من الصحف الاسرائيلية
أظهر الاستطلاع الأسبوعي الذي نشرته صحيفة معاريف على تراجع شعبية حزب الليكود، وكذلك تراجع شعبية حزب “أمل جديد” برئاسة غدعون ساعر، وفي المقابل ارتفاع شعبية حزب “ييش عتيد” برئاسة يائير لبيد. كما دلّ الاستطلاع الحالي على عدم تجاوز القائمة العربية الموحدة (الحركة الإسلامية الجنوبية) التي انشقت عن القائمة المشتركة نسبة الحسم.
ووفقا للاصطفافات الحزبية الحالية بين معسكر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والمعسكر المعارض له، أظهر الاستطلاع أن نتنياهو لن يتمكن من تشكيل حكومة حتى لو دعمه حزب “يمينا” برئاسة نفتالي بينيت، بعد انتخابات الكنيست، التي ستجري في 23 آذار/مارس المقبل.
وحصل الليكود في هذا الاستطلاع على 28 مقعدا، أي أقل بمقعد واحد عن الاستطلاع السابق. وارتفعت قوة “ييش عتيد” من 16 مقعدا الأسبوع الماضي إلى 19 مقعدا الآن، وأكثر بستة مقاعد من “أمل جديد” الذي حصل على 13 مقعدا، علما أن هذين الحزبين كانا متعادلين في الاستطلاع السابق.
تعتزم إدارة الصندوق القومي اليهودي (الصندوق الدائم لإسرائيل – كاكال) توسيع أنشطتها لتعزيز المشروع الاستيطاني ونهب الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، في ما وصف بأنه تغير جذري في سياسات المؤسسة التي شكلت حجر الأساس في المشروع الاستيطاني الصهيوني منذ تأسيسها عام 1901.
وتناقش إدارة المؤسسة، في جلسة تعقد الأسبوع المقبل، اقتراحًا ينظم أنشطتها في الضفة الغربية المحتلة ويسمح لها بشراء الأراضي (بملكية فلسطينية خاصة) وتوسيع المستوطنات وتطويرها، بحسب ما كشف موقع “واللا” الإخباري الإسرائيلي.
ووفقا لنص المقترح المطروح على جدول أعمال الهيئة الإدارية لـ”كاكال”، ستعمل المؤسسة رسميًا على شراء أراض فلسطينية خاصة في المنطقة “ج” في الضفة الغربية المحتلة، لتوسيع المستوطنات القائمة.
وحتى يومنا هذا تجنب الصندوق القومي اليهودي، العمل علنا في الضفة الغربية، وتركزت أنشطته في المناطق المحتلة عام 1967 عبر تحويل الميزانيات لمنظمات استيطانية وشركات تابعة له، عملت على شراء الأراضي. لكن الرئيس الجديد للمؤسسة، أفراهام دوفدفاني، يعمل على تغيير هذه السياسة.
ولفت التقرير إلى حرص دوفدفاني على الإبقاء على هذه الإجراءات بعيدة عن الأنظار، إذ تم إرسال صيغة القرار المقترح إلى أعضاء مجلس إدارة “كاكال” في نسخة ورقية وتم تسليمهم المقترح شخصيا، وطُلب منهم صراحة الحفاظ على السرية في هذا الشأن.
وأشار التقرير إلى الأبعاد الاقتصادية لسياسات “كاكال” المرتقبة إلى جانب التوسع الاستيطاني الجارف الذي قد ينتج عنها، ونقل التقرير عن مصادر في اليمين الإسرائيلي، قولهم إن القرار سيجعل من الممكن فتح منطقة جديدة لأنشطة “كاكال” واستثمار ميزانيات بمئات الملايين من الشواقل، بعضها تبرعات من يهود في الولايات المتحدة ودول أخرى، مخصصة لتطوير وتوسيع المستوطنات.
قال خبير عسكري إسرائيلي إن استحواذ إسرائيل على منظومة القبة الحديدية، رغم مزاياها الاستراتيجية الهامة الكامنة فيها، تعبير عن اختيار استراتيجية “تجنب” القرارات الكبرى ضد الجيوش العصابية المسلحة داخل حدودها على استراتيجية “الحسم“.
وأضاف شاي شبتاي الذي قضى خمسة وعشرين عاما في الانشغال بقضايا الشرق الأوسط والاستخبارات والتخطيط الاستراتيجي والعسكري والوعي والتأثير، في مقاله على موقع نيوز ون، أن “منظومة القبة الحديدية تشكل إنجازا تقنيا وتشغيليا، يحمي بنيتها التحتية الوطنية الحساسة من الأذى، ويخلق رادعا سلبيا لأعدائها، لكنها في الوقت ذاته تضع علامة استفهام استراتيجية عميقة حول تكامل النظام في نظرية الأمن القومي الإسرائيلي“.
وأشار شبتاي المستشار الاستراتيجي في شركة استشارات الدفاع السيبراني، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة بار إيلان، والباحث بشؤون تأثير الاستخبارات في إسرائيل على استراتيجية الأمن القومي، أن “منظومة القبة الحديدية تختلف عن منظومة آرو التي تم بناؤها للتعامل مع التهديدات غير التقليدية، مثل صواريخ تحمل أسلحة كيميائية وبيولوجية، وفي المستقبل ربما نووية، إضافة للتهديدات الدقيقة للبنى التحتية الوطنية الحيوية“.
وأوضح أن “كل هذه التهديدات تشكل استجابة خطيرة ووجودية على إسرائيل، في حين أن الغرض من القبة الحديدية مختلف، وبالتالي فإن استراتيجيتها العسكرية تنشئ معضلة حقيقية بين المنظومتين“.
وأكد أن “منظومة القبة الحديدية من سلبياتها أنها تسمح لصانعي القرار الإسرائيلي بالعيش في ظل الصواريخ، وتجنب السعي لإيجاد حل دائم للتحدي الاستراتيجي الناشئ عن وجود جيشين، حزب الله وحماس، على حدود إسرائيل، رغم أنها تسهم في تقليص الضرر الذي يلحق بالجبهة الداخلية خلال أوقات الحرب، الأمر الذي يسمح لهما بأن تفرضا على الإسرائيليين تعطيل حياتهم“.
وأوضح أن “هذا الوضع يعني تآكل الردع الإسرائيلي، لأنه لا يتجه نحو إيجاد حل دائم وعميق للمشكلة الاستراتيجية المتمثلة بالصواريخ التي تحوزها حماس وحزب الله، فلا يزال الإسرائيليون يعانون من صدمة الإنذار في منتصف الليل، والهروب إلى خدمات الطوارئ، والاختباء في الملاجئ، وهذا ثمن إضافي فيما ينفقه الجيش الإسرائيلي من موازنات مالية، بدل أن يتجه إلى إيجاد حلول لهذه التحديات الاستراتيجية“.