من الصحف الاميركية
ذكرت الصحف الاميركية أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب فكر في تغيير القائم بأعمال وزير العدل، وإسناد المهمة إلى مسؤول آخر على استعداد للاستمرار في نظر مزاعم -لا أساس لها- بتزوير الانتخابات، ودفع وزارة العدل إلى مطالبة المحكمة العليا بإبطال فوز الرئيس الديمقراطي جو بايدن.
وأضافت الصحيفة نقلًا عن أشخاص مطلعين على الأمر أن الجهود التي بُذلت في الأسابيع الأخيرة من رئاسة ترمب أخفقت بسبب اعتراض من عيّنهم بوزارة العدل، والذين رفضوا رفع ما وصفوها بـ”دعوى قضائية لا سند لها قانونًا” في المحكمة العليا.
وقال أشخاص عدة مطلعين على المناقشات للصحيفة إن مسؤولين كبارًا آخرين في الوزارة هدّدوا فيما بعد بالاستقالة إذا أقال ترمب جيفري روزن القائم بأعمال وزير العدل في ذلك الوقت، جيفري روزن.
قالت صحيفة واشنطن بوست إن اقتحام مبنى الكابيتول في السادس من يناير أوضح لمسؤولي الأمن القومي الأمريكيين أن التطرف العنيف تهديد لا يأتي فقط من الخارج، ولكنه يُصنع في أمريكا، ويضعهم في مواجهة عقبات قانونية وثقافية وسياسية.
وأوضحت الصحيفة أن هذه التهديدات من اليمين المتطرف وأصحاب نظرية المؤامرة تأتى من ضباط شرطة ورجال الإطفاء وحتى مسئولين عموميين من جميع أنحاء البلاد، الذين شجعهم تأكيد الرئيس السابق دونالد ترامب وبعضهم البعض على تبنى وجهات نظر عنصرية علنا أو ارتكاب أعمال عنف ضد الحكومة، بحسب ما يقول المحللون.
وستواجه إدارة الرئيس جو بايدن تحديا لردع المتطرفين داخل أمريكا وإجراء التحقيق معهم وملاحقتهم عندما يصل خطابهم إلى حد العنف. ويقول الخبراء إن مسئولي الأمن وإنفاذ القانون سيواجهون عقبات قانونية وسياسية وثقافية لمحاربة مرض يبدو أنه استشرى في الجهاز العصبي للبلاد.
وكان بايدن قد تحدث في خطاب تنصيبه الأسبوع الماضي عن صعود التطرف السياسي والتفوق الأبيض والإرهاب الداخلي الذى يجب مواجهته وسيتم هزيمته.
وتقول مارى ماكورد، مسئولة الأمن القومي السابقة بوزارة العدل، والتي تعمل مديره قانونية لمعهد المناصرة الدستورية والحماية في المركز القانوني لجامعة جورج تاون، إنه لا يوجد مكان في أمريكا في الوقت الراهن يمكنه أن يقول إن هذه ليست مشكلته.
قال مراسل صحيفة نيويورك تايمز ديكلان وولش في تقرير له من العاصمة الكينية، نيروبي، إن قلة من الأجانب الذين رحبوا بحماسة بفوز جوزيف بايدن مثل تلك التي رحب فيها عشرات الآلاف من المسلمين الذين مُنعوا من دخول الولايات المتحدة فيما عرف بقرار “حظر المسلمين”.
وأشار وولش إلى حالة عائلة سودانية راقبت الانتخابات الأمريكية بحذر وإعلان فوز بايدن، فقبل عام حصل كل من منذر هاشم وزوجته آلاء جمال على فرصة للهجرة إلى الولايات المتحدة من خلال اليانصيب السنوي، والحصول على البطاقة الخضراء، إلا أن قرار “حظر المسلمين” عنى أنهما لا يستطيعان السفر.
وعندما أعلنت نتائج الانتخابات وفاز بايدن شعرا بالفرح ورقصا كأنهما في عرس، لكن دراما رفض ترامب لهما، وضعتهما في حالة من الترقب والبحث في منصات التواصل الإجتماعي حول تطور الوضع. وفي النهاية “جاء الفرح” و”نستطيع التحضير للسفر” كما قالت آلاء في مكالمة من الخرطوم.
وتشير الأرقام إلى أن هناك 42000 شخص مُنعوا من دخول الولايات المتحدة من 2017- 2019 معظمهم من المسلمين الذي ينتمون إلى إيران والصومال واليمن وسوريا. وتراجعت التأشيرات الممنوحة لأبناء هذه الدول في نفس الفترة بنسبة 70%. لكن الثمن الإنساني لقرار ترامب الذي أربك حياة الآلاف وتلطخ بالدموع وأحيانا الدم من الصعب تقدير حجمه.
وقام بايدن بإلغاء القرار في أول ثلاث قرارات تنفيذية له بعد حفل التنصيب، وقال إن مبرر ترامب في اتخاذ القرار قوّض الأمن الأمريكي، وعرض تحالفات الولايات المتحدة للخطر، وشوّه المثال الأمريكي حول العالم.
وبالنسبة للكثيرين، فقرار بايدن جاء متأخرا. وقدّم وولش عددا من قصص الذين أضرّ بهم ترامب، ومنهم “نغار رحماني” التي تدرس طب الدماغ والأعصاب في جامعة رود أيلاند، والتي لم تستطع السفر إلى إيران خوفا من منعها من العودة إلى أمريكا مرة ثانية. وعندما مرضت أمها (56 عاما) بكوفيد- 19 ترددت في العودة إلى بلادها واكتفت بالمكالمات عبر الهاتف على أمل شفائها، ولكن المرض تدخل وتوفيت والدتها.