من الصحف الاسرائيلية
رغم التقارير التي تحدثت عن أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يوافق على منح حقيبتي الأمن والخارجية لحزب “يمينا” برئاسة نفتالي بينيت، إلا أن المفاوضات بينهما متعثرة وتراوح مكانها، وفيما تزايدت التخوفات وخاصة في حزب الليكود من انتخابات خامسة.
وأفاد المحلل السياسي في موقع “زمان اسرائيل”، شالوم يروشالمي اليوم الجمعة، بأن المفاوضات بين نتنياهو وبينيت عالقة، ونقل عن مقرب من بينيت نفيه لوجود تقدم، بعد أربعة لقاءات بينهما، وشدد على أن نقطة الخلاف الوحيدة بينهما تتمحور حول التناوب بينهما على رئاسة الحكومة. “نتنياهو يرفض أن يسمع هذا الموضوع، وبينيت يرفض التنازل عنه. كما أن بينيت يرفض التعهد لنتنياهو بأنه لن يتحالف مع غدعون ساعر” في إشارة إلى محاولة تشكيل حكومة تستند إلى المعسكر المناوئ لنتنياهو.
ويبدو في هذه الأثناء أن الليكود فقد الأمل في إمكانية أن ينضم ساعر وحزبه “تيكفا حداشا”، إلى حكومة يشكلها نتنياهو. كذلك يرفض ساعر دعم حكومة كهذه من خارجها أو الامتناع عن التصويت لدى تنصيبها في الكنيست. ونقل يروشالمي عن مقرب من نتنياهو قوله إن “ساعر منغلق. ولا يوجد أي احتمال لجلبه، أو أي أحد من أعضاء الكنيست في حزبه“.
ووفقا ليروشالمي فإن “معظم أعضاء الكنيست من الليكود يخشون لدرجة الرعب من انتخابات خامسة، سيجدون أنفسهم بعدها خارج الكنيست”. وأضاف أنه استمع، الأسبوع الحالي، إلى محادثة بين عضو الكنيست يوعاز هندل (كتلة “ديرخ إيرتس” داخل “تيكفا حداشا”) وعضو كنيست من الليكود، طلب خلالها الأخير أنه “إذا انتقل التكليف بتشكيل حكومة إليكم، شكلوا حكومة مع أي أي أحد تريدونه، بشر ألا تتوجهوا إلى انتخابات خامسة فقط“.
ونقل يروشالمي عن مصدر في “تيكفا حداشا” قوله إن انتخابات خامسة لن تحل المأزق السياسي طالما يتواجد نتنياهو في الحلبة السياسية. “انتخابات خامسة هي مقدمة وحسب لانتخابات سادسة وسابعة. يحظر الوصول إلى هذا. والهدف في نهاية الأمر هو إسقاط نتنياهو والانضمام إلى الليكود. ونحن سنشكل ائتلافا مع بينيت ويائير لبيد واليسار“.
واضاف المصدر أن “نتنياهو بدون رئاسة الحكومة هو نتنياهو آخر. وقوته السحرية في الليكود ستتراجع. وسيجري في الليكود حراك لا يمكن وقفه ضد نتنياهو. ونحن نسمع المحادثات في الليكود. فلدينا أصدقاء هناك. وساعر كتب أنه سينضم إلى أي حكومة يشكلها الليكود برئاسة يسرائيل كاتس، يولي إدلشتاين أو نير بركات“.
وصف الجيش الإسرائيل بأنه “جيش الشعب” إلا أن المعطيات والدراسات تؤكد على أنه ليس كذلك، ويعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية الأول، دافيد بن غوريون، كمن وضع نموذج “جيش الشعب” لكنه لم يستخدم هذا المصطلح، كما أن المهام غير العسكرية المكلف بها الجيش تراجعت ولم تعد موجودة اليوم.
وأشار المحاضر في القانون في كلية كريات أونو الأكاديمية ومدير المركز للأمن القومي والديمقراطية في “المعهد الإسرائيلي للديمقراطية”، بروفيسور عَميحاي كوهين، في تقرير نشرته صحيفة “ذي ماركر” حول الموضوع أمس، الأربعاء، إلى أن “بن غوريون نفسه لم يتحدث أبدا عن تعبير ’جيش الشعب’، لكن نظرية الجيش الإسرائيلي كجيش الشعب تبلورت في عهده“.
وأفادت معطيات نُشرت مؤخرا بأن نسبة الشبان والشابات الإسرائيليين الذين يتجندون للخدمة العسكرية تراجعت بشكل كبير، فقد كانت نسبة التجند للجيش 71.7% من اليهود و57.6% من مجمل السكان في العام 1999. وتراجعت النسبة في العام 2019، أي بعد عشرين عاما، إلى 62.6% من اليهود و50.7% من مجمل السكان. ويشمل هذا المعطى حصول 11% من المجندين في أي فوج تجنيد الذين يحصلون على إعفاء من الخدمة العسكرية لأسباب مختلفة، ما يعني أن أقل من نصف السكان يؤدون الخدمة العسكرية.
وقال كوهين إن “مصطلح “جيش الشعب” يشمل في داخله ثلاثة أمور نخلط بينها”. وأوضح أن الأمر الأول يتعلق بنموذج التجنيد. فالجيش ليس تطوعيا مقابل أجر ولا يجري التجنيد بشكل انتقائي، وإنما تجنيد “الشعب” كله.
والأمر الثاني الذي يصفه كوهين أنه يُنشِئ ارتباطا أعمق بين الجيش والشعب؛ يصور الجيش كمؤسسة رسمية فوق الخلافات السياسية ويحظى بتأييد واسع. والأمر الثالث، وهو “الأكثر تعقيدا”، هو أنه لا تُلقى على الجيش مهام عسكرية فقط، وإنما “مهمة تربوية” مثل استيعاب المهاجرين الجدد، وإقامة بلدات (ومستوطنات)، ومنظومة المجندات المعلمات وإنشاء روح مشتركة. وشدد كوهين على أنه “نتواجد في وضع تقوضت فيه جميع هذه المفاهيم ولم تعد صحيحة“.
ولفت كوهين إلى اتساع حجم المجتمعات التي لا يتجند أبناؤها للجيش الإسرائيلي: “توجد أغلبية كبيرة من المجندين في ما يُسمى ’التيار المركزي’ في المجتمع الإسرائيلي، وهذا تعبير إشكالي، والذي يشمل المدارس الحكومية والحكومية – الدينية اليهودية، لكن مجتمعنا القبلي يضم مجموعات آخذة بالاتساع ولا تتجند للخدمة العسكرية. والعرب يتحولون إلى جزء من المجتمع الإسرائيلي أكثر من الماضي، وبالطبع الحريديون أيضا. وهذا يعني أنه كلما تقدم الوقت، سيكون هناك المزيد من الأفراد الذين لا يتجندون”.