من الصحف البريطانية
من أبرز القضايا التي تناولت الصحف البريطانية الصادرة اليوم المصالحة التي أنهت أعواما من المقاطعة بين قطر والسعودية، ومدى تأثر الديمقراطية في الولايات المتحدة باقتحام مقر الكونغرس من قبل بعض مؤيدي الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب وضرورة الالتزام الصارم بالإغلاق العام للحد من تفشي وباء كوفيد-19.
نشرت صحيفة فاينانشال تايمز، التي جاءت افتتاحيتها بعنوان “لا فائز في نهاية المواجهة مع قطر“، تقول الصحيفة إنه بعد أكثر من ثلاث سنوات من العناد والمرارة، تحركت دول الخليج المتنافسة أخيرا لتخفيف أحد أكثر النزاعات غير العادية في الشرق الأوسط، حيث رفعت السعودية الحظر الجوي والبحري والبري المفروض على قطر. وحذا حلفاء الرياض، الإمارات والبحرين ومصر، حذوها.
وترى الصحيفة أن اتفاقية الأسبوع الماضي قد لا تكون كافية لمداواة الجروح العميقة التي سببتها المقاطعة الرباعية العربية بعد قطع النقل والعلاقات الدبلوماسية مع قطر، أو أنها ستؤدي إلى سلام بارد تتفاقم فيه الخصومات تحت السطح.
على الرغم من ذلك ترى الصحيفة أن التقارب يجب أن يكون موضع ترحيب، وأن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، يستحق بعض الثناء لدفعه الجهود لحل الخلاف.
واضافت الصحيفة أنه منذ اللحظة التي سعت فيها السعودية والإمارات إلى إجبار قطر على الرضوخ لإرادتهما من خلال فرض الحظر في يونيو/ حزيران 2017، اتسمت ضربات الرياض وأبو ظبي ضد جارتهما الأصغر بالتسلط والصلف.
وقالت الصحيفة إن الدول المقاطعة اتهمت قطر بدعم جماعات إسلامية والتقارب مع إيران، ونفت الدوحة هذه المزاعم واستخدمت ثرواتها وثرائها لتخفيف الضربة التي لحقت باقتصادها. لقد برزت ثقة أكبر في قدرتها على الاستقلال عن جيرانها الأكبر. وبدلاً من قطع علاقاتها مع إيران، دفعت المقاطعة قطر إلى التقرب من طهران، وكذلك تركيا، وهي خصم آخر للإمارات والسعودية، إذ اضطرت الدوحة للبحث عن طرق تجارية جديدة وتعزيز التحالفات.
وقالت الصحيفة إن الدوحة لم تذعن للمطالب الـ13 التي حددتها الرياض وأبو ظبي، بما في ذلك إغلاق شبكة الجزيرة الإخبارية وقاعدة عسكرية تركية في قطر.
ورات الصحيفة أنه لا يوجد فائزون، إذ دفعت جميع الأطراف تكلفة بشرية ومالية. الشركات السعودية خسرت سوقا للتصدير. كما خسرت الإمارات التجارة والسياحة. كلاهما عانى من الإضرار بالسمعة، ثم تقويض مجلس التعاون الخليجي، الذي كان الكتلة التجارية الوحيدة العاملة في المنطقة، إذ كُسرت مبادئه الأساسية، وهي الوحدة وحرية الحركة والعمل بين دوله الأعضاء الست.
وتقول الصحيفة إن تنصيب جو بايدن كرئيس للولايات المتحدة في 20 يناير/كانون الثاني لحظة محورية في تاريخ الديمقراطية الأمريكية. وفي أعقاب الغضب الناجم عن اقتحام أنصار ترامب للكونغرس الأسبوع الماضي، ستنشر السلطات ما لا يقل عن عشرة آلاف عضو من الحرس الوطني في واشنطن بحلول نهاية هذا الأسبوع.
وتضيف أن تقارير أوردت تحذيرات مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن احتجاجات مسلحة محتملة في العاصمة وفي أنحاء من الولايات المتحدة في الأيام المقبلة. وأغلقت السلطات المنطقة المحيطة بنصب واشنطن، بالقرب من المكان الذي حث فيه ترامب مؤيديه على “القتال” من أجل حقه في البقاء في المنصب.
وتقول الصحيفة إن الانتقال السلمي للسلطة كان أساسيا لفهم الولايات المتحدة لنفسها. وينظر الأمريكيون والعالم إلى التنصيب الرئاسي على أنه لحظة احتفال مدني يتجاوز الاختلافات الحزبية.
وتقول الصحيفة إن اختيار ترامب حشد تمرد ضد تسليم السلطة يعد بمثابة مقياس على نرجسيته وغطرسته وإرادته المشوشة.
وترى الصحيفة أن أعمال الشغب في الأسبوع الماضي لم تكن عبارة عن مسرحية لمرة واحدة خرجت عن السيطرة، بل كانت ساحة للهجوم على الديمقراطية تدور منذ شهور.
وتضيف الصحيفة أن الفوضى العنيفة التي حدثت الأسبوع الماضي، والتي أدت إلى مقتل خمسة أشخاص، جاءت تتويجا لاستراتيجية ترهيب وتشويه سمعة المؤسسات الديمقراطية في الدولة التي يقودها. لذلك فإن الأعضاء الديمقراطيين في مجلس النواب محقون في بدء إجراءات العزل للمرة الثانية ضد رئيس مارق.
نشرت صحيفة الاندبندنت التي جاءت افتتاحيتها بعنوان “الإغلاق واحتمال زيادة القيود أمر صعب، لكن البديل أسوأ“.
تقول الصحيفة إن من الصعب استيعاب حقيقة أن مرضا، أصبح معديا أكثر من قبل وبالتالي ربما أشد فتكا، لم يُثر لفترة طويلة الإحساس بالخوف أو ضرورة التعجيل بمواجهته، مثل ما حدث العام الماضي، لا لدى السلطات أو العامّة.
من الصعب التوفيق بين حقيقة أن سلالة فيروس كورونا لتصبح أسرع انتشارا وبالتالي يحتمل أن تسبب المزيد من الوفيات
وتقول الصحيفة إن هذا هو الإغلاق الثالث الذي تشهده بريطانيا منذ بدء تفشي كوفيد-19 في الربيع الماضي، وترى أنه أكثر تساهلاً من الإغلاق الأول في مارس/آذار الماضي، رغم الإحصاءات القاتمة لحالات العدوى والوفاة.
لذلك لا عجب أن وزير الصحة، مات هانكوك، رفض استبعاد تشديد قيود الإغلاق في إنجلترا.
وتضيف أنه وردت تقارير حول التهرب من قواعد الإغلاق، والمزيد من المقاومة الواضحة للشرطة التي تحاول القيام بعمل صعب، والمزيد من نظريات المؤامرة “السخيفة” عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وتقول الصحيفة إننا لا نستطيع تصور الضرر الذي قد يلحق بالحياة والاقتصاد إذا سُمح للفيروس بالخروج عن نطاق السيطرة.
وتختتم الصحيفة قائلة إن الحقيقة الوبائية الأساسية أن فيروس كورونا ينتشر عندما يكون البشر على مقربة من بعضهم البعض. وبالتالي، فإن الإغلاق هو السبيل لإنقاذ الأرواح.