من الصحف البريطانية
الصحف البريطانية الصادرة اليوم تناولت تبعات تصنيف إدارة ترامب للحوثيين “جماعة إرهابية”، واعتقال المعارض الروسي أليكسي نافالني، و”التحدي التاريخي” أمام الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن.
نشرت صحيفة الفاينانشال تايمز مقالا افتتاحيا تناولت فيه قرار إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تصنيف الحركة الحوثية في اليمن جماعة “إرهابية“.
وتقول الصحيفة إن إدارة ترامب وهي في أيامها الأخيرة تصر على إلقاء قنبلة تهدد حياة الملايين في الشرق الأوسط.
فقد أعلن وزير الخارجية، مايك بومبيو القرار مباشرة قبيل تنصيب جو بايدن رئيسا، وتذكر الصحيفة أن الأمم المتحدة وخبراء آخرين حذروا من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى مجاعة في اليمن، تشبه تلك التي شهدتها إثيوبيا في الثمانينات.
وترى الصحيفة أن القرار غير مسؤول ومن شأنه أن يُعقّد جهود الأمم المتحدة في التوسط من أجل التوصل إلى حل للنزاع، ويفاقم أوضاع اليمنيين الذين يعانون من حرب تدمر حياتهم منذ ستة أعوام.
وتضيف الصحيفة أن توقيت القرار ليس صدفة، وإنما يهدف إلى عرقلة جهود بايدن لتهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط، ومراجعة السياسة الأمريكية، كما يهدف بومبيو إلى إظهار بايدن ضعيفا أمام إيران التي تدعم الحوثيين.
وترى الصحيفة أن إدارة ترامب اتخذت خطوات أخرى لوضع عقبات أمام إدارة بايدن، ولكن ما فعلته في اليمن سيكون له تبعات كارثية فورية.
فالحوثيون يسيطرون على الشمال بكثافته السكانية العالية، وفيه ميناء الحديدة الرئيسي. وهناك تقارير عن انتشار الهلع بين الناس الذين هرعوا إلى شراء المواد الغذائية، وهو ما جعل الأسعار تشهد ارتفاعا جنونيا، لا يقدر عليه غالبية الناس.
وتقول الصحيفة إن من الضروري على بايدن أن يجعل التراجع عن هذا القرار من أولوياته، وأن ينهي “جنون سلفه الخطير“.
نشرت صحيفة ديلي تلغراف مقالا كتبه الوزير البريطاني السابق وليام هيغ يتحدث فيه عن التحديات التي تنتظر الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن.
يقول هيغ إنه يأمل أن يعود بايدن، الذي يتمتع بتجربة دبلوماسية طويلة، في خطاب التنصيب بالولايات المتحدة إلى مبدأ الحرية.
فلابد أن يتناول قضايا التلقيح ضد فيروس كورونا، وخطة إنعاش الاقتصاد المتضرر من الوباء، ولكن فكرة العيش بحرية مبدأ أساسي في الهوية الأمريكية، في الداخل والخارج.
ويرى المسؤول السابق أن بايدن بحاجة إلى هذا الأمر من أجل تحقيق الالتئام بين الأمريكيين، والتوضيح لأنصار ترامب أن الأمر لا يتعلق بارتداء الكمامة وزيادة الضرائب.
كما يحتاج إلى إظهار السلطة الأخلاقية والقوة الدبلوماسية التي تتمتع بها واشنطن في التعامل مع القضايا الدولية.
نشرت صحيفة الغارديان مقال افتتاحيا تناولت فيه اعتقال المعارض الروسي، أليكسي نافالني، بعد عودته إلى بلاده من ألمانيا.
تقول الصحيفة إن قرار المعارض الروسي، أليكسي نافالني، العودة إلى بلاده من ألمانيا موقف غاية في الشجاعة.
وتذكر الغارديان أن المعارض الروسي والناشط ضد الفساد قال في مؤتمر صحفي إنه يتوقع أن يفسح له المجال للذهاب إلى بيته. ولكن بالنظر إلى ما حدث له في الصيف، فإنه كان على علم بالمخاطر التي يواجهها.
فقد تقرر حبسه ثلاثين يوما بتهمة الإخلال بشروط عقوبة موقوفة التنفيذ عقب إدانته بالتزوير، وهي إدانة قضت محكمة حقوق الإنسان الأوروبية بأنها ذات دوافع سياسية. ويبدو أنه سيعاقب بالسجن ثلاثة أعوام ونصف.
وتقول الغارديان إن نافالني ترك خيار المنفى في ألمانيا، الذين يضمن له السلامة، وفضل مواصلة النضال من أجل الإصلاح الديمقراطي في بلاده.
فقد تعرض إلى الضرب والسجن مرات عديدة خلال العشر سنوات الماضية من النضال، وكاد أن يفقد عينه في هجوم بمادة كيميائية. ومع ذلك عاد من برلين.
وترى الصحيفة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو يضع غريمه الأول في السجن، أظهر ازدراء تاما لحقوق مواطنيه المدنية. أما نافالني فقد عبر عن استعداده للتضحية بنفسه من أجل القضية التي يناضل من أجلها.
وتضيف الصحيفة أن الغرب يجد نفسه مرة أخرى في مواجهة إصرار بوتين على إخماد صوت المعارضة بكل وحشية.
وترى أن بوتين لا يعبأ بالدروس الأخلاقية التي يقدمها الغرب، بما أن العقوبات التي تلت حادثة محاولة تسميم الجاسوس السابق سيرغي سكريبال في إنجلترا لم يكن لها تأثير يذكر.
وتقول الغارديان إن توقيت قضية نافالني قبل تنصيب جو بايدن يجعل منها تحديا مبكرا للرئيس الأمريكي الجديد. ففي الخريف، قاوم دونالد ترامب دعوات من الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي للتنديد بتسميم نافالني.
وقال بايدن حينها إنه سيعمل مع حلفاء الولايات المتحدة من أجل محاسبة الكريملن على ما يقوم به، ولكن هؤلاء الحلفاء، بحسب الصحيفة، منقسمون في ما بينهم إزاء كيفية التعامل مع بوتين.