من الصحف الاميركية
ذكرت الصحف الاميركية الصادرة اليوم نقلا عن مسؤولين، إن اليمينيين المتطرفين يعتزمون تعطيل عملية النقل السلمي للسلطة إلى الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، المقررة في 20 يناير.
وذكرت الصحيفة أن هيئات حماية القانون في جميع أنحاء البلاد حذرت من خطر وقوع هجمات محتملة على مبنى الكونغرس في واشنطن وعلى مباني الهيئات التشريعية في بعض الولايات ووفقا للمعلومات المتوفرة لدى الصحيفة قد يستخدم المتظاهرون العبوات الناسفة والأسلحة النارية.
بعد اقتحام مقر الكونغرس في واشنطن الأسبوع الماضي وعدم قبول الرئيس دونالد ترامب بنتائج الانتخابات الرئاسية في 3 تشرين الثاني/نوفمبر باتت الحركات اليمينية والشعبوية التي كانت تنظر إلى الرئيس الأمريكي كرمز بالابتعاد عنه.
في تقرير أعده ستيفن إرلانغر تحت عنوان “الشعبويون الأوروبيون الذي نظروا إلى ترامب ينظرون إلى الجانب الآخر“، نشرته صحيفة نيويورك تايمز: قال “بالنسبة لأحزاب اليمين المتطرف في أوروبا التي اعتبرت هزيمة ترامب الذي اعتبر رمزا للنجاح وداعما قويا لها، سيئة بما فيه الكفاية، ولكن رفضه القبول بالهزيمة والعنف الذي تبع ذلك دمر منظور ظهور قادة على شاكلته في أنحاء القارة الأوروبية“.
وقال دومنيك مويزي المحلل في معهد مونتين في باريس “ما حدث في الكابيتول بعد هزيمة دونالد ترامب كان نذير شؤم على الأحزاب الشعبوية” و “أشار لأمرين: لو انتخبتهم فلن يتركوا السلطة بسهولة ولو انتخبتهم فانظر ماذا يفعلون من إثارة الغضب الشعبي”. وأشار إلى أن اليوم الكامل من الشغب والموت بعدما اقتحم أنصار ترامب مبنى الكابيتول كان بمثابة تحذيرا لدول مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وبولندا بشأن التقليل من قدر الغضب الشعبوي واستشراء نظريات المؤامرة الذي يستهدف الديمقراطيات الغربية. وترى هيذر غراب، مديرة معهد سياسة المجتمع المفتوح الأوروبي في بروكسل أن الإضطرابات كشفت عن أن دليل عمل الحركات الشعبوية يقوم على معادلة “نحن ضد الأخر ويقود إلى العنف”. و “لكن من المهم أن نظهر إلى أين تقود الشعبوية وكيف تلعب بالنار”، مضيفة ” عندما تقوم بإثارة أنصارك بجدل سياسي حول فكرة نحن ضد هم، فهم لم يعودوا معارضين بل أعداء يجب قتالهم بكل الوسائل. وفي كلا الحالتين يقود إلى العنف ويجعل من التنازل عن السلطة مستحيلا“.
وترى الصحيفة أن مدى التهديد الذي شعرت به الأحزاب اليمينية في أوروبا من الأحداث الأمريكية يمكن رؤيته من ردة فعلها: وقام كل حزب بعد الآخر بإبعاد نفسه عن الأحداث أو التزم بالصمت.
ففي فرنسا، يتوقع قيام زعيمة التجمع الوطني مارين لوبان بمحاولة تتحدى فيها الرئيس إيمانويل ماكرون في انتخابات آذار/مارس 2022، وكانت من الداعمين الأشداء لدونالد ترامب والبريكسيت البريطاني وتبنت موقف الرئيس الأمريكي حول سرقة الانتخابات الرئاسية وتزويرها. ولكنها قالت إن الأحداث في واشنطن “صدمتها” وتراجعت لوبان حيث شجبت “أي فعل من العنف يستهدف تخريب العملية الديمقراطية“.
ومثل لوبان قال ماتيو سالفيني زعيم رابطة الشمال المعادية للمهاجرين إن “العنف لن يكون الحل“.
وفي هولندا انتقد الزعيم اليميني المتطرف غيرت ويلدرز على الهجوم على المجلس التشريعي الأمريكي. ونشر ويلدرز تغريدة “يجب احترام نتائج الانتخابات سواء ربحت أم خسرت”. واصطف الزعيم اليميني الهولندي المتطرف تييري بودي مع ترامب والحركة المعادية للقاح فيروس كورونا وشكك باستقلالية القضاء و”البرلمان الزائف”.
بعد قرار مجلس النواب الأمريكي توجيه اتهام للرئيس دونالد ترامب بذريعة تحريض أنصاره على اقتحام مبنى الكابيتول في واشنطن الأسبوع الماضي، والطلب من مجلس الشيوخ عزله، تكتمل الدائرة حول ترامب في أيامه الأخيرة.
وبدا الرئيس المنتهية ولايته كما تقول صحيفة واشنطن بوست معزولا وغاضبا من مساعديه الذين اتهمهم بعدم الدفاع عنه في عملية العزل الثانية، والتي تجعله أول رئيس أمريكي يحاكَم مرتين.
وقالت الصحيفة إن الرئيس بدا وبشكل متزايد “معزولا، متجهما وانتقاميا”. ولم يتبق لديه سوى ستة أيام في الحكم، حيث بدأت المكاتب في البيت الأبيض تفرغ ويتقلص عدد المقربين له، فيما هاجم وصرخ على من تبقى منهم.
وقالت الصحيفة إن ترامب غاضب لأن حلفاءه لم يشنوا حملة قوية للدفاع عنه ضد الاتهامات التي وُجهت إليه بأنه حرض الغوغاء على اقتحام مقر الكونغرس.
ورغم غضبه على نائبه مايك بنس الذي فشل حسب رأيه في قلب نتيجة الانتخابات لصالحه عند التصديق عليها وقت الهجوم، إلا أن علاقته مع محاميه رودي جولياني تتداعى كما يقول مقربون ومستشارون.
وطلب ترامب من مساعديه ألا يدفعوا لجولياني المستحقات المالية. وطلب أن يقوم بالمصادقة شخصيا على أي مدفوعات لجولياني عن مصاريف تكبدها أثناء رحلاته وجولاته للدفاع عن الرئيس ومزاعمه بسرقة الانتخابات. وقالوا إن الرئيس بدا متشككا من بعض تحركات جولياني، ولم يرتح للرسوم التي طلبها المحامي وهي 20.000 دولار في اليوم عن عمله في محاولة لقلب نتائج الانتخابات.
وعندما راقب مداولات عزله في مجلس النواب، عبّر ترامب عن غضبه من عدم دفاع أحد عنه، بمن فيهم المتحدثة الإعلامية باسمه كايلي ماكيناني، والمستشار البارز وصهره جاريد كوشنر، ومستشاره الاقتصادي لاري كودلو، ومستشاره للأمن القومي روبرت سي أوبراين، ومدير طاقمه مارك ميدوز، حسبما قال مسؤول في الإدارة الأمريكية.
وقال مسؤول بارز في الإدارة إن “الرئيس منزعج جدا” و”لا أحد يقف معه”. ولم يبق معه سوى السناتور عن ساوث كارولينا، ليندزي غراهام الذي اختلف مع الرئيس الأسبوع الماضي حول نتائج الانتخابات ليعود إلى حضنه من جديد. وسافر معه في آخر رحلة رئاسية له إلى تكساس، حيث تحادثا معا ولساعات على متن الطائرة الأولى للرئيس حول اجراءات العزل وكيفية قضاء الرئيس أيامه الأخيرة في البيت الأبيض.
وقال غراهام: “على الرئيس فهم الأمر” في إشارة للانتخابات، و”هذا أمر صعب، يعتقد أنه تعرض للغش ولكن لا شيء سيغير هذا“.
وطلب ترامب من غراهام الضغط على زملائه في مجلس الشيوخ لعرقلة أي محاولة لعزله وهو ما فعله غراهام، حيث اتصل بعدد منهم عبر هاتفه النقال. واتصل عدد منهم مع الرئيس وهو في الطائرة ووعدوه بأنهم سيبرئونه. وقال غراهام إنه حاول تهدئة ترامب بعدما أعلنت ليز تشيني، ثالث شخصية جمهورية في مجلس النواب أنها ستصوت لعزله.
وقال غراهام: “قلت له، اسمعني سيدي الرئيس، هناك أشخاص غاضبون من قبل وغاضبون الآن. ولكنني طمأنته أن معظم الجمهوريين يعتقدون أن العزل ليس جيدا للبلد وليس ضروريا وسيضر بمكتب الرئيس”. وقال إن المطالبين بعزل الرئيس من الجمهوريين لا يمثلون المناطق التي يسيطر عليها الجمهوريون.
وقال ترامب للصحافيين إن العزل يمثل غضبا عظيما قبل أن يتم. وعبّر ترامب عن غضبه من زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، الذي ترك الباب مفتوحا لمناقشة عزل الرئيس. وأخبر ترامب من حوله أنه لا يؤمن بعزله من الرئاسة قبل انتهائها في 20 كانون الثاني/ يناير. ويشارك مساعدو الرئيس هذا الموقف. وأكد ماكونيل هذه النتيجة، عندما حدد موعد مناقشة العزل بعد تنصيب الرئيس المنتخب جوزيف بايدن.
ويواجه ترامب تداعيات قرار مجلس النواب في مرحلة ما بعد الرئاسة والتطورات التي قد تظهر والتي تضم قرار تويتر ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى التي علقت نشاطاته. وقرار جمعية لاعبي الغولف المحترفين الأمريكية إلغاء مباراة على أحد ملاعبه وإعلان “دويتش بانك” أنه لن يمول مشاريعه في المستقبل. وأصدر الرئيس ترامب بيانا أثناء النقاشات في مجلس النواب حث أنصاره على تجنب العنف الذي قال إنه لا يمثله ولا أمريكا.
وبعد ساعات من إعلان القرار عقد ترامب حفلة خاصة لتقديم الميدالية الوطنية للفنون إلى المغني توبي كيث.
وقال مسؤولون إن كوشنر زوج إيفانكا، ابنة الرئيس، ودان سكافينو، نائب مدير طاقمه، ومايك بنس أقنعوا ترامب بتسجيل بيان عبر الفيديو حتى يقنع من قالوا عنهم إنهم “جمهوريون ضعاف” وطلبوا منه عدم الإشارة للعزل.
وفي صورة عن عزلة الرئيس، لم تعقد المتحدثة باسمه مؤتمرا صحافيا بعد قرار المجلس، ولم يتحدث المسؤولون للقنوات التلفزيونية عن القرار، ولم يحاول المحامون أو أفراد طاقمه إقناع الناخبين الجمهوريين بالضغط على المشرعين الجمهوريين لإقناعهم بعدم التصويت ضد العزل.
وهذا نابع من عدم وجود حملة لمنع إجراءات العزل ولأن ما حدث من تحريض على العنف ضد مقر الكونغرس كان واضحا ولا يمكن الدفاع عنه. وبحسب مساعد في البيت الأبيض فقد أخبر بات سيبلوني، مستشار الرئيس والذي كان مركزيا في محاولة وقف محاكمة الرئيس العام الماضي، مساعديه بأنه غير مشارك في الدفاع عن ترامب هذه المرة.
وقال مسؤول بارز: “أعتقد أن هذه نتيجة منطقية لرجل لا يقبل أي شخص في دائرته الخاصة إلا إذا كانوا مستعدين لحرق أنفسهم نيابة عنه، ووصلت إلى نقطة وقد حرقت كل واحد”. والدفاع الوحيد عن ترامب في البيت الأبيض جاء من جيسون ميلر، المستشار السياسي البارز، وهو وإن لم يدافع عن سلوك الرئيس، إلا أنه حذّر من خسارة من صوتوا لصالح العزل من الجمهوريين لمقاعدهم.