من الصحف الاميركية
أمرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بحسب ما ذكرت الصحف الاميركية الصادرة اليوم بنشر حوالي 2750 جنديا من القوات المسلحة النظامية لتقديم الدعم لأفراد الحرس الوطني في العاصمة الأميركية واشنطن، لتأمين حفل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن.
وتنتشر في العاصمة الأميركية قوات من الحرس الوطني سيصل عددها إلى 25 ألفا بهدف ضمان أمن “منطقة حمراء” شاسعة تمتد من حي كابيتول هيل، الواقع ضمن نطاقه مقر الكونغرس، حيث سيؤدي بايدن ونائبته كامالا هاريس القسم الأربعاء، وصولا إلى البيت الأبيض.
وأكد وزير الدفاع الأميركي بالوكالة كريستوفر ميلر، إجراء تدقيق أمني بشأن عناصر الحرس الوطني المنتشرين في واشنطن لتأمين حفل التنصيب، وقال ميلر في بيان له إنه لا توجد معلومات استخبارية لدى الوزارة تشير إلى وجود تهديد داخلي، لكن البنتاغون لا يدخر جهدا في تأمين العاصمة، وفقا للبيان.
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن البنتاغون يكثف جهوده لتحديد ومكافحة التطرف اليمينى وأنصار تفوق البيض في صفوفه مع سعى المحققين الفيدراليين لتحديد عدد الأفراد العسكريين والمحاربين الذين انضموا إلى الهجوم العنيف على الكابيتول.
ومنذ أحداث اقتحام مبنى الكونجرس في السادس من يناير، كان كبار قادة القوات الأمريكية الفاعلة والاحتياطية والبالغ عددها 2.1 مليون، يواجهون مخاوف من أن عناصر الخدمة السابقين أو الحاليين قد يكونوا من بين الحشود التي اقتحمت.
وكان تحقيق الإف بي أي حول حصار الكابيتول، والذى لا يزال في مراحله الأولية، قد حدد ستة مشتبه بهم على الأقل لهم صلات عسكرية من بين أكثر من 100 شخص تم اعتقالهم على المستوى الفيدرالي أو عدد أكبر من هؤلاء يخضع للتحقيق، ويشمل هذا عقيد متقاعد بالقوات الجوية من تكساس، وضابط جيش من نورث كارولينا وجندي احتياطي من نيوجيرسي، وشخص آخر من الخدمة قتل أثناء الهجوم.
وقالت نيويورك تايمز إن فحص الجيش لصفوفه يمثل إلحاحا جديدا للبنتاجون الذى لديه تاريخ في التقليل من صعود التطرف والقوميين البيض والنشاط اليميني، حتى في الوقت الذى تجد فيه ألمانيا ودول أخرى ضغوطا عميقة متأصلة في قواتها المسلحة.
وأشار مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة في مقابلة إلى إن هؤلاء الناس لا يمثلون الجيش الأمريكي، وأضاف أن معظم القوات النشطة والمحاربين القدامى يواصلون الخدمة بشرف ويحافظون على قسمهم لحماية الدستور الأمريكي والدفاع عنه.
واستمع الجنرال ميلى لأكثر من أسبوع للمحللين وقرا تقارير وشاهد مقاطع فيديو لأعمال الشغب. وقال إنه كان هناك بعض المؤشرات بأن عدد غير معروف من المحاربين على صلة بالتمرد.
كتب جاكسون ديل نائب رئيس التحرير في صحيفة واشنطن بوست مقالة قال فيها إن فريق الأمن القومي التابع للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن قد تلقى الكثير من النصائح حول سياسات الرئيس دونالد ترامب التي يجب أن يتخلى عنها فوراً يوم الأربعاء المقبل أو تلك التي يجب أن يفكر في الاحتفاظ بها. ومع ذلك، نظراً لكون العدد الكبير من كبار المسؤولين الذين عيّنهم بايدن هم من قدامى المحاربين في إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، هناك سؤال أكثر إثارة للاهتمام: ما هي الاستراتيجيات من تلك السنوات الثماني من عهد أوباما التي يجب إعادة إطلاقها أو تلك التي التخلص منها؟.
وأضاف الكاتب أنه إذا كان الموظفون يمثلون سياسة، فقد يبدو من المرجح حدوث عودة كاملة للأوبامية. فالمرشح لوزير الخارجية أنتوني بلينكين ونائبته ويندي شيرمان، ومستشار الأمن القومي المرشح جيك سوليفان ونائبه جون فينر، ومدير الاستخبارات الوطنية المرشح أفريل هينز ومدير وكالة الاستخبارات المركزية المعين ويليام بيرنز كانوا من كبار المسؤولين في عهد أوباما، بينما كان المرشح لمنصب وزير الدفاع لويد أوستن يترأس قيادة البنتاغون للشرق الأوسط(القيادة الأميركية الوسطى). تقريباً كل مسؤول كبير آخر تم ترشيحه حتى الآن لأدوار في وزارتي الخارجية والدفاع هو من قدامى أوباما.
فقد قامت المجموعة، جنباً إلى جنب مع بايدن نفسه، بإرسال بعض أعمال الإصلاح الفورية، بما في ذلك إعادة الانضمام إلى اتفاقية باريس بشأن تغيّر المناخ التي ساعد أوباما في التفاوض بشأنها. وسيأتي بعد ذلك إنعاش صفقة كبح البرنامج النووي الإيراني واتفاقية ستارت الجديدة التي تحد من الترسانات الاستراتيجية الأميركية والروسية – شريطة تعاون طهران وموسكو، كما ستفعلان على الأرجح.
ورأى الكاتب أن هذه الخطوات يجب أن تكون غير مثيرة للجدل. فلم تكن الاتفافات أكبر إنجازات أوباما في السياسة الخارجية فحسب، بل أدى أيضاً رفض الرئيس ترامب لها إلى طرق مسدودة وكوارث. فاتفاقية ستارت الجديدة، التي من دونها قد ينطلق سباق تسلح نووي جديد، على وشك الانقراض بسبب طلب ترامب الأحمق وغير العملي بإدراج الصين في أي تمديد للاتفاقية، وخلال السنوات الأربع التي قضاها ترامب في إنكار تغيّرات المناخ، تصاعدت التكاليف الكارثية للاحتباس الحراري بشكل مطرد، من الأعاصير القياسية في منطقة البحر الكاريبي إلى انتشار حرائق الغابات في الغرب.
وقال الكاتب: سيتعين على الجيش الصغير من معارضي الاتفاق الإيراني في واشنطن أن يأخذوا في الحسبان حقيقة أن سياسة ترامب البديلة تجاه إيران أي زرع الشقاق، يليه “أقصى ضغط”، قد فشلت في حض نظام المرشد علي خامنئي على التفاوض على صفقة أفضل، كما زعم ترامب أنه أراد، أو الإطاحة بالنظام، كما كان يأمل مساعدوه الذين دفعوا بالسياسة. وبدلاً من ذلك، “عادت إيران إلى تخصيب اليورانيوم والخطوات الخطيرة الأخرى نحو إنتاج أسلحة نووية، في حين أن اعتداءاتها حول الشرق الأوسط لم تتضاءل”، بحسب زعم ديل.