من الصحف الاميركية
اعتبرت بعض الصحف الاميركية ان الحملة الإسرائيلية الحالية تستهدف زعيم كتائب عز الدين القسام محمد ضيف الذي نجا من عدة محاولات، وزعمت إن الحملة الأخيرة في غزة ركزت فيها على شبكات الأنفاق التي بناها التنظيم وفي الوقت نفسه استهداف قيادة حماس العسكرية.
وأضافت أن إسرائيل حاولت في القتال الحالي ملاحقة وقتل الضيف الذي يعتبر المطلوب الأول على القائمة الإسرائيلية ومنذ عقود وأصبح رمزا لقوة وتصميم كتائب القسام.
نشرت مجلة “فورين أفيرز” مقالا للأستاذ خليل الشقاقي، مدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، قال فيه إن تداعيات هذه الجولة من المواجهة بين الاحتلال الإسرائيلية والمقاومة الفلسطينية ستكون طويلة الأمد وعميقة. وفوق كل شيء، سيعزز الشعور بين الإسرائيليين والفلسطينيين ومعظم المجتمع الدولي بأن البحث عن حل سلمي قد انتهى في المستقبل المنظور.
العدوان الذي بدأ في أوائل أيار/ مايو لم يكن مخططا له، لقد كانت تتويجا لخطوات متنوعة صغيرة، لكنها مهمة، على الرغم من ارتباطها ببعضها البعض، إلا أنها لم تجعل العنف أمرا لا مفر منه. ومع ذلك، فإن مزيجا من الديناميكيات السياسية المحلية الإسرائيلية والفلسطينية، والإخفاقات الدولية، والعلاقات المتدهورة بين الجانبين خلقت الظروف المناسبة لإراقة الدماء.
ومع ذلك بغض النظر عن نوعيتها العرضية، فإن جولة العنف الأخيرة ستكون لها عواقب دائمة، ستخرج حماس من الصراع أقوى، والسلطة الفلسطينية ورئيسها أضعف. سوف يتراجع العنف بين فلسطينيي 48 واليهود في نهاية المطاف، لكن تصورات العرب عن التمييز المنهجي سوف تنمو، وكذلك الاعتقاد بأن البحث عن المساواة داخل إسرائيل غير مجد بطبيعته.
كما سيتوسع دور القدس الرمزي، ما يعمق الأبعاد الدينية للصراع بين العديد من الإسرائيليين والفلسطينيين، تشير هذه التطورات إلى العودة إلى مرحلة قديمة من الصراع. لقد عزز الأسبوعان الماضيان الاعتقاد بأن علاقتهما مرة أخرى وجودية، وأن الدبلوماسية لحل النزاع لا طائل من ورائها، والعنف أمر لا مفر منه.
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالا كتبه المعلق نيكولاس كريستوف عن الروابط التاريخية الأمريكية مع إسرائيل التي باتت تهتز وانهيار إجماع الحزبين في الكونغرس على دعمها.
وقال إن السبب هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يستخدم الدعم الأمريكي كغطاء لتوسيع المستوطنات وقتل حل الدولتين وتدمير غزة وبأموال دافعي الضرائب الأمريكيين.
وأضاف: “بنفس السبب الذي نشجب فيه قصف حماس لإسرائيل ألا ينبغي علينا أن نطالب بقبول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف إطلاق النار والتوقف عن قصف غزة الذي تسبب بقتل أعداد أكبر من الأبرياء؟“.
وعاد الكاتب إلى عام 1948 قائلا إن الولايات المتحدة كانت أول دولة تعترف بإسرائيل بعد إنشائها في ذلك العام، وكان واحدا من الأمور التي اتفق عليها الديمقراطيون والجمهوريون هو الدعم الذي لا يتزحزح لإسرائيل. وكتب الرئيس باراك أوباما بعد توليه منصب الرئاسة مباشرة “راوبط الصداقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل لا تزال كما كانت دائما قوية ولا تتزعزع“.
لكننا اليوم وبخاصة داخل الحزب الديمقراطي نرى أن هذه الروابط تهتز في الوقت الذي يرفض فيه نتنياهو دعوات وقف إطلاق النار في غزة “ويتركنا نتساءل: لماذا يجب على دولاراتنا من دافعي الضرائب دعم الدمار الذي يمطره وقتل عدد من الأطفال الأبرياء وتدمير 17 مستشفى وعيادة وإجبار 72.000 على الهرب من بيوتهم؟“.
وقال إن الرئيس جوزيف بايدن منع قرارا في مجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق النار معتقدا أنه قادر على تحقيق الكثير عبر الدبلوماسية الخاصة وأكثر من التوبيخ.
وقال بايدن في عام 2010: “يحصل التقدم في الشرق الأوسط عندما يعرف الجميع ألا مسافة بين الولايات المتحدة وإسرائيل” ويعني بذلك خلافا.
ويعلق كريستوف: “واحسرتاه، من الصعب رؤية هذا “التقدم”، فقد استخدم نتنياهو الأمريكيين كغطاء لتوسيع المستوطنات وإلى حد كبير لتدمير حل الدولتين. وغمز للتطرف الداخلي بحيث أصبحت هناك 100 مجموعة على واتساب وبأسماء مثل “الموت للعرب” وشجعها على العنف ضد العرب والفلسطينيين. وها هو الآن يقصف غزة وأشعل قتالا وصفه الرئيس الإسرائيلي روفين ريفلين بالحرب الأهلية“.
وتابع: “هناك بعض التقدم، حيث أصبح بعض الشبان الأمريكيين يشاهدون صعود إسرائيل الصقورية والمتطرفة ويرونها ليس كديمقراطية شجاعة لكن كقوة قمع عسكرية. وما يدهشهم ليست القيم الديمقراطية ولكن ما وصفته منظمة هيومان رايتس ووتش “بجرائم الفصل العنصري”. كما وقوض نتنياهو دعم الحزب لإسرائيل من خلال تجاوز ديمقراطيين مثل أوباما واصطفافه مع دونالد ترامب والجناح اليميني الأمريكي“.
وقال كريستوف إن “الكثيرين منا معجبون كثيرا بإسرائيل، فهي ديمقراطية قوية تمنح مواطنيها العرب حقوقا أكثر من جيرانها: شكرا لله أنها تعامل مواطنيها العرب أكثر مما تعامل مصر وسوريا والسعودية المواطنين العرب”. ولكن هناك جانب آخر لإسرائيل يميز ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وتعتقد أنها قادرة على التحكم بهم وللأبد ومصادرة أرضهم بدون منحهم حق الرفض.
واستطرد: “وما يثير القلق أن سياسة تدمير غزة تساعد نتنياهو سياسيا ولا هدف استراتيجيا بل يمكن القول إنها تساعد حماس”. وكتب ألوف بن المعلق في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية “هذه أكبر عملية إسرائيلية فاشلة وعبثية في غزة“.
وقال كريستوف: “برافو، سناتور بيرني ساندرز وجون أوسوف اللذان أظهرا قيادة ووقفا ضد نتنياهو، والمثير للملاحظة أن كليهما يهوديان، ذلك أن أقوى الداعمين لسياسات نتنياهو المتطرفة ليسوا يهودا أمريكيين بل من الإنجيليين المسيحيين البيض“.
وأضاف كريستوف: “في مقال سابق تساءلت عن السبب لمنح 3.8 مليارات دولار كمساعدات عسكرية إلى بلد غني كإسرائيل ومن الأفضل لو أنفقت الأموال لتوفير اللقاح وتطعيم الناس في البلدان الفقيرة ضد كوفيد- 19“.
وأردف: “ما يقال إن محاولة اشتراط الدعم الأمريكي لإسرائيل سيؤدي إلى اتهامات بمعاداة السامية ليس صحيحا. وعلينا الوضوح معاداة السامية مصدر قلق حقيقي وهي تثير بعض الإدانات لإسرائيل، لكنها تقلل من شأن الكفاح ضد معاداة السامية عبر إلقاء التهم باستخفاف. ومثلما يجب على المعادين للسامية عدم استخدام هذا النزاع لنشر الكراهية، يجب على داعمي إسرائيل عدم استخدام معاداة السامية كغطاء يحجب أي نقد صادق. فلا يعد عداء للإسلام (إسلاموفوبيا) لو شجبت البرنامج النووي الإيراني ولن تكون معاديا للمسيحية لو شجبت دونالد ترامب لدعمه القومية البيضاء، ولست معاديا للسامية لو انتقدت إسرائيل لارتكابها جرائم حرب ممكنة“.