من الصحف البريطانية
ما تزال تطورات الأوضاع في غزة والضفة الغربية تحظى باهتمام واسع في تغطية الصحف البريطانية التي تناولت مستقبل العلاقات بين الطرفين والدور الأمريكي في الأزمة من وجهات نظر متعددة.
نشرت صحيفة الفايننشال تايمز افتتاحية بعنوان “يجب على بايدن الضغط على إسرائيل لإنهاء حملة قصف غزة“.
تقول الصحيفة إنه في تصريحات علنية عن قصف إسرائيل لغزة، أكد مسؤولون في الحكومة الأمريكية مرارًا وتكرارًا أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها. وتقوم إسرائيل بالدفاع عن نفسها، وفي الوقت ذاته يدافع الفلسطينيون عن أنفسهم. ولكن الصحيفة ترى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعلم أن الصراع الحالي ينطوي على ما هو أكثر بكثير من الدفاع عن النفس.
تقول الصحيفة إن السياق الأوسع للأزمة هو الفشل الكامل في تحقيق تسوية سلمية عادلة ودائمة بين إسرائيل والفلسطينيين وإنهاء احتلال الدولة اليهودية للأراضي الفلسطينية، وعاجلاً أم آجلاً ، كان لا بد لهذا الفشل أن يشعل الصراع.
ورأت الصحيفة أن إحجام إدارة بايدن عن إطلاق حملة جديدة من أجل السلام في الشرق الأوسط واضح ومفهوم، حيث يريد استراتيجيو البيت الأبيض تركيز طاقاتهم على التعامل مع صعود الصين، وعلى مشاكل أمريكا الداخلية. وتضيف أن السعي وراء حل الدولتين استنزف الكثير من طاقة الولايات المتحدة في العقود الأخيرة، مع القليل من العوائد الملموسة.
وتستدرك الصحيفة قائلة إن تصمم بايدن على إعادة تأكيد دور الولايات المتحدة كزعيم للعالم يعني أنه لا يستطيع تجاهل الأزمة الحالية أو القضية الإسرائيلية الفلسطينية الأوسع. وفي مرحلة ما، يجب استئناف الجهود لتحقيق تسوية سلمية.
وتضيف الصحيفة أن تحقيق حل الدولتين الذي ينشئ دولة فلسطينية لا يزال بعيد المنال. لكن هناك أشياء أخرى يجب أن تسعى أمريكا وحلفاؤها الأوروبيون من أجل تحقيقها، على المدى القصير والمتوسط.
وترى الصحيفة أنه يجب على إدارة بايدن زيادة الضغط على إسرائيل بمرور الوقت لتحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين واحترام حقوقهم، وأن تعطي الأولوية لتخفيف الحصار عن غزة الفقيرة ورفعه في نهاية المطاف.
وتدعو الصحيفة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أيضا إلى ممارسة ضغوط علنية على إسرائيل لوقف مصادرة الأراضي وهدم منازل الفلسطينيين. وتضيف أنه يجب على الإدارة الأمريكية، التي جعلت احترام حقوق الإنسان أمرًا محوريًا في سياستها الخارجية، أن توضح أن هذه المبادئ تنطبق أيضًا على إسرائيل.
نشرت صحيفة ديلي تليغراف افتتاحية بعنوان “في بريطانيا، أدت السياسات السامة إلى تسميم النقاش حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني“.
وتستهل الصحيفة افتتاحيتها قائلة إنه من غير المقبول الصراخ بألفاظ بذيئة عنصرية في شوارع المملكة المتحدة أو في أي مكان آخر. وتضيف أن مقطع الفيديو الذي يظهر متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين يقودون سيارتهم في منطقة يقطنها جالية يهودية شمالي لندن وهم يرفعون شعارات معادية للسامية، أمر مخز يستحق الإدانة الواسعة.
وتقول الصحيفة إن هذا الحدث “البشع “رمز للسياسات السامة التي سممت لسنوات النقاش حول النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وتقول الصحيفة إنه لا شك أن هناك العديد من المؤيدين للفلسطينيين الذين يمقتون معاداة السامية ويؤيدون حل الدولتين للصراع. لكن كثيرين في الجناح الإسلامي الأكثر تطرفاً يرغبون في تدمير إسرائيل.
وتقول الصحيفة إن الخطر في بريطانيا يكمن في أن الجدل السياسي، وخاصة في جناح اليسار، يشجع هذا التشدد من خلال تصوير إسرائيل دائمًا على أنها الشرير.
وتضيف أن التصعيد العنيف الأخير للتوترات بين إسرائيل وحماس في غزة أدى إلى دفع كثيرين من اليسار إلى الانحياز إلى جانب الفلسطينيين على الرغم من تصنيف حماس كمنظمة إرهابية.
وتضيف أن التنديدات من جانب واحد للهجمات الجوية الإسرائيلية تتجاهل أن حماس أطلقت آلاف الصواريخ على إسرائيل.