من الصحف الاسرائيلية
أظهرت نتائج استطلاع للرأي أن إمكانية تشكيل زعيم حزب “الليكود” ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو للحكومة المقبلة معدومة حتى بمشاركة حزب “يمينا” برئاسة نفتالي بينيت، في حين هناك فرصة تشكيل حكومة من قوائم المعسكر المناوئ، دون الحاجة إلى دعم ميرتس والقائمة المشتركة.
جاء ذلك بحسب نتائج استطلاع أجراه معهد “دايركت بولس” لإذاعة 103FM، تنشر نتائجه الكاملة يوم الثلاثاء، ووفقا لنتائج الاستطلاع، تحصل القائمة المشتركة على 8 مقاعد، في حين لا تفشل القائمة “العربية الموحدة” نسبة الحسم.
ويحصل المعسكر المناوئ لنتنياهو على 62 مقعدا دون الحاجة لدعم “ميرتس” أو نواب عن القائمة المشتركة، ما يعزز إمكانية تشكيل حكومة لا تشمل الليكود والأحزاب الحريدية، وتضم كل من “يش عتيد” و”يمينا” و”تيكفا حداشا” و”اسرائيل بيتنا” و”العمل” و”كاحول لافان“.
يذكر أن رئيس قائمة “يش عتيد”، يائير لبيد، كان قد أشار في مقال له في صحيفة “هآرتس”، شاركه مساء الإثنين، إلى إمكانية أن يكون حزبه هو حزب الأغلبية في الائتلاف الحكومي المقبل، وذلك دون أن يترأس الحكومة بنفسه، ما يبقي على طموحات بينيت أو غدعون ساعر في تشكيل الحكومة المقبلة، قائمة.
وشدد لبيد في مقاله على أن “الهدف الأساسي من وجهة نظري هو استبدال نتنياهو” وألمح إلى إمكانية قبوله بالتناوب على رئاسة الحكومة بمشاركة كل من ساعر وبينيت، وقال إنه “مستعد للتنازل عن العديد من الأمور بما في ذلك تطلعاتي الشخصية“.
قال كاتب إسرائيلي إن غدعون ساعر زعيم حزب “أمل جديد” الذي انشق عن الليكود، تلقى في البداية دعما ممن اعتبروه فرصة لاستبدال بنيامين نتنياهو، ولكن بعد ذلك نصب له الأخير فخا، وظهر ذلك جليا في الاستطلاعات.
وأضاف باروخ ليشيم في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت أن “ساعر سارع بالزعم أنه سيشكل الحكومة الإسرائيلية القادمة، ما يعني أنه تعلم بعض الدورات التدريبية من نتنياهو عندما شغل منصب رئيس طاقم الإعلام في الليكود، رغم أن ذلك لم يفده كثيرا بدليل أنه حصل على 12-13 مقعدًا في الكنيست المقبل من خلال استطلاعات الرأي، من أصل 120 عضو كنيست“.
وأوضح ليشيم المحاضر في قسم السياسة والاتصال بكلية هداسا، ومؤلف كتاب “نتنياهو مدرسة التسويق السياسي”، أن “هناك احتمال أن يحقق ساعر تقدمًا لافتاً، على طريقة اللاعب الكروي ليونيل ميسي، وأن ينجح في تجاوز خصومه، ويتصدر القائمة في استطلاعات الرأي، لكن مشكلته هي أنه يبدو أشبه بلاعب مشهور بسقوطه الوهمي من الطابق السادس عشر“.
وأشار إلى أن “ساعر صحيح أنه يتمتع بقدرات لفظية عالية على تأليف نصوص تسويقية، ولكن هناك انخفاض كبير في قيمته الحزبية الانتخابية، وليس له شخصية كاريزمية وكاسحة يمكن أن تحفز الناخبين على التصويت له، بغض النظر عن رسائله السياسية، ويبدو أنه يعاني من انقسام حاد في الشخصية في محاولته الوصول إلى جماهير مختلفة تمامًا“.
وأكد أن “الدرس الأهم أمام ساعر أنه لا يوجد سبب يبرر قيام معسكر يسار الوسط بإيذاء أحزاب “ميرتس وأزرق-أبيض والعمل” حتى يحصل ساعر على مقاعد أكثر، وهذا السبيل لن يسقط نتنياهو، لكن من الواضح أن ساعر افتتح حملته بخط موجه إلى الوسط السياسي، بإعلانه أن “من يريد أن يستمر نتنياهو رئيساً للوزراء، فلا يصوت لي، لأنني لن أؤيده تحت أي ظرف من الظروف“.
وأوضح أنه “من خلال هذه الطريقة بدأ الفارون من أزرق-أبيض، اليائسون من قيادته، بالاعتقاد بأن رجلاً يمينياً فقط يمكن أن يحل محل نتنياهو، وقد توافدوا بأعداد كبيرة على حزب “أمل جديد”، الذي تجاوز في بداية مساره عتبة العشرين مقعدًا في استطلاعات الرأي“.
وأضاف أن “ساعر واصل هذا الخط، وسحب الطعم النهائي للناخبين، وقدم حكومة يمكن أن تحل محل الليكود، وأظهر إعلان نيابة عنه حكومة “الكابوس” المزعومة لنتنياهو، وطالما كان “ثعلب الحملة” المخضرم هذا مخلصًا لنتنياهو، معتبرا أن الحملة الانتخابية الجيدة تحتاج إلى رجل سيئ، رغم أنه يعلن أن الليكود فقط هو الذي سيشكل حكومة يمينية كاملة، وأي تصويت آخر سيقود سواه لتشكيل حكومة دوارة مع بقية اليسار“.
وأكد أن “ساعر وقع في هذا الفخ المفاجئ، وهاجم نتنياهو، حين اتهمه بإرسال نائب وزير في مكتب رئيس الوزراء للسلطة الفلسطينية للتدخل في الانتخابات الإسرائيلية، واعتبر أننا أمام مزيج خطير على إسرائيل من نتنياهو والسلطة الفلسطينية، ويجب أن نتذكر أن هذا شعار حزب الليكود الذي هاجم به حزب العمل في انتخابات 1996، برفع صور “شمعون بيريس وياسر عرفات” واعتبارها مزيجا خطيرا على إسرائيل”.
انتقد خبير عسكري إسرائيلي بشدة قادة الجيش الإسرائيلي، لفشلهم في علاج حالة “التشويش والإرباك” التي تتفشى بين جنودهم وتحد من قدرتهم على الاشتباك لمواجهة التهديدات المختلفة.
وذكر الخبير يوآف ليمور في مقال نشرته صحيفة “إسرائيل اليوم” أن “السعي إلى الاشتباك، هو الأساس الذي ينتظر من كل جندي إسرائيلي حين يواجه التهديد، وعلى الجندي السير إلى الاشتباك وتحييد التهديد، بالطرق التي تتقرر ووفقا للتعليمات، وهذا التوقع صحيح سواء لدى الجندي القتالي أو لدى الجندي في الجبهة الداخلية، وحتى لحارس الكتيبة توجد مسؤولية“.
وأكد وجود مشكلة في “السعي إلى الاشتباك” لدى جنود الجيش، لكنها بحسب زعمه “غير شاملة”، معتبرا أن “الأمر الأسهل، أخذ بضع حالات وربطها باستنتاج دراماتيكي ولكن ليس مؤكدا أن هذا هو الحال، ومطلوب منظور أطول وأعمق قليلا كي نفهم إذا كان ثمة شيء ما جذري يشوش في فهم الجنود للتهديد“.
ونبه ليمور، إلى أن “المقلق أكثر هو موقف القادة في الجيش الإسرائيلي من حدث اختطف سلاح الجندي، فمن أعرب عن قلقهم هم قادة وليسوا محللين، ففي حال وجدت مشكلة عليهم أن يحلوها، وأن يعطوا الجنود المتسائلين والمخطئين جوابا حادا وواضحا لا يترك علامات استفهام في الحدث التالي”.