من الصحف الاسرائيلية
رأى محللون سياسيون في الصحف الإسرائيلية أن السجال وتبادل الاتهامات بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ورئيس حزب “يمينا”، نفتالي بينيت، حول فشل الأول حتى اليوم بتشكيل حكومة جديدة، يدل على أن نتنياهو بات يائسا وأن الاتصالات لتشكيل حكومة برئاسته انتهت. فبعد بيان صادر عن حزب الليكود وهاجم بينيت، عقد الأخير مؤتمرا صحفيا في ساعات ذروة المشاهدة التلفزيونية، ورد عليه نتنياهو بمؤتمر صحافي.
ووفقا لمحللة الشؤون الحزبية في صحيفة يديعوت أحرونوت سيما كدمون فإن نتنياهو بدا في المؤتمر الصحافي “يائسا. عاجزا مغلقا وخطابه أمس ذكّر بشخص يغرق، ويضرب بذراعيه بقوة في محاولة ليرفع رأسه فوق الماء، ولكنه يزيد من خطورة وضعه وحسب“.
وأضافت كدمون أن “نتنياهو يعلم أن جميع الأبواب إغلِقت في وجهه. سموتريتش، عباس وها هو بينيت أيضا، تركوه مع التكليف بتشكيل حكومة لأقل من أسبوعين، لكن من دون أي قدرة على تشكيل حكومة. وأدرك الرجل الذي يسمتد قوته من سيطرته، أنه تم أخذ هذه السيطرة منه وفقد رشده“.
ولفتت إلى عدم وجود أغلبية في الكنيست مؤيدة لمقترع الانتخاب المباشر لرئيس الحكومة، وهو الحل الأخير في جعبة نتنياهو للمأزق السياسي.
وأشارت محللة الشؤون الحزبية في موقع “واللا” الإلكتروني، طال شاليف، أن ظهور نتنياهو المتكرر في التلفزيونات “يدل على ارتفاع دراماتيكي في مستوى التوتر، كلما تقترب مهلة التكليف بتشكيل حكومة إلى نهايتها“.
وأضاف شاليف أن “محبة نتنياهو المطلقة بالانتخابات الشخصية (أي المباشرة لرئاسة الحكومة) تدل على تخوفه من انتخابات خامسة، ورغبته بإلغاء اتفاق التناوب، الذي يمكن أن يدخل بيني غانتس إلى مقعد رئيس الحكومة في حال التوجه إلى انتخابات جديدة“.
ولفت محلل الشؤون الحزبية في صحيفة هآرتس يوسي فيرتر إلى أن “نتنياهو لم يظهر هستيريا، هلعا، يكاد يكون مهزوما إلى هذه الدرجة منذ فترة طويلة. ادعاءات سخيفة، ومثيرة للشفقة. وهو يعترف، ليس للمرة الأولى، بأن ليس لديه حكومة“.
واعتبر فيرتر الانتخاب المباشرة لرئاسة الحكومة هو “حبل الإنقاذ الوحيد له”، لأنه في تقدير نتنياهو “سينصبه رئيسا للحكومة، وترسخ الخطر المتوقع لنا، إذا حدث ذلك“.
وأفاد المحلل السياسي في صحيفة “معاريف”، بن كسبيت، إلى أن “عددا غير قليل داخل ’كتلة التغيير’ يعتقدون أن (رئيس حزب “ييش عتيد”) يائير لبيد يلعب بالنار، من خلال تردده وعدم الاتفاق على صفقة مع بينيت” من أجل تشكيل حكومة في حال فشل نتنياهو بتشكيلها. “وهذا خطير، وقد يكلف لبيد ثمنا غاليا“.
ولفت كسبيت إلى أنه في هذه الأثناء، تُسوّق مجلة “مِشباحا” (عائلة) المقربة من رئيس كتلة “يهدوت هتوراة” الحريدية، موشيه غفني، فكرة أن يعين نتنياهو رئيس الكنيست، ياريف ليفين، كرئيس حكومة “من قبله”. وأضاف كسبيت أن “نتنياهو ما زال ليس هناك حاليا. وقبل يوم أو يومين من انتهاء مهلة التكليف، قد يصل إلى هناك بلا مناص”. ويشار إلى أن ليفين هو أحد أكثر السياسيين المخلصين لنتنياهو.
ورأى كسبيت أن “يمينا سيكون ملتزما لصفقة كهذه، وسيواجه غدعون ساعر صعوبة في رفضها. ها هو بيبي يخلي الحلبة. ولذلك فإن ما يتعين على لبيد فعله الآن، وفقا لتوجه ساعر – زئيف إلكين، وليس هما فقط، هو التوصل إلى اتفاق مع بينيت“.
وبحسب كسبيت، فإن المشكلة أمام صفقة بين لبيد وبينيت من أجل تشكيل حكومة بديلة، هي أن “لبيد يصر على حكومة مؤلفة من 18 وزيرا. ولا يمكن تشكيل حكومة معقدة إلى هذه الدرجة مع 18 وزيرا. وسينتهي الأمر مع لبيد مثلما انتهى الأمر مع تسيبي ليفني (بفشلها بتشكيل حكومة بعد انتخابات العام 2009)، التي ساومت الحريديين على مليار أو مليارين، في الوقت الذي وقعوا فيه على اتفاق مع نتنياهو. وقال شمعون بيرس في حينه لليفني: ’أين المشكلة، الحريديون يريدون مليارا؟ أعطهم 4 مليارات“.
أكد جنرال إسرائيلي أن المعلومات الأمنية المتوفرة لدى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، تؤكد أن السلطة الفلسطينية دفعت ثمنا باهظا، بسبب الصراعات الداخلية، والأضرار التي لحقت بصورتها في الداخل والخارج، لا سيما عند اتضاح الفجوة بينها وبين حركة حماس.
وقال الجنرال مايكل ميلشتاين في مقال بمجلة “إسرائيل ديفينس”، إن “إلغاء الانتخابات الفلسطينية، لن يؤدي بالضرورة إلى نشوء ربيع فلسطيني”، مستدركا: “الوضع بدا للوهلة الأولى مختلفا هذه المرة، لأنه بعد عقد ونصف من المحاولات لإجراء انتخابات في السلطة الفلسطينية، انتهت جميعها بفشل ذريع“.
وتابع: “بدا أن الجهود التي بذلت في الأشهر الستة الماضية ستؤتي ثمارها بالفعل، وظهرت أدلة على ذلك في الأشهر الأخيرة في شكل خطوات لم نشهدها منذ انتخابات 2006″، لافتا إلى أن هناك تلميحات متزايدة من السلطة الفلسطينية بشأن إمكانية التفكير في تأجيل أو تجميد الانتخابات، بسبب الخلاف مع إسرائيل بشأن إجرائها في شرق القدس، كما كان في الماضي.