من الصحف الاسرائيلية
أظهر استطلاعان جديدان نُشرا في الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم الجمعة تزايد احتمالات نجاح زعيم حزب الليكود ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بتشكيل الحكومة المقبلة أو التوجه إلى جولة انتخابات خامسة بحال عدم نجاحه بتشكيلها، في ظل استمرار تراجع قوة المعسكر المناوئ له. وتجاوزت القائمة العربية الموحدة (الإسلامية الجنوبية) نسبة الحسم في أحد الاستطلاعين، لكنها لم تتجاوزها في الاستطلاع الآخر، وذلك قبل 11 يوما للانتخابات.
وحسب استطلاع نشرته صحيفة “معاريف”، فإنه لو جرت الانتخابات الآن، لحصل معسكر نتنياهو على 46 مقعدا في الكنيست من دون حزب “يمينا”: الليكود 27 مقعدا؛ شاس 8 مقاعد، “يهدوت هتوراة” 7 مقاعد؛ الصهيونية الدينية والفاشية 4 مقاعد، وحصل حزب “يمينا” على 11 مقعدا، علما أن رئيسه، نفتالي بينيت، لم يعلن حتى الآن انضمامه إلى أحد المعسكرين، لكنه يشترط انضمامه للمعسكر المناوئ لنتنياهو بأن يتولى تشكيل حكومة ورئاستها.
في الجانب الآخر، تبدو قوة المعسكر المناوئ لنتنياهو أكبر، لكن لا يوجد قاسم مشترك بين جميع مركباتها، باستثناء السعي لإنهاء حكم نتنياهو: “ببش عتيد”، برئاسة يائير لبيد، 20 مقعدا، “تيكفا حداشا”، برئاسة غدعون ساعر، 10 مقاعد، القائمة المشتركة 8 مقاعد، “اسرائيل بيتنا”، برئاسة أفيغدور ليبرمان، 8 مقاعد؛ حزب العمل 5 مقاعد، ميرتس 4 مقاعد، “كاحول لافان”، برئاسة بيني غانتس، 4 مقاعد. وحصلت القائمة العربية الموحدة على 4 مقاعد، لكنها لا تعتبر أحد مركبات هذا المعسكر.
دعا جنرال إسرائيلي الجيش للاستعداد لحرب معقدة وخطيرة مع إيران، لمنعها من امتلاك أسلحة نووية، مؤكدا أن إسرائيل مطالبة بالاستعداد لاحتمال عدم وجود خيار آخر سوى الخيار العسكري.
وقال يعكوب عميدرور رئيس مجلس الأمن القومي السابق ورئيس شعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية-أمان، بمقاله على موقع القناة 12 إن “إسرائيل لم توقف المفاوضات في السنوات التي سبقت توقيع الاتفاق النووي في عام 2015، وكل من يقول سوى ذلك فهو غير دقيق، لأن الأمريكيين فشلوا في التوصل لاتفاق أفضل، ولم يكن ينبغي أن يقتنع القادة الإسرائيليون بقبوله، لأن الاتفاق الجيد بكل وضوح هو اتفاق سيئ للمصالح الإسرائيلية.
وأضاف أنه “قبل أيام قليلة أبلغه أحد المطلعين على محادثات ممثلي الحكومة الإسرائيلية مع الإدارة الأمريكية الجديدة في واشنطن، بأنه يجب على إسرائيل أن تفهم أخيرا أن الاتفاق مع إيران أمر جيد لها، خاصة عندما يكون البديل هو هجوم معقد وخطير”.
وأشار إلى أنه “طوال هذه السنوات أرادت إسرائيل التوصل لاتفاق مع إيران، وتم إخبار محاورينا الأمريكيين مرارا وتكرارا، علاوة على ذلك ساعدت إسرائيل بجلب إيران لطاولة المفاوضات، وكذلك في العملية نفسها، وفي الوقت نفسه، لكني أعتقد أن الولايات المتحدة عقدت اتفاقها مع إيران 2015 من وراء ظهر إسرائيل، لأن الأخيرة علمت أنه سيكون اتفاقا سيئا، واتضح في وقت لاحق أنه كان سيئا جدا“.
وأكد أنه “إذا لم يكن هناك اتفاق، فيمكن أن تصل إسرائيل لاستخدام القوة والحرب، لمنع إيران من الحصول على قدرة نووية عسكرية، وستكون هذه الحرب معقدة وخطيرة، وبالتالي لن يتم متابعتها، لكن التعقيد والمخاطر تتمثل في أن إقامة إسرائيل تعتمد على الرغبة بأن يدافع اليهود عن أنفسهم في أوقات الخطر”.
وأوضح أنه “حتى بعد أن تبين أن ممثلي الولايات المتحدة يخفون الحقيقة عن إسرائيل، فقد واصل ممثلوها مساعدتهم بإمدادهم بتفاصيل المفاوضات، من أجل تقليل عدد الثغرات في الاتفاق، وللأسف فشل الخبراء الإسرائيليون في كثير من الحالات، لأن المفاوضين الأمريكيين كانوا في “وضع تنازل”، لكن إسرائيل لم تتخل عن محاولة التأثير”.
وأضاف أن “أي اتفاق سيئ مع إيران سيسمح للعالم بأن يخدع نفسه، وقد أدرك العديد من الخبراء في الولايات المتحدة أن لديهم اتفاقا سيئا، لكنهم لم يكونوا مستعدين لاستخلاص النتائج الضرورية منه، حتى أن أحد كبار المفاوضين الذين قدموا الاتفاق في مؤتمر “إيباك” قال إنه أفضل اتفاق يمكن التوصل إليه، لكن القبول بالاتفاق يعني أنه قد يعرض إسرائيل لخطر كبير فيما يتعلق بقدرتها على الدفاع عن نفسها في المستقبل”.
وأوضح أنه “كأساس لسلوكها في المستقبل القريب والبعيد، من الواضح أن الاتفاق الجيد يصب في مصلحة إسرائيل الواضحة، لكن الجانب الآخر من المعادلة يظل صالحا أيضا، فمن الأفضل أن تكون دون اتفاق مع إيران، بدلا من العيش في ظل اتفاق سيئ، وفي غياب اتفاق يصعب على العالم خداع نفسه، وفي هذه الحالة قد يكون من الممكن التكاتف في محاربة السلاح النووي الإيراني”.
وختم بالقول إن “إسرائيل مطالبة بالاستعداد لاحتمال عدم وجود خيار آخر، وحينها سيضطر جيشها لتدمير المشروع النووي الإيراني، لأنه لا يمكن لإسرائيل أن توافق على وضع تتعامل فيه إيران مع الأسلحة النووية، حتى على حساب حرب معقدة وخطيرة”.