الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

البناء: مقتل لقمان سليم يتحوّل منصة تستعيد مناخات الاغتيالات والاتهامات السياسيّة.. بايدن يدعو لوقف السعوديّة والإمارات حربهما على اليمن… ويتجاهل «إسرائيل» وإيران/ بيان فرنسيّ أميركيّ حول لبنان: لحكومة ذات مصداقيّة وتجاهل نظريّة «حكومة المهمّة»

 

كتبت البناء تقول: شغل مقتل الناشط المناهض للمقاومة لقمان سليم المشهد اللبناني مع تساؤلات حول الجهة المستفيدة من الجريمة، التي بدأت الأجهزة الأمنية والقضائية التحقيق فيها، وسط استعادة للمشهد الذي أعاد اللبنانيين إلى أيام الاغتيالات والاتهامات السياسية، التي انطلقت من كل الفريق المناهض للمقاومة موجهة سهام الاتهام إلى حزب الله، الذي أصدر بياناً أدان فيه الجريمة داعياً القضاء إلى تسريع كشف المجرمين وسوقهم أمام العدالة لينالوا قصاصهم العادل، بينما تحدّثت مصادر سياسية وأمنية عن مخاطر المرحلة الانتقالية التي تمر بها المنطقة بعد تولي الإدارة الأميركية الجديدة مسؤولياتها، وبدء ظهور سياساتها وما تحمله من تغيير، خصوصاً لجهة العزم على العودة الى الاتفاق النووي مع إيران في ظل غضب إسرائيلي سعودي تعبر عنه المواقف، وتترجمه المشاهد المتفجّرة في العراق وسورية، وربما عمليات من نوع ما شهده لبنان من استغلال لغضب الجوع في طرابلس أو لجريمة الأمس، سواء لتوجيه رسائل عابرة للعواصم تحذّر من تجاوز موقع السعودية وإسرائيل كشريكين في السياسات على مستوى المنطقة وقدرتهما على التعطيل، أو لمحاولة خلق مناخات من الفوضى، أو لشيطنة حزب الله ومن خلفه إيران في ملفات لها حساسية خاصة لدى إدارة الرئيس بايدن كقضايا حقوق الإنسان، والناشطين تحت عنوان منظمات المجتمع المدني المحسوبين كأصدقاء علنيين لواشنطن.

السياسة الأميركية في العالم والمنطقة كانت موضوع كلمة متلفزة للرئيس الأميركيّ جو بايدن رسم فيها خطته لإحياء الدبلوماسيّة، التي توّجها بإعلان عن مبادرة عملية واحدة، هي الإصرار على وقف الحرب على اليمن وتحميل السعودية والإمارات مسؤولية استمرارها، ترجمه الإعلان عن وقف صفقات السلاح للدولتين الخليجيتين، ووصف الحرب كمصدر لأكبر كارثة إنسانية، والدعوة لوقف فوري لإطلاق النار وبدء مساعي الحل السياسي، وتكليف مبعوث خاص لليمن، بينما كان لافتاً لأسباب مختلفة تجاهل كل من إيران و»إسرائيل». فتجاهل إيران مرده كما تقول مصادر إعلامية أميركية هو ترك التفاوض غير المباشر الذي يديره مفوض السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل بين وزيري الخارجية الأميركية والإيرانية، ويسعى الرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون للعب دور محوري فيه، بينما تجاهل «إسرائيل» فيشكل سابقة تضاف إلى تجاهل الاتصال الروتيني الذي يجريه الرؤساء الأميركيون برئيس حكومة كيان الاحتلال، وما يعنيه الأمران من رسالة واضحة لبنيامين نتنياهو بأن لا تنسيق في الملف النووي الإيراني، وأن لا نسيان للدور الذي لعبه نتنياهو في الحملة الانتخابية للرئيس السابق دونالد ترامب.

في اليوم ذاته أمس، كان البيان المشترك لوزيري الخارجية الأميركية والفرنسية حول لبنان، يكمل صورة المبادرات التي تتصدر الاهتمام الأميركي، ليفاجئ الأميركيون حلفاءهم الفرنسيين بتجاهل مطلب دائم تقليديّ في البيانات عن لبنان، يشير الى حزب الله كمصدر للمشاكل اللبنانية السياسية والاقتصادية والأمنية، وهو ما خلا منه البيان، بينما خلا البيان الذي جاء بمناسبة مرور ستة شهور على انفجار مرفأ بيروت، وهو عذر شكلي لإصدار بيان مشترك، من دعوات التحقيق الدولي في انفجار المرفأ، والاكتفاء بحثّ القضاء اللبناني على الإسراع بتحقيق شفاف يكشف الحقائق حول التفجير، والأمر الأهم في البيان استبدال الدعوة لحكومة اختصاصيين او حكومة مهمة، كما دأبت البيانات الفرنسيّة على التأكيد، بالدعوة إلى حكومة ذات مصداقية وفعالة، ما يعني وفقاً لمصادر إعلامية فرنسية الجمع في تشكيل الحكومة بين مواصفات الوزراء الشخصية في الخبرة والنزاهة، وبين حيازتهم على التغطية السياسية والنيابية التي تتيح لهم إقناع الجهات الدولية بقدرة الحكومة على تنفيذ التزاماتها، وعدم ربط عمر الحكومة بمهمة تنتهي بعدها.

وبقي الملف الحكومي في دائرة الجمود بانتظار عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من جولته الخارجية، وأفيد أن الحريري توجّه من مصر إلى باريس على أن يزور الإمارات أيضاً.

وفي موقف مشترك يعبّر عن تطوّر في الموقف الأميركي حيال الوضع في لبنان، أكّد وزيرا الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان والأميركية أنطوني بلينكن في بيان مشترك أنّه «بعد ستة أشهر من الانفجار الذي وقع في 4 آب في مرفأ بيروت، والذي تسبب بسقوط مئات الضحايا وأضرار كبيرة، تؤكد فرنسا والولايات المتحدة دعمهما الكامل الذي لا لبس فيه للشعب اللبناني».

وقال الطرفان في بيانهما المشترك: «كما فعلنا منذ الانفجار، بما في ذلك مع الأمم المتحدة وشركائنا والمجتمع المدني اللبناني في مؤتمري الدعم في 9 آب و2 كانون الأول، ستواصل فرنسا والولايات المتحدة تقديم المساعدة العاجلة للشعب اللبناني، بما في ذلك الصحة والتعليم والإسكان والدعم الغذائي». ولفتا إلى أنّ «فرنسا والولايات المتحدة توقعتا نتائج سريعة في التحقيق في أسباب الانفجار، مؤكدتين انتظام العدالة اللبنانية يجب أن يعمل بشفافية بعيداً عن أي تدخل سياسي».

ولفتت مصادر «البناء» إلى أن «البيان الأميركي – الفرنسي يأتي استكمالاً للاتصال بين الرئيسين جو بايدن وإيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي، لكنه بقي في العموميات ولم يترجم على أرض الواقع لجهة تأليف الحكومة ما يعني بأن التفاهم على تأليف الحكومة لم يتبلور بعد».

وفيما ترفض أوساط تيار المستقبل استباق نتائج جولة الرئيس الحريري العربية والفرنسية وانعكاسها على الملف الحكومي، فضلت انتظار عودة الحريري للبناء على الشيء مقتضاه. أشارت مصادر في التيار الوطني الحر لـ»البناء» إلى أن «الحريري يحاول أن يدوّل الأزمة الحكومية ويستدرج الضغوط الخارجيّة على رئيس الجمهورية ميشال عون والتيار الوطني الحر، وهو يعلم أن الحل هو في التفاهم الداخلي»، ولفتت المصادر إلى أننا «لم نسمع خلال الاتصالات الدولية مع رئيس الجمهورية أي طلب مباشر لتلبية مطالب الرئيس الحريري وتحديداً الرئيس الفرنسي الذي لا يثق بالطبقة السياسية كما عبر في أكثر من محطة». ورأت المصادر أن «كل الحديث عن خلافات على الحصص والحقائب لا يعبر عن حقيقة خلفيات الأزمة الحكومية، فالمشكلة تدور حول إصرار رئيس الجمهورية والتيار على موضوع التدقيق الجنائي الذي يرفضه بعض الشركاء الآخرين وبالتالي التدقيق الجنائي هو عائق أمام تأليف الحكومة فضلاً عن أنه مطلب للمجتمع الدولي وبند أساسيّ في المبادرة الفرنسية كمدخل للدعم المالي الخارجي للبنان». وشدّدت المصادر على أن الرئيس عون «مصرّ على أن يكون التدقيق الجنائي أولوية الحكومة المقبلة وتكريسه في البيان الوزاري».

 

الاخبار: إيجابية الفحوصات لا تزال تتخطّى 20%: الإقفال ينتهي الثلاثاء… ونحو إعادة فتح تدريجيّ

كتبت الاخبار تقول: على وقع تسجيل أكثر من ثلاثة آلاف إصابة جديدة، تتجه اللجنة الوزارية المخصصة لمواجهة كورونا، اليوم، إلى رفع توصية بإعادة الفتح التدريجي بعد الثامن من شباط الجاري، وفق ما أفادت مصادر اللجنة لـ «الأخبار».

الدافع وراء قرار «تجميد» الإقفال لا يرتبط حُكماً بمؤشّرات الواقع الوبائي التي لا تزال على خطورتها، وإن كانت أقلّ سوءاً مما كانت عليه قبيل الإقفال. وحتى مساء أمس، كانت نسبة إيجابية الفحوصات تتجاوز 20%. فمن أصل 15016 فحصاً مخبرياً، سُجّلت 3107 إصابات (6 منها وافدة)، فيما حافظ مؤشر الوفيات على ارتفاعه مع تسجيل 82 وفاة، بمعدل 487 شخصاً بين كل مليون مُقيم. أما «التحسّن» الطفيف الذي سُجّل أمس في انخفاض عدد الحالات الحرجة (من 940 حالة إلى 914) فسببه ارتفاع الوفيات في صفوف المرضى المُقيمين في غرف العناية الفائقة. وعليه، فإنّ الدافع الوحيد خلف قرار الفتح التدريجي هو الوضع الاقتصادي الذي يُرخي بثقله على كاهل الأسر المُقيمة، في ظلّ عجز الدولة الواضح عن تزويد الأُسر بما يمكّنها من الصمود أسبوعاً إضافياً وفق ما كان مُقررّاً.

وحتى ليل أمس، كان رئيس لجنة الصحّة النيابية عاصم عراجي متمسّكاً بخيار تمديد الإقفال لغاية 15 شباط، مع استثناء بعض القطاعات لضمان الوصول إلى نتائج أفضل، فيما يبقى الرهان في عدم الاضطرار إلى خيار العودة إلى الإقفال معلّقاً في المرحلة المُقبلة على آلية إعادة الفتح التدريجي وعلى سلوك المُقيمين في الأسابيع التي ستسبق عمليات التلقيح.

ووفق المعلومات، فإنّ إعادة الفتح التي ستبدأ الثلاثاء المُقبل ستكون على مراحل. إذ سيتم الإبقاء على إقفال صالات المطاعم والمقاهي وحصر تسيير أعمالها بخدمة الديليفري، وكذلك النوادي الليلية وصالات السينما وقاعات الاحتفالات والمُناسبات، على أن يعاد فتح المحال التجارية الخاصة مع وضع شروط على القدرة الاستيعابية للزبائن وتشديد الإجراءات المتعلقة بالتعقيم وإجراءات الوقاية وتدابير التباعد الاجتماعي. كذلك سيتم فتح المصانع والمعامل مع تحديد دوامات عمل محددة، فيما يُتوقع أن تتم العودة إلى نظام المفرد والمزدوج لتسيير المركبات الخاصة والعمومية. أمّا حظر التجول، فسيُبقى عليه ليلاً. وبحسب مصادر اللجنة، فإنّ التفاصيل المرتبطة بكيفية الفتح التدريجي سيتم مناقشتها مع وزارة الداخلية على أن تحسم اليوم.

في غضون ذلك، الأنظار ستتركز في الأيام المُقبلة على مرحلة اللقاحات التي تمثّل وسيلة أساسية لبدء السيطرة على الوباء. ومع بروز مخاوف مرتبطة بأخذ اللقاحات، شدّدت وزيرة الإعلام منال عبد الصمد، خلال إطلاق الخطة الإعلامية للقاح كورونا أمس، على ضرورة أن «نصل إلى تغطية مجتمعية بنسبة 80%، مُشيرةً إلى «نشر أخبار كاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي عن اللقاح».

 

الديار: عودة الاغتيالات السياسية “تكشف” لبنان أمنياً : بداية الانزلاق الى الفوضى؟ إسرائيل مربكة بعد استهداف طائراتها .. تآكل الردع في مواجهة حزب الله بداية تنسيق أميركي ــ فرنسي لا يكسر الجمود الحكومي.. إتجاه لتمديد الإقفال

كتبت صحيفة “الديار” تقول: التاريخ يعيد نفسه على الساحة اللبنانية، المشهد نفسه يتكرر عند كل مفترق طرق اقليمي ودولي، هذه المرة دفع الناشط السياسي لقمان سليم حياته ثمنا لعملية اغتيال مشبوهة في “الزمان والمكان” تم ترتيبها على “قياس” محدد يسمح باستغلالها لاطلاق حملة ادانة ممنهجة من قبل خصوم وأعداء حزب الله في مرحلة شديدة التعقيد والخطورة تشهد “شد حبال” دولياً واقليمياً، وتصعيداً اسرائيلياً، وانسداداً للافق داخليا، في السياسة، والاقتصاد، والصحة. وفي انتظار جمع “خيوط” التحقيقات الاولية والادلة للوصول الى نتائج واضحة، ولو لمرة واحدة في بلد تبقى الحقيقة فيه اكبر الضحايا، تثير عملية الاغتيال الكثير من علامات الاستفهام وترفع منسوب القلق من انفلات امني ممنهج يهدف الى اثارة الفوضى، وخلط الاوراق داخليا، خصوصا ان اكثر من جهة استخباراتية خارجية سبق وحذرت من عودة الاغتيالات، كما ذكرت “الديار” بالامس، وهذا يعني ان البلاد قد تكون امام مرحلة خطرة في ظل تراكم الجرائم الغامضة التي تحتاج الى تكثيف التعاون الامني بين الاجهزة لتعزيز الامن الاستباقي، لان اهدافها قد تكون مقدمة لاسقاط آخر الهياكل التي تحمي الدولة من السقوط الى غير الرجعة. في هذا الوقت، لا تزال ارقام وفيات “كورونا” مرتفعة قبل ساعات من التوجه الى تمديد جديد للاقفال الى 15 الجاري مع استثناءات، ورفع تدريجي للاقفال بدءا من الثامن من الجاري، وسط قلق جدي من انفلات اجتماعي يؤدي الى تضييع نتائج الاقفال العام. وفيما الملف الحكومي لا يزال مجمدا دون اي بوادر جدية لاحداث خرق قريبا، بانتظار نتائج الحراك الخارجي الذي توج بالامس على نحو لافت ببيان اميركي – فرنسي مشترك يمكن ان يكون مؤشرا على تعاون ثنائي كان مفقودا ابان ادارة الرئيس دونالد ترامب، عكس الاعلام الاسرائيلي ارباك القيادة العسكرية والسياسية في التعامل مع استهداف حزب الله للطائرة الاسرائيلية المسيرة قبل يومين واعتبرت عدم الرد تآكلا للردع الاسرائيلي.

البحث عن الادلة

فوسط انهيار على كافة المستويات، دخل العامل الامني على الخط من جديد اثر العثور على الكاتب والناشط لقمان سليم صباح امس مقتولا في سيارته بعدما فُقد الاتصال به منذ الثامنة من مساء أمس الاول حينما كان يقوم بزيارة عائلية في بلدة نيحا الجنوبية، وبعد العثور على جثته في سيارته المستأجرة في منطقة الزهراني، تم نقلها بناء لاشارة النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان، الى مستشفى صيدا الحكومي، بعدما انهى الطبيب الشرعي الكشف عليها، وتبين انها مصابة بخمس طلقات نارية اربع في الرأس وواحدة في الظهر في وقت تتواصل التحقيقات لكشف ملابسات الجريمة، وكلف رمضان فرع المعلومات إجراء مسح كامل للكاميرات لمعرفة المسار الذي سلكته سيارة لقمان سليم قبل اغتياله وبتفريغ داتا هاتفه الخلوي وتحليلها. ووفقا للمعلومات، فإن التحقيقات تتركز الان على تفريغ “داتا” الكاميرات على الطرق المحتملة لمسار سليم من نيحا الى منطقة الزهراني وهي تمتد الى نحو 40 كيلومترا، كما تعول جهات التحقيق على “داتا” هاتفه الخلوي الذي وجد على بعد 300 متر من منزل اصدقائه في بلدة نيحا، بعدما تمكنت عائلته من العثور عليه عبر أحد التطبيقات، ويجري التركيز على معرفة ماهية الهواتف التي كانت الى جانبه عند خطفه وقبل رمي هاتفه.

ما هو موقف حزب الله؟

وفيما صدرت ادانات اميركية، وفرنسية ومن الامم المتحدة لعملية الاغتيال، وسط دعوات للكشف عن منفذي الجريمة، طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات، اجراء التحقيقات اللازمة لمعرفة ملابساتها، وكلف رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي “الايعاز الى الاجهزة الامنية الاسراع في تحقيقاتها لكشف الملابسات.

في المقابل، استغل خصوم حزب الله في الداخل الجريمة، واطلقوا اتهامات سياسية دون ادلة بحق الحزب، فيما استنكرت القوى والاحزاب المعارضة والصديقة لسليم، الجريمة، وقد اصدر حزب الله بيانا دان فيه قتل سليم وطالب الاجهزة القضائية والامنية المختصة بالعمل سريعا على كشف المرتكبين ومعاقبتهم، ومكافحة الجرائم المتنقلة في اكثر من منطقة في لبنان وما يرافقها من استغلال سياسي واعلامي على حساب الامن والاستقرار الداخلي. ودعا التيار الوطني الى عدم استغلال هذه الجريمة لإثارة الفتنة، خاصّة ان مصطادي الدماء الاعتياديين بدأوا بعملية الاستثمار السياسي، كما استنكر المكتب الإعلامي المركزي لحركة امل جريمة الاغتيال مطالبا بإجراء التحقيق الأمني والقضائي بالسرعة الممكنة توصلا لكشف الفاعلين ومعاقبتهم.

علامات استفهام!

وفي هذا السياق، دعت مصادر مطلعة الى عدم استباق نتائج التحقيق، وعدم توظيف الجريمة في زواريب السياسة اللبنانية، خصوصا ان علامات استفهام كبيرة تدور حول ظروف عملية الاغتيال، حيث عمدت الجهة المرتكبة الى اختيار ساحة الجريمة بعناية فائقة لتوجيه الاتهام الى جهات بعينها، وهي ادلة ظرفية مثيرة “للسخرية” في دلالاتها، ولذلك من المهم الوصول الى نتائج سريعة للتحقيق، لمعرفة خلفية الاستهداف وظروفه، وعدم تحويل الجريمة الى مادة جديدة للعبث السياسي والامني في البلاد.

بعبدا لن ترضخ “للاستقواء” بالخارج!

في هذا الوقت، لا تزال “طريق” بعبدا – بيت الوسط مقطوعة، بل ومزروعة “بالالغام”، كما تشير اوساط مطلعة على مسار التفاوض الحكومي، خصوصا ان زيارات الرئيس المكلف سعد الحريري الخارجية، لا تصب في اطار تأمين الدعم المطلوب لاي حكومة مفترضة، وانما للاستقواء على موقف رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي. هذا ما تعتقده الرئاسة الاولى التي ترى ان الحريري ما يزال يحاول الدخول الى القصر الجمهوري من “الباب الخاطىء”، فالتفاهم اولا مع الرئيس عون هو “مفتاح” الحل للمعضلة المنهجية في عملية التشكيل والتي كبل الرئيس المكلف نفسه بها، ولا يعرف كيفية التراجع عنها، وهو يأمل في خلق مناخ خارجي ضاغط على رئيس الجمهورية لاجباره على الموافقة على معادلاته التي لا تستقيم مع المعايير الموحدة الملزمة لولادة الحكومة، ولهذا فهو يهدر وقته اذا ما كان يظن انه قادر على الاستقواء “بعضلات” القوى الخارجية، فالرئيس عون لن “يطلق النار” على نفسه او على فريقه السياسي، لا اليوم ولا غدا، لان المطلوب منه الانتحار والتسليم بنهاية عهده مبكرا، وهذا لن يحصل، ولا حل الا بالعودة الى الشركة الكاملة في السلطة، وغير ذلك سيبقى الجميع في حلقة مفرغة من التمييع وهدر الفرص.

 

النهار: لقمان سليم شهيداً: يقظة الترهيب

كتبت صحيفة “النهار” تقول: لا مغالاة اطلاقاً ان تخوف الكثير من اللبنانيين من ان يكون اغتيال لقمان سليم تتويجاً للشرور اللاحقة بهم بل نذيراً لـ”يقظة” الترهيب الدموي في نسخة منقحة ومحدثة عن حقبة الاغتيالات التي هبت أعاصيرها في خريف 2004 وشتاء 2005 وظلت حلقاتها متتابعة في تصيد الرموز والشخصيات الاستقلالية والسيادية حتى 2013 مع الشهيد محمد شطح.

لا شك في ان لقمان سليم الذي انضم في ليل التآمر الدموي الاجرامي عليه في الجنوب، الى لائحة شهداء الترهيب الدموي، شكل في مسيرته وسيرته وافعاله ومواقفه ومراسه المهني والوطني والثقافي والفكري والبحثي النموذج الأكثر شجاعة وإقداماً وايمانا بنهج تعددي تحرري يرفض الديكتاتورية الفكرية والأثرة المسلحة والسطوة الأحادية الإرهابية على المجموعات اللبنانية بدءا ببيئته. معروفة وقائع سيرة لقمان سليم في تصدر المراس الفكري للانتفاضة والخيمة الأشهر التي أدار فيها ندوات النقاش الحيوي الحر المتجرئ ورفع الصوت المتحدي للترهيب الى ان أحرقت الخيمة وأطلقت صليات التهديد الكثيفة للقمان مقترنة باللغة البائدة للتخوين وإلصاق الاتهامات الجاهزة بالصهينة والأمركة والتجسس وتقديم الخدمات لكل أعداء “المقاومة” و”حزب الله”. اغتيال لقمان سليم استهدف بكل وضوح احد أبرز وأشجع رموز الثقافة المتحررة الاستقلالية وأحد أبرز المنخرطين في العمل الفكري التحرري وأحد الناشطين الكبار في حركة الثورة اللبنانية الاجتماعية والفكرية. لقمان سليم انضم امس الى قافلة الشهداء الكتاب والصحافيين والمثقفين من حقبة تصفية سليم اللوزي ورياض طه ومن قبلهما وبعدهما الى رعيل الشهداء الذي استهدفته حرب الاغتيالات من سمير قصير الى جبران تويني الى محمد شطح كذلك. والأخطر الأخطر ان ترسم عملية تصفيته ملامح عودة الترهيب سلاحا ووسيلة لإخماد التنوع السياسي في بلد يتخبط بكوارث متدحرجة تضعه على حافة نهاية النهايات الدراماتيكية. لم يكن أدل على الخشية من بداية دموية لمرحلة متبدلة تنذر بتنفس الصراعات والرسائل الدامية عبر الساحة اللبنانية من ردود الفعل الداخلية والخارجية الواسعة التي عكست من ضمن ما عكسته التوجس الكبير الذي اثارته الجريمة الإرهابية الترهيبية.

 

اللواء: اغتيال سليم هل يفتح “باب التنازلات” لتأليف حكومة قبل فوات الأوان؟ مطالبة أميركية وفرنسية مشتركة بكشف أسباب انفجار المرفأ والإسراع بوزارة “ذات مصداقية”

كتبت صحيفة “اللواء” تقول: هزّت جريمة اغتيال لقمان محسن سليم (58 عاماً) المجتمع والرأي العام في لبنان، وسط امتدادات لردود الفعل، كان لها ارتدادات دولية، أميركية وأوروبية، من شأنها ان ترفع من منسوب حركة الاعتراضات أو الفيتوات، على الرغم من ان القضية باتت بانتظار ما ستفسر عنه التحقيقات والتي من شأنها ان تساهم في احتواء التشنج الداخلي، والانقسامات المترتبة، على مناخ الاغتيالات السياسية، وتأثيراتها على المسار السياسي العام في البلد، الذي يشهد أسوأ أزماته الصحية والنقدية والمالية والاجتماعية والاقتصادية، فضلا عن الأزمة السياسية المفتوحة، على خلفية الخلاف الحاد.

والسؤال بانتظار جلاء، ما يمكن جلاؤه من نقاط، تسمح بكشف الفاعلين، هل تسرّع الجريمة بالذهاب إلى حكومة عن “منتصف التنازلات”، بحيث يحترم الرؤساء ما تمّ الإلتزام مع الرئيس ايمانويل ماكرون، حسب السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريف، مع التحلي بمرونة، تعيد فتح التشاور، قبل فوات الأوان.

وأشارت مصادر مطلعة لـ”اللواء” إلى أن الأنظار متجهة إلى الحراك الخارجي في موضوع تأليف الحكومة بعد ما اظهرت التحركات الداخلية عدم جدواها مشيرة إلى أنه لا بد من ترقب الحركة الخارجية بعد تحرك الرئيس الفرنسي.

وأكدت المصادر إنه يفترض أن يستتبع هذا الحراك اتصالات سواء مباشرة أو غير مباشرة من أجل متابعة الملف موضحة أن الواقع يفيد أنه لم يعد في الامكان التعويل على مبادرات أو وساطات داخلية. وأفادت أن الحراك الخارجي ينتظر المزيد من الجولات في المشاورات قبل أن تتضح الصورة بالشكل النهائي لأنه حتى الآن هناك خطوات تسبق الوصول إلى أي خلاصة معينة يترجم بحل للملف الحكومي.

وفيما يواصل الرئيس الحريري تحركه الخارجي، وترقب وصوله الى الإمارات او الرياض او باريس، شدد كل من وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن ونظيره الفرنسي جان إيف لودريان على “الضرورة الملحة” لتشكيل حكومة ذات مصداقية في لبنان. ودعا الوزيران لإعلان النتائج سريعا في أسباب انفجار مرفأ بيروت بعيدا عن التدخل السياسي.

 

الجمهورية: تفويض أميركي لماكرون قد يولّد الحكومة… والجميع ينتظر الحريري

كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: فيما استفاقت البلاد على جريمة اغتيال الناشط السياسي لقمان سليم وما لاقته من ردود فعل مستنكرة إزداد معها الوضع الداخلي اضطراباً على وقع الانهيار الاقتصادي المالي المتفاقِم في ظل انعدام التوافق على تأليف الحكومة الجديدة، صدر أمس ما يشبه “أمر عمليات” للتأليف عن وزيري الخارجية الاميركي والفرنسي لمناسبة مرور 6 اشهر على انفجار مرفأ بيروت، دَعيا فيه “المسؤولين اللبنانيين” الى “تنفيذ التزامهم في شكل نهائي تشكيل حكومة ذات صدقية وفعالية، والعمل على تنفيذ الإصلاحات اللازمة بما يتماشى مع تطلعات الشعب اللبناني”. وأكدا “انّ هذه الإجراءات الملموسة ضرورية للغاية لفرنسا والولايات المتحدة ولشركائهما الإقليميين والدوليين، لالتزام تقديم دعم إضافي وهيكلي وطويل الأمد إلى لبنان”. وبرز هذا الموقف الاميركي ـ الفرنسي في ضوء وجود الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري في الخارج، وينتظر الجميع عودته لاستئناف العمل على جبهة إنجاز الاستحقاق الحكومي. وقالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” انّ الحريري، الباحث عن دعم خارجي، تُشكِّل لقاءاته الخارجية عامل قوة يسجّل في خانته ومصلحته، وبما يمكنه من تظهير دوره لحلفائه وخصومه بأنه ضرورة في هذه المرحلة التي يحتاج فيها لبنان لدعم الخارج من أجل الخروج من مأزقه المالي. وفي انتظار عودته، حلّ التبريد السياسي مكان التسخين على خط بعبدا – بيت الوسط، إلّا ان الأنظار ستبقى شاخصة الى ما بعد عودة الحريري، وما إذا كانت الوساطات قد أثمرت لفتح باب زيارة له إلى بعبدا تشكل مدخلاً لصدور مراسيم التأليف.

 

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى