من الصحف الاميركية
ذكرت الصحف الأميركية أن المدعي العام لمنطقة مانهاتن بنيويورك سايروس فانس شكل هيئة محلفين كبرى للنظر في التهم المحتملة بحق “منظمة ترامب”، المجموعة المملوكة لعائلة الرئيس السابق دونالد ترامب الرئيس السابق.
وأشارت مصادر مطلعة لواشنطن بوست إلى ان “تشكيل هيئة المحلفين جاء لتقرير ما إذا كان سيتم أم لا رفع دعوى قضائية بناءً على الأدلة التي تم جمعها في نطاق التحقيق الذي يجريه مكتب المدعي العام لمنطقة مانهاتن منذ عامين“.
وذكرت أن هيئة المحلفين، التي ستتولى القضية الجنائية ضد ترامب ومديريه التنفيذيين، ستجتمع 3 أيام في الأسبوع على مدار 6 أشهر لتقييم الأدلة.
وكان المكتب يحقق سابقا مع الشركة، التي تحمل اسم الرئيس السابق، في مسألة مدنية فقط، بإشراف المدعية العامة في نيويورك، ليتيشا جيمس، مع التركيز على ما إذا كانت الشركة قد قيمت أصولها بشكل غير صحيح لأغراض القروض والضرائب.
كتب ماكس فيشر مقالة في صحيفة نيويورك تايمز تناول فيها التغيّر الذي طرأ على العلاقة بين “إسرائيل” والولايات المتحدة الأميركية.
وقال الكاتب إن “إسرائيل”، وهي دولة صغيرة محاطة بالخصوم وفي خضم صراع مع الفلسطينيين، تعتمد بشكل مطلق على الدعمين الدبلوماسي والعسكري الأميركيين. فمن خلال منحها هذا الدعم، تحمي الولايات المتحدة “إسرائيل” وتمارس في الوقت نفسه نفوذاً كبيراً على أفعالها.
وأشار الكاتب إلى أن هذه كانت الحكمة التقليدية وكان ذلك صحيحاً لعقود من الزمن: “فقد عامل القادة والناخبون الإسرائيليون على حد سواء واشنطن على أنها ضرورية لبقاء” كيانهم.
وأضاف أن هذا الاعتماد قد ينتهي. فبينما لا تزال “إسرائيل” تستفيد بشكل كبير من المساعدة الأميركية، يقول المحللون إنها قد تكون قد حصلت على استقلال ذاتي فعال عن الولايات المتحدة.
وقال فيبين نارانغ، أستاذ العلوم السياسية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والذي درس الإستراتيجية الإسرائيلية: “إننا نشهد المزيد من الاستقلال الإسرائيلي“.
لم تعد “إسرائيل” بحاجة إلى ضمانات أمنية أميركية لحمايتها من الدول المجاورة، التي وقع بعضها اتفاقات سلام معها. كما أنها لا ترى نفسها في حاجة إلى وساطة أميركية في الصراع الفلسطيني، الذي يجد الإسرائيليون إلى حد كبير أنه يمكن تحمله ويدعمون الإبقاء عليه كما هو.
وبينما كانت “إسرائيل” تعتمد على عمليات نقل الأسلحة الأميركية، فهي تنتج الآن العديد من أسلحتها الأساسية محلياً. لقد أصبحت أكثر اكتفاء ذاتياًمن الناحية الدبلوماسية كذلك، حيث لها حلفاء مستقلون عن واشنطن. حتى من الناحية الثقافية، فإن الإسرائيليين أقل حساسية لموافقة الولايات المتحدة ويمارسون ضغطاً أقل على قادتهم للحفاظ على مكانة جيدة في واشنطن.
وبينما تظل المساعدة الأميركية لـ”إسرائيل” مرتفعة من حيث القيمة المطلقة، فإن الازدهار الاقتصادي الإسرائيلي على مدى عقود جعلها أقل اعتماداً. في عام 1981، كانت المساعدات الأميركية تعادل نحو 10 في المائة من اقتصاد “إسرائيل”، لكن هذه المساعدات كانت في عام 2020، نحو 4 مليارات دولار تعادل نحو 1 في المائة فقط من حجم الاقتصاد الإسرائيلي.
وقال الكاتب إن واشنطن قد أكدت تراجع أهميتها بالنسبة للصراع الأسبوع الماضي، ودعت إلى وقف إطلاق النار فقط بعد أن اقترب اتفاق بوساطة مصرية من الاكتمال، والذي قال القادة الإسرائيليون إنهم وافقوا عليه لأنهم أكملوا أهدافهم العسكرية في صراع كانت مدته عشرة أيام مع غزة. ويزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين المنطقة هذا الأسبوع، على الرغم من أنه قال إنه لا ينوي استئناف محادثات السلام الرسمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ويأتي التغيير في الوقت الذي يتحدى فيه فصيل من الديمقراطيين والنشطاء اليساريين الأميركيين، بسبب غضبه من معاملة “إسرائيل” للفلسطينيين وقصف غزة، إجماع واشنطن طويل الأمد بشأن “إسرائيل”. ومع ذلك، فإن أعداداً كبيرة من الأميركيين، وإن كانت متراجعة عن السابق، تعبّر عن دعمها لـ”إسرائيل”، وقاوم السياسيون الديمقراطيون دعم ناخبيهم المتزايد للفلسطينيين.
وأوضح الكاتب أنه لا يزال لدى الولايات المتحدة نفوذ على “إسرائيل”، كما هو الحال مع كل دولة تقدم فيها الأسلحة والدعم الدبلوماسي. وأظهر احتضان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للحكومة الإسرائيلية أن “إسرائيل” لا تزال تستفيد من هذه العلاقة. لكن النفوذ الأميركي قد يتراجع إلى ما بعد النقطة التي تكون فيها “إسرائيل” قادرة وراغبة في أن تفعل ما تشاء، سواء بإجماع من الحزبين الديمقرطي والجمهوري أم من دونه.
وقال الكاتب: عندما يفكر الأميركيون في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لا يزال الكثيرون يتصورون الفترة المعروفة باسم الانتفاضة الثانية، عندما تحطمت الدبابات الإسرائيلية في البلدات الفلسطينية وانفجرت القنابل الفلسطينية في المقاهي والحافلات الإسرائيلية. لكن ذلك كان قبل 15 عاما.ً ومذاك، أعادت “إسرائيل” هندسة الصراع بطرق يجدها الناخبون والقادة الإسرائيليون إلى حد كبير محتملة. فالعنف ضد الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة نادر وأقل مستوى، وهو نادر أكثر في الكيان الإسرائيلي نفسه، أي أراضي فلسطين المحتلة عام 1948.
وأضاف أنه على الرغم من اندلاع القتال مرات عدة بين “إسرائيل” والفصائل المتمركزة في غزة، إلا أن القوات الإسرائيلية نجحت في دفع العبء بأغلبية ساحقة على عاتق سكان غزة. وفيات الصراع، التي كانت ذات يوم من 3 إلى 1 من الفلسطينيين إلى الإسرائيليين، أصبحت الآن أقرب إلى 20 إلى 1.
وقد ترك الاستياء الإسرائيلي من عملية السلام شعوراً لدى الكثيرين بأن القتال الدوري هو الخيار الأقل سوءاً. وعلى الرغم من أن الاحتلال قوة ساحقة ودائمة للفلسطينيين، إلا أن معظم اليهود الإسرائيليين يتجاهلونه في معظم الأيام.
وقالت يائيل مزراحي-أرنو، الباحثة الإسرائيلية في منتدى التفكير الإقليمي، وهو مؤسسة بحثية إسرائيلية: “لقد أصبح الإسرائيليون مرتاحين بشكل متزايد لهذا النهج. هذه تكلفة هم على استعداد لقبولها”. وأضافت: إنه وضع راهن يمكن لـ”إسرائيل” الحفاظ عليه بمساعدة خارجية قليلة. في السنوات الماضية، كانت أهم أدواتها العسكرية هي الطائرات الحربية الأميركية الصنع وغيرها من المعدات المتطورة، والتي تطلبت موافقة الكونغرس والبيت الأبيض. لكنها الآن، تعتمد على تكنولوجيا الدفاع الصاروخي التي يتم تصنيعها وصيانتها إلى حد كبير في الداخل، وهو إنجاز يلمح إلى إصرار “إسرائيل” على تحقيق الاكتفاء الذاتي.
وأشار نارانغ، الباحث في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إلى أن لدى الإسرائيليين نظام دفاع صاروخي متعدد الطبقات ضد الصواريخ قصيرة المدى والصواريخ الباليستية قصيرة المدى، وفعال بنسبة 90 في المائة.
وعلى الرغم من أن التمويل الأميركي الضخم في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما قد ساعد في دعم النظام الدفاعي الصاروخي، إلا أنه يعمل الآن بسعر معقول نسبياً قدره 50.000 دولار لكل منصة اعتراض.