تقارير: السعودية تستعين بشركات فرنسية لتحسين صورتها في الغرب
سلط تقرير الضوء على التعاون بين باريس والرياض لتحسين صورة الأخيرة عالميا، بعد سلسلة الإخفاقات التي منيت بها المملكة على صعيد حقوق الإنسان، وتأثر سمعتها عالميا على إثر الجرائم والانتهاكات التي تجري بحق المعارضين، بغطاء وتوجيه من ولي العهد، محمد بن سلمان.
وقال التقرير الذي نشره موقع “نون بوست”، إن الرئيس الفرنسي الذي شرعن العنصرية ضد المسلمين في بلاده، والغرب عموما، وشجع على كراهية الإسلام والشعبوية المعادية للمسلمين في هذا البلد الأوروبي، واجه مؤخرا حملات مقاطعة كبرى في دول إسلامية وعربية عدة، ونُشرت مقاطع فيديو لإتلاف وإزالة المنتجات الفرنسية من المحال والمراكز التجارية، نُصرة للنبي محمد على الخطاب الرسمي في فرنسا تجاه الإسلام والمسلمين، ما ساهم في تراجع الاقتصاد الذي سجل أكبر ركود منذ الحرب العالمية الثانية.
ولفت التقرير إلى أنه في خضم هذه التحولات والتطورات، كان الجميع ينتظر أن تنتصر السعودية للرسول محمد، وتعلن مقاطعة كل أشكال التعاون مع فرنسا؛ للضغط على قصر الإليزيه حتى يعتذر عما اقترفه قادة البلاد تجاه المسلمين.
لكن ما حصل هو العكس، ففي أوج أزمته الكبيرة مع العالم الإسلامي ومعركته ضد المسلمين، تلقى ماكرون دعما كبيرا وغير متوقع من السعودية، حيث أبلغ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان السلطات الفرنسية بأنه يؤيد عزم الرئيس ماكرون على مراقبة حج المسلمين الفرنسيين إلى مكة المكرمة بشكل أفضل، حتى يضمن لهم عوائد مالية إضافية ويراقبوا الحجيج أكثر.
وقال الموقع، إن الرياض استغلت الأزمة لتعلن دعمها الكامل لباريس، ضمن توجهها العام لضرب الإسلام السياسي، والذي يتماشى مع مشروع قصر الإليزيه للديانة الإسلامية في فرنسا.
وليس هذا السبب الوحيد لدعم السعودية لفرنسا، بحسب الموقع ذاته، فالسبب الأبرز هو تلميع صورة المملكة في العالم الغربي، خصوصا في فرنسا، ضمن سياق كامل اتبعته إدارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
ووفق تقرير موقع “ميديا بارت” الفرنسي، تعاقد ابن سلمان مع وكالة “هافاس” للعلاقات العامة منذ عام 2016 من أجل الترويج الشخصي له، ولتبييض جرائمه، وتحسين صورته في الإعلام الغربي.
وأوضح الموقع الفرنسي أن مستشارة رئيس الحكومة الفرنسي ومستشارة الرئيس ماكرون الاتصالي ميادة بولوس، قادت حملة ترويج في فرنسا لصالح ابن سلمان مع وكالة “هافاس”، قبل أن تنتقل للعمل مع رئيس الوزراء الفرنسي عام 2020.
ولفت إلى أن العميل الذي فوض “هافاس” لم يكن المملكة العربية السعودية، لكن مؤسسة مسك التي أنشأها عام 2011 ولي العهد محمد بن سلمان شخصيا ضمن استراتيجيته للتأثير على المستوى الدولي والترويج لصورته، وقد ظهر الأمر جليا بعد عملية قتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي.
إلى جانب ذلك، وقعت شركة الاتصالات العملاقة “بابليسيس” عدة عقود مع الرياض، للتسويق لها ولقيادتها لدى فرنسا، إذ نظمت الشركة لقاءات صحفية بين صحفيين ووزير الخارجية عادل الجبير والناطق الرسمي باسم التحالف السعودي الإماراتي في اليمن أحمد العسيري، وأنشطة أخرى لدعم النظام السعودي.
وتتولى شركة “بابليسيس” للتواصل عملية تلميع صورة النظام السعودي على مستوى كبرى العواصم العالمية -بينها واشنطن مرورا بكل من بروكسل وباريس- مقابل أموال طائلة، فتعد الشركة الفرنسية المعروفة أهم مجموعة ضغط في يد النظام السعودي على المستوى الدولي.
وتعمل الشركة كمجموعة ضغط من أجل تجميل وجه النظام السعودي وولي العهد على المستوى الدولي، بسبب ضلوع المملكة في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في اليمن، إضافة إلى اتهام النظام السعودي بالتواطؤ مع الحركات الجهادية المتطرفة، وانتهاك حقوق الإنسان، خصوصا النساء، والوقوف وراء اغتيال الصحفي جمال خاشقجي.