من الصحف الاسرائيلية
ذكرت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم إن المستوطنين في غلاف غزة يحيون في هذه الأيام مرور عشرين عاما على سقوط أول صاروخ عليهم من قطاع غزة، لاسيما مستوطنة سديروت، مما جعل الخوف يرافقهم في كل يوم، وسيبقى يرافقهم طوال حياتهم، ويبقيهم في حالة يقظة دائمة، وخوف من الضجيج لأنهم لا يرون أفقا لحل أمني لهذه الصواريخ.
وأضافت أنه منذ عشرين عاما يواجه مستوطنو غلاف غزة حالة مستمرة من إطلاق النار والقذائف الصاروخية من الجانب الآخر من السياج الحدودي، ومنذ العثور على أول صاروخ في منطقة مفتوحة خارج سديروت في 16 نيسان/أبريل 2001، تعطل نمط الحياة في المستوطنة، وكان الثمن النفسي باهظا، وأحيانا الثمن المادي.
وأوضحت المستوطنين في غلاف غزة في حالة تأهب دائم، حتى قبل اختراع منظومة القبة الحديدية، فقد كانت أي إصابة صاروخية قاتلة ومدمرة؛ لأن أنظمة الإنذار في مستوطنات الغلاف لم تعمل بكامل طاقتها بعد، ولم يكن هناك حراس أمن في جميع المنازل، حتى في فصول الشتاء حين كان الجو ينهمر في الخارج، يسمعون فجأة إنذارا بسقوط الصاروخ لم نسمعه من قبل، وحينها تخترق الصواريخ الغرفة التي يجلسون فيها.
ذهبت تقديرات إسرائيليّة إلى أنّ إيران ستردّ على سلسلة الهجمات التي تعرّضت لها خلال الفترة الأخيرة، بدءًا من اغتيال قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وانتهاءً بتفجير مفاعل نطنز.
وذكر المحلّل العسكري للقناة 12 روني دانييل “في الوقت الذي انضبط فيه الإيرانيّون لفترة طويلة خلال الأحداث السابقة، يتضّح هذه المرّة أننا نقترب من اللحظة التي لا مناص فيها للإيرانيين سوى أن يردّوا بشكل مناسب على إسرائيل“.
وأضاف دانييل “قبل عدّة أشهر عبّرت الاستخبارات الإسرائيلية عن خشيتها من أن إيران وصلت إلى الحدّ إلى لا يمكنها الانضباط فيه وأنها ستخرج إلى مسار سيضرّ بنا. اغتيال العالم النووي محسن فخري زادة، على الأرض الإيرانيّة قدّم لها دفعة إضافيّة، ويوقظ بها الحاجة إلى الردّ”.
قال مستشرقان إسرائيليان إن الغرب بأسره، بما فيه إسرائيل، لم يعتقدا مطولا أن الكيان السياسي الأردني سيبقى طويلا، ولكن رغم كل العواصف المحيطة، وملايين اللاجئين الوافدين، والتركيبة السكانية المحمومة، “فلا يزال الأردن هنا“.
وأضاف البروفيسور إيلي فودة والبروفيسور رونين يتسحاق في مقالهما بصحيفة يديعوت أحرونوت أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ديفيد بن غوريون أعلن قبل وقت قصير من حرب السويس 1956 أن “الأردن بلد مصطنع، وليس له مستقبل”، كما قدرت أجهزة المخابرات الغربية في ذلك الوقت أن أيام الملك حسين كانت قليلة“.
الكاتبان فودة المحاضر في قسم الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية في الجامعة العبرية في القدس، وعضو في مجلس إدارة ميتافيم للعلاقات الإقليمية، ويتسحاق هو رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في أكاديمية الجليل الغربي.
وأوضحا أن “المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية استمعت طوال الوقت لشكاوى عدم استقرار الأردن ، والخوف من انهيار المملكة على مر السنين، ورغم ذلك، فإن الأردن لم ينج منها فحسب، بل يصادف اليوم مرور مائة عام على تأسيسه، وبات من أكثر البلدان استقرارا في الشرق الأوسط، فالحكم الهاشمي بقيادة الملك عبد الله الأول ارتبط بالتحالف السياسي مع العائلة الحجازية وبريطانيا عشية وفي أثناء الحرب العالمية الأولى“.
وأشارا إلى أن “المساعدة العلنية والسرية التي تلقاها الأردن طوال تلك العقود الماضية، بما فيها من إسرائيل، أحبطت كل محاولات الانقلاب التي استهدفت الملك حسين الراحل، الذي حافظ خلال 46 عاما من حكمه على استقرار المملكة رغم كل الصعاب، ومنع منظمة التحرير الفلسطينية من ترسيخ وجودها في الأردن، ولم يتردد بمواجهتها في أيلول 1970 بمساعدة إسرائيل والولايات المتحدة“.
وأكدا أنه “على مر السنين، أقام الأردن علاقات مع الولايات المتحدة والغرب، وحافظ على علاقات سرية مع إسرائيل، وهي رابطة تطورت إلى اتفاقية سلام في 1994، بعد اتفاقيات أوسلو مع الفلسطينيين، ولذلك تعد مسألة بقاء المملكة واستقرارها واحدة من أكثر الأسئلة إثارة للاهتمام في المنطقة، بما فيها لدى إسرائيل، التي شاهدت دولا عربية مثل سوريا ومصر والعراق انقلابات وثورات عسكرية، فيما ظل الأردن مستقرا“.
وأضافا أنه “بجانب المساعدة العسكرية والاقتصادية، تتمتع الشرعية الدينية للمملكة الهاشمية بثقل حاسم في بقاء النظام، وفي هذا السياق، فإن الدور الذي يؤديه الأردن في الحرم القدسي الشريف مهم أيضا، وفقا لاتفاقية السلام مع إسرائيل، وليس هناك شك في أن قطع الأردن للعلاقات مع تل أبيب قد يسبب صدمات في المملكة، رغم أنها بقيت مستقرة في أعقاب الربيع العربي، وما زالت في مكان جيد مقارنة بالدول العربية الأخرى“.
وختما بالقول بأنه “بعد الأحداث الأخيرة التي تعلقت بمحاولة الانقلاب الفاشلة، ترى إسرائيل أن البيت الهاشمي مطالب بالاستمرار في الانتباه للأصوات القادمة من الجمهور، والتهديدات التي تتعرض لها المملكة من الخارج؛ لأن استمرار استقرار الأردن تحت قيادة البيت الهاشمي مصلحة إسرائيلية عليا، لكن في بعض الأحيان، يبدو أن إسرائيل لا تفعل ما يكفي للحفاظ على هذا التحالف“.