مبادرة فرنسية من خارج السياق: عمر عبد القادر غندور*
وسّع الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون مروحة اهتماماته بقضايا «الشرق الأوسط»، وقال في حديث لقناة «العربية» انّ «التفاوض مع إيران سيكون متشدّداً جداً، وأطلب من شركائنا في المنطقة الانضمام الى الاتفاق النووي ومن ضمنهم السعودية، وتصحيح خطأ استبعاد السعودية عن الاتفاق النووي عام ٢٠١٥
».
ولا ندري إذا كان الرئيس الفرنسي الذي يبدي هذه الغيرة على السعودية لمجرّد أنه كان يتحدث إلى قناة «العربية» التي تموّلها السعودية! وهل فاتح الإدارة الأميركية الجديدة بهذا الشأن؟
إلا أنّ الردً جاءه سريعاً من وزارة الخارجية الإيرانية التي قالت إنّ الاتفاق متعدّد الأطراف وقد جرت المصادقة عليه عبر القرار ٢٢٣١ الصادر عن مجلس الأمن الدولي، وهو غير قابل للتفاوض من جديد إطلاقاً، كما أنّ أطرافه محدّدون بالأسماء لا يمكن تغييرهم.
في الوقت الذي تتريّث فيه الإدارة الأميركية الجديدة حتى الآن لوصل ما انقطع مع الطرف الإيراني والعودة الى الاتفاق الذي رعته الأمم المتحدة ووافق عليه مجلس الأمن وخرجت منه الإدارة الأميركية السابقة متنكرة لتوقيعها ولتعهّداتها…
وبشأن مطالبة الرئيس ماكرون بضمّ السعودية إلى الاتفاق النووي، فلا ضير من ذلك إذا كانت الغاية إيجاد مساحة مشتركة بين إيران والسعودية، وهو ما تكرّره القيادة الإيرانية باستمرار معربة من ترحيبها بالتفاهم مع السعودية وغيرها من الدول العربية والمحيطة لرعاية المصالح المشتركة التي تعود بالخير والطمأنينة على شعوب المنطقة.
أما إذا كانت الغاية حشد المناوئين للمشروع النووي الإيراني السلمي، فقد جاء الردّ الإيراني سريعاً وواضحاً.
وهل لحظ الرئيس الفرنسي من خلال اهتمامه بدول الشرق الأوسط البلطجة الصهيونية في فلسطين والاعتداءات اليومية على سورية واليمن، وعقود صفقات السلاح التي تبرمها الدول الغنية في الشرق الأوسط لصالح صانع السلاح في فرنسا وبريطانيا وبلجيكا والولايات المتحدة؟
قد تكون للرئيس الفرنسي رؤيته بضرورة ضمّ السعودية أو غيرها الى الاتفاق النووي، وهذا من حقه…
ونحن في لبنان، نتمنّى على الرئيس الفرنسي ان يُفعّل مبادرته لحلّ الأزمة اللبنانية ويفرض «مونته» لحلحلة عُقد تشكيل الحكومة، ولا نرضى للمبادرة الفرنسية إلا أنّ تشق طريقها الى النجاح ولا شيء غير النجاح …
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي
(البناء)