من الصحف الاسرائيلية
قال كاتب إسرائيلي إنه “بدلا من الاستماع لتصريحات السياسيين الإسرائيليين في حملة انتخابية صاخبة، من الأفضل الاستماع للمصالح التي تحركهم، ولمصلحة من سيكون إجراء الانتخابات الخامسة في حال أجريت، هل تكون أيضا لصالح بنيامين نتنياهو وأحزاب التحالف الحالية“.
وأضاف موشيه كولغهافت بمقاله على القناة 12، أنه “في ظل خريطة استطلاعات الرأي الإسرائيلية الفوضوية، التي كشفت أن عددا من الأحزاب المتنافسة قد لا تتجاوز نسبة الحسم، فإن ذلك سيترك تأثيره على الخريطة السياسية الإسرائيلية بأكملها، وبالتالي على مصالح مختلف اللاعبين الإسرائيليين في العملية الانتخابية، خاصة إذا لم يكن لدى نتنياهو 61 مقعدا بعد إعلان نتائج الانتخابات المقبلة“.
وأكد كولغهافت خبير الانتخابات الدولي، والمستشار السابق لرئيس الحكومة الإسرائيلية، أنه “حان الوقت لتقسيم النظام السياسي الإسرائيلي إلى معسكرات جديدة، بين من له مصلحة في انتخابات خامسة، ومن ليس لديه مصلحة، لاسيما غدعون ساعر، الذي أسس حزبه “أمل جديد” كحزب بديل لليكود، واستبدال نتنياهو، في حين أن نفتالي بينيت زعيم حزب “يمينا” لا يهتم بإجراء انتخابات خامسة، لأن أزمة كورونا حولته من حزب صغير إلى حزب يمتلك القدرة على ترجيح كفة الحزب الفائز في الانتخابات المقبلة“.
وأشار إلى أن “الأحزاب الائتلافية التي ستبقى أعضاء في حكومة انتقالية، ستنخرط ضمن نظام سياسي هش ومؤقت، حتى أن نتنياهو سيكون رئيس وزراء انتقالي بمثل هذه الحالة، يترأس حكومة مؤقتة ودائمة وضعيفة أما الحريديم الذين سيبقون بمناصبهم بهذه الحكومة، فهم ينأون بأنفسهم عن خطر الغضب العام من أحداث كورونا، وهناك بيني غانتس زعيم حزب أزرق-أبيض الذي يرى الانتخابات الخامسة خيارا يقترب”.
قال بن درور يميني إن “الولايات المتحدة تغير اتجاهها في الشرق الأوسط وإيران ما يضع إسرائيل في مأزق حقيقي“.
وأضاف في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت: “صحيح أن الأيام الأخيرة شهدت تحليق قاذفة أمريكية بي52 فوق سماء إسرائيل رفقة طائرة إسرائيلية إف 15، لكن الفرح بهذا المشهد ما زال مبكرا، لأنه عندما حلقت هذه الطائرات معا، قصف الإيرانيون حقل رأس تنورة النفطي في شرق السعودية، عبر الحوثيين الذين يسيطرون على معظم اليمن“.
وتابع: “قبل ذلك بقليل تعرضت الرياض لسلسلة انفجارات نتيجة إطلاق 15 طائرة مسيرة محملة بالقنابل وصاروخ باليستي واحد، وقبله هاجم الحوثيون مطار أبها الدولي في الجنوب، وفي نفس الوقت قصفت سفينة إسرائيلية في خليج عمان، والقاسم المشترك بين كل هذه الحوادث مجتمعة أن الولايات المتحدة تغير اتجاهها“.
وأشار إلى أنه “في ظل السياسة الأمريكية الجديدة، كشفت إدارتها عن تورط كبار الضباط السعوديين عموما، وولي العهد خصوصا محمد بن سلمان، باغتيال الصحفي جمال خاشقجي، وهذا يعني انقلابا على ما تم تشكيله من محورين في السنوات الأخيرة، الأول يشمل معظم الدول العربية المعتدلة، وعلى رأسها السعودية وبالتعاون مع إسرائيل، والثاني يشمل إيران التي تسيطر وتحرك أذرعها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان“.
وأوضح أن “هذه التطورات المتلاحقة تعني أن إسرائيل في وضع صعب، ما يؤكد ما ذكره نائب رئيس الموساد المتقاعد بأنه رغم كل الإجراءات الناجحة ضد إيران على المستوى التكتيكي، لكن إسرائيل على المستوى الاستراتيجي فشلت بصورة ذريعة، وهذه القناعة أكثر أهمية من تحليق البي52 في سماء إسرائيل“.
وأكد أن “مصدر قلق إسرائيل من السياسة الأمريكية عدم وجود توجه لديها للإطاحة بالنظام الإيراني، رغم أن العقوبات التي فرضها دونالد ترامب أضرت به، ففي 2018 عانى انخفاضا يزيد قليلا عن 6٪ في الناتج المحلي الإجمالي، وفي 2019 تراجعت بنسبة تقترب من 7٪، وفي الوقت ذاته فإن تحسين الاتفاق النووي، من غير المرجح أن يجمد برنامجها، لكنه لن يوقف التكثيف العسكري والنفوذ الإقليمي، وسيجعل إيران أكثر خطورة“.
وأشار إلى أن “إسرائيل في وضع صعب، لأن إيران تحتل مكانة الصدارة في عيون بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة، والإيرانيون يتصرفون كما يعرفون، ولا يساومون”.
وختم بالقول إن “إسرائيل تسعى لتحصيل اعتراف أمريكي بالمشكلة الإيرانية، وضخامة الخطر التي تمثله على إسرائيل، ما سيجعلها من أهم مهام الحكومة الإسرائيلية التي سيتم تشكيلها بعد الانتخابات المقبلة بعد أيام قليلة، وربما أهمها على الإطلاق“.