البابا فرنسيس: المسيحي مدعو للشهادة بمحبة المسيح في كل مكان وزمان
أشار البابا فرنسيس في كلمة له من كنيسة سيدة النجاة في العاصمة العراقية بغداد حيث التقى مع الأساقفة والكهنة وعدد من المواطنين العراقيين، الى “اننا نجتمع اليوم في كاتدرائية سيدة النجاة ونتبارك بدماء اخوتنا واخواتنا الذين دفعوا الثمن هنا ونجدد ثقتنا بقوة الصليب“.
وشدد البابا على أن “المسيحي مدعو للشهادة بمحبة المسيح في كل مكان وزمان، وهذا هو الانجيل الذي يجب تجسيده في هذا البلد الحبيب“.
وتوجه البابا للحضور في الكاتدارئية التي تعرضت لهجوم ارهابي في العام 2010 بالقول :”كان عليكم أن تواجهوا عواقب الحرب والاضطهاد وان تناضلوا من أجل الأمن الاقتصادي والشخصي”.
ودعا البابا فرنسيس في كلمة ألقاها عقب وصوله الى العراق إلى “التصدي لآفة الفساد” و “سوء استعمال السلطة”، في أطار دعمه للسلطات العراقية من أجل تحسين أوضاع البلاد.
واعتبر البابا من القصر الرئاسي في بغداد خلال لقائه الرئيس برهم صالح، أن “ذلك لا يكفي”، مضيفا “ينبغي في الوقت نفسه تحقيق العدالة، وتنمية النزاهة والشفافية، وتقوية المؤسسات المسؤولة عن ذلك“.
ووصف البابا الهجمات التي تعرضت لها الأقلية الأيزيدية على يد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق ب”الهمجية المتهورة وعديمة الإنسانية”، مضيفا :”لا يسعني إلا أن أذكر الأيزيديين، الضحايا الأبرياء للهمجية المتهورة وعديمة الإنسانية، لقد تعرضوا للاضطهاد والقتل بسبب انتمائهم الديني، وتعرضت هويتهم وبقاؤهم نفسه للخطر“.
من جهة أخرى، أكد البابا أن “زيارة العراق رغبنا فيها منذ فترة طويلة”، معتبرًا أن “رسالات الأديان تدعو للسلام والتعايش المشترك“.
وتابع: “علينا ان نتطلع إلى ما يوحدنا بدلا عما يؤدي إلى انقسامنا، وقد جئت إلى العراق حاجاً، وتأتي الزيارة في وقت يحاول العالم الخروج من جائحة كورونا وهذه الأزمة تدعو للقلق ويجب الاتحاد لمواجهة التحديات التي فرضتها“.
ولفت البابا الى أن “العراق عاني كوارث الحروب التي تحتاج لسنوات حتى تُشفى، والعراقيون مطالبون بإنهاء خلافاتهم من أجل التعايش“.
وأضاف :”المسيحيون أهل هذه الأرض وملحها ولا يمكن تصور الشرق من دونهم، وأنا ممتن لفرصة قيامي بهذه الزيارة الرسولية التي طال انتظارها“.
وشدد على أن “الفاتيكان لا يتعب في مناشدة السلطات المختصة باحترام الحقوق وحماية كل الجماعات الدينية، ونحض السلطات العراقية على منح جميع المواطنين حقوقهم الدينية“.
ودعا البابا “لتتوقف المصالح الخاصة ولتصمت الاسلحة في العراق وفي كل مكان ولنسمع صوت كل من يبني وكفى عنفاً وتطرفاً وعدم تسامح”، مطالبا بضمان مشاركة جميع الفئات السياسية والاجتماعية والدينية في الحياة العامة.