من الصحف الاسرائيلية
نقلت الصحف عن كاتب إسرائيلي قوله إن قرار مفوض عام شرطة الاحتلال، بسحب المستوطنين اليهود من الحرم القدسي، يعني التنازل عن السيادة عليه، ويقنع الفلسطينيين بأننا مؤقتون في هذه البلاد، وإن الصور المخزية لليهود القادمة من القدس هي تفسير شامل لما تشهده المدينة.
وأضاف عاميت سيغال خبير الشئون الحزبية في مقاله على القناة 12 أنه “لأول مرة في يوم القدس العبري، يتسجل العار على الليكود، وفي هذه الحالة اقتنع الفلسطينيون أننا تخلينا عن وجودنا، وأصبحنا هناك مثل الصليبيين، مقيمون مؤقتون، وليس هناك سخرية في العالم أكثر من ذلك“.
وختم بالقول أن “ما تعرضت له سيارات المستوطنين في قلب القدس، وإزالة مسيرة الأعلام الإسرائيلية من البلدة القديمة بسبب مخاوف أمنية من الفلسطينيين، كل ذلك يشكل عارا على إسرائيل”.
قال آفي إيسسخاروف مراسل الشؤون الفلسطينية في مقال بموقع ويللا إن “المزيج بين نهاية شهر رمضان، وإلغاء الانتخابات الفلسطينية، وتصاعد التوترات بشأن إخلاء المنازل في حي الشيخ جراح، قد ولّد عاصفة كاملة لحركة حماس، حيث يبذل رؤساء الحركة جهدًا توضيحيًا هائلاً، ويتمكنون من الضغط على إسرائيل، لتنفيذ هجمات قد تخرج عن نطاق السيطرة“.
وأضاف أن “الأحداث الأخيرة في الضفة الغربية والقدس أدت، كما هو متوقع، إلى تبادل الاتهامات المثيرة للشفقة في إسرائيل بين مؤيدي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وخصومه، وبينما أعلن الأول أن الفلسطينيين يشمون رائحة ضعف من حكومة التغيير المقبلة، فقد زعم الأخير أن نتنياهو يريد التصعيد، لوقف إخلائه من مقر رئاسة الحكومة“.
وأشار إلى أنه “في هذه المرة، وكما هو الحال في العديد من الحالات المماثلة، يمكن أن يُنسب بعض الفضل إلى الفائز في الحريق الذي شهدته إسرائيل والقدس إلى حماس، من خلال ارتباط الهجمات المسلحة العديدة في الضفة الغربية بالتصعيد في القدس والسياسة الإسرائيلية تجاهها، لكن السياسة الداخلية الفلسطينية بالتحديد تلعب دورًا مهمًا هنا“.
وأوضح أن “تصاعد التوترات حول إخلاء منازل الشيخ جراح، أدى إلى عاصفة كاملة لحماس، وفرصة ذهبية لاستعادة وجودها بالضفة الغربية، والقدس، وبذلت الحركة جهودًا هائلة في الأسبوعين الماضيين لإشعال النار في المنطقة، ولهم حق في ذلك، حتى إنهم نجحوا في القيام بمهمتهم، مع العلم أن إسرائيل قامت في الماضي بالفعل بإخلاء منازل، واتخذت إجراءات أكثر صرامة ضد الفلسطينيين في القدس وخارجها“.
وأكد أن “حماس أدركت هذه المرة أنها أمام فرصة استثنائية لإثارة دعم متزايد لها، وقد تجلى ذلك من خلال هتافات آلاف المصلين في المسجد الأقصى بصراخهم في كل ليلة بصوت أجش يا قسام يا حبيب.. اضرب اضرب تل أبيب، وهم يلوحون بأعلام حماس، والحركة الإسلامية“.
وأضاف أن “هجوم العملية المسلحة على مفرق تفوح، ومحاولة الهجوم على المستوطنين وسط إسرائيل، وتم إحباطه قرب حاجز سالم، يضاف للصور الأخيرة من الحرم القدسي، وتوفر المزيد من الوقود لمحركات حماس، رغم أننا ما زلنا نحاول استعادة الصور المنسية من 29 سبتمبر 2000، بعد يوم من اقتحام آرييل شارون للحرم القدسي، وانتهى بانفجار عنيف للمصلين في الحرم بمقتل وجرح عشرات الفلسطينيين“.
وأوضح أنه “بعد ساعات فقط من اقتحام شارون، اندلعت انتفاضة الأقصى، ولكن لا يزال من الممكن أن تلهم الصور من الحرم عددًا لا بأس به من الشباب في الضفة الغربية لتنفيذ المزيد من الهجمات المسلحة، وبالنسبة لحماس فإن السياسة القديمة تتبلور الآن، وتتمثل في إشعال القدس، رغم تهديد محمد الضيف بضرب إسرائيل إذا استمر الهجوم على القدس، من خلال استئناف إطلاق الصواريخ بشكل مكثف، وما يحمله ذلك من احتمال تنفيذ عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة”.
قال جنرال إسرائيلي إن “الجيل الجديد من الشباب الفلسطيني يجهل حيثيات اندلاع الانتفاضة الثانية أواخر العام 2000، وينعكس هذا في جرأتهم في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، رغم أن هناك خمسة قضايا رئيسية يجب على إسرائيل حلها، حتى لو لم تعمل الحكومة المقبلة على حل النزاع مع الفلسطينيين“.
وأضاف عاموس يادلين الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، في مقال على القناة 12، أنه “من المهم ابتداء الحد من الأعمال الاستفزازية التي يقوم بها بعض المستوطنين اليهود، خاصة عضو الكنيست إيتمار بن غفير، الذي ساهمت سلوكياته في إذكاء نيران الأحداث الأخيرة في الحرم القدسي، وتسببت في تنفيذ الهجمات الفلسطينية الأخيرة، والتهديدات الفلسطينية بالمزيد منها“.
وأشار يادلين، أحد قادة سلاح الجو السابقين، والرئيس السابق لمعهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، إلى أنه “من المهم النظر إلى المعضلات المركزية والأساسية في الساحة الفلسطينية بجميع مكوناتها: السلطة الفلسطينية وحماس والمقدسيين، من منظور أوسع وأطول أجلاً، ما يطرح الهدف الاستراتيجي السياسي الذي تروج له إسرائيل تجاه الفلسطينيين، وفي الوقت ذاته كيفية الحفاظ على الهدوء تجاههم، مع تعزيز قوة الردع“.
وأوضح أنه “على المستوى التكتيكي يتوجب على إسرائيل قراءة الخطوات المستمدة من الرؤية والأهداف الاستراتيجية، وتجنب مناقشة الهدف القومي لإسرائيل تجاه الفلسطينيين، فهل وجهتها هي دولة واحدة، أم دولة يهودية.. رغم أن التردد الذي تبديه إسرائيل قرار يؤدي إلى دولة واحدة غير ديمقراطية وغير يهودية، رغم أني لست مقتنعًا بأن صانعي السياسة تجاه الفلسطينيين على دراية كافية بحقيقة أنهم يقدمون خطابا مختلفا اليوم عن الماضي“.
وأكد أن “الفلسطينيين بعد انتهاجهم لاستراتيجياتهم الثلاث، العمليات المسلحة وتدويل الصراع والاعتماد على العالم العربي، فقد عززوا مؤخرا بشكل كبير الخطاب الحقوقي القانوني، فإذا لم يتمكنوا من تحقيق دولتهم، فسيسعون لحقوق متساوية كمواطنين في إسرائيل، وفق رؤية طويلة الأمد تهدف إلى تحقيق أغلبية عربية في دولة واحدة، وفي السياق استنفاد الفوائد الاقتصادية لإسرائيل، وكسب نقاط في حملة نزع الشرعية عنها“.
وأضاف أن “هذا الهدف الفلسطيني واضح بين جيل الشباب في الضفة الغربية والقدس وغزة، وهذا جيل لم يشهد الانتفاضة الثانية وتأثيراتها على المجتمع الفلسطيني، بل إنه يستخدم شبكات التواصل، ويتعرض بكثافة عالية للتحريض“.
وأوضح أن “الدعم الذي حظيت به إسرائيل زمن إدارة ترامب، حماها من “تسونامي سياسي”، من خلال الاتفاقات الإبراهيمية التطبيعية التي حرمت الفلسطينيين من استخدام حق النقض على علاقات إسرائيل العربية، وتوفير الردود العملية الفعالة على التهديدات القادمة من جبهة غزة من خلال القبة الحديدية والجدار تحت الأرضي، ما خلق الوهم بأن القضية الفلسطينية قد اختفت، وليست بحاجة لاتخاذ خطوات استباقية ضدها“.
وأكد أن “أحداث الأيام الأخيرة أكدت الحاجة لتقييم استراتيجي شامل لأهدافها، وسبل تحقيقها، رغم أننا أمام معضلات إسرائيلية عديدة، حيث لا توجد قيادة ولا اهتمام سياسي بالإدارة الاستراتيجية للصراع مع الفلسطينيين، كل شيء في إسرائيل اليوم “أسير” للأزمة السياسية والحزبية المستمرة، وعلى الحكومة الجديدة، إذا تشكلت قريباً، أن تكرس مناقشات على أعلى المستويات لإعادة تحديث البوصلة الاستراتيجية نحو الفلسطينيين“.
واستدرك بالقول إن “الصراع مع الفلسطينيين قضية واضحة للخلافات الأيديولوجية الجوهرية بينهما، لذلك فإنه في غياب الاتفاقات، من المرجح أن تستمر سياسات “الهدوء مقابل الهدوء”، وإدارة الصراع، رغم أن هذه السياسة الإسرائيلية مطلوب منها معالجة خمس قضايا رئيسية، أولها تغيير الخطاب تجاه السلطة الفلسطينية وحماس كما انعكست في السنوات الأخيرة، وتسخير اتفاقات لتطبيع لدفع العملية السياسية مع الفلسطينيين“.
وأضاف أن “إسرائيل مطالبة بمنع تكثيف حماس لقدراتها العسكرية في غزة، وضمان عدم تطويرها، كتلك التي بناها حزب الله في الشمال، والسياسة المثلى للتعامل مع إدارة أمريكية تعود للمواقف التقليدية للولايات المتحدة من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والسلوك المطلوب مع تهديد محكمة لاهاي، ومحاولة ترميم الشرعية الدولية لإسرائيل التي تضررت بشكل كبير بسبب أحداث القدس، وغياب إسرائيل عن الشبكات الدبلوماسية“.
وأكد أنه “على المستوى التكتيكي، يمكن لأي نشاط أمني أن “يحدث فرقًا”، لأن الدم يتسبب في غليان المنطقة المتؤججة مسبقًا، وهناك ضرورة للحد من الأعمال الاستفزازية، مثل إخلاء غرفة النائب المتطرف إيتمار بن غفير من حي الشيخ جراح، وتأجيل جلسة المحكمة العليا في قضية الشيخ جراح، واستخدام الحد الأدنى من القوة الشرطية، وتوفير نسيج حياة للفلسطينيين في الضفة الغربية، وتشجيع الاقتصاد لمنع مزيد من الغليان فيها“.
وختم بالقول إن “الجيش الإسرائيلي يجب أن يستعد لاحتمالين: أولهما انتفاضة جماعية، ولكن هذه المرة بدون قيادة الضفة الغربية، والثاني جولة قتال كاملة في غزة، من خلال تجديد دروس الجرف الصامد 2014، وضمان توجيه ضربة مفاجئة وموجهة للذراع العسكرية لحماس، وقادتها، والتذكر دائمًا أن التهديد من الشمال أكثر أهمية، فيقظة حزب الله قد تحول مركز الثقل الأمني من الفلسطينيين إلى لبنان، وهو أمر خطير”.