من الصحف الاميركية
ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن قوارب تابعة للحرس الثوري الإيراني حاصرت سفينتين للبحرية الأمريكية في الخليج مطلع الشهر الحالي.
وأكد مسؤولون في البحرية الأمريكية أن “ثلاثة زوارق هجومية سريعة وسفينة واحدة Harth 55، وهي سفينة دعم ثنائية الهيكل يبلغ ارتفاعها 180 قدما، احتشدت حول سفينتين أمريكيتين لخفر السواحل أثناء قيامهما بدوريات في المياه الدولية في الجزء الجنوبي من الخليج“.
وأضافوا أن “السفينة الأكبر عبرت مرارا وتكرارا أمام أقواس السفينتين الأمريكيتين “مونوموي” و”رانجل”، على بعد 64 مترا”. وأشاروا إلى أن “هذا دفع “رانجل” إلى القيام بمناورات دفاعية لتجنب الاصطدام“.
وأشارت الصحيفة إلى أن “الحادث وقع في 2 نيسان/أبريل الحالي، في الوقت الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة وإيران أنهما ستجريان مفاوضات حول الاتفاق النووي الإيراني”.
تحت عنوان “ترى الولايات المتحدة إبادة تاريخية وترى تركيا ثأرا سياسيا”، نشرت صحيفة واشنطن بوست مقال رأي علق فيه إيشان ثارور على قرار جوزيف بايدن الاعتراف بأن ما حدث للأرمن في أثناء الحرب العالمية الأولى كان إبادة.
وقال إن الرئيس قرر في نهاية الأسبوع عمل ما لم يفعله أسلافه، حيث أصدر بيانا في ذكرى المذابح التي تعرض لها الأرمن الذين كانوا يعيشون داخل الدولة العثمانية قبل قرن وأنها كانت “إبادة”. وجاء القرار بعد سنوات من الضغط الذي قام به الأرمن في أمريكا والمتعاطفون معهم من المشرعين في الكونغرس.
جاء القرار بعد سنوات من الضغط الذي قام به الأرمن في أمريكا والمتعاطفون معهم من المشرعين في الكونغرس
لكنه قاد لردة فعل غاضبة من السلطات التركية وبدعم من الرأي العام الذي عارض محاولات التدخل الخارجي وإصدار أحكام على أحداث دموية. وكتب تشاوش مولود أوغلو في تغريدة “لا يوجد ما نتعلمه من الآخرين حول ماضينا”، مضيفا أن “الانتهازية السياسية هي أعظم خيانة للسلام والعدل”. واستدعت وزارة الخارجية التركية السفير الأمريكي للاحتجاج على قرار بايدن، وانضمت كل الأحزاب السياسية بما فيها الأحزاب المعارضة لرجب طيب أردوغان في شجب قرار الولايات المتحدة. ويرى الكاتب أن التحرك الأخير يعكس رغبة الإدارة الحالية التحرك بشكل واضح ومنسجم على المسرح العالمي كحامية لحقوق الإنسان.
وحاول بايدن تأطير الاعتراف من خلال الصدمة والجراح التي حملها المهاجرون الأرمن معهم إلى أمريكا. وقال “نتذكر حياة من ماتوا في الإبادة الأرمنية أثناء العهد العثماني ونعيد الالتزام بمنع حدوث مذبحة كهذه مرة أخرى“.
ولاحظ الكاتب أن بيان بايدن تمت صياغته بطريقة تتجنب تحميل الجمهورية التركية المسؤولية. وأشار إلى حملة إبادة قامت بها الدولة العثمانية قتل فيها مليون ونصف أرمني. وظلت الإدارات السابقة ولعقود تتجنب اتخاذ مواقف في المسألة خشية عدم تعرض علاقاتها مع حليفتها في الحرب الباردة وحلف الناتو. ويشير معظم المسؤولين الأتراك والمؤرخين إلى أن ما حدث للأرمن هو جزء من الاضطرابات التي رافقت سقوط الدولة العثمانية. فقد قتل حوالي 5 ملايين تركي في الفترة ما بين 1914- 1922 وهي فترة بشعة شهدت عمليات تهجير جماعية للأتراك واليونانيين وغيرهم من الأقليات العرقية. وعلى صفحة وزارة الخارجية التركية تقول “لا يوجد هناك رابط منطقي” بين الهولوكوست و”التجربة الأرمنية العثمانية“.
لاحظ الكاتب أن بيان بايدن تمت صياغته بطريقة تتجنب تحميل الجمهورية التركية المسؤولي
وقال هاوارد إيسيسنتات أستاذ تاريخ الشرق الأوسط بجامعة سانت لورنس “ترتبط الإبادة الأرمنية بلحظة تصور تركيا وهي مرتبطة بشكل قريب بولادة الجمهورية” و”القبول بها يحتاج لإعادة التفكير بالرواية الأساسية للنشوء والواقعة في قلب القومية التركية”. ولكن من الصعب تجاهل تجربة الأرمن. وكتب المؤلف البريطاني أليكس دي وال “في عام 1913 كان هناك حوالي مليوني أرمني في داخل الدولة العثمانية وعندما اندلعت الحرب العالمية الأولى، وبعد نهايتها لم يبق منهم إلا العشر، حيث قتل البقية أو هجروا“.
ويقول الكاتب إن القانوني اليهودي- البولندي رفائيل ليمكين الذي كان وراء صياغة مصطلح الإبادة أخذ من التجربة الأرمنية وتحدث في تعريفه عن عملية منسقة تهدف لتدمير أساس الحياة لجماعات وطنية بهدف إبادة الجماعات نفسها. وعندما تناولت أمريكا المعاصرة المذابح أشار كتابها إلى حملة “منسقة” لتدمير المجتمعات الأرمنية التي رآها المسؤولون العثمانيون المؤثرون “طابورا خامسا” تتعاون مع الروس الذين كانت تحاربهم الدولة أثناء الحرب العالمية الأولى.
وفي المقابل يريد المسؤولون الأتراك معاملة بالمثل وشجبا دوليا لقتل روسيا الأتراك والأكراد وبقية المسلمين في ذلك الوقت. وفي برقية كتبها هنري مورغيناثو، السفير الأمريكي للدولة العثمانية عام 1915، تحدث فيها عن “تقارير من المناطق المتفرقة تكشف عن محاولات منظمة لاقتلاع السكان الأرمن المسالمين عبر الاعتقالات التعسفية والتعذيب البشع والطرد الجماعي من طرف الإمبراطورية إلى آخر، وترافق مع الاغتصاب والنهب والقتل مما حوله إلى مذبحة من أجل جلب الدمار والتشريد عليهم”.
وأضاف أن هذه الإجراءات لم تكن ردا على مطالب شعبية متطرفة بل وباسم الضرورة العسكرية وفي مناطق لم تحدث فيها عمليات عسكرية. ووثق القنصل الأمريكي في حلب ببرقية 1916 كيف أجبر الأرمن على المشي من الأناضول إلى حلب ليموتوا في السهول حولها، وقال إنه تلقى معلومات عن دفن 6.000 منهم في سهول المدينة.
وتساءل الكاتب عن سبب القرار وتوقيته الآن؟ فهناك 30 دولة فقط اتخذت قرارا رسميا كهذا. وربما كانت الحساسيات التركية سببا في منع باراك أوباما الوفاء بوعد انتخابي قطعه والاعتراف بحدوث “إبادة”. وبعد عقد تبدو العلاقات الأمريكية- التركية في أدنى مستوياتها، وباتت مؤسسة صناعة القرار الأمريكية والكونغرس تتعامل مع أردوغان بشدة وتراه مستبدا خطيرا وبلاده تركيا الشاة السوداء في الناتو. وفي
السنوات الماضية كانت وزارة الدفاع ومكتب أوروبا ويورو ـ آسيا في وزارة الخارجية ينصحان الرئيس بتجنب التصنيفات، لكن المسؤولين الأمريكيين وبالتحديد البنتاغون غاضبون على أردوغان لشرائه منظومة الصواريخ الروسية أس-400، والتي يقولون إنها ليست متوافقة مع المعدات العسكرية للناتو وتهديد أمني له. ويعتقد المسؤولون أن أردوغان لم يعد لديه ذلك التأثير كما في الماضي.
وكتب سونير تشاغباتاي، الباحث في معهد واشنطن “الشعور العام في داخل الحكومة الأمريكية أن أردوغان يرد أحسن على أسلوب قوي كبوتين وليس على عناق دافئ”، مضيفا أن أردوغان ليست لديه الخيارات لكي يستجيب لمطالب أمريكا، ويخفف قبضته وسط تراجع شعبيته وإلا تعاونت المعارضة الحذرة وأخرجته من السلطة.