرئيس السوري الدكتورة بثينة شعبان على مشاركة وزير السياحة السوري في مؤتمر في الرياض بتوقّع خطوات إيجابية قريبة بين الرياض ودمشق.
المشهد الإقليميّ الذي شكلت الانتخابات الرئاسيّة السوريّة وما يرافقها ركنه الأول، شكلت الحرب التي حملت نصراً فلسطينياً تاريخياً، ركنه الثاني، وجاء كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في عيد التحرير والمقاومة ليشكل ركنه الثالث، راسماً المعادلة التاريخيّة للردع التي تتوّج كل معادلاته السابقة، مع وضعه مستقبل القدس في عهدة محور المقاومة، وإعلانه التحضير لمعادلة جديدة لمحور المقاومة قوامها، كل استهداف للقدس يعني حرباً إقليميّة، والحرب الإقليميّة ستعني نهاية الكيان، وفقاً لما أظهرته الحرب من نتائج تتصل بضعف الكيان وهشاشة قبّته الحديديّة أمام صواريخ المقاومة في غزة، بما يسمح بالقول بالمقارنة بما لدى قوى المقاومة ودولها من مقدرات، بانهيار الكيان في أي حرب شاملة.
وأكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن «المسّ بالمسجد الأقصى والمقدّسات لن يقف عند حدود مقاومة غزة، والمعادلة التي يجب أن نصل اليها هي التالية: القدس مقابل حرب إقليمية».
وقال السيد نصرالله في كلمة له بمناسبة عيد المقاومة والتحرير: “من النتائج المهمة لمعركة سيف القدس شلّ أمن الكيان الإسرائيلي وهو إنجاز عسكريّ لا سابقة له، وإنهاء صورة الكيان الآمن للخارج والمستثمرين وفرض مواجهة الاحتلال مع فلسطينيي الـ48 وهذا جوهريّ ووصفه العدو بالتهديد الوجودي، وفشل الكيان الإسرائيلي بمنع إطلاق الصواريخ وبوقتها المحدّد ما يعبر عن فشل استخباريّ ومعلوماتي كبير، والفشل في النيل من المخزون الحقيقي والاستراتيجي للصواريخ الذي لم يطلق بعد، ومن نتائج المعركة الأخيرة الفشل في تقدير رد فعل غزة وفلسطينيي 48. واعتبر أن “صمود محور المقاومة في البلدان المختلفة شكّل الحامي والرافعة الأساسيّة للانتصار في فلسطين”.
كما أكد أنه “لم يمرّ يوم على المقاومة في لبنان كانت فيه أفضل مما هي عليه اليوم عتاداً وعدة وجهوزية وخبرة”. وحذّر الاحتلال من ”أي حسابات خاطئة تجاه لبنان كما فعلتم مع المقاومة في قطاع غزة”. وأضاف ”يجب أن نضيف إلى حسابنا مع العدو دم الشهيد على طريق القدس محمد طحان ويُضاف لدم شهيدنا علي كامل محسن”.
وفيما انشغلت الدوائر الأمنية والعسكرية والسياسية في “إسرائيل” بقراءة وتحليل كلام السيد نصرالله، تناوب المحللون العسكريون والاستراتيجيون في لبنان والمنطقة عبر وسائل الإعلام المختلفة على تشريح وتحليل أبعاد الخطاب. وأشار بعض هؤلاء الخبراء لـ”البناء” الى أن “أهميّة خطاب السيد نصرالله تكمُن في المعادلة المدوّية والتاريخية التي أطلقها وهي المسّ بالمقدسات في القدس يعني الحرب الاقليميّة، وبالتالي فتح الجبهات في المنطقة في وقت واحد من فلسطين إلى سورية الى لبنان والعراق واليمن وصولاً الى إيران إضافة الى جبهات أخرى قد لا تكون معروفة أو معلناً عنها، وهذا سيؤدي حكماً الى تدمير “إسرائيل” التي لم تستطع خوض الحرب على جبهة غزة كما أثبتت الحرب الأخيرة، فكيف الحال إذا فتحت الجبهات كلها”. وشدّد الخبراء على أن “”إسرائيل” لم تعد تملك القوة الحاسمة لأي حرب في المنطقة كما أنها فقدت عنصر الحماية الأميركية والغربية على الصعيد العسكريّ، إذ إن القوى الغربية الداعمة لها تاريخياً لم تعد تستطيع خوض الحروب وتحمّل تكاليفها الباهظة للدفاع عن “إسرائيل” وهذا ما عكسه الموقف الأميركي الذي نصح “إسرائيل” بوقف الحرب وعدم الاستمرار بها لتجنّب توسّع الحرب وبقاء “إسرائيل” وحيدة فيها”.
الاخبار: تقارب بين بري وباسيل… والخيارات تضيق أمام الحريري
كتبت الاخبار تقول: بعدَ تجديد الثقة به ضمنياً مِن مجلس النواب، مع ما حملته من دعوة للإسراع في تشكيل الحكومة بعدَ سبعة أشهر من التعطيل، يقف الجميع في انتظار الخطوة المقبلة التي سيقوم بها الرئيس المكلف سعد الحريري، الذي ما إن حصل على الدعم حتى غادر البلاد إلى دولة الإمارات. في هذا الإطار، لاحت مؤشرات جديدة، تؤكّد أن الأجواء التي رافقت الجلسة مروّجة إلى أن الحريري هو من خرج «كسبان» من هذه الجولة، كانت خاطئة. فحتى الجهات الداعمة له، تحديداً رئيس مجلس النواب نبيه بري لم تعد لديه لا الرغبة ولا القدرة على الوقوف منحازاً إلى صف الحريري، خاصة أن الشكوك بدأت فعلاً في عدم وجود إرادة لدى الرئيس المكلف في التأليف.
هذا التبدّل جاء، وفقَ ما قالت مصادر مطّلعة بعد الاجتماع الذي عقده بري مع النائب جبران باسيل بحضور النائب علي حسن خليل، إذ وصفت أجواء اللقاء بأنه كان «جيداً، وأن باسيل أبدى ايجابية كبيرة، وقد شكّل هذا الاجتماع باباً للتشاور المباشر بين حركة أمل وباسيل، وليس عبر حزب الله كوسيط». وبحسب المعلومات قيلَ لباسيل إنه «إذا كانَ الهدف مما يقوم به هو الحصول على الثلث المعطل فإن أحداً لا يقبل بهذا الأمر، لا الحريري وحده، أما إذا كانَ الخلاف مرتبطاً بالوزيرين المسيحيين ومن يسميهما، واستطراداً مِن حصة مَن سيكونان فإن هذه النقطة يُمكن حلها، والرئيس بري سيسعى إلى تذليل هذه العقبة». فيما قالت أوساط مطلعة إن «الحديث عن مبادرة يقوم بها بري ليسَ دقيقاً، فليس هناك من مبادرة، هناك دعوة جدية للحريري لتقديم تشكيلة محدّثة والاجتماع برئيس الجمهورية العماد ميشال عون»، مشيرة إلى أنه «في حال لم يتفقا، أو في حال تبيّن أن الحريري يراوغ ولا يريد الاتفاق على الهيكلية والأسماء والحقائب ساعتئذ سيبدأ البحث في خيارات أخرى». ولفتت الأوساط إلى أن «حتى النائب وليد جنبلاط لم يعُد راضياً عن الأسلوب الذي يتعامل به الحريري، ويعتبر بأنه يتقاسم مسؤولية التعطيل، وأن الموقف الذي اتخذته كتلته في المجلس كان من باب تخفيف التوتر بعد التشاور مع الرئيس بري».
الحديث عن مبادرة يقوم بها بري ليسَ دقيقاً
وفي تطور لافت، يعكس اهتماماً روسياً بالأزمة اللبنانية صدر عن وزارة الخارجية الروسية بيانٌ أشار إلى أن ممثل رئيس روسيا الاتحادية في الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية الروسية مخائيل بوغدانوف استقبل أمس الممثل الخاص للرئيس الحريري، جورج شعبان، وفي لقاء آخر مستشار الرئيس عون أمل أبو زيد. وتأتي الحركة الدبلوماسية الروسية الناشطة بالتزامن مع الانكفاء التام في حركة المبادرة الفرنسية التي لم تحدث أيّ اختراق أو تقدم في الملف الحكومي، ما يطرح السؤال حول وجود مبادرة روسية لم تتضح معالمها بعد، أو محاولة لتقريب وجهات النظر بين عون والحريري. وبحسب المعلومات، يظهر أن «الموقف الروسي ما زال داعماً لتكليف الرئيس الحريري»، مع التأكيد على «ضرورة العمل على هذا الموضوع من قبل جميع الأطراف». المساعي الروسية المتمثلة باستقبال شخصيات لبنانية الهدف منها تقريب وجهات النظر، بحسب مصادر مطلعة وتقليص فجوة الخلاف بين مواقف الطرفين. وعلمت «الأخبار» أن لقاءً غير معلن جمع مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا الكسندر لافرينتيف بأبو زيد، وتمحور اللقاء حول البحث في وسائل المساعدة على عودة النازحين السوريين، علماً بأن أبو زيد يقوم بمساعٍ مع الجانب الروسي لتنظيم زيارة لبطريرك موسكو وعموم روسيا، كيريل لسوريا ولبنان.
الديار: جولة بري الجديدة : فرصة حسم خيارات عون والحريري قبل منتصف حزيران بيت الوسط : لا مشكلة بلقاء رئيس الجمهورية ..والقاعدة الذهبية لا ثلث معطل ولا حزبيين حركة لافتة للسفيرة الاميركية : ماذا نقلت عن الموقف من تأليف الحكومة ؟
كتبت صحيفة “الديار” تقول: هل تكون محاولة الرئيس بري الجديدة الفرصة الحاسمة لتشكيل الحكومة ام انها ستضاف الى سلسلة الجولات التي قام بها على مدى الاشهر الماضية سعيا الى اخراج الحكومة من عنق زجاجة بعبدا وبيت الوسط؟
المعلومات المتوافرة لـ”الديار” تفيد بان رئيس المجلس بدأ اتصالاته ولقاءاته التمهيدية قبل عودة الرئيس الحريري من الامارات العربية المتحدة، وانه يأخذ بعين الاعتبار تكثيف مسعاه لتحقيق النتائج المرجوة في غضون الاسبوعين اللذين حددهما لمحاولته الجديدة من اجل تفادي النتائج والتداعيات الخطيرة المتوقعة اذا ما بقيت الازمة الحكومية تراوح مكانها.
وتضيف المعلومات ان هذا الموضوع كان الموضوع الاساسي في لقائه امس مع السفيرة الاميركية دوروثي شيا التي زارت ايضا الرئيس عون.
ولم يرشح شيء عن اجواء اللقاء، لكن مصادر مطلعة قالت للديار ان السفيرة عبرت مرة اخرى عن الموقف الاميركي الداعم لتسريع تشكيل الحكومة، وان واشنطن تحث المسؤولين اللبنانيين لتحمل مسؤولياتهم تجاه هذا الموضوع وتاليف حكومة تنجز الاصلاحات المطلوبة والضرورية التي تتوافق مع تطلعات الشعب اللبناني.
ولفتت المصادر الى ان السفيرة الاميركية كانت عبرت مؤخرا لمسؤولين وقيادات لبنانية عن هذا الموقف، محملة الجهات اللبنانية المعنية مسؤولية تاخير تشكيل الحكومة.
وكان الرئيس بري استقبل اول امس بعيدا عن الإعلام رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة وتناول معه الموضوع الحكومي، مكررا ما ركز عليه في خطاب عيد المقاومة والتحرير بالنسبة للحكومة، ومحذرا من الاستمرار في هدر الوقت وما ينتج عن ذلك من تداعيات سلبية كبيرة على اللبنانيين ان في ظل تفاقم الانهيار.
ويتوقع ان يعود الحريري خلال الـ 48 ساعة المقبلة الى بيروت، حيث ينتظر ان تنشط المداولات والمشاورات في اطار مساعي بري التي تحظى هذه المرة بدعم واهتمام اكثر، وهذا ما عكسه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلامه عن الخيارين المطروحين لتشكيل الحكومة بدعوته عون والحريري لاجتماعات متتالية للوصول الى التاليف او الاستعانة بصديق الصديق الوحيد الرئيس بري.
وقال مصدر نيابي مقرب منه امس ان نجاح مبادرة رئيس المجلس مرهون بالدرجة الاولى بموقف طرفي عملية التشكيل عون والحريري، وان الرئيس بري لم ولن يدخر جهدا او يوفر طرحا اي مخرجا لتذليل العقبات التي تواجه تأليف الحكومة.
وفي هذا المجال ايضا قال مصدر سياسي بارز للديار ان الاجواء تؤشر الى ان هناك فرصة لنجاح مبادرة بري هذه المرة بنسبة لا تقل عن الخمسين في المئة، لافتا الى ما قاله السيد نصرالله ووضعه النقاط على الحروف بطريقة واضحة وصريحة، مع تاكيده على استعداد الحزب لمساعدة بري.
ولفت المصدر الى ان رئيس المجلس وضع هذه المرة سقفا زمنيا لمسعاه المتجدد (اسبوعان)، وهذا امر مهم ويجب التوقف عنده جيداً، وهو يعني ان بعبدا وبيت الوسط على المحك اكثر من اي وقت مضى لحسم امرهما قبل منتصف حزيران المقبل في اقصى مدى.
واشار الى ان بري في جولته الجديدة سيركز على اخذ اجوبة سريعة وواضحة حول مقترحاته التي سيطرها لا سيما بالنسبة للعقبات العالقة اكان على صعيد الخلاف حول وزارة الداخلية ام على صعيد تسمية الوزيرين المسيحيين.
النهار: قائد الجيش في الاليزيه: أيّ رسالة ولمن؟
كتبت صحيفة “النهار” تقول: قد يكون استقبال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون امس لقائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون تطوراً استثنائياً فرض نفسه على المشهد الداخلي، الى جانب التطورات التي أحاطت أزمة تشكيل الحكومة في الساعات الثماني والأربعين الماضية، باعتبار انه لا يمكن عزل استقبال الرئيس ماكرون للعماد عون كليا عن الدلالات السياسية والتداعيات المتصلة بخيبة فرنسا من الطبقة الحاكمة خصوصا، والطبقة السياسية عموماً.
وإذا كان العنوان الأساسي لابراز دلالات استقبال ماكرون لقائد الجيش يتعلق بدعم الجيش والمؤسسة العسكرية كضمان أساسي للاستقرار في لبنان توليه فرنسا أولوية كبيرة، فان ذلك لم يحجب الدلالات التي شغلت حتما سائر الأوساط والقوى الداخلية لجهة التجاوز الاستثنائي للبروتوكول وتخصيص العماد عون بلقاءات بارزة خلال زيارته لفرنسا بدأت مع لقائه وزيرة الدفاع الفرنسية بعد لقاءاته مع القادة العسكريين الكبار، ثم توجّت باستقبال غير عادي للرئيس الفرنسي لقائد الجيش. جاء ذلك بمثابة #رسالة فرنسية، ولو لن تعترف بذلك باريس، برسم كل الطاقم الحاكم كما الطاقم السياسي بلا ادنى شك، ولو ان موضوع المؤتمر الدولي لدعم الجيش والمؤسسات الأمنية اللبنانية كان العنوان الكبير العلني للزيارة .
وأفادت الزميلة رندة تقي الدين من باريس ان الرئيس ماكرون استقبل قائد الجيش جوزف عون الذي قام بزيارة لفرنسا بدعوة من رئيس الأركان الفرنسي فرنسوا لوكوانتر. وقال مصدر في الرئاسة الفرنسية ان لقاء ماكرون بقائد الجيش الذي استغرق نصف ساعة هو لتأكيد دعم فرنسا للجيش اللبناني ودوره للحفاظ على سلامة واستقرار لبنان. وقال ان ماكرون حيّا مجدداً القوات العسكرية اللبنانية ودورها في الحفاظ على امن لبنان وسيادته ودعمها للشعب اللبناني بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020 وأبدى ماكرون استعداده للمساهمة لتعبئة شركاء فرنسا الأساسيين لدعم قوات الجيش اللبناني دون تحديد اطار هذا الدعم واذا كان سيكون بشكل مؤتمر. واكد ماكرون مجددا لضيفه اللبناني ان الأولوية تبقى لتشكيل حكومة قادرة على تنفيذ إصلاحات ضرورية للبنان.
وكان قائد الجيش التقى وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي اول من امس وقال مصدر في وزارة الدفاع لـ”النهار” ان بارلي والعماد عون تبادلا الرأي حول الوضع الأمني في لبنان والمنطقة. وأضاف ان الوزيرة الفرنسية أشادت بشجاعة قوات الجيش اللبناني التي هي بمثابة عمود حقيقي لاستقرار لبنان في ظروف متدهورة وصعبة يمر فيها البلد منذ اشهر عدة. واكدت بارلي دعم فرنسا الكامل للبنان وخصوصا دعم وزارة الدفاع الفرنسية الى العسكريين اللبنانيين في ظروف هذه الازمة. وذكرت بالدعم التي قدمته فرنسا للقوات العسكرية مؤكدة نيتها الاستمرار في هذه الجهود. وأكدت للعماد عون استعدادها للمساهمة خلال الأسابيع المقبلة في التعبئة الدولية من اجل القوات العسكرية اللبنانية.
الجمهورية: مبادرة بري لحكومة سريعاً.. والحريري يعود.. وقــائد الجيش في الايليزيه
كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: كلّ انتينات ومنصّات الرّصد مصوّبة من كلّ الاتجاهات في الداخل والخارج، في اتجاه القصر الجمهوري و”بيت الوسط”، ترقباً لما اذا كان رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، سيتلقفان ايجاباً الدعوات المكثفة لهما، لطي صفحة الاشتباك وفتح صفحة التفاهم بينهما على تشكيل حكومة.
ومردّ هذا الرّصد، هو النتائج العكسية التي ارتدت عليهما في الاشتباك الأخير، وكان الأعنف في مسارهما الصدامي المستمر بينهما منذ تكليف الحريري تشكيل الحكومة في تشرين الأول من العام الماضي. حيث اكّدت الرسالة الرئاسية العنيفة ضدّ الرئيس المكلّف، والردّ الأعنف عليها، مع ما رافق ذلك من تصعيد متبادل من قبل فريقيهما السياسيَّين، انّ أفقهما مسدود بالكامل. وتلك النتائج ظهّرت على حلبة الصدام فرضيّة ان يكون قد ثبت للرئيسين، ما هو ثابت لكلّ الآخرين قبلهما، بأنّ لا غلبة لرئيس على رئيس، ولا يمكن لأي منهما ومهما تورّمت مشاعره وشحن اسلحته السياسية وغير السياسية، أن يُقصي أو يُلغي او يُخضع الآخر، وأنّ لا طائل من الاشتباك الدائر بينهما، الذي لم يأتِ لأيّ منهما بربح ولو ضئيل، اعتقد انّه يحصّنه، بل أصابهما معاً بأضرار وجروح سياسية ومعنوية عميقة، وأصاب معهما لبنان واللبنانيين القابعين في جحيم الأزمة بأفجع الخسارات.
الرئيسان تحت المجهر
الملاحظ منذ “جلسة الرسالة” أنّ الطرفين بدا كل منهما وكأنّه اكتفى بما قاله بحق الآخر، وتجنّبا التصعيد ما بعد تلك الجلسة، ما خلا ارتدادات بسيطة عبّرت عنها اصوات محدودة من هنا وهناك، في ما بدا أنّهما قرّرا، ومن دون ان يعلنا عن ذلك صراحة، ان يفسحا المجال لمساعي التبريد أن تأخذ مداها في الاتجاه الصحيح، بعدما بيّنت وقائع الجلسة وما احاط الرسالة والردّ عليها، انّهما وحدهما في معركة اختلط فيها السياسي بالشخصي، ولا نصير لهما من أي من المكونات السياسية، وحتى من حلفائهما. وعبّر عن ذلك بوضوح الموقف الذي صدر عن مجلس النواب في ختام تلك الجلسة.
اللواء: عون في الأليزيه.. ومؤتمر دولي لدعم الجيش وتثبيتت الإستقرار مبادرة برّي تنطلق بلقاء مع السنيورة.. “سوق عكاظ” التهريب في مجلس الدفاع..
كتبت صحيفة “اللواء” تقول: تصدر الاهتمام لقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالامس قائد الجيش العماد جوزيف عون في الاليزيه،في سابقة نادرة ولافتة في هذا الظرف بالذات، وهو حدث اعتبره المراقبون بمثابة رسالة واضحة من الرئاسة الفرنسية باكثر من اتجاه. الرسالة الاولى هي التنويه بدور الجيش اللبناني بالحفاظ على الامن والاستقرار وعدم الانحياز لاي جهة كانت ولتأكيد التزام فرنسا بمساعدة ماديا ولوجستيا ليتمكن من تجاوز الصعوبات والازمة التي يمر بها لبنان حاليا،ويقوم بالواجبات والمهمات المنوطة به. وكشفت مصادر متابعة بان هناك اهتماما فرنسيا بدور الجيش اللبناني بالحفاظ على أمن الحدود بين لبنان في كل المناطق ومن ضمنها الحدود اللبنانية السورية لضمان وقف التهريب على انواعه والسلاح وكل الممنوعات.وقد عرض قائد الجيش حاجات الجيش ليتمكن من القيام بمهماته في ضبط الحدود على أكمل وجه،لاسيما المساعدة اللوجستية اللازمة لإنشاء الوية الحدود ووسائل المراقبة الحديثة،من المناظير الليلية وزارات الدرون وغيرها، وقد وعد الجانب الفرنسي بدراسة حاجات الجيش العسكرية، اضافة الى تقديم مساهمة مالية تستخدم لدعم رواتب العسكريين لمدة زمنية محدودة ريثما يتخطى لبنان ازمته المالية والاقتصادية، ولكن من دون الكشف عن تفاصيلها بالوقت الحالي.
وخارج سياق الدعم الموعود، الذي وضع آليته الرئيس ايمانويل ماكرون في 2 أيلول 2020، بذكرى “100 عام على قيام دولة لبنان الكبير”، عبر “حكومة مهمة”، جدّد الرئيس الفرنسي المضي في الدعم، ولكن عبر مؤسسات قائمة، أبرزها الجيش اللبناني، ومؤسسات المجتمع المدني والأحزاب والشخصيات السياسية التي تنتمي إلى بيئة التغيير..
تجاوز الاليزيه طريقة تقديم المساعدات، التي لم تر النور، ومضى يراهن على دعم من نوع آخر..
وعلى هذا الأساس وجهت الدعوة إلى قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون من رئيس هيئة أركان الجيوش المشتركة الفرنسية الجنرال Francois Lecointre لزيارة فرنسا، فعقد سلسلة اجتماعات في كلية الدفاع الرسمية، ثم التقى وزيرة الدفاع Florence Parly التي جدّدت الالتزام بالمساعدات والهبات وبرامج التدريب المشتركة: لمساعدة الجيش على تجاوز الأزمة الكبيرة “الآيلة للأزدياد بسبب الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي في لبنان، والذي قد يزداد سوءاً عند رفع الدعم”، على حدّ تعبير العماد عون.