من الصحف الاسرائيلية
حذر كاتب إسرائيلي من “توجهات مرشح الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، ليكون مبعوثه الخاص إلى إيران، وهو روبرت مالي، وسيكون مسؤولا عن إجراء اتصالات مع إيران بشأن تجديد الاتفاق النووي، أو طريق العودة إليه، ما يعني أن هذا التعيين يحمل لإسرائيل أخبارا سيئة، وقد تلقت مثل هذه الأخبار الكثيرة في الأيام القليلة التي تلت تأدية بايدن ليمينه الرئاسي“.
وأضاف أمنون لورد في مقاله بصحيفة “إسرائيل اليوم” أن “روبرت مالي معروف في إسرائيل، فحتى وقت قريب كان رئيس مجموعة الأزمات الدولية، ومستشار الشؤون الفلسطينية والشرق الأوسط للرئيسين الديمقراطيين بيل كلينتون وباراك أوباما، وفي عام 2000، بعد فشل محادثات كامب ديفيد التي شارك فيها، ألقى باللوم على رئيس الوزراء إيهود باراك في فشل المفاوضات، وبرأ ساحة ياسر عرفات”.
أثار قرار إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بتعليق بيع أسلحة للسعودية وطائرات F35 للإمارات مخاوف لدى الحكومة الإسرائيلية بأن يمس القرار الأميركي بتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية، حسبما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”.
وأفادت الصحيفة بأنه على الرغم من أن الإدارة الأميركية أعلنت أن تعليق صفقات الأسلحة هذه مؤقت، إلا أن “التخوف في القدس هو أن يلحق تعليق الصفقات ضررا بالتطبيع مع دول عربية“.
ووافقت إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، على صفقة الطائرات للإمارات في أعقاب توقيع اتفاق التحالف وتطبيع العلاقات بين الأخيرة وإسرائيل بوساطة أميركية، وتبين أن هذه الصفقة هي جزء من الاتفاق.
ولفتت الصحيفة إلى أن بايدن تحدث منذ دخوله إلى البيت الأبيض مع عدد من قادة دول، في كندا والمكسيك وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وروسيا، لكنه امتنع حتى الآن عن التحدث مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو. وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب تحدث مع نتنياهو بعد ثلاثة أيام من دخوله إلى البيت الأبيض.
وبحسب الصحيفة، فإن “هناك ادعاءات بأنه في البيت الأبيض يريدون أن يجعلوا نتنياهو يتصبب عرقا. وهم يعلمون أن لديه انتخابات قريبة ولا يريدون مساعدته، خاصة على خلفية ترسبات من الماضي. وذلك إلى جانب التصريحات الإسرائيلية ضد العودة إلى الاتفاق النووي، وآخرها تلك الصادرة عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي (أفيف كوخافي) التي اثارت غضب عدد غير قليل من المسؤولين في واشنطن“.
من الجهة الأخرى، وبحسب دبلوماسيين، يتصرف بايدن وفقا للتقاليد ودور نتنياهو لتلقي اتصالا من الرئيس الأميركي الجديد سيأتي لاحقا.
إلا أنه في هذه الأثناء، تلقى وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكنازي، اتصالا هاتفيا من نظيره الأميركي، أنتوني بلينكن. ووفقا للصحيفة، تناولت المحادثة بينهما مواضيع استراتيجية إقليمية، استمرار توسيع “دائرة السلام”، إيران وغير ذلك من المواضيع.
وعزت الخارجيّة الأميركيّة قرارها بتعليق صفقات الأسلحة إلى “مراجعة” قرار اتُخِذَ إبان ولاية ترامب. وقال مسؤول في الخارجية الأميركيّة “إنه إجراء روتيني إداري تتخذه غالبية” الإدارات الجديدة، موضحًا أن الغاية منه “أن تلبي عمليات بيع الأسلحة التي تقوم بها الولايات المتحدة أهدافنا الاستراتيجية“.
ومع ذلك يبقى القرار مفاجئا لأنه يشمل خصوصا ذخائر دقيقة وعدت بها السعودية ومقاتلات F35 بيعت للإمارات، مقابل اعتراف هذه الدولة الخليجية بإسرائيل برعاية دونالد ترامب.
وجهت أوساط عسكرية إسرائيلية انتقادات حادة إلى رئيس هيئة أركان الجيش أفيف كوخافي التي هدد فيها بتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران، باعتبارها باتت تشكل خطرا وجوديا مشيرة إلى أن تحديد الخطوط الحمراء للسياسة الإسرائيلية يتم داخل الغرف المغلقة، وليس عبر وسائل الإعلام.
أمير بوخبوط المراسل العسكري لموقع “ويللا”، نقل في تقرير عن “وزير الحرب بيني غانتس، أنه يعارض ما ورد من إشارات في خطاب كوخافي، لأن اعتراضه على أن العودة الأمريكية المتوقعة للاتفاق النووي مع إيران تتم داخل الغرف المغلقة والنقاشات السرية“.
وأضاف أن “إيران النووية تهديد إقليمي عالمي، وتحدّ لإسرائيل، التي يجب ألا تتجاهله، بل أن تكون مستعدة للدفاع عن نفسها، لكن هذه التحضيرات لا تحصل بالتصريحات الإعلامية، خاصة أننا نستقبل إدارة جديدة في الولايات المتحدة، وهي صديقة لإسرائيل، ولا بد أن يكون خطابنا الاستراتيجي صحيحا تجاهها، وسنفعل ذلك في المستقبل القريب من خلال المنظومة العسكرية وجميع الأجهزة الأمنية في إسرائيل“.
الجنرال البارز في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية عاموس غلعاد، “انتقد بقوة تصريحات كوخافي، لأنها تحمل مهاجمة لنهج الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، نحن في الماضي هاجمنا الرئيس باراك أوباما، وخلق لنا ذلك توترات مع الأمريكيين، ما يطرح تساؤلات حول من الذي طلب من رئيس الأركان أن يعلن هذه التصريحات“.
وأضاف غلعاد في لقاء مع صحيفة “معاريف” أن “لدي تحفظات على ما ورد في خطاب كوخافي، لأنه بمجرد أن يقول رئيس الأركان هذه التصريحات القاسية، فهي تتعارض تماما مع سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة، وقد يُنظر إليها على أنها تحد إسرائيلي لها، إنها ليست خطوة يتخذها رئيس الأركان، بل هي سياسة يجب على رئيس الوزراء ووزير الحرب صياغتها، وعرضها على مجلس الوزراء“.