من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: صواريخ غزة تنتصر للقدس… تل أبيب في الملاجئ… وغارات على غزة… و20 شهيداً / الضفّة تنتفض ومواجهات في قلنديا… واليوم اجتماع عربيّ… ومشاورات في مجلس الأمن / محور المقاومة مستنفر سياسياً وميدانياً تحسبّاً لكل الاحتمالات… بعد إلغاء مناورات الاحتلال /
كتبت البناء تقول: يضع مرجع قيادي في محور المقاومة مشهد المواجهة التي تشكل القدس عنوانها، في دائرة شبيهة من حيث المناخ الشعبي الفلسطيني والتضامن الشعبي العربي الآخذ في الاتساع، بما جرى خلال الانتفاضتين السابقتين، الأولى عام 1988 والثانية عام 2000، حيث تمّ صرف رصيد الأولى باتفاقات أوسلو بوهم تسوية تنتج دولة فلسطينية، بينما أنتجت الثانية تحرير غزة، لكن مع فارق أول هذه المرة وفقاً للمرجع هو أن كيان الاحتلال قد خسر خلال حروبه مع قوى المقاومة التفوّق الذي كان يباهي به، بينما راكم محور المقاومة المزيد من عناصر الاقتدار والحضور، وفارق ثان أن المواجهة تدور تحت عنوان القدس والمسجد الأقصى، وللعنوان موقع وجوديّ وعقائديّ لدى فريقي الصراع، ما يجعل التسوية صعبة من جهة، ويهيئ لجعل أي وقف للمواجهة، تتضمّن تجميد الاستيطان في القدس وتكريس حرمة المسجد الأقصى، انتصاراً كبيراً لمحور المقاومة، وإنجازاً تاريخياً للفلسطينيين يشبه تفاهم نيسان عام 96 الذي حققته المقاومة في لبنان، تحت عنوان وقف استهداف المدنيين، وأسس لتحرير جنوب لبنان.
في الوقائع نفذت قوى المقاومة في غزة تهديدها بإطلاق الصواريخ من غزة مساء أمس، ووصلت الصواريخ الى القدس المحتلة، وليلاً إلى تل أبيب، بينما طالت صواريخ أخرى مستوطنات جدار غزة، وأصيبت سيارة جيب عسكرية لجيش الاحتلال بصاروخ كورنيت، بينما قرّر المجلس الأمني المصغر في حكومة الكيان شنّ سلسلة غارات على غزة، اسفرت حتى منتصف الليل عن أكثر من عشرين شهيداً، بينما سجلت مئات الإصابات بين المسجد الأقصى ومدن الضفة الغربية، التي انضمت إلى التضامن مع القدس على إيقاع إطلاق صواريخ غزة، فتدفق شباب نابلس ورام الله ومخيم الأمعري نحو حاجز قلنديا الذي شهد مواجهات بقيت مستمرّة إلى ما بعد منتصف الليل.
على الصعيد السياسي عجزت مشاورات مجلس الأمن عن التوصل لإصدار بيان، وحاول الأميركيون تجاوز المساواة الظالمة بين التصعيد العدوانيّ لجيش الإحتلال والمستوطنين، والرد الصاروخي للمقاومة، نحو إعطاء الأولوية لإدانة الصواريخ وتأييد ما أسموه بحق الدفاع عن النفس لكيان الاحتلال، أما على الصعيد العربي والإسلامي فينعقد اليوم اجتماعان لكل من مجلس وزراء الخارجية العرب، ومجلس منظمة المؤتمر الإسلاميّ، لا يتوقع أن يخرجا بأكثر من بيان تضامني، لتتوجه الأنظار نحو محور المقاومة، الذي أكدت قيادات بارزة فيه أنه على حالة استنفار سياسي وميداني وجهوزية لكل الاحتمالات، خصوصاً بعد إلغاء مناورات جيش الاحتلال، وما تحتمله من فرضيات لارتكاب حماقات، تهرب من مخاطر هزيمة محققة في المواجهة الدائرة، نحو خلط الأوراق في المنطقة، بعمل عسكري يستدرج تدخلات دولية، يراهن قادة الكيان أن تجعله شريكاً في تسويات إقليميّة ودوليّة تستعد لها المنطقة، ويشعر الكيان بعزلته عنها، ويعرف حجم خسائره من نتائجها.
في لبنان حيث خرجت تظاهرات تضامنيّة مع فلسطين ليلاً، وتستعدّ تجمعات عديدة للمزيد منها اليوم وغداً، بقيت الأزمات السياسية والاقتصادية، ومحدودية المعالجات وعجزها عنوان المشهد الداخلي.
لا تزال أبواب الحل للأزمة الحكومية مقفلة بإحكام حتى الساعة، وسط تمسك طرفي التأليف بمواقفهما وشروطهما من دون التقدم خطوة واحدة إلى الأمام. في المقابل تزداد الأزمات الحياتية والاقتصادية تفاقماً مع توجه مصرف لبنان لرفع الدعم عن المواد الاستهلاكية والمحروقات نهاية الشهر الحالي، ما وضع المواطن أسير كم هائل من الإشاعات التي تتحدث عن ارتفاع أسعار المحروقات وفقدان المواد الغذائية أو ارتفاع أسعارها ما دفع بالمواطنين للتهافت على السوبرماركات والصيدليات ومحطات الوقود لشراء ما يستطيعون منها. حيث شهدت الشوارع في مختلف المناطق زحمة سير خانقة نتيجة طوابير السيارات المصطفّة أمام محطات الوقود في مشهد يتكرر عند كل موجة قلق وإشاعات تروج في وسائل الإعلام، ما يدعو للتساؤل عن مصدر هذه الإشاعات والأهداف التي ترمي إليها؟
وأشارت مصادر نيابية لـ»البناء» الى أن «جهات سياسية مالية مصرفية نافذة في أسواق الدولار والمحروقات والمواد الاستهلاكية والمعدّات الطبية والأدوية، تعمل على افتعال الأزمات أو تضخيمها وإعلانها على وسائل الإعلام لنشر الهلع والخوف بين المواطنين وذلك للضغط والإبتزاز لأقصى حدود في الصراع الدائر حول تأليف الحكومة». ولاحظت المصادر «التزامن الواضح والمريب بين فشل المساعي لتأليف الحكومة وتراجع أسهم الرئيس سعد الحريري وبين عودة الأزمات الحياتية إلى السطح وهذا الأمر تكرّر مرات عدة منذ تكليف الحريري حتى اليوم».
وفيما جزم وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن بألا رفع للدعم عن الأدوية وقطاع الاستشفاء، سارع ممثل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا للتأكيد بأن «شائعات كثيرة بُثّت عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول رفع الدعم عن البنزين، ونحن كموزّعين لم نتبلغ أيّ مشروع برفع الدعم، وسعر البنزين لم يرتفع».
وأكد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد خلال حفل في مستشفى الشيخ راغب حرب الجامعي، أن «ما نواجهه من أزمة في لبنان مفتعلة يراد منها لي ذراع المقاومة تنتهي الى الفشل الذريع والى اعادة الحسابات ومراجعة الخطط واستئناف المفاوضات للعودة الى الاتفاقات السابقة والرضوخ الى إرادة إمتنا في حقها في ان تكون قوية سيدة، قادرة، حرة بأن تقدم اطروحتها الإنسانية لإدارة شؤون المجتمعات كما اراد الآخرون ان يقدموا اطروحتهم».
الأخبار: فلسطين تُحطّم الأسوار
كتبت صحيفة “الأخبار” تقول: لم تكن السادسة من مساء أمس، ومن بعدها التاسعة مساء، إلّا موعداً جديداً لتثبيت مصداقية المقاومة الفلسطينية. ليس هذا فحسب، بل كانتا محاكاة عمليةً لواقعٍ جديد تفرضه المقاومة، وهو الفعل ضمن إطار ردّ الفعل، أي تحديد المسارات والتوقيت وطريقة العلاج. وحتى فجر اليوم، قدّمت المقاومة مهلة أخرى للعدو ساعتين بدءاً من 12.20 صباحاً لفكّ الحصار عن المسجد الأقصى، وإلّا فسيتوسع الردّ على نسق أكبر، عقب تهديد سابق بمفاجآت كبرى في حال استُهدفت بيوت المدنيين في غزة. الأهمّ هذه المرّة أنه لم يتوقّف المقدسيون أو أهالي الضفة والـ48 عندما انطلقت صواريخ غزة، بل رأوا أن الحِمل الأكبر لا يزال على عاتقهم، ولذلك وسّعوا المواجهة نطاقاً وكمّاً، بعدما زادت صواريخ غزة معنوياتهم. صواريخ كانت دقيقة ومدروسة في توقيتها ومكان سقوطها، وأدّت نتيجتها الأساسية في تشتيت “مسيرة الأعلام” وتأكيد وحدة المصير والشعب في المواجهة. كما سُجّل إنجاز آخر بقلّة عدد الصواريخ التي استطاعت “القبة الحديدية” التصدّي لها، لتَحدث إصابات مباشرة في عدد من البيوت، توازياً مع عملية نوعية وجريئة شرق غزة استهدفت “جيب” بصاروخ موجّه، وثّقتها المقاومة وأظهرت وقوع إصابات لا يزال العدو يتكتّم عليها، قبل أن يُكشف أن “الجيب” كان يضمّ وفداً عسكرياً يرأسه مسؤول وحدة العمليات في “فرقة غزة”. وسط ذلك، لم يجد العدو إلّا إحداث مجازر أخرى راح ضحيّتها أكثر من 20 شهيداً في القدس وغزة، تسعة منهم أطفال.
بعد ساعات من اقتحام قوات العدو الإسرائيلي المسجد الأقصى تمهيداً لإخلائه من المعتكفين الفلسطينيين والسماح للمستوطنين المتطرّفين بتدنيسه وإقامة صلوات تلمودية فيه، وتصدّي الشبان بأجسادهم العارية لهم، ألقت المقاومة الفلسطينية بثقلها على المشهد، عبر تنفيذها ضربات عسكرية كانت قد توعّدت بها خلال الأيام الماضية وآخرها أمس، فقلَبت المعادلة التي لا تزال متصاعدة بالقصف والقصف المتبادل. فمنذ ساعات باكرة من صباح أمس، اقتحمت قوات الاحتلال الأقصى، ما أدى إلى صدامات واسعة مع المعتكفين وإصابة أكثر من ألف فلسطيني، منهم 250 حُوّلوا لتلقي العلاج في المستشفيات الميدانية ومستشفيات القدس. ولم تتوقّف الاشتباكات في المدينة والحرم القدسي حتى منتصف الليل، ما رفع عدد الإصابات التي احتاجت إلى علاج إلى قرابة 400، بحسب المصادر الطبية.
رقعة الاشتباكات اتسعت في القدس لتصل إلى أكثر من خمس نقاط، في وقت اشتدّت فيه عمليات القمع والاعتقالات ضدّ الشبان، لتنتقل الاشتباكات إلى مناطق مختلفة في الضفة المحتلة وتصل إلى أكثر من عشر نقاط مواجهة، وهو ما دفع جيش العدو إلى تعزيز قواته فيها بأكثر من ثلاث كتائب إضافية. وبالتوازي، خرجت تظاهرات ضخمة في مدن فلسطين المحتلة عام 1948، ما شكّل مشهداً معقّداً ومعضلة متعدّدة الأطراف والأماكن للمستويَين السياسي والأمني في قيادة الاحتلال، لم تشهده منذ سنوات. وانطلقت التظاهرات الحاشدة في الناصرة وشفا عمرو ويافا وأم الفحم وعين ماهل وطمرة وباقة الغربية، بعدما شجّعها التضامن الكبير من الضفة وغزة مع القدس كلّ على طريقته، فيما اعتقلت شرطة الاحتلال 16 متظاهراً في اللد والرملة، كما اعتقلت شابَّين من سكان وادي عارة بزعم دهس شرطيّ عند مفرق مصمص.
أما ما فرط العقد، فهو إصرار الاحتلال على عدم التراجع عن السماح باقتحام المستوطنين للأقصى. وحتى قبل نصف ساعة من بدء جلسة “المجلس الوزاري المصغر” (الكابينت) المقرّرة الخامسة من مساء أمس، أمهلت “غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة” حكومة الاحتلال حتى السادسة مساءً لسحب قواتها من الحرم القدسي والإفراج عن جميع المعتقلين في الاشتباكات، وهو ما لم يستجب له الاحتلال، فبادرت المقاومة إلى تنفيذ تهديدها. وعلمت “الأخبار” أنه جرت مباحثات مع الوسطاء خلال اليومين الماضيين لمنع تدهور الأوضاع، إذ طلبت “حماس” سحب قوات الاحتلال من الحرم القدسي وإلغاء مسيرة المستوطنين والإفراج عن المعتقلين، الأمر الذي رفضته سلطات الاحتلال قطعياً، وأبلغت أنها ليست في صدد التجاوب مع أيّ طروحات لوقف الاعتداءات في القدس. مع ذلك، واصل الوسيط المصري مباحثاته لمنع تدهور الأوضاع إلى حرب، وهو ما ردّت عليه الحركة بأن “الكرة في ملعب الاحتلال”، وأن الصواريخ لن تتوقف ما لم تتوقف الاستفزازات في القدس، وأيضاً يجري التراجع عن جميع الخطوات بحق سكّان حيّ الشيخ جرّاح، ووقف تقييد حركة الفلسطينيين إلى الأقصى. كما سبق التصعيد نقْل المقاومة رسالة إلى تل أبيب عبر الوسيط المصري مفادها أن العدو يدفع باتجاه مواجهة عسكرية طويلة الأمد، وأن لدى المقاومة “جاهزية عالية لها”، ما يعني أن العدو هو من “يتحمّل مسؤولية هذه الحرب التي لن تنتهي إلا بشروط المقاومة بشأن القدس”.
فور وصول الردّ الإسرائيلي إلى المقاومة، استنفر الاحتلال، وأصدرت شرطة العدو تعليمات إلى المستشفيات بالتأهّب للتعامل مع موجة عمليات، خاصة في مراكز المدن، فيما أغلق الجيش جميع الطرق المحيطة بقطاع غزة، ودعا المستوطنين إلى دخول الملاجئ حتى مدى 80 كيلومتراً بعيداً عن القطاع، وتلاه إعلان تحويل حركة الطائرات في مطار بن غوريون إلى مسارات بديلة. وعند السادسة، جاء ردّ المقاومة فور انتهاء المهلة، وقد بدأته باستهداف جيب عسكري شمال شرق غزة، ما أدى إلى إصابة جندي بجراح خطرة على الأقلّ، ثمّ بثّت “سرايا القدس”، الجناح العسكري لـ”الجهاد الإسلامي”، مشاهد العملية، ليتبع ذلك بدقائق قصف “كتائب القسام”، الجناح العسكري لـ”حماس”، مدينة القدس المحتلة برشقة صاروخية أدّت إلى تفريق مسيرة الأعلام الصهيونية وهرب المستوطنين من أماكن تجمعهم، بعدما كانوا يستعدون لاقتحام الأقصى، وأيضاً إخلاء مقرّ “الكنيست” الذي كانت تعقد فيه جلسة. وسريعاً، توالت الضربات التي نفذتها المقاومة عبر استهداف مدن “غلاف غزة” بأكثر من 150 صاروخ خلال ست ساعات، كما قصفت “سرايا القدس” مدينة تل أبيب المحتلة بعدد من الصواريخ.
الديار: بعد تحذير نصرالله “رسالة اسرائيلية” عبر موسكو: لا نرغب بالتصعيد! فشل “جسّ النبض” مع بعبدا يدفع “أمل” للتصعيد… ورهان جديد للحريري مشاهد “الاذلال” تتمدّد… والغموض يكتنف تنفيذ سحب الودائع بالدولار؟
كتبت صحيفة “الديار” تقول: اكتمل مشهد الانهيار الاخلاقي والسياسي والاقتصادي بالامس، مع دخول المواجهة المفتوحة بين القطاع الطبي والقضاء مرحلة دقيقة بعدما اضربت القطاعات الصحية، وتوقفت عن استقبال المرضى الا الحالات الطارئة منها. هذا “الكباش” على خلفية قضية الطفلة ايلا طنوس، زادت على واقع اذلال اللبنانيين مشهدا جديدا حيث امضوا نهارهم بالوقوف على محطات الوقود، والبحث عن الكهرباء، وملاحقة اسعار المواد الغذائية، واللحوم، والدجاج، حيث ارتفعت الاسعار دون حسيب او رقيب، وكان رفع الدعم بات امرا واقعا، فيما الغموض لا يزال سيّد الموقف حيال بيان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة حول امكانية استعادة المودعين جزءا من دولاراتهم ابتداء من حزيران المقبل، وسط علامات استفهام كثيرة حيال امكانية تطبيق هذه الخطوة التي تحتاج الى تفاهمات غير متوفرة حتى الان مع المصارف. وفي ظل مناخات “ضبابية” حيال حدود العقوبات الاوروبية المرتقبة ومدى فعاليتها، عكس البيان “العنيف” للمكتب السياسي لـ “حركة امل” تجاه بعبدا وميرنا الشالوحي، استمرار المناخات السلبية الداخلية حيال الملف الحكومي، فيما يراهن الرئيس المكلف سعد الحريري على زيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى السعودية منتصف الجاري”ليبني على الشيء مقتضاه”.
هذه المناخات الداخلية المعقدة تتزامن مع ارتفاع منسوب التوتر على الحدود الجنوبية تزامنا مع اطلاق العدو الاسرائيلي لمناوراته العسكرية، التي جمدها لـ24 ساعة بالامس، تزامنا مع التصعيد في القدس المحتلة وقطاع غزة، وقد سارعت “اسرائيل” الى محاولة التهدئة على الجبهة اللبنانية بعد تحذيرات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مستخدمة “القناة الروسية”، وذلك على وقع ارتفاع المخاوف في “الجبهة الداخلية الاسرائيلية” من تعاظم القدرات الصاروخية لدى المقاومة التي رأى فيها احد المراكز البحثية بأنها توازي القوة النارية لحلف “الناتو”!.
“تطمينات” عبر موسكو
وفي هذا السياق، علمت “الديار” انه بعد ساعات من تحذيرات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لـ”اسرائيل”، سارعت “القيادة الاسرائيلية” الى اجراء اتصالات رفيعة المستوى مع الجانب الروسي باعتباره الطرف الاقدر على ايصال رسائل الى الطرف الاخر، وبحسب اوساط ديبلوماسية، اكد مضمون “الرسالة” ان المناورات الواسعة، ليست مقدمة لحرب على الجبهة الشمالية، وانما مجرد اجراءات روتينية عسكرية لتعزيز “الردع”، ورفع مستوى الجاهزية العسكرية. وقد حرصت موسكو على نقل هذه “الرسالة” الى كل من طهران، ودمشق، وبيروت لتجنيب المنطقة أي تصعيد اضافي، وعدم حصول اي أحداث غير محسوبة في الميدان، مع وجود “تأكيدات إسرائيلية” بالحرص على عدم اتخاذ اي خطوة تؤدي الى حرب محدودة او الى مواجهة مفتوحة…! وبالتوازي، تحدثت صحيفة “هارتس” ان “إسرائيل” نقلت ايضا رسائل تهدئة الى الدول العربية التي فتحت معها علاقات مؤخرا، وطالبوهم بنقل “رسائل” الى “حركة حماس” التي تملك برأيهم كل الأسباب التي تجعلها “تضرم النار” في هذا التوقيت في ظل فترة سياسية انتقالية في “اسرائيل”، وتقدر “حماس” بأن “قادة إسرائيل” ليسوا في وضع يخوّلهم إعلان الحرب على القطاع.
النهار: تصاعد السباق بين الفوضى والتهدئة المالية
كتبت صحيفة “النهار” تقول: يوما بعد يوم تزداد “عوارض” تفشي الفوضى الاجتماعية والنقابية والاقتصادية والمالية في كل الاتجاهات بما ينذر بحالة تفلت واسعة لم يعد مجرد كابوس نظري مرتقب، بل تثبت وقائع الازمات المعيشية والاجتماعية المتراكمة دفعة واحدة ان لبنان ينزلق اليه. وشهدت الساعات الأخيرة سباقاً لاهثاً بين تواصل مظاهر الفوضى الناجمة عن تفلت الأسعار والأزمات المفتعلة في بعض القطاعات الحيوية مثل المحروقات والأدوية وتفاقم الخلاف الطبي القضائي على خلفية اضراب الأطباء والمستشفيات من جهة، والخطوات والإجراءات الاستثنائية التي شرع مصرف لبنان في اتخاذها لتخفيف تداعيات الازمة المالية والاقتصادية ما امكن وتبريد الحمى الفوضوية التي تشهدها البلاد تحت وطأة الخشية الشعبية من رفع الدعم او استغلال هذا الخوف لاستثماره من جهة أخرى. ولكن الظاهرة اللافتة اكثر من أي وقت سابق تمثلت في ان البلاد انكشفت مرة جديدة عن غياب خيالي للمسؤوليات السياسية التي يفترض ان تضطلع بها الوزارت المعنية وحكومة تصريف الاعمال كلا، كما العهد الذي يستنسب وفق اجتهاداته متى يختار معايير “العهد القوي” بعقد اجتماعات خاصة بملفات معينة، ومتى ينكفئ عن الواجهة ويترك الأمور على غاربها تبعا لمصالح رموزه. ويجري ذلك فيما عاد ملف لبنان، وبعد أيام على زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان لبيروت، يطرح على اجتماع وزراء الخارجية لدول الاتحاد الأوروبي امس في بروكسيل من باب البحث في الخيارات الأوروبية عموما حيال ازمته بما فيها خيار العقوبات الذي شرعت فرنسا في الاستعدادات العملية لوضعه في التطبيق.
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن استيائه إزاء المراوحة السياسية التي يشهدها لبنان، وبدأ التحضير لفرض عقوبات على مسؤولين سياسيين يعتبرهم مسؤولين عن العرقلة، وفق ما أعلن وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل.
وأعلن بوريل إثر اجتماع وزراء الخارجية : “نعمل على اتّباع سياسة العصا والجزرة. كل الخيارات مطروحة من أجل الضغط على الطبقة السياسية التي تحول دون الخروج من المأزق”. وأوضح بوريل “لقد أبلغَنا (وزير الخارجية الفرنسي) جان إيف لودريان الذي زار يوم الجمعة الماضي لبنان بالأوضاع هناك”.
ولوّح الوزير الفرنسي في بيروت بفرض عقوبات على مسؤولين عن المراوحة السياسية، بهدف تجنّب “انتحار جماعي” للبلد المنهار.
الجمهورية: إحياء مسار التأليف دونه عقبات.. وقلق أوروبــــي على لبنان.. والحريري لن يعتذر
كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: ثمّة إجماع في الكواليس السياسية على انّ المبادرة الفرنسية قد سقطت نهائياً، وجاءت زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بمثابة مراسم الدفن لها.
بعيداً عن نشوة المعطلين الذين كان لهم ما أرادوه في إعدام فرصة الحل التي أتاحتها المبادرة الراحلة، وعن إحباط المراهنين على هذه المبادرة وحدادهم عليها، تبرز الحقيقة الموجعة التي تحكي عن بلد خارت قواه نهائياً، وصار معلّقاً في الفراغ تتجاذبه احتمالات خطيرة وغليان يضعه على منصّة العدّ التنازلي للحظة الانفجار الاجتماعي الكبير والفوضى التي هي بلا حدود وعلى كل المستويات.
يعدمون البلد
البلد يُعدَم من داخله، على أيدي لصوص مجرمين مكمّلين لبعضهم البعض ومتآمرين مع بعضهم البعض. من جهة، هناك قراصنة السياسة ومدّعو العفة من مواقعهم الرسمية والسياسية ذبحوا البلد واهله على مذبح مصالحهم، وعطّلوا وما زالوا يُمعنون في تعطيل كل فرصة حلّ. ومن جهة ثانية، هناك لصوص اللقمة ومجرمو التجارة والاحتكار ورفع الاسعار واخفاء الاساسيات، واعادة اللبنانيين الى اسوأ من ايام الحروب، بطوابير مصطفة امام الافران ومحطات المحروقات.
هي الجريمة الكاملة ترتكب بحق البلد ولا أحد ممن يقبضون على الحكم تحرّك ماء وجهه وخجل من نفسه وبادر الى ما تقتضيه مسؤوليته. وتبعاً لذلك، من يراقب المشهد الداخلي في الساعات الاخيرة يرى بأم العين ان مقدمات الانفجار الاجتماعي والمعيشي الكبير تلوح في الافق، الناس لم تعد تملك شيئاً، فكما فقدت قوتها ومدخراتها، فقدت طاقتها على الاحتمال وبلغت ذروة الاحتقان، الى حد ان انفجاره صار واردا في اي لحظة، وقد لا يبقى محصورا في شقه الاجتماعي
والمعيشي، إذ ربما يتوسّع الى ما هو اخطر وادهى، ولا يلام الناس ابداً إن اجتاحوا كل مغاور اللصوص واوكارهم.
اللواء: السلطة تمعن بالإستهتار.. والأمن الاجتماعي في خطر! إضراب طبي احتجاجاً على قرار قضائي والبنزين بين شحّ وفقدان
كتبت صحيفة “اللواء” تقول: على الرغم من مرارة الوضع المعيشي والأزمات المتوالدة، يوماً بعد يوم، مع اقتراب نهاية شهر الصوم، ورفع الدعم عن السلع الأساسية كالمحروقات والخبز والدواء، فضلاً عن افتعال مشكلات شائكة كاختفاء هذه السلع، تمهيداً لرفع أسعارها، أكثر مما هي عليه الآن، وانعدام رؤية مشروع حلحلة أو انفراج في الجو الحكومي، فإن المواجهات البطولية للمقدسيين والفلسطينيين في القدس، والضفة، ونابلس ويافا فضلاً عن غزة التي ردّت الصاع صاعين، وأنذرت الاحتلال بالانسحاب من الأقصى، كانت موضع متابعة حماسية من اللبنانيين، الذين شعروا بالتضامن والاعتزاز بالوقفة البطولية لاشقائهم الفلسطينيين.. علّها ترسم الأمل بالدولة الفلسطينية والعودة إليها انفاذاً للقرارات الدولية..
في ظل هذا الترقب، تمعن الطبقة السياسية بالاستهتار بمصالح اللبنانيين، واستقرارهم، وتأليف حكومة، تتولى معالجة الأزمات المستفحلة، على كل المستويات والتي تُهدّد الأمن الاجتماعي والاستقرار العام.
سياسياً، يترقب الوسط الرسمي والسياسي مسار تطورات الايام المقبلة بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان والخطوة الفرنسية الجديدة بعد التلويح ببدء الاجراءات العقابية على معرقلي حل الازمة، فيما نشطت الاتصالات الداخلية على اساس مبادرة الرئيس نبيه بري الذي بدأ جس النبض باتصال معاونه السياسي النائب علي حسن خليل بالرئيس سعد الحريري، ولاقاه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط باتصال اجراه عضو كتلته النيابية وائل ابو فاعور ايضاً بالحريري. لكن حسب تيار “المستقبل” لم تعرف تفاصيل الاتصالات، وقالت: المطلوب الانتظار لنرى مسار التطورات بعد عطلة عيد الفطر.
في هذه الاثناء، تنهمك الاطراف المعنية بما وصفته مصادر متابعة عن كثب مرحلة تقييم مرحلة ما بعد زيارة لودريان، حيث يدرس الرئيس الحريري الخيارات المتاحة بين الاعتذار الباهظ الكلفة عليه وعلى تياره سياسيا وبين المضي في مشاورات تأليف الحكومة لكن وفق الحد الادنى من الشروط والمعايير الموضوعة من دون التنازل عن موقفه بعدم لقاء النائب جبران باسيل قبل تشكيل الحكومة.