من الصحف البريطانية
تناولت الصحف البريطانية الصادرة اليوم النافذة الضيقة أمام بايدن لإحياء الاتفاق النووي مع إيران، وتساؤلات عن الكيفية التي قد يتغير بها المجتمع بعد انتهاء أزمة فيروس كورونا.
جاءت افتتاحية صحيفة الفايننشال تايمز بعنوان “نافذة ضيقة أمام بايدن لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني“.
وقالت الصحيفة إن هدف الرئيس الأمريكي جو بايدن المتمثل في إعادة الانضمام إلى الاتفاق النووي الإيراني، الذي سعى دونالد ترامب إلى تفكيكه، سيكون دائما عملية اختبار. وأدى قرار ترامب بالتخلي عن اتفاق 2015 قبل ثلاث سنوات وفرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية إلى تدمير أي قدر من “الوفاق” الموجود بين الخصوم القدامى.
واضافت الصحيفة أن طهران تلوم واشنطن بشكل مبرر على انتهاكها أولاً للاتفاق الذي التزمت به إيران قبل إجراءات ترامب العقابية. ويشعر المتشددون في النظام، الذين قاوموا لفترة طويلة صفقة مع “الشيطان الأكبر”، بأنهم محقون.
ورأت الصحيفة أنه يتعين على بايدن أن يوازن بين إحياء صفقة استثمر العديد من أفراد إدارته فيها الكثير في مواجهة معارضة داخل البرلمان، وبين عدم الظهور بشكل متساهل مع نظام يزعم انه يؤدي إلى عدم الاستقرار في شتى أنحاء المنطقة.
واضافت أن النتيجة كانت المواجهة، إذ أصر كل جانب على أن يتخذ الآخر الخطوة الأولى. وتقول واشنطن إن إيران يجب أن تعود إلى الامتثال الكامل، بينما تطالب طهران برفع العقوبات أولاً.
ورأت الصحيفة أن من مصلحة الطرفين المضي قدما والتسوية إذا كانا يريدان ضمان بقاء اتفاقية مصممة لمنع سباق تسلح في الشرق الأوسط.
نشرت صحيفة التايمز مقالا لجيمس فورسيث بعنوان “متى سنعود إلى المكتب؟“، إنه لا يعرف أحد مدى السرعة التي ستنتهي بها أزمة كوفيد-19 أو مدى سرعة انتعاش الاقتصاد بعد ذلك.
واضاف أن المجتمع تغير تماما في العام الماضي، والسؤال الكبير هو كيف ستتغير الأمور مرة أخرى، وهل ستعود قط إلى صورتها قبل الوباء؟ ويضيف أن السؤال الذي يؤرق الحكومة والوزراء هو ما سيحل بالمدن الكبيرة ومراكزها.
وقال إنه حتى في ذروة الصيف الماضي، وصل استخدام وسائل النقل العام في لندن بالكاد إلى ثلث مستويات ما قبل الأزمة. وهدأت حركة الانتقال في مانشستر وبرمنغهام أيضا. وأدت رسائل “البقاء في المنزل” إلى زيادة التسوق عبر الإنترنت بنسبة الثلث، مع اكتساب المستهلكين لعادات جديدة قد يحتفظون بها.
وقال الكاتب إنه النسبة إلى حزب المحافظين، تعتبر صحة الشارع التجارية في الأحياء أمرا في غاية الأهمية، وانخفاض الازدحام في المحال التجارية يعتبره الناخبون علامة على التدهور العام.
واضاف أن الطفرة في التسوق عبر الإنترنت ملحوظة، إذ قامت 8.5 مليون أسرة بالتسوق عبر الإنترنت في عيد الميلاد الماضي، بزيادة قدرها 5.7 مليون عن العام السابق.
وقال الكاتب إن بعض المنظرين يرون أن الشارع التجاري الرئيسي الجديد سيكون مزيجا من المتاجر والخدمات السكنية والمتخصصة، وبعبارة أخرى، الحانات والمطاعم والصالات الرياضية وغيرها من الأنشطة التي لا يمكن القيام بها عبر الإنترنت.
وقال الكاتب: ثم تأتي مسألة المدن الكبرى. هل سنعود يوما إلى مكاتب وسط المدينة المزدحمة أم أن المستقبل يكمن في مزيج من العمل من المنزل ومدن أصغر وأكثر ملاءمة للعيش؟
وختم الكاتب قائلا إنه لا يعرف أحد في الحكومة ما سيحدث، ويستشهد بقول عضو بارز في حزب المحافظين: “لا يستطيع حتى أذكى عالم أن يتنبأ بحجم التغيير الذي سيصير”.