من الصحف البريطانية
قالت صحيفة الفايننشال تايمز إن فشل الولايات المتحدة في التحرك ضد محمد بن سلمان في جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي سيزيد من جرأة إيران.
وأشارت إلى أن إدارة جوزيف بايدن نشرت في الأسبوع الماضي التقرير الذي يقول إن محمد بن سلمان، ولي عهد السعودية والحاكم الفعلي لها هو من صادق على فرقة قتل لـ “القبض أو قتل” جمال خاشقجي، ومع ذلك لم تفعل واشنطن على ما يبدو وبشكل مثير للدهشة إلا القليل.
وقالت الصحيفة إن بايدن الذي هدد بمعاملة السعودية كدولة “منبوذة”، يبدو أن فريقه بعد رفع سقف التوقعات قد توصل لنتيجة مفادها “يبدو أن الأمر معقد”، وهو ما سيغذي الشكوك التي تشترك فيها الدول الصديقة والعدوة لأمريكا حول مصداقية مسؤوليها، وهي العملة التي صمم بايدن على إحيائها بقوله إن “أمريكا قد عادت”.
وشددت على أن الإعلان وبشكل علني عن مسؤولية ملك المستقبل، عن الجريمة له تداعيات، حتى لو رفضت إدارة بايدن فرض عقوبات عليه. ورفض التقرير التفسير السعودي حول عملية قتل قسري للصحفي خرجت عن الخطة، ويؤكد أن “العملية ليست مارقة بل الأمير هو المارق“.
ورأت أن الفشل في التحرك ضد السعودية، سيجرئ إيران على منافسة الرياض بالمنطقة، ولديها مبرراتها لعدم تصديق أمريكا.
وقالت الصحيفة إن “رد فريق بايدن الضعيف على السعودية، سيدفع دول الخليج والرياض للتحالف مع إسرائيل ضد إيران. وستكون خطوة كبيرة نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل التي نظر إليها على أنها إنجاز لترامب. وفي ضوء التهديدات المتفرقة من إسرائيل بضرب المنشآت النووية الإيرانية فهناك مخاطر لجر أمريكا لمواجهة مع طهران، في وقت تحاول فيه إحياء الاتفاقية النووية التي وقعها أوباما، وهذا بالفعل وضع معقد“.
نشرت صحيفة الغارديان مقالا افتتاحيا حول زيارة البابا فرنسيس للعراق التي تبدأ يوم الجمعة وتستمر أربعة أيام.
وناقشت الصحيفة إصرار البابا على القيام بهذه الزيارة الآن رغم وجود ظروف غير ملائمة.
وأشارت الى أنّ زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا خلال الشهر الماضي، أجبرت الحكومة العراقية على فرض إغلاق جزئي وحظر تجول.
وتقول الصحيفة إنّ سفير الفاتيكان في العراق، رئيس الأساقفة ميتيا ليسكوفار، يعزل نفسه حالياً بعد أن ثبتت إصابته بكوفيد-19، وتضيف أن هناك مخاوف من أن الحشود المتحمسة لرؤية البابا فرانسيس قد تتجاهل قواعد التباعد الاجتماعي المفروضة في المناسبات العامة.
وتقول الغارديان إن المخاوف الأمنية تصاعدت في الفترة الأخيرة بسبب التفجير الانتحاري المزدوج في سوق ببغداد في يناير/كانون الثاني، الذي أدى إلى مقتل 32 شخصاً على الأقل.
إلا أنّ “السلطات العراقية واثقة من إمكانية إدارة هذه المخاطر”، بحسب الصحيفة.
وتشير الغارديان الى أنّ “تصميم البابا على المضي قدماً بالزيارة يؤكد الأهمية التي يوليها للزيارة التي تلخص موضوعين رئيسيين للباباوية: الحاجة إلى تطوير حوار حقيقي مع المسلمين، ورؤية غير طائفية للكنيسة كملتقى تلتئم فيه الجراح الروحية الناتجة عن المعاناة“.
وفي مدينة النجف المدينة المقدسة بالنسبة للشيعة، سيلتقي البابا فرنسيس يوم السبت بالمرجع الشيعي آية الله علي السيستاني.
كما سيزور بحسب الغارديان المجتمعات المسيحية في بغداد وشمال العراق، “حيث قُتل الآلاف على يد قوات تنظيم الدولة الإسلامية بين عامي 2014 و 2017“.
وقالت الصحيفة: “منذ الغزو الأنجلو-أمريكي الكارثي في عام 2003 الذي أطلق العنان لدورة من العنف والطائفية، انخفض عدد السكان المسيحيين في البلاد من حوالي 1.5 مليون إلى ما بين 200 ألف و 300 ألف“.
وأشارت إلى أنّ “رسالة التسامح والتضامن بين الأديان ستتمثل في صلاة مشتركة في الموقع الأثري القديم لمدينة أور، التي يُعتقد أنها مسقط رأس النبي إبراهيم، وسيحضر الحفل أيزيديون وممثلو أقليات دينية، بالإضافة إلى مسلمين ومسيحيين“.
وتقول الغارديان إنه في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول وحرب العراق، “غذّت فكرة صدام الحضارات بين المسيحية والإسلام نمو التطرف الديني العنيف، مع نتائج مأساوية ودموية“.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط وأماكن أخرى عانت من الاضطهاد. وفي أجزاء من أوروبا والولايات المتحدة، أصبح الترويج “للمسيحية الثقافية” بديلاً عن “الإسلاموفوبيا المستترة والعداء تجاه المهاجرين“.
وتنطلق من ذلك إلى توضيح أن زيارة البابا للعراق، التي تتخذ شعارها كلمات إنجيل متى، “أنتم جميعاً إخوة”، “تهدف إلى تحدي هذه الانقسامات“.
وذكرت الصحيفة بانضمام البابا فرنسيس إلى شيخ الأزهر أحمد الطيب قبل عامين، للتشديد على فكرة “الأخوة الإنسانية“.
وأنهت الغارديان مقالها بالتأكيد على أنه “في عصر الاستقطاب الثقافي والديني ، هناك حاجة ماسة لتحالفات كهذه لخلق رواية مضادة”. وأعربت عن أملها في “أن تكون رحلة البابا فرانسيس ولقاء آية الله السيستاني لحظة تاريخية في هذه المهمة المصيرية“.
نشرت الصحف البريطانية مقالا من صحيفة الإندبندنت بعنوان: “الدعوات المتزايدة لمقاطعة مونديال قطر“.
ويستعرض المحرر الدولي للصحيفة، ديفيد هاردنغ، في مقال مطول تطور دعوة لمقاطعة المونديال المقبل انطلقت من الدنمارك.
ويقول إنه في ديسمبر/كانون الأول الماضي قام الدنماركي كاسبر فيشر (32 عاما) بتقديم عريضة إلى برلمان بلده يطالبه فيها بحث المنتخب الوطني لكرة القدم على مقاطعة نهائيات كأس العالم التي تقام في قطر العام المقبل.
واعتبر فيشر، وفقا لما نقلته الإندبندنت أن على الدنمارك أن تتخلى عن المشاركة في البطولة، احتجاجا على أوضاع حقوق الإنسان السيئة في الدولة الخليجية المضيفة، وكذلك على فساد الفيفا.
وقال في طلبه: “لا نعتقد أننا، كدولة ديمقراطية تسعى جاهدة للارتقاء إلى مستوى حقوق الإنسان العالمية، يمكننا الاستفادة من مشاركة بعض أبرز اللاعبين الرياضيين في البلاد في النهائيات”، بحسب الصحيفة.
وأوضحت الإندبندنت أنه إذا تمكن فيشر من الحصول على 50 ألف توقيع بحلول 8 يونيو/حزيران، يجب مناقشة مشاركة الدولة في كأس العالم قطر 2022 في البرلمان الوطني.
وحتى الآن، وقع حوالى 7 آلاف شخص على العريضة.
وقال فيشر لصحيفة الإندبندنت: “سأكون مندهشاً إذا وصلنا إلى 50 ألف توقيع، أكثر مما لو لم نصل إليه“.
وأشار إلى أن “التوقيعات الخمسين ألف لم تكن الهدف في حد ذاتها. كان الهدف تسليط الضوء على مدى إشكالية عقد ثاني أكبر حدث رياضي في العالم في قطر“.
وأيد أحد النواب، كارستن هونغ من حزب الشعب الاشتراكي، الحاجة إلى أي نقاش برلماني بغض النظر عن نتائج العريضة، قائلاً للصحيفة، إن ذلك سيسمح لوجهة نظر الدنمارك “أن تُرى وتُسمع” في قطر.
وأضاف أنّه حتى لو لم تكن هناك مقاطعة، فإن النقاش البرلماني من شأنه أن “يضع أقصى قدر من الضغط على قطر لتحسين حقوق الإنسان وحقوق العمال“.
ويقول بنك “Arbejdernes Landsbank”، الذي يرعى معدات تدريب المنتخب الدنماركي، إنه لا يريد أن يرتبط بالبطولة.
وقال بيتر فرولوند، المسؤول عن صورة العلامة التجارية والتواصل في البنك للصحيفة: “كأس العالم في قطر يمثل مشكلة”. وأضاف: “علينا أن نقرر ما هي أفضل طريقة للتعامل مع ذلك.”
وأكد فرولوند أن القرار النهائي بشأن رعاية المنتخب في البطولة سيتم اتخاذه في الصيف، لكن “من المرجح” أن يسحب البنك علامته التجارية إذا كانت الدنمارك ستتوجه إلى قطر في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
وقال ياكوب هوير من الاتحاد الدنماركي لكرة القدم، للإندبندنت إنه يدعم “الحوار” مع قطر، بدلاً من دعم المقاطعة، ما لم تمتد تلك المقاطعة إلى “الاقتصاد والدبلوماسية“.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحديث عن المقاطعة امتد في الأيام الأخيرة ليصل إلى العديد من أندية دوري الدرجة الأولى في النرويج، بما في ذلك نادي ترومسو، الذي دعا بشكل علني المنتخب الوطني إلى عدم المشاركة في البطولة.
ومنذ أن تم منحها حق استضافة كأس العالم في عام 2010، خضعت قطر لتدقيق شديد، خاصة في ما يتعلق بحقوق الإنسان، وواجهت العديد من الدعوات في الغرب لسحب البطولة منها.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأشهر القليلة الماضية شهدت معظم الدعوات المنسقة للمقاطعة، مضيفة أن الدعوات “زادت في الأيام القليلة الماضية بعد تقرير نشرته صحيفة الغارديان يفيد بأنّ 6500 عامل آسيوي لقوا حتفهم في قطر منذ عام 2010“.
ومنذ فوزها بحق استضافة البطولة أطلقت قطر برنامج بناء غير مسبوق استعداداً لعام 2022. واعتبرت الإندبندنت أنّ تحول البلاد كان فريداً بين الدول التي تستعد لبطولة رياضية.
وقالت الصحيفة إنه عندما أعلن رئيس الفيفا السابق سيب بلاتر أن قطر ستستضيف مونديال عام 2022، “كان 1.8 مليون فقط يعيشون ويعملون في قطر”. أما اليوم، “فيبلغ عدد السكان حوالي 2.8 مليون نسمة، وقد تضخم من خلال الاستعانة بمئات وآلاف من عمال البناء، العديد منهم من بنغلاديش ونيبال والهند وباكستان“.
وأوضحت أن “معاملة هؤلاء العمال هي التي تسببت في قلق كبير في جميع أنحاء العالم، مع وجود مزاعم – تم إثبات الكثير منها – بأن كثيرين منهم يعيشون في مساكن فقيرة، ولا يحصلون على أجورهم بانتظام، ويعاملون بشكل مروع من قبل أرباب العمل“.
وأضافت أن قطر أجرت إصلاحات متعلقة بشروط العمل – “بما في ذلك إنهاء نظام الكفالة الاستغلالي، حيث كان لا يمكن للعمال تغيير وظائفهم دون موافقة أصحاب العمل” – ووعدت بمزيد من التغييرات في الوقت القريب.
لكنّ ذلك لم يكن كافياً لإسكات المنتقدين بحسب الصحيفة ويؤكد فيشر أنه “وفي اليومين التاليين لنشر مقال الغارديان، حصلت عريضته على 700 توقيع جديد“.
وقال متحدث باسم الفيفا لصحيفة الإندبندنت: “لا نعتقد أن مقاطعة كأس العالم ستكون النهج الصحيح أو ستخدم أي غرض مفيد لمعالجة أي قضايا تتعلق بحقوق الإنسان في قطر“.
وأضاف: “بصراحة، نعتقد أن الدخول في نقاش وحوار هو أفضل طريقة لتعزيز فهم القيم العالمية لحقوق الإنسان.”
وتقول الصحيفة إنه “من شبه المؤكد أن أي مقاطعة – في حال حدوثها – ستقتصر على عدد قليل من الدول الغربية”. وتبرر تحليلها بالقول أنّ “تنظيم كأس العالم في بلد عربي مسلم، ولأول مرة في الشرق الأوسط، يحظى بدعم كبير في أماكن أخرى من العالم“.
وأشارت الإندبندنت إلى أن “البعض تساءل عن دوافع أولئك الذين يدعون الى المقاطعة في الغرب، وعن سبب استهداف قطر“.
ونقلت عن أحد المشجعين القطريين قوله: “الحقيقة هي أن بعض الناس قرروا قبل 10 سنوات أنهم لن يدعموا نهائيات كأس العالم في قطر”. وأضاف: “كانت نهائيات كأس العالم في البرازيل وروسيا وجنوب إفريقيا تعاني من مشاكل تتعلق بالفقر والبيئة وحقوق الإنسان، لكنني لا أتذكر حصول أي تحركات لمقاطعة تلك البطولات“.
وتشير الصحيفة إلى أنه في حال لم يتم تنفيذ أي مقاطعات للبطولة في قطر، فإن أحد أشكال الاحتجاج التي يمكن رؤيتها في عام 2022. تتمثل في أن “يجثو اللاعبون على الركبة في أرض الملعب“.
ويقول سيمون تشادويك، أستاذ الرياضة الأوروبية الآسيوية في كلية إيمليون للأعمال في فرنسا للإندبندنت: “ليس من المستبعد أن يجثو اللاعبون على ركبهم للاحتجاج، ربما على حقوق العمال”. ومع ذلك، “قد يشعر البعض بأنهم يريدون الاحتجاج على حقوق مجتمع الميم، أو حول سجل قطر البيئي. فيصبح السؤال بعد ذلك: كيف ستستعد قطر والفيفا لمثل هذه الاحتجاجات وما هي الإجراءات التي ستتخذها؟“.
ويضيف: “مع اقتراب مونديال قطر 2022، ستحتاج هيئة إدارة كرة القدم العالمية إلى توضيح موقفها“.