من الصحف البريطانية
هيمن تنصيب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة على الصحف البريطانية الصادرة اليوم، فقد تصدرت تغطية مراسم التنصيب الصفحات الأولى، كما أبرزت الصحف تبعات تولي بايدن الرئاسة بالتحليل في صفحاتها للرأي وفي افتتاحياتها، كما تناولت الصحف إرث الرئيس السابق دونالد ترامب.
نشرت صحيفة الغارديان التي جاءت افتتاحيتها بعنوان “الديمقراطية تسود – في الوقت الحالي”. وتقول الصحيفة إنها كانت لحظة ارتياح كبير في جميع أنحاء العالم، عندما شهدت واشنطن انتقالًا منظما للسلطة في مبنى الكابيتول، بعد أسبوعين فقط من الهجوم عليه واقتحامه.
وتضيف الصحيفة أن العالم تنفس الصعداء لرحيل الرجل الذي كان يغذي الانقسامات ويزدهر في وجودها، ومجيء جو بايدن الذي يتعهد بالوحدة، ورحبت الصحيفة بوصول كمالا هاريس – أول امرأة وأول شخص غير أبيض في منصب نائب الرئيس – وذلك بعد العنصرية وكراهية النساء من دونالد ترامب.
وتضيف الصحيفة أنه على الرغم من ذلك، لم تكن هناك حشود مبتهجة لتحية الرئيس الجديد، ووقف 25000 من أفراد الحرس الوطني في تأهب، بفضل إرث سلفه: الخسائر المميتة للوباء والعنف السياسي الذي جسده اقتحام الكونغرس هذا الشهر.
وتقول الصحيفة إنه على الرغم من مغادرة ترامب للبيت الأبيض، فإن “الترامبية” بالمعنى الأوسع ما زالت منتشرة وتجد من يؤيدها، وقد يكون حامل لواءها بعد ترامب أكثر خطورة ودهاء. وتقول الصحيفة إن مبادئ الجمهورية في الولايات المتحدة تواجه خطرا جسيما، بسبب الانقسامات التي تفشت في عهد ترامب.
وتقول الصحيفة إن بايدن تعهد بسلسلة من الإجراءات، إذ يجب أن يتصدى للوباء الذي أودى بحياة 400 ألف أمريكي، والأزمة الاقتصادية، إذ انخفض عدد العاملين بمقدار 10 ملايين عن العام الماضي.
وتقول الصحيفة إن على بايدن أن يداوي بلاده من الانقسامات والانشقاقات التي مزقت النسيج الاجتماعي والسياسي للولايات المتحدة، وجعلت الأكاذيب الفاضحة والقسوة الفجة والكراهية سمات ممزية لفترة رئاسته.
نشرت صحيفة الفاينانشال تايمز التي جاءت افتتاحيتها بعنوان “بايدن واستعادة الجمهورية الأمريكية“، قالت الصحيفة إنه منذ عهد أبراهام لنكولن، تضمنت خطابات تنصيب الرئاسة الأمريكية مناشدات للوحدة، ولكن نادرا ما كانت الوحدة منذ ذلك الحين موضوعا مركزيا أو متكررا كثيرا كما كانت في خطاب جو بايدن الأربعاء، ونادرا ما شعرت الديمقراطية الأمريكية بهشاشة مثل اليوم.
واضافت أن بايدن تحدث في حضور حشد من الأمن، لحراسة مبنى الكابيتول من العنف، ودعا إلى احترام الحرية والمؤسسات وسيادة القانون التي طالما كانت مصدر الديناميكية غير العادية للولايات المتحدة ومكانتها في العالم.
ورات الصحيفة أن مهام الرئيس الأمريكي السادس والأربعين تختلف عن مهام العديد من الأسلاف في حجمها الهائل، إذ يتعين عليه احتواء جائحة أودت بحياة مئات الآلاف وتسببت في آلام اقتصادية للملايين.
وقالت الصحيفة إنه لبدء إعادة بناء الثقة في السياسيين والمؤسسات، يجب على بايدن محاولة استعادة بعض مظاهر الشراكة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
وتقول الصحيفة إن الشراكة بين الحزبين ستتطلب تعاون خصومه السياسيين. وعلى الرغم من أن الديمقراطيين يسيطرون الآن على الكونغرس، فإن سلوك الجمهوريين في المعارضة سيكون عاملاً حاسماً في نجاح بايدن.
وتقول الصحيفة إنه على الرغم من أن بايدن تجنب هذا الموضوع، فإن استعادة احترام سيادة القانون يجب أن تعني أيضا محاسبة ترامب وعصابة اقتحام الكابيتول.
جاءت افتتاحية صحيفة الإندبندنت بعنوان “أكاذيب دونالد ترامب وأفعاله الغريبة تخفي جانبا مظلما“، تتساءل الصحيفة: ماذا يترك دونالد ترامب وراءه؟
وتجيب بأن أول ما يتبادر إلى الأذهان هو بعض الأفعال المجنونة وقدر كبير من الغرور، أو التغريدات المتواصلة، الطفولية، الحاقدة، الغاضبة، غير الواقعية.
وتضيف أنه يمكننا أيضا أن نتذكر بعض اللحظات بالغة الغرابة، كتفكيره في استخدام المطهرات وأشعة الشمس لعلاج مرضى كوفيد-19.
وتقول الصحيفة إن هذا الجانب الغريب يخفي جانبا أكثر قتامة وخبثا وتهورا وتدميرا للرئيس ترامب، وهو الجانب الذي انطلق واتضح مدى تدميره يوم اقتحام الكونغرس. وتضيف أن هذا هو ترامب الذي اعتبر الفاشيين الجدد في شارلوتسفيل “أناسا طيبين للغاية”، وهو ترامب الذي أمر بفصل أطفال اللاجئين عن عائلاتهم.
وترى الصحيفة أن ترامب نشر وروج الأخبار الكاذبة، واستخدم منصبه لأغراضه الخاصة، واستفادت حملته الرئاسية من التدخل الروسي، وحاول تقويض الدستور وسيادة القانون.
وتضيف الصحيفة أن وجهات نظر ترامب حول النساء مروعة. كما أنه أشعل التوترات العرقية وشجع الحروب الثقافية والغوغاء.