من الصحف الاسرائيلية
دعت الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم إلى حسم مستقبل الجولان السوري المحتل عبر تكثيف الاستيطان فيه.
وذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن “أثار قلق الكثيرين إذ ألمح قبل أيام، إلى أن مسألة السيادة الإسرائيلية على الجولان، لا تزال مفتوحة، ولكن الحقيقة هي أن بلينكن صنع معنا معروفا كبيرا حين وضع مرآة أمامنا“، وفي حديث صحفي له الأسبوع الماضي امتنع بلينكن عن تأييد الاعتراف الذي أعلنه الرئيس السابق دونالد ترامب، بـ”سيادة إسرائيل” على هضبة الجولان المحتلة.
ونبهت الصحيفة إلى أن “بلينكن كشف البطن الطرية لإسرائيل في الجولان فالاستيطان الأقل هناك”، قائلا، إن “مستقبل الجولان، الذي يحتسب بلينكن قيمته الأمنية لنا فقط، لن يحسم بالمواثيق وبالبيانات السياسية لرؤساء عاطفيين مثل دونالد ترامب ولا بتصريحات متحفظة لوزراء خارجية أمريكيين من مدرسة أوباما وبايدن“.
وأكد شرغاي أن “الصراع في الجولان مثلما في القدس، سيحسم بفضل كتلة الاستيطان اليهودي، والاستيطان هو الذي سيصنع الفرق وليس الكلام، غير أن حكومات إسرائيل المتعاقبة بما فيها حكومات نتنياهو، أهملت الفعل الاستيطاني في الجولان”.
قالت القناة 12 أن “التعاون الوثيق الموجود بين الجيشين الإسرائيلي والأمريكي مؤشر على أهمية العلاقات بينهما، بغض النظر عن تغيير الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية، لأن المناورة الأخيرة تحاكي إطلاق صواريخ مكثفة على إسرائيل، بما في ذلك تهديدات جديدة من العراق واليمن، ولهذا الغرض فقد بات مطلوبا من الجيش إحداث ثورة في تكنولوجيا الصواريخ والتكنولوجيا والبشرية“.
وأضاف أن “مناورات “جونيبر فالكون” الجارية في إسرائيل هي ذروة التدريبات الرئيسية لسلاحي الجو للطرفين، ورغم انتشار وباء كورونا، فقد تدربت فرق إسرائيلية وأمريكية معًا”.
وأكد أن “هناك احتمالا يؤخذ بعين الاعتبار حول انتقام إيراني من هجمات إسرائيل في سوريا، وضد علمائها النوويين في طهران، ولذلك يواصل الجيشان، الإسرائيلي والأمريكي، الحفاظ على علاقات وتعاون وثيقين للغاية، بغض النظر عن التغييرات في واشنطن، لكن هذه التدريبات تبرز أهميتها بنظر الجيش الأمريكي”.
قال كاتب إسرائيلي إنه “في الوقت الذي يجب أن يبحث فيه الجمهور الإسرائيلي عن قيادة تنهي خلافاته التي تعمقت في المجتمع الإسرائيلي، فإن مرشحي الانتخابات يفضلون أجندة المقاطعة، بما في ذلك أحزاب اليمين واليسار، حيث يعلن قادتها أنهم لن يوافقوا على تشكيل ائتلاف حكومي مستقبلي“.
وأضاف ماتي توكفيلد في مقاله بصحيفة “إسرائيل اليوم” أنه “بصرف النظر عن المشكلة الأخلاقية الموجودة في سياسات المقاطعة الإسرائيلية، فقد أظهرت التجارب أن جميع الالتزامات السابقة للانتخابات، يجب أن تؤخذ بضمان محدود، لأنه إن حافظت جميع الأحزاب على التزاماتها، ولم يجلس قادتها مع من وعدوا بعدم الجلوس معهم، فسنكون في دوامة انتخابية لا نهاية لها، تجعلنا على مشارف انتخابات خامسة“.
وأكد أن “ما حدث في العامين الماضيين خلال الجولات الانتخابية الثلاث يتطلب من القادة الإسرائيليين أن يتنازلوا هذه المرة، يجب على أحدهم أن يستسلم.. يبقى السؤال الوحيد هو: من؟ ولماذا؟ وما هي المكافأة التي تنتظره؟ مع العلم أن الكتلة اليسارية ما زالت تعلن الالتزام بعدم الجلوس تحت قيادة بنيامين نتنياهو، رغم أنه لا توجد هنا قضية أيديولوجية أو قيمية، فبالنسبة لمعظمهم فإن المسألة شخصية في الغالب“.
وأوضح أنه “بالنظر إلى نتنياهو ذاته، فقد هاجم يائير لابيد وتعرض غدعون ساعر للإهانة، وتم التخلي عن أفيغدور ليبرمان في حالة من الغضب، وفضل أن يحرق بيني غانتس، ورغم كل ذلك فقد اعتاد نتنياهو أن يعلن الالتزام مرة أخرى بنفس الوعد الذي قطعه بالفعل، في حين حنث غانتس بوعده، ودخل في حكومة نتنياهو، لكنه دفع الثمن أخيرا“.
وأشار إلى أنه “من بين جميع الوعود بعدم الجلوس مع أي شخص وحزب سياسي، فإن الالتزام بعدم الجلوس مع نتنياهو هو الأكثر إلزامًا من بين المرشحين الإسرائيليين، وسيدفع ثمنا باهظا كل من يخالفه، حتى إن جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية باتت مليئة بالرغبة في خلع رئيس الوزراء، وإدانة كل من يجرؤ على تمديد أيامه السياسية، واتهامه بوصمة العار“.
وأكد أنه “في نفس الحملة الانتخابية التي أعلن فيها لابيد وغانتس وليبرمان أنهم لن يجلسوا مع نتنياهو، فقد تعهدوا قبل كل شيء بأنهم لن يشكلوا ائتلافا بمساعدة القائمة المشتركة، لكن استعدادهم للقيام بذلك، توقف في النهاية بسبب الافتقار للأغلبية، وهذه المرة أيضا، يبدو أنه من أجل تشكيل حكومة بدون نتنياهو، فإن من قدموا وعودا بعدم الجلوس مع بعضهم سيتمكنون من كسرها بهدوء، ودون صعوبة“.
وأشار إلى أن “الأمر ينطبق أيضاً على ليبرمان الذي وعد بعدم الجلوس مع الحريديم، وكذلك فعل غدعون ساعر، الذي أعلن أنه سيقاطع الصهيونية الدينية التي كان “إيتمار بن غفير” عضوًا فيها، وكذلك الحال بالنسبة لـ”يهودوت هاتوراة”، ورغم كل ذلك، فإننا سنبقى في دائرة الخيارات السياسية، وأي إخلال بهذه الالتزامات، فسوف يغفرها الإسرائيليون، فقط اللقاء مع نتنياهو سوف يعتبر خيانة بدون غفران“.
وأشار إلى أن “هذه المقاطعة ليست بالأمر الجديد في السياسة الإسرائيلية، فهناك أحزاب لا تريد الجلوس مع بعضها البعض، وفي السنوات السابقة، ظهر الجميع قادرين على القيام بذلك باعتدال، ولكن على أسس أيديولوجية وقيمية، وكانوا حريصين دائمًا على ترك مجال للتعاون في حالة تقديم الطرف الآخر إجابة لطلباتهم، فقد هاجم حزب ميرتس المتدينين المتطرفين، لكنه جلس مع حركة شاس في حكومة إيهود باراك“.
وختم بالقول إنه “مثلما تستمر الأحزاب الإسرائيلية في التعهد بإعلان مقاطعة بعضها، تقوم الأحزاب المتنافسة أيضًا بحملة ضد الأحزاب الأخرى التي تزعم أنها ستخالف التزاماتها، لأننا رغم كل ما نراه من يافطات بالمقاطعة، لكن ذلك لا ينفي أن تنضم هذه الأحزاب المقاطعة إلى الحكومة التي يقودها نتنياهو مستقبلا”.