من الصحف الاسرائيلية
عبّرت عناوين الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم عن ذهول من أداء رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع الحكومة أمس، بمنع تعيين رئيس “كاحول لافان” ووزير الأمن، بيني غانتس، وزيرا للقضاء، وإجراء تصويت والمصادقة على تعيين الوزير أوفير أكونيس، من الليكود، في المنصب، فيما صرخ المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، محذرا نتنياهو من أن هذا التعيين غير قانوني، وإلغاء التعيين لاحقا من جانب المحكمة العليا.
وانتقدت جميع الصحف خطوة نتنياهو هذه. واعتبر المحلل السياسي في صحيفة “اسرائيل اليوم”، ماتي توخفيلد، المقرب من نتنياهو أن الأخير ارتكب خطأ أمس، وأنه “تكمن بأحداث الأمس إمكانية إلحاق ضرر سياسي بنتنياهو، لكن ليس مؤكدا أنه ليس بالإمكان إصلاحه“.
وأضاف توخفيلد أنه “سهل التعامل مع نتنياهو على أنه ليس كفؤا أو أن دوافع شخصية تحركه، عندما يكون الأمر متعلق بمندلبليت. لكن بالقدر نفسه، بالإمكان القول عكس ذلك أيضا”. ووصف الضرر اللاحق بنتنياهو من جراء الأحداث خلال اجتماع الحكومة بأنه “ضرر مناخي”، بادعاء أن نتنياهو بدا في الأيام الأخيرة كمن نجح في منع تشكيل حكومة في المعسكر المناوئ له (كتلة التغيير)، لكن “الواقع انقلب مرة أخرى على رأسه“.
وتابع أن “كتلة التغيير تعززت، فيما جهود الليكود لتشكيل حكومة تلقت ضربة. وحتى الآن، لا يبدو هذا كشيء لا يمكن لأمه وبدء من جديد“.
وحول احتمال انضمام حزب “يمينا”، برئاسة نفتالي بينيت، وحزب “تيكفا حداشا”، برئاسة غدعون ساعر، إلى حكومة يشكلها نتنياهو، كتب توخفيلد أن “ثمة تقديرا آخر يقول إن نتنياهو دفن نفسه سياسيا من دون قدرة على الإصلاح. وأن جميع شركائه المحتملين مستقبلا رأوا أنه في هذه النقطة الزمنية الحساسة للغاية أيضا، فضّل الشخصي والعاطفي. والسؤال هو إذا لم يكن هنا إقناع للمقتنعين، وأن أولئك باتوا يفكرون أنه كذلك منذ مدة“.
ويبدو توخفيلد، المحلل في صحيفة يمينية وداعمة لنتنياهو، كمن يدافع عنه، لكن الصحف الأخرى نشرت تحليلات توجه انتقادات شديدة لنتنياهو. وكتب المحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ناحوم برنياع، أن “نتنياهو ليس رئيس الحكومة الأول الذي يحاول إزالة الجهاز القضائي عنه، لكنه الأول الذي قرر كسر القواعد. فبنظره هو فوق القانون، فوق قواعد اللعبة، وأنصاره ينشدون بيبي ملك إسرائيل، وهو يصدق هذا“.
وأضاف برنياع أن الأحداث في اجتماع الحكومة، أمس، “لم تكن خطأ سياسيا، وإنما كانت، كما قال مصدر قضائي، استهداف عدواني للديمقراطية. ومن دون انصياع السلطة لقواعد اللعبة، لا توجد ديمقراطية. ونتنياهو، مثل ترامب في ضائقته، تحول إلى شخص خطير“.
ورأى برنياع أنه “لا طريق عودة من المكان الذي يتواجد فيه نتنياهو. وهو في عالم آخر خاص به الآن، خارج الواقع السياسي والقضائي. والمفتاح من أجل الخروج من الفوضى السياسية بأيدي آخرين: بينيت، ساعر، لبيد ورؤساء الأحزاب الأخرى في كتلة التغيير؛ وبأيدي وزراء الليكود، المستشار القضائي للحكومة وقضاة المحكمة العليا“.
ووصف برنياع أكونيس بأنه كان دائما “الصبي الذي يتلقى الصفعات من نتنياهو”، وأنه بالأمس “كان أكونيس خنجرا في لعبة ليست له”. وأشار إلى أن قادة الليكود مستاؤون من نتنياهو “لكن لا أحد منهم يجرؤ على التحدث علنا وباستقامة“.
وتابع أن “الأحداث في الحكومة أمس أكدت لبينيت وساعر نهائيا أنه لا يمكنهم التوصل إلى اتفاق قابل للتنفيذ مع نتنياهو. وهو ليس شريكا. وعليهما المراهنة على كتلة التغيير. والفرصة موجودة والوقت ضيق، وثمة شك إذا كانت ستسنح فرصة أفضل“.
ووصف الخبير القانوني، بروفيسور مردخاي كرمنيتسر، في صحيفة “هآرتس”، أداء نتنياهو بأنه “ارتقاء درجة باتجاه الهاوي، وفيما القانون ليس مسيطرا بعد الآن، وفيما تتحول الدولة من دولة قانون إلى دولة استخفاف بالقانون“.
كذلك انتقد كرمينتسر كلا من مندلبليت والمحكمة العليا: “غريب ومخيب للآمال أن المستشار والمحكمة اعتقدا أن لا يوجد تناقض مصالح بين نتنياهو كمتهم بارتكاب مخالفات جنائية وبين نتنياهو كرئيس حكومة يسيطر على تعيين وزير قضاء. إذ أن وزير قضاء سيستخدم كذراعه الطويلة في كافة الأمور التي تخدم مصلحة نتنياهو الشخصية كمتهم“.
وطالبتافتتاحية هآرتس كلا من مندلبليت والمحكمة العليا بالإعلان عن أنه يتعذر على نتنياهو القيام بمهامه كرئيس حكومة، على خلفية تناقض مصالحه أيضا، لكن المحلل القانونية في “يديعوت أحرونوت”، طوفا تسيموكي، أشارت إلى أنه على الرغم من أن الظروف لإعلان كهذا قد نضجت، إلا أنه “واضح أنه ليس المستشار ولا المحكمة العليا سينفذان خطوة كهذه، التي قد تفسر كانقلاب على الحكم. ولذلك، فإنه محكوم علينا أن نشهد إشعال حرائق متكرر من جانب رئيس الحكومة“.
توصلت الولايات المتحدة الأميركية إلى تفاهمات مع الوفد الأمني الإسرائيلي الذي يزور واشنطن، بغية إقامة طاقم أمني مشترك لمواجهة التهديدات الإيرانية، بحسب ما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية “كان” اليوم الأربعاء.
ووفقا للإذاعة الإسرائيلية فإن الطاقم المشتركة أعلن عنه خلال اجتماع عقد في واشنطن بين مستشاري الأمن القومي من البلدين.
وسيعنى الطاقم المشترك بالتعامل ومواجهة تهديد الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية، والصواريخ والأسلحة الإيرانية التي يزعم ان طهران تقوم بنقلها إلى حلفائها في الشرق الأوسط وتحديدا إلى حزب الله في لبنان.
وأعرب الجانبان الأميركي والإسرائيلي عن قلقهما من تقدم البرنامج النووي الإيراني، وجاء في بيان صادر عن البيت الأبيض عقب المشاورات مع الوفود الأمنية الإسرائيلية أن “الولايات المتحدة أكدت اهتمامها بتعزيز التشاور مع إسرائيل حول الملف النووي الإيراني في المرحلة المقبلة“.
ويأتي التوصل إلى هذه التفاهمات، في سياق الزيارة التي يقوم بها الوفد الأمني الإسرائيلي، إلى الولايات المتحدة من أجل التعبير عن معارضة إسرائيل لعودة إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، للاتفاق النووي مع إيران.