من الصحف الاسرائيلية
تحدث كاتب إسرائيلي عن الصراعات المتزايدة لخلافة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إلى جانب تبدل المواقع بين القيادة، وذلك بعد رحيل صائب عريقات.
وأكد الكاتب الإسرائيلي أليئور ليفي في مقال نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن “رحيل عريقات ترك فجوة واضحة، وموقعا مرغوبا، قد يكون انطلاقة لقيادة السلطة الفلسطينية، فيما غير جبريل الرجوب خططه ليصبح الموفق الوطني، ويحاول الانضمام لمرشحين آخرين لخلافة إرث أبي مازن“..
وتابع: “بجانب قائمة طويلة أخرى ممن يستغلون الموقف القائم، لتحسين المواقف الثنائية قبل معارك الخلافة”، متطرقا إلى استقالة عضوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي، احتجاجا على عدم أخذها دورها، وإخراجها من دائرة القرار.
وأوضح ليفي أن “عشراوي تنتمي إلى مدرسة عريقات، بالحوار مع الإسرائيليين، لكنها في الوقت نفسه تدعم مقاطعتها الاقتصادية، وتمثل خطا سياسيا حازما ضدها، وتصر على إدارتها في الساحة الدبلوماسية”، مشيرا إلى قدرتها على الخطابة العالية، وإتقانها للغة الإنجليزية.
ورأى أن “استقالة عشراوي تمثل ضربة كبيرة لقدرات الدعاية للسلطة، مع أنها ليست مجرد عنصر واحد في القصة”، مبينا أن الكثيرين كتبوا عن استعدادات قيادات فتح ليوم موت عباس، الذي يحمل ثلاث مسؤوليات: رئيس السلطة، ورئيس المنظمة، ورئيس فتح.. وورثته يحدقون في واحد على الأقل من المواقع الثلاثة، مفترضين أنه بعد وفاته سيتم تقسيمها بينهم كجزء من توزيع الغنائم“.
وأشار إلى أن “الجمهور الإسرائيلي يتذكر عريقات رئيسا لفريق التفاوض، لكن المنصب المهم الذي شغله كان أمين سر المنظمة، وهو ثاني أهم موقع بعد عباس، وسيكتسب الشخص بهذا المنصب قوة كبيرة، وبعد يوم من غياب عباس عن الرئاسة المقبلة، فإن أكثر الأسماء إثارة في بورصة المقامرة لخلافة عريقات هما عضوا اللجنة التنفيذية: زياد أبو عمرو وأحمد مجدلاني.. وكلاهما من المقربين جدا من أبي مازن، ويكتسبون ثقته”.
أوصى السفير الأميركي لدى إسرائيل، المستوطن ديفيد فريدمان الحكومة الإسرائيلية بعدم الاستعجال في دخول مواجهة فورية مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، جو بادين، حول استراتيجية التعامل مع إيران، وذلك في إحاطة مغلقة قدمها للجنة الخارجية والأمن في الكنيست.
وشدد السفير الأميركي الداعم لسياسات اليمين الإسرائيلي، على ضرورة “فتح حوار هادئ” مع الإدارة الأميركية الجديدة، بحسب ما نقل موقع “واللا” الإخباري الإسرائيلي، عن أعضاء كنيست، شاركوا في الجلسة بلجنة الخارجية والأمن البرلمانية. وأوضح فريدمان، الذي يغادر منصبه بعد تسعة أيام، أنه القى خلال الأيام الماضية، سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل في عهد باراك أوباما (كان بايدن حينها نائبا للرئيس الأميركي)، دان شابيرو، وأطلعه على الإجراءات التي اتخذتها إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، في إسرائيل والشرق الأوسط خلال السنوات الأربع الماضية.
وذكر الموقع أن شابيرو ليس جزءًا من الفريق الانتقالي للرئيس الأميركي الجديد، بايدن، وقد أوضح شابيرو ذلك لفريدمان خلال الاجتماع، لكن التقديرات تشير إلى أن شابيرو من المتوقع أن يحصل على منصب رفيع في الإدارة الجديدة في ما يتعلق بشؤون الشرق الأوسط، بل ويُعتبر مرشحًا رئيسيًا للعودة إلى إسرائيل بمنصب السفير.
ورجّح فريدمان خلال حديثه مع أعضاء الكنيست، أن تحاول إدارة بايدن العودة إلى الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام 2015. وأشار إلى أن مثل هذه الخطوة ستكون “خطأ فادحا”. واعتبر فريدمان أن وزير الخارجية الأميركي الأسبق، جون كيري، ومستشارة الأمن القومي السابقة، سوزان رايس، اللذان شاركا في الاتفاق النووي مع إيران، “قد يؤثران سلبًا على سياسة بايدن بشأن هذه القضية” في إشارة إلى تعليق سياسة الضغط القصوى التي اتبعتها إدارة ترامب لعزل إيران.
اعتبر محللون عسكريون إسرائيليون أن مستوى التوتر العسكري في الشرق الأوسط، وخاصة في إيران، مرتفع جدا تحسبا من إقدام الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، في الأيام الأخيرة من ولايته، على شن هجوم عسكري. وأشار المحللون إلى أن أحداث الكونغرس، يوم الأربعاء الماضي، صعّدت التوتر في إيران، وأن هذا التوتر سيزول بتنصيب الرئيس المنتخب، جو بايدن، في 20 كانون الثاني/يناير الحالي.
وبحسب المحلل العسكري في “هآرتس” عاموس هرئيل، فإن سيناريو هجوم أميركي ضد إيران ليس معقولا من وجهة النظر الإسرائيلية. ونقل عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن “جهاز الأمن الإسرائيلي على اتصال دائم مع البنتاغون والقيادة العليا للجيش الأميركي. ويتبين من هذه المحادثات أن الأميركيين لا يعتزمون القيام بخطوة هجومية ضد إيران في هذه الأيام، وأنه على الرغم من الظروف السياسية الحساسة في واشنطن، ليس معقولا أن يترجم تصرف غير مألوف للرئيس إلى عملية عسكرية في الشرق الأوسط“.
وأضافت المصادر نفسها أن “إسرائيل أيضا لا تعتزم المبادرة إلى خطوة هجومية واسعة ضد إيران في أراضيها في هذه الأيام”، لكنهم اعتبروا أن “التخوف الأساسي في إسرائيل يتعلق بسلسلة سوء تفاهم متبادل يقود إلى اشتعال الوضع، خاصة على خلفية الخوف الإيراني من خطوة غير متوقعة من جانب ترامب“.
وتابع هرئيل أن “إسرائيل تحسبت من تطورات كهذه خلال فترات تصعيد تدريجي في الماضي. وتنسب سلسلة أحداث أدت إلى بدء عملية “الجرف الصامد” (العدوان على غزة عام 2014)، لقراءة متبادلة وخاطئة لأفعال الخصم من جانب إسرائيل ومن جانب حماس، وفيما تم تفسير خطوات موضعية بالخطأ بأن الجانب الآخر يعتزم بدء حرب“.
وأشار هرئيل إلى أن التوتر في إيران يؤثر على شريكاتها وأذرعها، وبينهم حزب الله والميليشيات في العراق وسورية، وفي هذه الأثناء لم تتحقق تخوفات أميركية وإسرائيلية بشأن عمليات انتقامية لاغتيال قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، ولاغتيال العالم النووي الإيراني، محسن فخري زادة.
رغم ذلك أضاف هرئيل فإن مستوى تأهب الجيش الإسرائيلي حاليا مرتفع جدا، وتم نصب بطارية دفاع جوي لصواريخ “باتريوت” في إيلات، والطيران الحربي الإسرائيلي يحلق بشكل مكثف في جميع الجبهات، وكذلك في الأجواء اللبنانية،، وخاصة في سماء بيروت. “ويبدو أن إسرائيل تستعد للجم هجوم محتمل ضدها، بصواريخ ومقذوفات وطائرات من دون طيار.
بدوره، اعتبر المحلل العسكري في “يديعوت أحرونوت”، أليكس فيشمان أن “مستوى التوتر سيستمر بالارتفاع حتى 20 كانون الثاني/يناير الحالي“.
ونقل فيشمان عن مصادر سياسية إسرائيلية “تتابع عن كثب استعدادات إدارة بايدن لبدء ولايتها”، قولها إن “المقربين من الرئيس المنتخب يرون كافة الخطوات الإيرانية الأخيرة في المجال النووي بأنها جزء من شروط بدء المفاوضات عندما يتم استئنافها. والإيرانيون يدركون جيدا الاستعدادات الجارية في الولايات المتحدة لاستئناف المفاوضات ويعرفون المسار الذي يستعد له مستشارو بايدن“.
وأضافت المصادر نفسها أن “قناة المعلومات هي تلك التي توصف بـ”المنفيين الإيرانيين” الذين يشكلون حلقة وصل بين الحكومة الإيرانية ومستشاري بايدن، وفيما يحظر عليهم رسميا، وفق القانون، إجراء أي مفاوضات سياسية قبل دخول الرئيس إلى منصبه“.
ورأى فيشمان أن تعيين وليام بيرنز رئيسا لوكالة الاستخبارات المركزية الإيرانية (سي.آي.ايه.) يدل على أن الإدارة الجديدة تعتزم استئناف المفاوضات في القضية النووية الإيرانية، “لأن بيرنز هو شريك كامل لموقف الرئيس القائل إن ثمة حاجة إلى حل القضية النووية الإيرانية بوسائل دبلوماسية. وهو الذي بدأ قناة المحادثات السرية مع الإيرانيين في العام 2013، في عمان ومن وراء ظهر إسرائيل. وبيرنز وجاك ساليفان، الذي سيعين مستشارا للأمن القومن لبايدن، كانا نائبان لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. وكلاهما شاركا في الخطوات التي أدت إلى توقيع الاتفاق النووي“.
ورجح فيشمان أن تحرر إدارة بايدن أموالا إيرانية مجمدة وأن تلغي العقوبات التي فرضها ترامب على إيران بعد انسحابه من الاتفاق النووي، عام 2018، ومنح إيران “أكسجين اقتصادي” قبيل الانتخابات هناك، في حزيران/يونيو المقبل. وفي المقابل، يلتزم الإيرانيون بوقف خرق الاتفاق النووي، الذي بدأوا فيه عام 2018، والسماح بمراقبة كاملة ووقف تحصيب اليورانيوم بنسبة 20%، وأن تبدأ المفاوضات حول اتفاق نووي جديد ودائم بعد الانتخابات الإيرانية.