من الصحف الاسرائيلية
اكدت الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم إن الأحداث الأخيرة تؤكد أن حاجز الخوف أمام الشبان الفلسطينيين الذين يأتون إلى القدس قد اختفى، ولم يعودوا يخافون من المواجهة والتعرض للأذى من الجيش الإسرائيلي، لاسيما وهم “متوشحون باللون الأخضر الخاصة بحماس، وصورة القائد محمد الضيف“.
وقالت أن “مقاطع الفيديو من الاشتباكات في الحرم القدسي تتدفق بسرعة عبر مواقع الانترنت، وسرعان ما أصبحت هذه الصور تؤكد على الحرب الدينية بين الجانبين، على خلفية اقتحام المسجد الأقصى، ورغم هذه الجوانب الدينية في الصراع الذي تشهده القدس، لكن كان هناك شيء آخر“.
وأوضحت أن “معطيات القدس والأقصى والشيخ جراح لفت الأنظار إلى ملاحظة سادة في الأسابيع الأخيرة، وهي أن الردع الإسرائيلي قد تآكل إلى حد غير مسبوق، وتصدع حاجز الخوف أمام الفلسطينيين، ولم يعودوا يخشون الاقتراب من رجال الشرطة الإسرائيلية المسلحين من الرأس إلى أخمص القدمين، وبات إلقاء الحجارة من مسافة الصفر هو الحدث الأبرز، رغم وجود تهديد من أفراد الشرطة وحرس الحدود والمخابرات“.
وأكد أننا “أمام شبان فلسطينيين صداميين، ولديهم استعدادًا لإيذاء أنفسهم، وعند السؤال عن سبب التصعيد الحالي يجب على الإسرائيليين أن يعودوا لبعض النقاط الحرجة، صحيح أنه حل أزمة باب العامود، لكنها ذكّرت المقدسيين أنه من خلال “الاحتجاج الشعبي” في قاموس المصطلحات الفلسطيني، يمكنهم تحقيق ذلك، حيث تصدّر تصاعد الصراع في الشيخ جراح عناوين الصحف في العالم العربي في الأسابيع الأخيرة“.
قالت كاتبة إسرائيلية إن “الافتراض الذي انطلقت منه المشاورات لتشكيل حكومة الوحدة الجاري إنشاؤها برئاسة يائير لابيد زعيم حزب “يوجد مستقبل” ونفتالي بينيت زعيم حزب “يمينا”، أن القضية الفلسطينية مجمدة، وسيتم التركيز فقط على قضايا ما بعد مرحلة التعافي من وباء كورونا، لكن النيران في القدس قد تتحدى الشراكة الإسرائيلية مع الأحزاب العربية، وتصب في مصلحة بنيامين نتنياهو“.
وأضافت تال شاليف في مقالها على موقع ويللا أنه “من أجل الالتزام بالجدول الزمني لإعلان ميلاد الحكومة الإسرائيلية الجديدة، سوف يتعين على لابيد وبينيت عزل نفسيهما عن العناوين الرئيسية المتصاعدة، وقد اندلعت عناوينه في الجولة الأولى من محادثات الائتلاف بينهما، لكن اجتماعاتهما تركزت في تناول تقارير التقييمات الأمنية عما تشهده القدس والضفة الغربية وقطاع غزة“.
وأوضحت أن “معارضي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أثاروا بالفعل شكوكًا حول أن هذا التصعيد الأمني مع الفلسطينيين يهدف إلى تعطيل الجهود لتشكيل حكومة وحدة إسرائيلية، وحتى لو لم يكن هذا الاحتمال بعيدًا، فإن الاشتعال المتعمد في القدس يهدد بتعطيل خطط لابيد وبينيت، أو على الأقل تأجيل جداولهم الزمنية“.
وأشارت إلى أن ما تشهده الأراضي الفلسطينية عموما، والقدس خصوصا، يغذي المشاعر القومية والدينية التي تفرق وتقسم الجمهور الإسرائيلي بين قبائله المتعددة، لأنه من المفترض أن تضم حكومة بينيت- لابيد سبعة أحزاب، من الجناح اليميني غدعون ساعر وزئيف إلكين وآيليت شاكيد، إلى أقصى اليسار بزعامة نيتسان هورويتز ويائير غولان وابتسام مرعانا، مرورا بمنظمة كسر الصمت والاعتراف بالنكبة الفلسطينية.
وأكدت أن “هؤلاء حتى لو لم يتحدوا في رغبتهم باستبدال نتنياهو، فإن فرصهم بالعثور على أنفسهم في نفس الائتلاف ستكون ضئيلة للغاية، رغم أنهم في هذا الصدد، قرروا تنحية الفجوات الأيديولوجية جانبًا، ومحاولة تشكيل حكومة مشتركة، من خلال التركيز على القضايا الاقتصادية والاجتماعية، وإعلان حكومة التعافي من كورونا، لكن مع اشتعال النيران في القدس، قد يتم جرهم إلى نزاعات أيديولوجية عميقة بشكل لا إرادي“.
وأضافت أنه “بخلاف الحروب اليهودية الداخلية، فقد يتحدى التصعيد محاولة الوصول إلى تفاهمات واتفاقات مع أعضاء الكنيست العرب، الذين بدونهم لن تنجح حكومة لابيد- بينيت في الحصول على تصويتها للمرة الأولى، ويزداد ذلك صعوبة عندما ينضم شباب الوسط العربي إلى الاحتجاجات الفلسطينية في القدس، ويعززونها“.
وأشارت أنه “عندما يكون التركيز على الصراع الديني، والمعركة على الأقصى، فلا يمكن لحزب الليكود وحاخامات اليمين والقائمة العربية برئاسة منصور عباس أن يحافظوا على الصمت، ولأن التوترات الأمنية في القدس تضع استراتيجية عباس في اختبار صعب، فإن لابيد يفضّل دعما من القائمة المشتركة برئاسة أيمن عودة وأحمد الطيبي اللذين يشاركان في تظاهرات حي الشيخ جراح، ويقودان الكفاح السياسي ضد عنف الشرطة الإسرائيلية في التظاهرات، لكن مواجهة اندلعت بينهما على تويتر“.
وأوضحت أننا “في بداية أسبوع متفجر وحساس في القدس، خاصة مع تصاعد النزاعات واتساع الاحتجاجات، مما يجعل الجو العام بين اليهود والعرب على حد سواء، يضع مزيدا من الصعوبات عليهم لمناقشة سبل التعاون“.
وأشارت إلى أن خطط لابيد وبينيت لإجراء مفاوضات معجلة، وتوقيع ائتلاف اتفاقيات هذا الأسبوع لم تعد سهلة، ولذلك قاموا بنوع من المواعدة السريعة مع رؤساء الأحزاب الخمسة الذين من المفترض أن يكونوا أعضاء في الائتلاف مثل غدعون ساعر وبيني غانتس وميراف ميخائيلي ونيتسان هورويتز، ومن المتوقع أن يجتمع بينيت مع عباس، فيما يخطط لابيد للقاء عودة والطيبي في وقت لاحق.
وأكدت أن “الافتراض العملي لمنظري حكومة بينيت- لابيد انطلق من أن القضية الفلسطينية مجمدة، ولن تتطلب اتخاذ قرارات صعبة، لكن التصعيد في القدس عمل على تقويض هذه الحكومة حتى قبل مرحلة التوقيع على تشكيلها، لأنه وضع شركاءها بالفعل في أول اختبار مهم، وفي ضوء الحملة العدوانية التي يخطط حزب الليكود للقيام بها ضد اليمينيين لردعهم عن دخول الحكومة، فقد لا تكون هذه مهمة سهلة“.
وختمت بالقول أنه “في عطلة نهاية الأسبوع الأولى بعد فقدان التفويض، ومع الخطر الملموس لاستمرار حكمه أكثر من أي وقت مضى، فقد استمر نتنياهو في إظهار وجوده كرئيس للوزراء، مع تقييمات أمنية ومحاولات سياسية لتهدئة المنطقة، رغم أن الأجندة المتوترة القائمة حاليا لا تثير الصعوبات أمام جهود خصومه فقط، بل تتيح له أيضًا إظهار أن الأمور في إسرائيل تسير كالمعتاد”.