من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
الأخبار: مذكّرة سرية من رياض سلامة لتطبيق الحصار على سوريا: بيروت تختنق ودمشق تردّ بالأوكسيجين
كتبت صحيفة الأخبار تقول: مرة جديدة تُثبِت سوريا أنها المتنفّس الأول للبنان، وهي البوابة الوحيدة التي تُفتح في وجهه وقت الضيق. رغم ما تعانيه سوريا من كارثة في مواجهة وباء كورونا، لم تتأخر في مدّ يد العون لجارتها التي كادَ “الأوكسيجين” ينقطِع عنها أمس. مع ذلِك نجِد في الداخل من يفضّل قتل الناس على هذه المساعدة… نكاية لا أكثر
على الرغم من كل الحصار التي تتعرّض له سوريا بفعل قانون العقوبات عليها، وفي ظل تآمر جزء من اللبنانيين ضدها ومقاطعتهم لها، أثبتت سوريا أنها المتنفّس الأول للبنان، وهي البوابة الوحيدة التي تُفتح في وجهه وقت الضيق. فرغمَ ما تُعانيه هذه الدولة من أزمة حقيقة في مواجهة وباء “كورونا”، لم تتأخر في مد يد العون لجارتها التي كادَ “الأوكسيجين” ينقطِع عنها أمس. مع ذلِك وجِد في لبنان من يفضّل موت المرضى على هذه المساعدة…
بمساعدة من سوريا، تلافى لبنان كارثة حقيقية تمثلت في انقطاع مادة “الأوكسيجين” في المستشفيات، وكادت تؤدي الى جريمة جماعية، بطلها إهمال الدولة، وأولى ضحاياها هم عدد من مرضى كورونا الموجودين في غرف العناية الفائقة ويحتاجون إلى أجهزة التنفس. بحسب المعلومات، رفَع وزير الصحة حمد حسن الصرخة، متحدثاً الى الجهات المعنية بضرورة التحرك. رفض رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب التواصل مع سوريا، إلا بواسطة الوزير وبعض الجهات اللبنانية التي تربطها علاقات وثيقة مع القيادة السورية. لم تتأخر سوريا في الرد على طلب الوزير حسن الذي زارها بشكل طارئ والتقى نظيره السوري الدكتور حسن الغباش، بهدف إيجاد حل سريع لأزمة نقص الأوكسيجين في المستشفيات في لبنان، بعدما تعذر على باخرة محمّلة بالأوكسيجين تفريغ حمولتها بسبب أحوال الطقس وارتفاع موج البحر. وأسفرت الزيارة عن تأمين ثلاث شحنات من الأوكسيجين، بدءاً من شحنة أولى وصلت مساء أمس، فيما ستصِل البقية خلال ثلاثة أيام، في انتظار أن تكون الباخرة المحمّلة بالأوكسيجين قد تمكنت من الرسوّ وتفريغ حمولتها. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري، قال حسن إنه “ليس لك عند الضيق سوى الصديق والشقيق، فتمّ الاتصال مباشرة بإخوتنا السوريين الذين لم يتأخروا في إبداء الإيجابية”، مُعلناً تزويد لبنان بـ75 طناً من الأوكسيجين.
وللمفارقة، لبّت سوريا نداء الاستغاثة بها رغم أن لبنان يشارك في خنقها. الخنق المتعمّد يمارسه لبنان بحقها، وبحقه، منذ ما قبل صدور قانون قيصر الأميركي. وأتى هذا القانون ذريعة لتصبح السلطة اللبنانية مجرّد منفّذة للتعليمات الواردة من السفارة الأميركية. وكعادته، يتولى حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، الإشراف على حُسن تنفيذ الأوامر الأميركية، تارة بصفته حاكماً للمصرف المركزي، وطوراً بصفته رئيس هيئة التحقيق الخاصة بمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب. وفي وثيقة سرية أرسلها سلامة بتاريخ 25 شباط الماضي، إلى وزارة الخارجية، ذكّر “الحاكم” السلطات اللبنانية بوجوب الالتزام بقانون العقوبات على سوريا (قيصر)، بعدَ أن أرسلت الوزارة في 15 كانون الثاني 2021 كتاباً إلى هيئة التحقيق التي يرأسها سلامة، تقول فيه إن وزارة الخارجية الأميركية أرسلت كتاباً إلى الوزارة تقول فيه إنها تدرس كيفية معالجة العمليات المرتبطة بتطبيق 3 مواضيع في ظل القانون. وهذه المواضيع هي: شراء الطاقة الكهربائية من سوريا، ربط لبنان بالأسواق العربية عبرَ الأراضي السورية، وتجارة المنتجات الزراعية. وبحسب الخارجية اللبنانية، فإن الجانب الأميركي وافق على طلب لبنان في ما خصّ استثناء التجارة بالمنتجات الزراعية من موجبات القانون. رغم ذلك، ردّ سلامة بالتذكير بالإجراءات التي يجِب على المصارف أن تأخذها التزاماً بما يُسمى “استدراك المخاطر المُحتملة في تعاملها مع المصارف المُراسلة، لا سيما مخاطِر السمعة”. كما ذكّر سلامة أيضاً، بأنه سبَق أن أرسلَ في 17 حزيران 2019 كتاباً إلى رئاسة مجلس الوزراء يُذكّرها بضرورة “اتخاذ الإجراءات السريعة والمناسبة مع السلطات المعنية بخصوص ما وردَ في كتاب السفارة الأميركية عن قيام الحكومة وعدد من شركات النفط الخاصة بتسهيل تزويد النظام السوري بشحنات النفط بما يتعارض مع العقوبات المفروضة على الدولة السورية”.
رفض رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب التواصل مع سوريا إلا بالواسطة
وكعادتهم، هبّ “جماعة أميركا والسعودية” في لبنان للتعبير عن امتعاضهم من هذه الخطوة، ووصلت معاداتهم لها حدّ تفضيل قتل الناس على قبول المساعدة السورية. من بين هؤلاء نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون الذي أشار في تصريح تلفزيوني إلى أن “هناك مصنعين كبيرين للأوكسيجين في لبنان يُلبّيان الطلب، ولا نقص في هذه المادّة”. هارون نفسه الذي يُعدّ من أوائل الذين وقفوا ضد مصلحة سكان لبنان من خلال عدم القيام بواجباته في مواجهة جائحة كورونا، قرر من منطلق سياسي الخروج بنظرية تقول إن لبنان مُكتَف بالأوكسيجين، بما معناه أن الهبة السورية غير ذات نفع. لاحقاً، استدرك نقيب أصحاب المستشفيات الأمر، ليصدر بياناً يوضح فيه أنه “تبيّن لنا أن إحدى الشركات المصنّعة والموزّعة للمادة، اتّصلت مساء (أول من) أمس بوزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، وأبلغته أنّها تواجه مصاعب في إحضارها من مصادرها، طالبةً منه التدخل سريعاً لحلّ المشكلة. وبالفعل تدخّل الوزير حسن، مشكوراً، لدى السلطات السورية التي تعهّدت تأمين وصول المادّة إلى لبنان في الأيام المقبلة ريثما تتم معالجة الموضوع نهائياً”.
في جميع الأحوال، تُشكّل خطوة دمشق أمس رسالة عملية إلى ما يمكن القيام به، على مستويات عديدة، من أجل تخفيف حدة الأزمات في لبنان، كما في سوريا، صحياً واقتصادياً. الخطوات التي قد يُضطر لبنان، رسمياً أو خارج الإطار الرسمي، إلى اتخاذها في الأسابيع المقبلة، ستخفف بلا شك من حدة الانهيار، أو على الأقل، من سرعة الانحدار نحو القعر.
الديار: بعبدا تتجه الى توسيع تحركها… فهل تمهّد لمعركة نزع التكليف؟ الحريري لن يعتذر ولن يتراجع: حكومة اختصاص والثلث المعطل مستحيل عودة المساعي تنتظر لملمة آثار لقاء الاثنين وحزب الله يدعو لتعاون شفاف بين الرؤساء
كتبت صحيفة الديار تقول: لم تخرج البلاد من صدمة لقاء بعبدا الاخير وتداعياته السلبية على كل الصعد والمستويات. وبقي السؤال المطروح بقوة ماذا بعد؟
المشهد امس لم يتبدل منذ الاثنين الماضي، والاجواء بقيت مشحونة بعد ان وصلت ازمة العلاقة بين الرئيسين عون والحريري الى ذروة التأزم والنفور.
وفي ظل هذا المناخ الملبد للغاية نقل عن مرجع سياسي بارز ان ما احدثه لقاء بعبدا شكل نكسة كبيرة بكل معنى الكلمة لكل الجهود والمساعي الرامية الى ردم الهوة بين الرجلين، وانه بات من الصعب طرح مبادرات جديدة لتذليل العقد امام تشكيل الحكومة في هذا الجو العاصف ما لم تعالج ذيول ما احدثه لقاء الاثنين الصدامي. لكن المسؤولية الوطنية تقتضي عدم استنفاذ اي جهد لاعادة ترميم الوضع قدر الامكان تمهيدا لاستئناف المساعي مجددا والاّ فاننا ذاهبون الى كارثة كبيرة على كل الصعد.
ووفقا للمعلومات التي توافرت لـ”الديار” امس فان عون، الذي نشط على الصعيد الدبلوماسي بعد لقائه الساخن مع الحريري، ليس في صدد خوض معركة نزع التكليف من الرئيس الحريري في هذه المرحلة او القيام بخطوة معينة في هذا المجال، وان تحركه الاخير تمحور حول شرح التطورات والمستجدات المتعلقة بموضوع تشكيل الحكومة وموقف في هذا المسار، ومحاولة اعطاء صورة واضحة من وجهة نظره للاسباب التي حالت وتحول دون التاليف.
وتضيف المعلومات ان رئيس الجمهورية يأخذ بعين الاعتبار كل الصعوبات والمحاذير الدستورية والسياسية وغيرها التي قد تنجم عن خوضه هذا الخيار واللجوء الى مراسلة المجلس النيابي لنزع التكليف من الحريري لصالح مرشح آخر. كما ان الحريري بدوره مصمم على عدم الاعتذار عن المضي بمهمته مستندا الى المعطيات السياسية والنيابية والدستورية عدا عن الدعم السنّي له، وبالتالي يتمسك بموقفه من الحكومة وكيفية تشكيلها.
وحسب اجواء ومصادر بعبدا للديار فان تحرك الرئيس عون الديبلوماسي ولقائه السفيرة الفرنسية والسفير السعودي هو لشرح الوضع عموما وما يتعلق بالحكومة خصوصا والعراقيل التي تحول دون تشكيلها حتى الآن. وانه وضع النقاط على الحروف لا سيما ما يتعلق بمكامن تعطيل هذه العملية.
واشارت الى انه في صدد استكمال اتصالاته ولقاءاته لبلورة صورة ما جرى ويجري ولشرح الموقف وحقيقة تعطيل تأليف الحكومة ومن المسؤول عن هذا التعطيل.
واوضحت المصادر ان السفيرة الفرنسية عبرت مجددا عن موقف باريس الذي يشدد على تأليف الحكومة للاسراع بالاصلاحات انطلاقا من المبادرة التي طرحتها وتعمل من اجل تحقيقها، وانها أبدت اهتماما بمتابعة هذا الامر.
اما السفير السعودي فكان حريصا ومهتما بالاستماع الى شرح الرئيس عون، وركّز على النقاط التي تناولها في بيانه بعد اللقاء، ولم يتطرق الى التفاصيل مشددا على تأليف الحكومة والاصلاحات.
وردا على سؤال ماذا بعد؟ قالت المصادر انه لا يجوز ان تستمر الامور على هذا المنوال ولا يمكن ان نبقى مكتوفي الايدي لان الوضع لم يعد يحتمل هدر المزيد من الوقت، مشيرة الى اتصالات وجهود سيقوم بها الرئيس عون لم تحدد عناوينها في اطار ما بدأه من اجل شرح الموقف وحسم موضوع تشكيل الحكومة.
وفي بيت الوسط بقيت تخيّم اجواء الاستياء مما اقدم عليه الرئيس عون عشية لقاء الاثنين. وقالت مصادر الرئيس الحريري للديار امس انه لم يستجد شيء بعد الذي حصل واصفة بما قام به رئيس الجمهورية بانه غير مقبول ولا يحتمل.
وأكدت ان الرئيس المكلف ” متمسك بحكومة اختصاصيين لا حزبيين ، ومن المستحيل القبول بالثلث المعطل”.
النهار: اوكسيجين الأسد: التفكك السلطوي الى النهايات
كتبت صحيفة النهار تقول: بين عهد يمعن في الغرق في تهلكة محاولات فاشلة لإقصاء الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري ودفعه بشتى الوسائل الى الاعتذار، وحكومة تصريف اعمال أنهكها طول مدة التقاعد النهائي التي استنزفت قدراتها وتركيبتها القاصرة أساسا عن مواجهة أعتى مرحلة مصيرية يمر بها لبنان، ووزارات باتت اشبه بسلطات ذاتية مفككة كل منها تتبع اجندة خاصة بفريق وزيرها او بسياساته الشخصية، بين هذه كلها تسللت أمس الى المشهد الداخلي عراضة دعائية مكشوفة وباهتة حملت عنوان تعويم بشار الأسد من بوابة هبة “اوكسيجين” إنسانية استشفائية مزعومة. هذه العراضة التي جرى إخراجها وتنفيذها بين وزير الصحة حمد حسن ونظيره لدى النظام السوري حسن الغباش من خلال توظيف مفاجئ لعدم التمكن من افراغ سفينة تنقل حمولة اوكسيجين للمستشفيات والاستعانة بمعونة سورية عاجلة، جاءت لتكشف مرة جديدة حالة التفكك التي باتت تعتري حكم العهد والأكثرية الراهنة، اذ ان وزراء آخرين قاموا في الفترة السابقة بزيارات مرتجلة وغير منسقة وخارجة عن اطار قرارات مجلس الوزراء قبل استقالة الحكومة، فيما غلب امس على هذه الخطوة طابع افتعال متعمد من خلال السرعة التي اتسمت بها حركة وزير الصحة بزيارة دمشق والتذرع بشكر سلطاتها على الكرم الحاتمي الذي أغدقته على لبنان فيما هي أي دمشق تمنع تصدير الأوكسيجين لحاجتها الملحة الى المادة في عز استفحال انتشار كورونا في سوريا. ولكن بدا من الصعوبة البالغة الأخذ بهذه الذرائع التي كذبها بداية نقيب أصحاب المستشفيات بتأكيده وجود معملين كبيرين للاوكسيجين يكفيان للحاجة الداخلية قبل ان تصدر النقابة (التي غاب نقيبها سليمان هارون عن السمع) مساء بيانا يبرر الخطوة بمواجهة احدى الشركات المصنعة للمادة مصاعب بإحضارها من مصادرها.
كما يصعب التعامل معها بمعزل عن الخلفيات السياسية التوظيفية لهذه العراضة وتوقيتها في وقت يتعرض رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب نفسه لضغوط متنامية من الفريق السياسي الذي ينتمي اليه وزير الصحة أي “حزب الله” الذي نادى سيده علناً الأسبوع الماضي باللجوء الى تفعيل حكومة تصريف الاعمال، واضطر دياب امس بالذات الى اصدار بيان “توضيحي” حمّال اوجه من هذا الموضوع. كما ان النظام السوري نفسه لم يفوت فرصة توظيف الزيارة، فاعلن على لسان وزير الصحة لديه ان “الزيارة بذاتها هي رسالة سياسية مهمة”. واذا كان العهد، بمسؤوليته عن ضبط إيقاع الدولة، لا يرى راهنا لا الانهيارات المتلاحقة ولا التفكك الهائل في واقع الدولة لان جلّ همه وأولياته استنباط الخطط اليومية لإنهاك الحريري وتعويض إخفاقاته ولا سيما منها الأخيرة في تأليب الدول المؤثرة وتحديدا السعودية على الرئيس المكلف، فأي حرج على حكومة مستقيلة مفككة يستقل فيها الوزراء بسياسات متفردة ويفتحون ديبلوماسيات خاصة بهم ؟
الجمهورية: التأليف رهن العقد الداخلية والخارجية.. والريــاض: لحكومة قادرة
كتبت صحيفة الجمهورية تقول: ماذا بعد فشل اللقاء الرقم 18 بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري؟ وماذا بعد فشل الوساطات الداخلية والخارجية في اجتراح الحلول للخروج من المأزق الحكومي؟ وهل سُدّت مسارات التأليف نهائياً وتكرست وضعية رئيس مستقيل ورئيس مكلّف في ظل عدم استعداد الحريري للاعتذار ووضعه معادلة اعتذاره مقابل استقالة رئيس الجمهورية؟ وما مصير الوضع المالي والاقتصادي والمعيشي الذي لا يمكن فرملة تدهوره سوى بتأليف حكومة؟ وهل انتقلت البلاد فعلاً من أزمة حكومة إلى أزمة حكم؟ وما الخطوة التالية التي على اللبنانيين انتظارها؟ وكيف يمكن الخروج من هذا النفق المظلم؟ وهل يمكن الرهان على وساطة جديدة داخلية أو خارجية؟
وفيما لا إجابات متوافرة عن كل هذه التساؤلات، بات الرهان على أعجوبة ما، لأن لا معلومات تفيد عن وساطات دخلت على الخط على أثر اللقاء الساخن الأخير بين الرئيسين، فيما الآمال في أي وساطة تكاد تكون معدومة بعد الوصول إلى الحائط المسدود والطريق المقفل، كما انه في التحليل المنطقي للأمور أصبح من الصعوبة بمكان الكلام عن عقد تفصيلية ما زالت تعوق التأليف في الوقت الذي يتواصل الانهيار فصولاً، وبالتالي مع كل هذه التطورات يصبح السؤال مشروعاً عن عقد خارجية تحول دون التأليف، وإلا لا شيء يبرر أو يفسِّر المراوحة الحكومية.
وبدا من المواقف المتشنجة ان العلاقة بين عون والحريري وصلت إلى أدنى وأسوأ مستوياتها، فمع تمسك الثاني بتكليفه يتعذّر على الأول الوصول إلى نتيجة من دون الاتفاق معه، ففي إمكانه مثلا الاستئناس برأي الكتل النيابية وخطوات أخرى، ولكن لا أفق لكل ذلك، والأفق الوحيد يندرج ضمن ثلاثة سيناريوهات:
ـ السيناريو الأول، وساطة داخلية أو خارجية تكون مختلفة شكلا ومضمونا عن الوساطات السابقة، أي حازمة في رسائلها للرئيسين من أجل الوصول إلى حل وتسوية.
ـ السيناريو الثاني، انزلاق البلاد إلى فوضى أو اغتيالات، لا سمح الله، بما يستدعي من الرئيسين تجاوز خلافاتهما والشروع في التأليف فورا.
ـ السيناريو الثالث، ان يعتذر الرئيس المكلف تاركا العهد يتخبّط منفردا في مواجهة أزمة تتطلب الانفتاح على الخارج، هذا الخارج الذي يملك الحريري مفاتيحه من باريس مرورا بالقاهرة وصولا إلى موسكو وغيرها من عواصم القرار في العالم.
اللواء: وداعاً مستشفى العرب.. مخاوف من انهيار النظام الصحي! برّي يجدّد مساعيه الحكومية مطلع الأسبوع.. واهتمام دبلوماسي بحركة السفير السعودي
كتبت صحيفة اللواء تقول: يمعن “الطاقم السياسي” القابض على ما بقي من مقدرات في البلد، في نهج “نفض اليد” مما يجري، والذهاب عبر كتله وتياراته باسداء النصائح، بضرورة تشكيل حكومة، في وقت “تكذّب” فيه الوقائع، كلام البيانات، على وقع فلتان موصوف في ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء، وتخبط في أسعار السلع الغذائية، واستشراء الفوضى في السلع المدعومة، التي تتحوّل إلى “مادة صراع” عليها في المحلات و”السوبرماركات” أو تهريبها إلى الخارج مع بروز مؤشرات جدية عن إمكان انهيار النظام الصحي، على المستويات كافة، من رفع أصحاب المستشفيات الخاصة الصوت، إلى هجرة الأطباء الأكفاء في البلد إلى بلدان اوفر دخلاً وأمناً واستقراراً.
وفي معلومات “اللواء” ان ما يزيد عن 100 طبيب من أطباء الجامعة الأميركية تركوا العمل في المستشفى، والعيادات الخاصة، وغادروا بيروت إلى المملكة العربية السعودية وأبو ظبي، والبحرين وكردستان العراق.
ومع هذه الوقائع الخطيرة، يفقد لبنان خاصية تاريخية لازمته، بأنه مستشفى العرب، حيث كان المرضى، من سوريا والعراق والخليج يقصدونه للاستشفاء والراحة، وتلقي العلاجات في الأمراض المستعصية واجراء العمليات الجراحية.
والانهيار الصحي، وهو الأخطر، برز أمس مع إعلان وزير الصحة حمد حسن من دمشق ان الرئيس السوري بشار الأسد أعطى توجيهاته بضخ 75 مليون طن أوكسجين إلى لبنان، بعد نفاد هذه المادة من لبنان، ليلتقط القطاع الطبي انفاسه، على مدى ثلاثة أيام، بمعدل 25 طناً يومياً.
وبدأت أزمة الاوكسجين مع ارتفاع أسعار الدولار، وزادها المنخفض الجوي، الذي اعاق وصولها.
وإذا كان رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي كشف ان لا علم له بأزمة أوكسجين، ولم يبلغه نقيب المستشفيات بذلك، الا انه تخوف من انقطاع المصل من الأسواق والصيدليات والمستشفيات.
وفي شأن وضع فيروس كورونا في لبنان، عبر عراجي عن تخوفه من الأسابيع المقبلة “حيث لن يتمكن الناس من إيجاد مكان في المستشفيات نظرا لإرتفاع عدد الإصابات وقد لاحظنا في الأيام الماضية أن هناك إصابات في أعمار ما دون الخمسين وأغلب الوفيات كانت في الأيام الماضية ما دون الـ ?? عامًا”، مشيرا الى أن “سبب ارتفاع الإصابات مرده الى عدم التزام المواطنين بالإجراءات وكذلك عدم تطبيق الدولة للإجراءات بشكل حازم”.