من الصحف البريطانية
ناقشت صحف بريطانية موضوعات هامة تتعلق بمنطقة الشرق الأوسط، أبرزها التعويضات المتعلقة بإغلاق قناة السويس لمدة أسبوع بعد جنوح السفينة ايفرغيفن، وتوقعات بمعركة قضائية طويلة الأجل بين هيئة القناة وشركات التأمين والشركات المشغلة، وكذلك رحلة مثيرة للجدل قام بها رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ديفيد كاميرون إلى السعودية ولقاء ولي العهد محمد بن سلمان بعد فترة من اتهامه بالضلوع في قتل الصحفي جمال خاشقجي.
تحدثت صحفية الغارديان عن انتهاء أزمة إغلاق قناة السويس وتعويم السفينة العملاقة “ايفرغيفن”، لكنها تساءلت عن الجهة التي ستتحمل مليارات الدولارات قيمة الخسائر التي نجمت عن توقف حركة الملاحة في القناة لمدة أسبوع كامل.
وجاء في تقرير مطول للصحفيين ميشيل صافي وروث ميكلسون، أنه من المتوقع أن تندلع معركة قانونية طويلة الأجل قد تستغرق سنوات لتحديد المسؤولية عن جنوح السفينة الضخمة وحمولتها التي بلغت 220 ألف طن ومن يجب أن يتحمل تكاليف إنقاذها والتعويضات الهائلة.
وأوضحت الصحيفة أن جنوح السفينة التي يبلغ طولها 400 متر لمدة أسبوع في قناة السويس، تسبب في خسارة للتجارة العالمية بلغت نحو 7 مليارات جنيه إسترليني يوميا، في حين بلغت خسائر هيئة قناة السويس 10.9 مليون جنيه إسترليني يوميا.
وقال أسامة ربيع رئيس الهيئة إن مصر تمكنت من إعادة تعويم السفينة في وقت قياسي، “ولو حدثت مثل هذه الأزمة في أي مكان آخر في العالم، لكان حلها سيستغرق ثلاثة أشهر“.
لكن الإجابة عن الأسئلة حول من سيدفع الأموال من المرجح أن تستغرق أعواما وتشعل جدلا بين شركات التأمين والمحققين. صعد المحققون إلى السفينة، التي ترسو الآن في البحيرات المرة، يوم الثلاثاء، للعثور على إجابات حول سبب الجنوح ومن المسؤول النهائي.
ألقت شركة برنهارد سكالت شيب مانجمنت BSM ، المشغل الفني لسفينة ايفرغيفن، باللوم مرارا وتكرارا على الرياح القوية، بينما استبعدت التحقيقات الأولية أي عطل ميكانيكي أو في المحرك كسبب للجنوح. وأشار المراقبون إلى “تأثير الشراع”، والذي يعني ارتفاع الحمولة من الحاويات بشكل كبير فوق ظهر السفية مما يجعلها أكثر عرضة للرياح القوية.
وقال أسامة ربيع في مؤتمر صحفي، إن خطأ بشريا أو ميكانيكيا “ربما كان وراء جنوحها“.
واعتذرت شركة شوي كيسن كايشا اليابانية، المالكة لسفينة ايفرغيفن، عن “القلق الهائل” الذي تسببت فيه للسفن العالقة في القناة.
وقال سال ميركوجليانو، مؤرخ بحري وأستاذ مشارك في جامعة كامبل في نورث كارولينا وبحار تجاري سابق، إن التقارير المتضاربة حول الأسباب الكامنة وراء الجنوح كانت مرتبطة بمن يتحمل المسؤولية في النهاية.
وقال: “إذا كان خطأ ميكانيكيا أو بشريا، فستقع المسؤولية على المشغل الفني BSM وشركة التشغيل التايوانية ايفرغرين مارين“.
لكنه أضاف، “إذا كان هناك خطر من الرياح ما كان على مرشدي القناة السماح لها بالدخول إلى القناة، ويجب أن تذكر أنها جنحت بعد الدخول في القناة بمسافة قصيرة“.
ومع ذلك، تنص قواعد هيئة قناة السويس على أن السفينة “مسؤولة بالكامل” عن أي ضرر، ما لم يتمكن مشغلو السفينة من إثبات حدوث ذلك عن طريق الصدفة.
وصنف جيمس ديفي، من معهد القانون البحري بجامعة ساوثهامبتون، خمسة مجالات محتملة للتقاضي تشمل، الأضرار التي لحقت بالسفينة، الأضرار التي لحقت حمولتها، تكلفة عملية إعادة العوم والإنقاذ، الخسائر المالية التي تكبدتها قناة السويس بما في ذلك الأضرار التي لحقت بالقناة نفسها، والخسائر التي لحقت بالسفن المتأخرة الأخرى“.
وقال: “من المرجح أن تكون تكلفة إعادة العوم والإنقاذ باهظة”، مضيفا أنه ربما تتقاسمها شركات التأمين على السفينة وعلى الشحنة. لكن هناك سؤال مهم أخر حول من سيدفع فاتورة الأضرار التي لحقت بالقناة نفسها. وقال: “لأن هناك مئات الملايين سيستغرق هذا وقتا طويلا“.
قدرت شركة المحاماة كلايد وشركاه أن قيمة السفينة ايفرغيفن، قد تصل إلى 110 مليون دولار، في حين أن قيمة الشحنة يمكن أن تمتد إلى 500 مليون دولار أخرى. وقالت: “هذه القضية قد تكون أكبر عملية تمويل لدفع تعويضات ضحايا سفينة حاويات في تاريخ النقل البحري“.
كشفت صحيفة فايننشال تايمز عن رحلة قام رئيس وزراء بريطانيا السابق ديفيد كاميرون إلى المملكة العربية السعودية مطلع 2020، لاسترضاء واستمالة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، رغم الاتهامات التي كانت موجهة له بالضلوع في قتل المعارض السعودي جمال خاشقجي، في اسطنبول بتركيا.
وقالت الصحيفة في تقرير جماعي شارك فيه روبرت سميث وآراش مسعودي وسنيثا أوميرشو وجيم بيكارد، إن كاميرون كان بصحبة الملياردير الأسترالي ليكس غرينسيل، وذهبا في رحلة إلى الصحراء بصحبة بن سلمان بعد أشهر فقط من مقتل خاشقجي وتقطيعه في قنصلية السعودية باسطنبول، رغم الضجة التي أثيرت حول احتمالية إصدار بن سلمان أمرا بقتله.
وأضافت اخترق غرينسيل المؤسسة البريطانية ، وأقام روابط وثيقة مع كبار موظفي الخدمة المدنية والوزراء في البلاد ومارس الضغط من أجل الحصول على عقود حكومية مربحة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه قبل انهيار غرينسيل كابيتال هذا الشهر، كانت إحدى الحكايات المفضلة لدى مالكها ليكس غرينسيل هي رحلة تخييم قال إنه قام بها مع ديفيد كاميرون، الذي يعمل لديه مستشارا بأجر حاليا وولي العهد محمد بن سلمان، وفقا لثلاثة أشخاص سمعوا روايته عن الرحلة.
قال أحد الأشخاص أن الرحلة خلال شهر يناير/كانون الثاني أو فبراير/شباط 2020، قبل وقت قصير من انتشار فيروس كورونا الذي أدى إلى توقف السفر الدولي إلى حد كبير. تظهر سجلات رحلات الطائرات الخاصة الأربع لشركة غرينسيل كابيتال سلسلة من الرحلات إلى السعودية في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الماضي.
بينما قال شخص آخر، سمع رواية غرينسيل عن الرحلة، إن الممول الأسترالي أوضح أنه وثق علاقته مع ولي العهد تحت سماء الليل، بسبب حقيقة أن الرجلين كانا قد درسا القانون في الجامعة.
وامتنعت غرينسيل كابيتال عن التعليق على هذه الأنباء. ورفضت السفارة السعودية في لندن التعليق أيضا.
حاولت صحيفة الفيننشال تايمز أن تسأل كاميرون عدة مرات عن رواية رحلة التخييم في الصحراء السعودية، لكن رئيس الوزراء السابق تجاهل الاستفسارات.
ويخضع كاميرون حاليا لتدقيق متزايد حول دوره في انهيار شركة غرينسيل كابيتال، بعد أن كشفت فاينانشيال تايمز أنه ضغط على زملائه السابقين من أجل حصول الشركة على نصيب من خطط الطوارئ الحكومية بشأن منح قروض تتعلق بفيروس كورونا.
وزار كاميرون السعودية علنا في أكتوبر/تشرين الثاني 2019 ، وحضر ما يسمى بقمة “دافوس الصحراء” في الرياض.
وانتقدت منظمة العفو الدولية هذه الزيارة خاصة انها جاءت بعد عام من مقتل خاشقجي على يد عملاء سعوديين، وقالت المنظمة إن حضور رئيس الوزراء السابق “يُفسَّر على أنه دعم للنظام السعودي” على الرغم من “سجل حقوق الإنسان المروعة“.
استخدم كاميرون الذي يتقاضى 120 ألف جنيه إسترليني في الساعة مقابل المشاركة والتحدث في المؤتمرات، طائرات شركة غرينسيل كثيرا للسفر حول العالم ، وفقا للعديد من الأشخاص المطلعين على الأمر. كما شاهدت “فاينانشيال تايمز” صورة له على متن إحدى هذه الطائرات ذات الأثاث الفاخر.