غضب إسرائيلي من تسريبات “نتنياهو” بخصوص تفجير “نطنز”
تعيش الأوساط الأمنية والسياسية والعسكرية الإسرائيلية عاصفة كبيرة، عقب ما أعلنه بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة، عن “شبه التبني” عن مهاجمة مفاعل نطنز النووي الإيراني، واعتبار ذلك خرقا لمبدأ السرية والغموض الذي وجه كل العمليات الإسرائيلية.
فقد أكد يوآف زيتون، الخبير العسكري الإسرائيلي، في تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، أنه “على خلفية تقارير نسبت إلى إسرائيل بشأن الهجوم على أهداف إيرانية، ألمح وزير الحرب بيني غانتس إلى أن التسريبات لم تأت من مكتبه، أو من الجيش الإسرائيلي، ومن المتوقع أن يأمر بفتح تحقيق في تسريب تقارير عن هجمات ضد إيران منسوبة إلى إسرائيل“.
وأشار إلى أن “غانتس طلب فتح تحقيق سيُحال للنائب العام، وألمح أن التسريبات جاءت من المستوى السياسي، لأن المؤسسة العسكرية غير معتادة، لكن ما حصل مخالف لسياسة الغموض، وقد يدفع طهران لأن تعلن الانتقام من إسرائيل، وصحيح أنه لا ينوي اتخاذ أي إجراء ملموس، لكنه يريد وقف موضوع الثرثرة، لأنها قضية خطيرة للغاية، ودعا لإجراء تحقيق في دائرة الأمن العام وقسم أمن المعلومات في المخابرات“.
وأوضح أن “ما صدر من تسريبات تضر بقواتنا وأمننا ومصالح إسرائيل، ولذلك يجب أن يكون هناك تحقيق معمق، ليس لدي أي علم بشخص معين تم تسريبه، لكن يجب أن يتوقف، لأن التسريبات بشأن الهجمات المنسوبة لإسرائيل لم يتم تنسيقها مع الأجهزة الأمنية وكبار المسؤولين الأمنيين، ولم يتلقوا موافقتهم مسبقا عن بث هذه التسريبات“.
وأشار إلى أن “العمليات التي تنفذها إسرائيل تكون بالعادة سرية حتى وقت قريب، والتصرفات المنسوبة لإسرائيل تتم من حين لآخر، دون الوصول إلى عتبة الضجيج، لأن التسريب أو التلميح عنها يفسر على أنه تحمل إسرائيل للمسؤولية، ما يلزم إيران بهجوم انتقامي“.
أفرايم هاليفي، رئيس جهاز الموساد الأسبق، قال إن “مهاجمة نطنز لن تخرب المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران، رغم أن المستوى السياسي في تل أبيب أحدث تغييرا في سياستها التفسيرية والتصريحية في السنوات الأخيرة، وهذه السياسة يقودها رئيس الوزراء، الذي تحدث بشكل لا لبس فيه، لذلك من الواضح أن هناك سياسة جديدة في هذا الشأن، لأنه منذ وقت ليس ببعيد لم تكن هناك نشاطات تحملت إسرائيل مسؤوليتها“.
وأضاف في حوار مع صحيفة يديعوت أحرونوت، أن “هذه التسريبات من شأنها أن تحد من قدرة إسرائيل على إدارة سياسة هجومية نشطة، ليس ذلك فقط، بل أيضا المحادثات السرية التي قد تخوضها في ظل الظروف التي تطرأ بين حين وآخر“.