من الصحف الاميركية
تناول الصحف الهجوم الأخير على منشآن نطنز النووية الإيرانية ودور “إسرائيل” التخريبي لتعطيل المحادثات الأميركية الإيرانية غير المباشرة للعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015.
وقالت إن هذا الهجوم التخريبي الجلّي قد أثار رد فعل إيراني غاضب حيث يتهم المسؤولون الإيرانيون “إسرائيل” بأنها تقف وراء هجوم يوم الأحد على منشآة نطنز الرئيسية النووية، الذي أسفر، بحسب التقارير، عن حريق وانقطاع للكهرباء أديا إلى تعطّل أجهزة طرد مركزي تستخدم لتخصيب اليورانيوم.
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا أشارت فيه إلى أن الولايات المتحدة بإعلان انسحابها من أفغانستان، تخطط لنوع جديد من الحرب بعد إتمام سحب القوات الأمريكية المتوقع قبل 11 أيلول/ سبتمبر 2021.
وأوضحت الصحيفة في تقرير أن هذه الحرب سيكون شكلها قائما على استخدام الطائرات المسيرة وطائرات التجسس وشبكات من الجواسيس بهدف منع أفغانستان من التحول مرة ثانية إلى ملاذ للإرهاب.
وأشارت إلى أن الإستخبارات الأمريكية والغربية تعمل على خطط قوية لنشرها بطريقة سرية في أفغانستان بعد غياب الحضور العلني للولايات المتحدة والدول الحليفة لها من البلاد. وتستفيد الخطط هذه من الدروس الصعبة من الرئيس باراك أوباما وقراره سحب القوات الأمريكية من العراق مما فتح المجال لظهور تنظيم الدولة الإسلامية بعد 3 أعوام.
ويقوم البنتاغون بالتحاور مع الحلفاء حول مكان إعادة نشر قوات، ربما في الدول الجارة من أفغانستان مثل طاجيكستان، قازخستان وأوزبكستان. بالإضافة إلى مقاتلات تنطلق من حاملات الطائرات في الخليج والمحيط الهندي وربما الولايات المتحدة لضرب المتمردين الذين ترصد حركاتهم طائرات التجسس المسيرة. لكن هناك مخاطر من تفكك وحدات الكوماندوز الأفغانية التي توفر الكم الأكبر من المعلومات عن حركة التمرد بعد رحيل القوات الأمريكية.
وقال مسؤولون إن تركيا التي تقيم علاقات قوية مع أفغانستان بالإضافة لدورها في حلف الناتو ستترك قوات هناك بشكل قد تكون في وضع للمساعدة على جمع المعلومات الأمنية حول خلايا تنظيم القاعدة في أفغانستان، ومع ذلك فالقيادة المركزية للجيش الأمريكي في تامبا، فلوريدا وهيئة الأركان المشتركة في واشنطن تقومان بتطوير خيارات لتعويض انسحاب الجنود الأمريكيين.
وقال الرئيس جو بايدن يوم الأربعاء، إن النهج الذي أعيد النظر فيه سيمنع عودة القاعدة. وقال: “لن يحيد نظرنا عن التهديد الإرهابي” و”سنقوم بإعادة تنظيم قدراتنا في مكافحة الإرهاب والأرصدة الحقيقية لنا في المنطقة لمنع ظهور جديد للتهديد الإرهابي على وطننا“.
ولكن عددا من القادة العسكريين والمشرعين من الحزبين حذروا من أنه بغياب الضغط المتواصل من قوات العمليات الخاصة والعمليات والقوات الأمنية في البلاد، فإن القاعدة قد تعود إلى المناطق التي تسيطر عليها حركة طالبان.
وقال جوزيف ماغوير، القائد السابق لوحدات نيفي سيل والذي عمل كقائم بأعمال الاستخبارات القومية في عهد دونالد ترامب: “مهما كانت المعلومات الاستخباراتية جيدة فلا بديل عن وجودك هناك” و“ستتلاشى فعاليتنا لحماية الوطن بشكل بارز“.
وفي الوقت الذي بدأ فيه المسؤولون العسكريون تقديم تفاصيل عن خطة بايدن المعدلة، استبعد المسؤولون في وزارة الدفاع والقادة العسكريون خيارين آخرين في الوقت الحالي، حالة ظهور عيوب في الخطة الحالية. فهناك أكثر من 16 ألف متعهد أمني مدني بمن فيهم 6 آلاف أمريكي يقدمون في الوقت الحالي الأمن والدعم اللوجيستي في أفغانستان، وهذه آخر الأرقام التي نشرتها البنتاغون.
وقلل المسؤولون العسكريون من أي دور للمتعهدين الأمنيين لمواجهة القاعدة مستقبلا، رغم أن بعض المحللين يقولون إن هناك إمكانية مساعدتهم في تدريب القوات الأمنية الأفغانية.
وبحسب أمر بايدن ستسحب الولايات المتحدة 3 آلاف و500 من قواتها في أفغانستان لكن البنتاغون لديها ألف جندي أكبر مما تعترف، وجاء الغموض نتيجة وضع بعض من عناصر قوات العمليات الخاصة على سجلات الرواتب ولضم قوات النخبة “أرمي رينجرز” والذين يعملون تحت البنتاغون وأفغانستان عندما نشروا في أفغانستان.
يقول الكاتب إيشان ثارور بصحيفة واشنطن بوست إن أفغانستان اشتهرت بأنها مقبرة الامبراطوريات، وها هي اليوم تثبت مرة أخرى أنها مقبرة لغطرسة الإمبراطورية الأميركية.
وأشار ثارور في مقال له إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن الأربعاء الماضي أن واشنطن ستسحب كل قواتها دون قيد أو شرط من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر/أيلول المقبل أي بعد مرور 20 عاما بالضبط من أحداث 11 سبتمبر، وبعد حرب عبثية شهدت مقتل أكثر من 2300 جندي أميركي وجرح أكثر من 20 ألفا، ومقتل عشرات الآلاف من المدنيين الأفغان.
وأضاف أن صانعي السياسة والمسؤولين العسكريين الأميركيين أدركوا لسنوات عدم جدوى بعض جهودهم في أفغانستان حيث انتشر تهديد “المتشددين”، وصنعت المساعدات الأميركية اقتصادات بأكملها مبنية على الفساد الحكومي، لكن الحاجة إلى تبرير الوجود الأميركي في البلاد والتأكيد أيضا على أن أميركا كانت تكسب أو يمكنها في النهاية أن تفوز، دفعت المسؤولين إلى “تضليل الجمهور عمدا“.
ونسب ثارور إلى ستيفن بيدل أحد كبار الباحثين في مجلس العلاقات الخارجية القول إن الحل السياسي مع طالبان كان يجب أن يتم قبل ذلك بكثير، مؤكدا ذلك بعبارة “تفاوضوا مبكرا وتفاوضوا كثيرا”. وقال بيدل أيضا “إن الحرب لا تُكسب بتدمير جيش معارض واحتلال عاصمته. أنت تربح من خلال إتاحة تسوية لم تكن ممكنة قبل بدء النزاع“.
ونقل عن ويل روجر مرشح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لمنصب السفير في أفغانستان قوله لمجلة “توداي وورلد فيو” إن أحد دروس الحرب يجب أن يكون “مزيدا من التواضع بشأن ما يمكن أن يحققه أفضل جيش على هذا الكوكب والمزيد من التفكير في كيفية نشر هذا الجيش“.