قلق إسرائيلي من اشتعال القدس عقب إلغاء الانتخابات الفلسطينية
كشفت صحيفة عبرية عن حالة من القلق المتصاعد لدى مختلف المحافل الإسرائيلية، من تفجر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة عقب قرار يقضي بتأجيل الانتخابات الفلسطينية.
وأكدت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية في خبرها الرئيس اليوم، أن “إسرائيل تستعد لإلغاء رئيس السلطة محمود عباس الانتخابات الفلسطينية، وتستعد لإمكانية تصعيد أمني تتصدره حركة حماس، في ظل التركيز على إثارة الخواطر في القدس“.
وأضافت: “عباس سيعلن عن تأجيل الانتخابات، على أمل أن يؤدي ذلك إلى إلغائها لاحقا، وسيعلل قراره بادعاء أن إسرائيل لا تسمح بإجراء الانتخابات في القدس، غير أن التأجيل ينبع عمليا من واقع أنه أخطأ في قراره التوجه إلى انتخابات للبرلمان، لأن حماس تعزز قوتها وفتح منقسمة“.
ونبهت الصحيفة إلى أن “حماس جمعت قوة مبهرة حتى الآن، ومن المتوقع أن تحقق موطئ قدم في البرلمان، بحيث أن الإعلان عن تأجيل الانتخابات، سيشكل فرصة لها لخلق تصعيد كي تترك أثرا على الأرض يخدم الحملة الانتخابية“.
وذكرت أن “محافل رفيعة المستوى في جهاز الأمن في إسرائيل، تعتقد أن حماس وفتح على حد سواء، ستركزان على القدس وليس على مناطق الضفة، ومن المتوقع لحماس أن تتحدى عباس، وتوضح أنه استسلم للضغط الإسرائيلي والأمريكي؛ إذ اختار تأجيل الانتخابات“.
وقدرت “يديعوت” أن “مساعي حماس ستثير حماسة سكان القدس أساسا، ممن لا يرون أنفسهم سكان السلطة الفلسطينية بل كرجال للمسجد الأقصى”، متسائلة: “هل ستثور الخواطر في القدس؟ في هذا الموضوع يوجد خلافات رأي في جهاز الأمن الإسرائيلي، ولكن الرأي السائد أنه ستنشأ أحداث محلية وليس أكثر من ذلك، ومع هذا التقدير، هناك تخوف من حدث محلي واحد يخرج عن نطاق السيطرة ويشعل المنطقة“.
وتابعت: “يحتمل أن تسمح حماس باستئناف رمزي للنار من غزة نحو مستوطنات الغلاف، ولا يزال هناك إجماع في قيادة الجيش والمخابرات الإسرائيلية، بأن قائد حماس في غزة يحيى السنوار، غير معني بالتصعيد أو بجولة قتالية مع إسرائيل، ويريد مواصلة مسار التسوية“.
وبحسب الصحيفة “ترى محافل أمنية رفيعة المستوى، أنه كان جديرا بالجيش الإسرائيلي أن يعمل بقوة أكبر حيال الـ36 صاروخا التي أطلقت نحو غلاف غزة في ليلة واحدة في نهاية الأسبوع الماضي“.
وقدرت تلك المحافل أنه كانت هناك “فرصة لضرب قدرات حماس، والمس بشدة بتعاظمها قبيل الجولة التالية، وهذا لم نره، لكن هذه الفرصة الذهبية فوتت“.
وأعرب مسؤولون كبار في الجيش وفي المخابرات في المداولات المغلقة، عن “خيبة أمل مهنية من سلوك الشرطة في القدس خلال المواجهات الأخيرة، فلا يوجد استعداد كاف، كما أن المعالجة للأحداث الأولى أثارت الخواطر“.
وانتقدت “يديعوت” قرار شرطة الاحتلال إغلاق المدرجات في باب العامود، كاشفة أن “المخابرات الإسرائيلية حذرت الشرطة من خطوة كهذه، بسبب التفجر العالي الذي قد تثيره في المنطقة“.