مجابهة الجائحة وقفٌ علينا
غالب قنديل
يستمر نزف الضحايا، الذين تُوقعهم الجائحة من بين صفوفنا، ويغيّب الموت كثيرا من الأهل والأصدقاء في كل مكان من لبنان. بصمت يرحلون، ويُشيّعون بصمت أيضا، تاركين الغصة والدمعة الحارقة.
هي حلقة مفرغة نعيشها وكأنها القدر المكتوب، الذي يستسلم له اللبنانيون.
والمفجع أن الناس فتحوا بأيديهم ثغرات للوباء القاتل كي يخطف الأحبة الأقربين، متحالفا مع الاستهتار والتراخي في تدابير الوقاية والحماية.
تكابد مؤسسات الدولة صعوبات كثيرة بسبب قلّة الموارد، وهي تحاول بجهود أفرادها، ولا سيما الجسم الطبي اللبناني المحارِب، أن تعوّض بالعزيمة قلّة الحيلة، لتسيّج الناس ولتحمي حقّهم في الحياة.
يجب أن نقول، وبالصوت العالي، إن المطلوب من جميع اللبنانيين، هو نفير عام في الاستجابة للتدابير والخطوات، التي تحمي حقّهم في الحياة، بعيدا عن العبثية والاستهتار، اللذين يتحكّمان، صراحة، بسلوك فئة عابثة، تفرض إرهابها على الآخرين، وتحالف القدر المميت في استهتارها وعدم انضباطها بالإجراءات والتدابير المقرّرة.
مجددا إنه العبث الفوضوي، والتحلّل من أي ضوابط أو قواعد، يحالف الموت في خطف أرواح الناس، والباقي مسافة انتظار، صارت زمنيا أقصر مما سبق بكثير. فلماذا يفرض هؤلاء العابثون على البلد كلفة مضاعفة لا مبرّر لها؟!.
إن اقتراب التوصّل الى لجم الجائحة عالميا يفرض علينا التشدّد أكثر بتدابير الحماية والوقاية، بعد ما شهدناه من الويلات والآلام، وما تكبّدناه من الخسائر المفجِعة.
دعوتنا المتجدّدة الى جميع اللبنانيات واللبنانيين، بدون أيّ استثناء، أن يتّقوا الله بحياتهم وحياة محبيهم وأهلهم، وأن يسهموا في سدّ الأبواب والمسارب أمام الوباء القاتل، من خلال التزام أشد تدابير الوقاية والحماية الصحية، بانتظار الفرج الاتي، بدلا من الاستسلام للموت الزاحف وفتح المسارب لخطف مزيد من الأرواح.
وأن يرأفوا قليلا بالجسم الطبي المستَنفَر والمسَنزَف، والمحاصر بقلة الموارد في بلدنا المأزوم.