من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: ملاحقة ترامب لما بعد تنصيب بايدن… والقضاء العراقيّ يأمر بالقبض عليه.. «ترايدر» و«روسوس»: النترات للجماعات الإرهابيّة في سورية عبر لبنان/ المسار الحكوميّ مصاب بلا غرفة عناية… ونجاح الإقفال وفشل الاستثناءات
كتبت البناء تقول: تزامن حسم البدء بالمسار القضائيّ بحق الرئيس الأميركيّ المنتهية ولايته دونالد ترامب، والذي قد ينتهي بحرمان ترامب من حق الترشح مجدداً للرئاسة، ضمن تفاهم مرجّح بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، مع صدور مذكرة إلقاء قبض عن مجلس القضاء الأعلى في العراق بحق ترامب في قضية اغتيال القائدين قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس، وتحويلها الى التنفيذ ما يعني صدور بطاقة حمراء بحق ترامب عن الأنتربول إذا انتهت الإجراءات الأميركية إلى حرمانه من حصانة الرؤساء، وبذلك يصير ترامب ممنوعاً من السفر عملياً ومعرضاً للملاحقة عبر العالم.
تزامن أيضاً الكشف عن المسار القضائيّ للسفينة «ترايدر» التي كانت تحمل أسلحة ومتفجرات منها كمية من نترات الأمونيوم، نحو لبنان وأوقفتها سلطات اليونان قبل سنوات، وما أظهره المسار القضائي اللبنانيّ من علاقة للسفينة ترايدر بالجماعات الإرهابية المسلحة في سورية، بصورة تلقي الضوء على وظيفة السفينة روسوس التي حملت كمية النترات التي فجّرت مرفأ بيروت، خصوصاً أن التشابه في الشركات الوهميّة والجهات المشترية وصاحبة السفينة، يجعل النموذج قابلاً لتفسير التكرار، بعدما أوحى تحقيق الـ أف بي اي الأميركية بأن الكمية التي تفجّرت كانت اقل بكثير من الكمية المخزنة في العنبر رقم 12، ما يفسّر برأي مصار أمنيّة محاولات الإيحاء بأن المواد مستوردة لحساب الدولة السورية، كما قال النائب السابق وليد جنبلاط. وروّجت بعض التقارير الإعلاميّة، لصرف النظر عن الوجهة الحقيقية المرتبطة تقليدياً باستعمالات الجماعات الإرهابية للنترات وفقاً للتقارير الأميركيّة الدوريّة عن هذه الجماعات وأساليب عملها. وقالت المصادر إن كانت الدولة السوريّة بحاجة للنترات فهي قادرة على استيرادها مباشرة وإلى موانئها، فلماذا تتكبّد عناء هذا الالتفاف، والعبور غير الشرعيّ، والدخول في هذه المطبات؟
تزامن ثالث برز أمس، بين تأزم صحة المسار الحكوميّ وغياب أي غرفة عناية فائقة قادرة على استقبال وعلاج الحالة المتفاقمة، ما يجعل حال الموت السريريّ ممتدة وطويلة، كما تقول مصادر مواكبة للحال الحكوميّة.
في مواجهة كورونا، سجل لبنان نجاحاً في حال الإقفال، في العاصمة والمناطق، سواء على مستوى المؤسسات التجارية أو الشركات، بينما كان الفشل قاسياً في مجال السيطرة على الاستثناءات والأذونات الخاصة بالتجوّل، وما أظهرته من زحمة سير على مداخل العاصمة، وهو ما قالت المصادر الأمنية إنه حظي بمراجعة العديد من التدابير والإجراءات، متوقعة تحسناً جدياً يفترض ان يظهر من اليوم.
ولا يزال الملف الصحيّ في مقدّمة الاهتمامات إن لجهة تقييم اليوم الأول من قرار الإقفال العام والشامل وإن لجهة الارتفاع المخيف بعدد الإصابات في وباء كورونا والذي بلغ أمس 5 آلاف إصابة مع تسجيل حالات وفاة فاقت الأربعين. فيما يعيش اللبنانيون سباقاً مع الوقت بين الصمود في المعركة مع الوباء وبين وصول اللقاح من الخارج والذي ينعقد المجلس النيابي على نيته اليوم لإقرار العقد الموقع مع الشركة مصنّعة اللقاح.
وقالت مصادر صحية لـ»البناء» إن ارتفاع عدد الإصابات بشكل كبير مردّه الى نسبة الاختلاط الذي حصل في أسبوعي عطلة أعياد الميلاد ورأس السنة، حيث خرق المواطنون كل الإجراءات الوقائيّة الصحيّة وكأن الوضع طبيعيّ. وما حصل أن العدوى انتشرت بشكل تلقائي وتدريجي وسببت مزيداً من الإصابات ستظهر يومياً وجاءت حالات الاكتظاظ والاختلاط في المحال التجارية والأسواق قبيل الإقفال التام وحظر التجوّل ليزيد الوضع سوءاً.
لكن المصادر تسلط الضوء على سبب آخر لارتفاع الإصابات وهو انتشار السلالة الجديدة من الوباء التي ظهرت في بريطانيا ودول أخرى. وترجّح المصادر أن تكون هذه السلالة الجديدة وصلت الى لبنان مع دخول أعداد كبيرة من المغتربين والسياح الى لبنان عبر مطار بيروت ومن دون التقيّد بالإجراءات المطلوبة. وفي هذا الصدد علمت «البناء» من مصادر في المطار أنّه وخلال فترة الأعياد شهد المطار تراخياً في الإجراءات الأمنية والوقائية فضلاً عن التراخي من المواطنين في المطاعم والمقاهي ودور السينما وغيرها من أماكن التجمع والاختلاط.
وأعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 5196 إصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد الإجمالي للحالات المثبتة إلى 237132. وسُجلت 41 حالة وفاة جديدة، رفعت الإجمالي إلى 1781.
وفيما غصت المختبرات بالمواطنين لإجراء الفحوص للتأكد من إصابتهم، غصت المستشفيات أيضاً بجموع المصابين ذات الحالات الحرجة. ما فاق قدرة المستشفيات الاستيعابية لا سيما بعد قرار وزارة الصحة إجبار كل المستشفيات على استقبال مرضى كورونا والتوقف عن استقبال الحالات العادية.
وقرّر مستشفى سان جورج – الحدث تحويل الكافيتيريا إلى مكان مخصص لاستقبال المرضى، وذلك بعد أن امتلأت كل الاسرة في المستشفى وتزايد عدد المرضى المصابين بكورونا. وأوضح المستشفى أنه يتم القيام بالتعديلات المناسبة ليتناسب المكان مع خدمة المصابين بالفيروس، مؤكداً أن العمل مستمر ليصبح أهلاً لاستقبال المرضى.
من جهته، أعلن مدير مستشفى الحريري فراس الابيض أنه في الـ24 ساعة الماضية، أصيب أربعة مرضى «كورونا» بسكتة قلبية ودخلوا غرفة الطوارئ في مستشفى الحريري، وقال إن أحدهم يبلغ من العمر 19 عامًا. وشدّد على أن «هذا أمر جادّ ويجب ألا يفشل الإغلاق».
إلا أن إصابة وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن الذي كان يقود المعركة مع الوباء ستؤثر بشكل نسبي على أداء الوزارة.
وأكد مستشار الوزير حسن الإعلامي رضا الموسوي، أن حالة الوزير وابنه مستقرة ولا مضاعفات تُذكر «وماشي حالهم».
الاخبار: الإصابات نحو مزيد من الارتفاع ومستشفيات الجنوب «فوّلت»
كتبت الاخبار تقول: التشدد في تطبيق إجراءات الإقفال وحظر التجول الذي شهدته بيروت والمناطق، أمس، في اليوم الأول من الإقفال التام، أثبتا أن هناك قدرة على ضبط الوضع متى توفّرت الإرادة الجدية. أمس، قال رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي العقيد جوزف مسلّم إن نسبة الالتزام بالإقفال العام بلغت 94%، فيما عكست كثرة الحواجز نية الحزم الذي كان مطلوباً في الإقفالات الماضية، والذي كان يمكن أن يُجنّب البلاد التي باتت تحتل عالمياً المرتبة 45 عالمياً هذا الخطر. الإقفال تزامن مع إعلان وزارة الصحة تسجيل أكثر من خمسة آلاف إصابة (5196 حالة، بينها 12 وافدة) ووفاة 41 شخصاً، وهو الرقم الأعلى للوفيات، ما رفع إجمالي الضحايا إلى 1781. فيما الخشية كبيرة من تضاعف هذه الأعداد بفعل الفوضى التي رافقت أيام التهافت على تخزين المواد الغذائية التي سبقت مرحلة الدخول في الإقفال التام، ما يعني حُكماً ضرورة استمرار التشدد، وعدم اقتصار تفعيل الرقابة على الالتزام في الأيام الأولى للحجر كما كان يحصل سابقاً، «وحتى تمديد فترة الإقفال التام إذا ما احتاج الأمر»، وفق مصادر اللجنة الوزارية المخصصة لمكافحة وباء كورونا، مُشيرةً إلى أن أرقام الأيام المُقبلة ستحكم آلية إدارة مرحلة ما بعد 25 من الشهر الجاري.
بالتزامن، أعلنت مستشفيات الجنوب انتهاء قدرتها على استقبال المصابين بالفيروس. فقد إفاد مستشفى راغب حرب في تول ــــ النبطية بأن قدرته الاستيعابية لاستقبال مصابي «كورونا» بلغت ذروتها ولم يعد قادراً على استقبال المزيد. الأمر نفسه ينطبق على مستشفى النبطية الحكومي الذي أعلن مديره حسن وزني أن «قسم الكورونا امتلأ، ونبحث عن حلول افتتاح أقسام جديدة لتلبية أعداد المصابين التي تتزايد يومياً». وفي صور، عقدت وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات القضاء اجتماعاً طارئاً، لمواجهة تزايد المصابين. طبيب القضاء، وسام غزال، أشار إلى أن هناك 3 آلاف حالة نشطة في المنطقة. فيما لا يتوافر في مستشفياتها سوى عشرة أجهزة تنفس لخدمة 400 ألف نسمة! علماً بأن مستشفيات صور وقضائها بلغت قدرتها الاستيعابية القصوى منذ أسبوع، ما اضطرّ أجهزة الدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني إلى نقل المصابين إلى مستشفيات بيروت.
أرقام الأيام المُقبلة ستحكم آليّة إدارة مرحلة ما بعد 25 الجاري
وفي وقت تُشدد فيه السلطات على الالتزام بالحجر المنزلي وحظر التجول وعدم خرق إجراءات الإقفال، يجري تهميش حق آلاف الأُسر المحتاجة بالحصول على مُساعدات مالية تقيها خطر الجوع والحاجة في ظلّ ظروف اقتصادية صعبة جداً. إذ لم يُباشر الجيش، الجهة التنفيذية الوحيدة المخوّلة توزيع حصة الـ 400 ألف ليرة للفئات الأكثر حاجة والتي ينضوي تحتها نحو 280 ألف أسرة، بعملية التوزيع حتى الآن.
وبحسب المدير العام لوزارة الشؤون الاجتماعية القاضي عبد الله أحمد، فإنّ عمل الوزارة يقتصر على تقديم قاعدة البيانات بالفئات الأكثر حاجة لتلك المُساعدات، «وقد سلّمنا البيانات المتعلقة بالفئة التي تضمّ المُسنّين والمعوّقين ونحو 43 أسرة مُسجلة في برنامج الأسر الأكثر فقراً، فيما يتوجب على بقية الوزارات تقديم قاعدة البيانات الخاصة بالفئات التابعة لها كفئة الصيادين المسؤولة من وزارة الزراعة مثلاً والسائقين العمومين المسؤولة من وزارة الداخلية وغيرها».
وبحسب المعلومات، فإنّ قاعدة البيانات النهائية للفئات التي تستحق الحصول فوراً على تلك المُساعدات الزهيدة لم تجهز بعد، في حين أنه يجب أن تكون تلك القاعدة معدّة ومنجزة منذ نيسان الماضي. وبما أنّ تلك المُساعدات سيتمّ اقتطاعها من أموال الدولة لا من قرض البنك الدولي أو من أي هبات أخرى، ثمة تشكيك جدي في تنفيذ هذه الوعود في ظلّ حالة الإفلاس التي تعيشها البلاد.
الديار: خطة الطوارىء تحتاج الى “شدشدة”: التزام و”إرباك” وحال المستشفيات “مخيف” اسرائيل تلوّح “بمعركة” بين حربين وتحرض على مواجهة داخلية مع حزب الله! الحكومة في “الثلاجة” بانتظار النسخة الجديدة للحريري… إما التفاهم او المواجهة؟
كتبت صحيفة “الديار” تقول: يمكن القول ان اليوم الاول من الاقفال التام، كان مقبولا، لكنه يحتاج الى مزيد من “الشدشدة” كي لا تنفلت الامور ويتكرر مشهد “التذاكي” لدى بعض من استخدموا منصة الاذونات “الفاشلة” للخروج من المنزل الى “ملهاة” و”تسلية”، وفيما بلغت الاصابات والوفيات “بالوباء” ارقاما قياسية بالامس، جعلت لبنان الاول عربيا في الاصابات، تعيش المستشفيات اللبنانية اسوأ اوضاعها لوجستيا وفي طواقمها الطبية، ما دفع مستشفى السان جورج الى تحويل الكافيتيريا الى مركز لاستقبال المرضى، بعدما غصت الغرف بالمصابين. وامام حالة الانهيار في القطاع الصحي لا تبدو المؤشرات السياسية والامنية افضل حالا، فالحكومة في “ثلاجة الانتظار” مع رهان على “نسخة” جديدة من الرئيس المكلف سعد الحريري بعد العشرين من الجاري، قد تسمح بحصول خرق جدي حكوميا، والا ستكون الامور مفتوحة على “كباش” اقسى في البلاد في حال انتقال المواجهة بين “بيت الوسط” و”بعبدا” الى ازمة ثقة مع حزب الله الذي لا يزال يراهن على امكانية تدوير الزوايا داخليا، اذا ما صدقت النوايا… وبانتظار تقطيع مرحلة “الوقت الضائع” باقل الاضرار الممكنة، تزداد المخاوف من ازدياد العدوانية الاسرائيلية التي تترجم غارات مكثفة في سوريا، وتحريض مستمر ومتصاعد ضد حزب الله، وسط تلميح بافتعال مشاكل داخلية، والتلويح “بمعركة” بين حربين باتت ضرورية، بحسب التقديرات الاستخباراتية الاسرائيلية.
“ارباك” والتزام مقبول
فقد، شاب اليوم الاول من سريان خطة الطوارىء الصحية، بعض الارباكات، والاخفاقات، الا ان التجربة يمكن اعتبارها مقبولة، وقد اعلن مدير شعبة العلاقات العامة في قوى الامن الداخلي العقيد جوزيف مسلم ان نسبة الالتزام بالاقفال امس وصلت الى 94 في المئة، علما زحمة سير صباحية سجلت على بعض الطرقات الرئيسية بفعل انتشار حواجز القوى الامنية، خصوصا على مداخل العاصمة بيروت الشمالية والجنوبية، في حين لم تغب الحركة عن معظم الطرق والشوارع على نحو “خجول”، اما اذونات الخروج من المنزل لغير المستثنين من الاقفال، فشهدت ارباكا عطل “المنصة” بعد وصول الطلبات الى 91000 طلب، وقد وعد المسؤولين باصلاحه اليوم، وقد تم منح تصاريح لاصحاب اسماء وهمية دونوا احرفا متشابهة باللغة الاجنبية في خانة الاسم او المناطق المقصودة، وقد بلغت الاذونات الموافق عليها، ما يقارب 37 الف اذن. وفيما تتجه الانظار الى مجلس النواب الذي يلتئم اليوم في الاونيسكو لاقرار قانون يتيح للبنان استيراد لقاحات كورونا وعلى رأسها لقاحات شركة فايزر، وسط توجه بفتح باب الاستيراد للقطاع الخاص ومن اكثر من شركة، سجلت الساعات القليلة الماضية ارقاما مخيفة في تفشي “الوباء” حيث اعلنت وزارة الصحة تسجيل 5196 و41 حالة وفاة، ليصل عدد الوفيات في لبنان منذ شباط الماضي إلى 1781 حالة وفاة، وبات لبنان في المرتبة الاولى عربيا في عدد الاصابات.
“الكافيتيريا” لاستقبال المرضى!
وفي دلالة على الوضع الصحي الصعب والخطير غرد مدير “مستشفى رفيق الحريري الجامعي” فراس أبيض على “تويتر” قائلا: “خلال الساعات الـ24 الماضية، تمت إصابة أربعة مرضى مصابين بفيروس كورونا بسكتة قلبية ومن بينهم فتى يبلغ من العمر 19 عاماً”. وأضاف “الأمر جاد. يجب ألا يفشل الإغلاق. لا يمكن أن تفشل عملية الإغلاق. وفي هذا السياق، قرر مستشفى سان جورج – الحدث تحويل الكافيتيريا إلى مكان مخصص لاستقبال المرضى، وذلك بعد أن امتلأت كل الاسرة في المستشفى وتزايد عدد المرضى المصابين بكورونا. وأوضح المستشفى أنه يتم القيام بالتعديلات المناسبة ليتناسب المكان مع خدمة المصابين بالفيروس، مؤكدا أن العمل مستمرا ليصبح أهلا لاستقبال المرضى، اما الوضع الصحي لوزير الصحة العامة حمد حسن، فاعلن المستشفى انه جيد وهو يمارس نشاطه وعمله من غرفته.
في الموازاة، وفي حين يأتي الاقفال في ظل ازمة معيشية اقتصادية قاتلة، غرّد وزير الشؤون الإجتماعية والسياحة رمزي مشرفية على “تويتر”، قائلاً: “إقرار مجلس أمناء البنك الدولي امس القرض المخصص لدعم شبكة الأمان الاجتماعي بقيمة 246 مليون دولار سيمكننا من زيادة عدد المستفيدين من برنامج الاسر الاكثر فقراً إلى ما يقارب 200 ألف عائلة.
الحريري “بنسخة” جديدة؟
في هذا الوقت، لا يزال الجمود “سيد الموقف” في الملف الحكومي، وفيما يواصل الرئيس المكلف سعد الحريري جولاته الخارجية في “الوقت الضائع”، تزامنا مع استمرار التصعيد الكلامي بين “ميرنا الشالوحي” و”بيت الوسط”، دعت اوساط سياسية بارزة عبر “الديار” الى انتظار بضعة ايام ريثما يكتمل الاستحقاق السياسي في واشنطن، حيث بات واضحا ان الحريري لن يخطو اي خطوة قبل خروج ترامب من البيت الابيض، وهذا الامر كان واضحا من اليوم التالي لفرض عقوبات اميركية على الوزير السابق جبران باسيل، حيث بات الرئيس المكلف اسير “هواجس” العقوبات، ومن هنا يجب انتظار “النسخة” الجديدة المعدلة من الحريري بعد هذا التاريخ، وحينها اما سنصحو على حل “وسط” يعيده الى السراي الحكومي متعايشا مع العهد في سنتيه الاخيرتين، لانه لا يملك ترف تبني الدعوات الى استقالة الرئيس ميشال عون، واما يختار بعد جولته العربية تبني سياسة التصعيد، ويتمسك بمواقفه وحينها سنكون امام مرحلة طويلة من الفراغ قد تمتد الى نهاية الولاية الرئاسية.
نهاية مرحلة “الاخبار”
لكن تلك الاوساط، تعتقد بان مصلحة الحريري ستكون في تشكيل الحكومة، والامر المطمئن حتى الان، ان علاقته مع “الثنائي الشيعي” وخصوصا مع حزب الله لا تزال ضمن حدود تنظيم الخلافات، وهي علاقة غير متوترة، في ظل الخطوط المفتوحة بين “حارة حريك” و”بيت الوسط”، وهذا الامر سيسمح “بتدوير الزوايا” عندما تتأمن الظروف الخارجية المناسبة، والحزب يتفهم ظروف الحريري ومخاوفه، ولكن هذا التفهم لن يطول، اذا ما زالت الاسباب الموجبة، وتمسك الحريري بتصلبه غير المنطقي حينها، لن يسهل تشكيل الحكومة، وعندها قد تدخل البلاد “بكباش” سياسي قاس ستكون له انعكاسات سلبية في الشارع، وهو امر لا يريده الطرفان، اقله الان، ولهذا فالمطلوب من الحريري بعد العشرين من الجاري تقديم مقاربة جديدة تساهم في ولادة الحكومة العتيدة، والا ستصبح الامور اكثر تعقيدا وتطرح اكثر من علامة استفهام، خصوصا انه سبق ووعد “الثنائي الشيعي” بانه ليس في وارد وضع “التكليف” في جيبه كورقة ابتزاز في وجه احد، وعليه اثبات ذلك، مقابل تدخل حزب الله لتدوير “الزوايا” مع الرئاسة الاولى والتيار الوطني الحر، واذا لم يحصل سيكون “الارتياب” مشروعا حيال النوايا الحقيقية للرئيس المكلف، وتصبح الامور ابعد من ازمة ثقة داخلية، وعندها ستكون البلاد امام مرحلة جديدة من المواجهة المفتوحة.
النهار: “سكتة سياسية” في عز المواجهة مع الوباء
كتبت صحيفة “النهار” تقول: بدأ لبنان امس ما يمكن اعتباره المحاولة الأخيرة الأكبر والأخطر لمنع تكريس واقعه كأحد البلدان النماذج الأعلى كارثية في العالم في مواجهة جائحة كورونا بعدما تجاوزت نسب الإصابات وحالات الوفاة فيه في الأسابيع الأخيرة المستويات العالمية الاسوأ اطلاقا. واذا كانت حالة الطوارئ الصحية التي بدأ تنفيذها امس مع تدابير منع التجول والاقفال العام تحتاج الى أيام عدة للحكم على مستوى الجدية في التزام إجراءاتها سواء من جانب المناطق والمواطنين او من جانب الدولة بمؤسساتها وأجهزتها وقواها العسكرية والأمنية المعنية بتنفيذ الإجراءات والسهر على التزامها بحزم، فان التقديرات الاستباقية المستندة الى المراحل السابقة لا تبدو متفائلة ابدا في اجتراح اختراق حقيقي من شانه خفض مستويات الكارثة الوبائية التي كان من ظواهر تفاقمها ان أدخلت رؤساء الطوائف الى المعترك بقوة لتوجيه نداءات ذات خلفيات دينية الى المواطنين لالتزام إجراءات الحماية وعدم التسبب بالعدوى للآخرين.
ولكن “الفاجعة” الحقيقية لا تقتصر فقط على الاعداد القياسية المحلقة يوميا للاصابات والوفيات او على ما كشفه مدير مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي الدكتور فراس ابيض من ان أربعة مرضى بكورونا أصيبوا في الساعات الأربع والعشرين السابقة بسكتات قلبية من بينهم شاب يبلغ من العمر 19 سنة، بل في السكتة السياسية القاتلة التي ألمت بدولة بدت كأنها اختفت فعلا طبقا للمخاوف المتكررة التي سبق لوزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان ان أبداها قبل ان تنحسر الوساطة الفرنسية بدورها تحت وطأة مخطط إفشالها المنهجي الذي تولاه فريق تعطيل تأليف الحكومة الجديدة. فالواقع السياسي المواكب لانطلاق المواجهة اللبنانية الفاصلة مع الوباء المتسع والمنتشر في كل انحاء لبنان لم يكن مرة بمثل هذه الصورة الدراماتيكية والسوداوية حتى في حقبات الحروب. وطبع الشلل الكامل حركة المقار الرئاسية والسياسية باستثناء بعض اللقاءات في عين التينة ربما للرد على موجة الشائعات الكاذبة عن صحة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سيرأس بعد ظهر اليوم جلسة مجلس النواب في قصر الاونيسكو لاقرار قانون الاستخدام الطارئ للقاحات.
اللواء: لبنان يدخل في “الإقفال الجدي”.. وخلافات الوزراء تهدّد الأيام العشرة! انتقادات تسبق تشريعات اللقاح.. ولقاء رؤساء الحكومات جنبلاط قبل “فيديو الإهانة”
كتبت صحيفة “اللواء” تقول: بالمقارنة، مع الاقفالات السابقة، سجّل اليوم الأوّل من إعلان “الطوارئ الصحية” نجاح، لا يمكن اخفاؤه. إذ تضافرت عناصر عدَّة للخروج من حالة الاستخفاف المجتمعي بالوباء ومضاعفاته: انتظار رجال الامن عند قارعة الطريق، يسجلون المحاضر، من دون ردع أو حتى قمع للمخالفات، وحضر مطر كانون الثاني، في المشهد، فألزم النّاس في التزام منازلهم، والعائدين عبر المطار التزام محاجرهم في الفنادق.
وأكدت مصادر مطلعة لـ”اللواء” أن الانشغال المحلي بملف كورونا هو الطاغي لتلمس ما قد يخرج عن الأقفال الذي دخل إليه البلد أمس، مشيرة إلى أن الملفات الأخرى أضحت مغيبة مع العلم انها تتصدر المشهد اللبناني في وقت قريب لاسيما عندما يتصل الأمر بالحاجة إلى التصدي لها إلا إذا عهد الأمر إلى حكومة تصريف الأعمال.
وهنا لفتت المصادر نفسها إلى أن الملف الحكومي يحتاج إلى أكثر من معجزة في ظل توقف المبادرات مع العلم ان بعض سعاة الخير أو الوسطاء يرفضون تعليق تحركهم ولذلك هم على استعداد للتحرك من أجل أحداث أي خرق.
الجمهورية: الجمود الحكومي يتعاظم.. وكورونا تتكاثر.. والتأليف ينتظر
كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: تتجه الأنظار اليوم إلى مجلس النواب الذي سيقر اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى تنظيم استخدام المنتجات الطبية لمكافحة جائحة كورونا، خصوصاً في ظل الانتشار المخيف لهذا الوباء، ودخول الإقفال التام حيّز التنفيذ، وشعور الناس المتعاظم بالخوف بسبب عدم قدرة المستشفيات على استيعاب أعداد الإصابات الهائلة. ومع انسداد أفق التغيير في الداخل، وتعليق الوساطات الرامية إلى كسر حلقة الجمود الحكومي، تبقى الأنظار شاخصة في اتجاهين: كورونا وخطرها المتمدّد وتسريع وصول اللقاحات، ودخول الرئيس الاميركي المنتخب جو بايدن إلى البيت الأبيض كخطوة يمكن أن تعيد تحريك المياه الحكومية الراكدة لبنانياً.
يطغى الهمّ الصحي على كل ما عداه من هموم، على رغم أهميتها، وتحديداً الهمّ الحكومي الذي دخل في نفق مظلم بعد “الفيديو” الذي انتقد فيه رئيس الجمهورية ميشال عون الرئيس المكلف سعد الحريري، وأشعَل مواجهة بينهما لم تنطفئ نارها بعد، قاطعاً الطريق على كل الوساطات، ومُرحّلاً التأليف إلى ان تنضج الظروف المحلية والخارجية، في اعتبار انّ اي خرق، وفقاً للمعطيات الراهنة، غير ممكن ما لم تتبدل هذه المعطيات.
وبالتزامن، كثر الحديث عن السعي لإنشاء جبهات سياسية، وبرز في هذا السياق اللقاء الذي جمع رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط إلى رؤساء الحكومات نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام في منزل الأخير في حضور الوزير السابق غازي العريضي، وفي خطوة عدّ أنّ الهدف منها يتمحور بين حدّين: حدّ أقصى هو إسقاط رئيس الجمهورية، وحد أدنى هو تحصين موقع الرئيس المكلف سعد الحريري ودوره في مواجهة العهد الذي يضع كل جهده لإحراجه فإخراجه.
وفي موازاة هذه الجبهة، كشفت “القوات اللبنانية” بدورها عن اتصالات تجريها مع القوى المعارضة للأكثرية الحاكمة من أجل تشكيل جبهة سياسية ببند أوحَد عنوانه الانتخابات النيابية المبكرة، كمدخل لإعادة إنتاج السلطة، في ظل المراوحة السياسية القائمة وعدم القدرة، ليس فقط على تشكيل حكومة، إنما على إخراج لبنان من أزمته المالية.