من الصحف الاميركية
أفادت الصحف الاميركية الصادرة اليوم بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحث مع مساعديه مؤخرا إمكانية إصدار عفو عن نفسه، تحسبا لمعاقبة قضائية محتملة بعد انتهاء ولايته في 20 يناير.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن شخصين مطلعين قولها إن ترامب أكد لمستشاريه في عدة مناسبات منذ يوم انتخابات الرئاسة الأمريكية (أي الثالث من نوفمبر الماضي) أنه يفكر في هذا الخيار.
وذكرت الصحيفة أن ترامب سأل مستشاريه عما إذا كان يجب عليه اتخاذ هذه الخطوات وما هي العواقب التي قد تجلبها له من الناحية القانونية والسياسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الإجراء لا سابق له في تاريخ الولايات المتحدة، ولذلك تتناقض آراء الخبراء القانونيين بشأن ما إذا كان القضاء سيعترف بمثل هذا العفو الرئاسي في حال تعرض ترامب في الواقع لمعاقبة قضائية.
ويأتي هذا التقرير على خلفية أعمال العنف والشغب التي اندلعت أمس الخميس خلال اقتحام مئات من أنصار ترامب مبنى الكابيتول في العاصمة واشنطن قبل عقد غرفتي الكونغرس جلسة مشتركة للمصادقة على نتائج الانتخابات التي فاز فيها المرشح الديمقراطي جو بايدن.
دعت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها إلى تنحية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الحكم، واتهمته بالوقوف وراء الهجوم على مبنى الكابيتول هيل في واشنطن.
وقالت الصحيفة إن رفض الرئيس ترامب القبول بنتائج الانتخابات وتحريضه المستمر لأنصاره قاد لشيء لم يكن أحد يتخيله، هجوم غوغاء متطرفين على الكابيتول في الولايات المتحدة والذين تغلبوا على الشرطة التي أخرجت المشرّعين من القاعة التي كانوا يناقشون فيها نتائج الانتخابات الرئاسية.
وأضافت أن “المسؤولية عن هذا الفعل من التمرد، يتحملها الرئيس الذي أظهر أن فترته في الحكم شكلت تهديدا خطيرا على الديمقراطية الأمريكية. ويجب تنحيته”، فقد شجع ترامب الغوغاء على التجمع يوم الأربعاء الذي اجتمع فيه الكونغرس للمصادقة على تعيين جوزيف بايدن رئيسا، وطلب منهم التصرف “بوحشية”. وبعد تكراره سلسلة من نظريات المؤامرة الغريبة، حثّ الجماهير على الزحف نحو الكابيتول “سنزحف إلى هناك وسأكون هناك معكم”. و”لن تستيعدوا بلدنا مرة أخرى بالضعف. وعليكم إظهار القوة وأن تكونوا أقوياء“.
لكن الرئيس لم ينضم للغوغاء، ولكنه راقب من مكانه الخاص عبر التلفاز عندما قام أنصاره بخرق حراسات الكابيتول هيل وتغلبوا على الشرطة التي تحرس المبنى. وأُجبر أعضاء مجلس النواب والشيوخ على الهرب. وأُطلقت الأعيرة النارية التي أدت إلى قتل شخص واحد على الأقل.
وبدلا من التصرف سريعا وشجب العنف والطلب من أنصاره التوقف، نشر ترامب تغريدة عادية طلب فيها منهم أن يتصرفوا بـ”سلمية”. وبعد مناشدات من كبار الجمهوريين، نشر ترامب أخيرا شريط فيديو طلب فيه من المتمردين العودة إلى بيوتهم، ولكنه زاد من أكاذيبه التي كانت وراء تصرفات جماعات فرض النظام بالقوة “نحبكم ونعاملكم بخصوصية“.
وبعد ذلك، برر ترامب تصرفات المتمردين عندما قال: “هذه أمور وأحداث تحدث عندما تتم سرقة انتصار ساحق مقدس بطريقة غير رسمية ووحشية“.
وقالت الصحيفة: “لم يعد الرئيس صالحا للبقاء في مكتب الرئيس خلال الأسبوعين المقبلين. وكل ثانية يحتفظ فيها بسلطاته الواسعة، سيظل خطرا على الرأي العام والأمن القومي. وعلى نائب الرئيس مايك بنس الذي سُحب على جناح السرعة من قاعة مجلس الشيوخ لحمايته، جمع أعضاء الحكومة البارزين واستحضار التعديل الـ25 من الدستور، وإعلان أن الرئيس ترامب لم يعد قادرا على أداء واجبات مكتبه والسلطات الممنوحة له“.
وتضيف: “يجب على الكونغرس المصادقة على التحرك في حالة مقاومة ترامب، ويتولى بنس السلطة حتى تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن في 20 كانون الثاني/ يناير. وفي حالة فشل هذا، يجب على كبار مسؤولي الحزب الجمهوري ضبط الرئيس”.
كتب جيرالد سيب مقالة في صحيفة وول ستريت جورنال تناول فيها هجوم أنصار الرئيس الأميركي دونالد ترامب على مبنى الكونغرس، قال فيها إنه لم يحدث أبداً في التاريخ الحديث للولايات المتحدة الأميركية أن هزت أحداث فترة 24 ساعة واحدة الرئاستين، ومبنى الكابيتول للولايات المتحدة والأمة نفسها كما جرى الأربعاء.
وقال إن مشاهد العنف السياسي اللافتة، التي اندلعت وسط ما كان سيصبح تأكيداً سلمياً لانتقال السلطة، تختبر المؤسسات الديمقراطية الأميركية، وليس من الواضح كيف سترد هذه المؤسسات. فقد انتهت ولاية الرئيس ترامب، التي بدأت بجمهوريين مسؤولين بالكامل عن واشنطن ووعد بنوع جديد من القيادة الشعبوية، فعلياً يوم الأربعاء مع اشتعال حزبه وخروجه من السلطة، حيث انتُقد بعض كبار قادة الحزب من قبل رئيس حظي بدعمهم المخلص، ومع احتلال حشد من أنصار ترامب مبنى الكابيتول وتخريبه.
ورأى الكاتب أن آثار ذلك ستنتشر لسنوات مقبلة، وستترك العواقب الكاملة للمؤرخين لتحليلها. ومع ذلك، يبدو من المحتمل أن تكون فرص أن يرى الجمهوريون الآخرون ترامب كزعيم لحزبهم، بعد أن ترك منصبه، قد تقلصت بشكل كبير. وكما حاول السيد ترامب نفسه تذكير أنصاره بعد اندلاع أعمال العنف في الخارج، يحب الجمهوريون أن يُنظر إليهم على أنهم حزب القانون والنظام، ولكن هذه ليست الصورة التي يعكسها الآن.
في غضون ذلك أدت جهود الرئيس المنتخب جو بايدن لتهدئة الأمة وتوحيدها تصبح أكثر تعقيداً. من ناحية أخرى، تظهر رغبة مؤيدي ترامب في اللجوء إلى السلوك العنيف في مبنى الكابيتول مدى تشكيكهم في شرعية بايدن، ومدى عدم استعدادهم لقبوله كرئيس لهم.
من ناحية أخرى من الممكن أن يكون الرعب المطلق الذي شعر به معظم الأميركيين،
ومعظم الجمهوريين من مشاهد الفوضى سيجعل الجميع يتخذون خطوة التراجع عن السلوك السياسي المثير للانقسام والبحث بجد عن أرضية مشتركة، إنه بالتأكيد ملف من المبالغة القول إن أنصار ترامب الذين اقتحموا مبنى الكابيتول قدموا معروفاً للسيد بايدن،لكنهم أعطوا دعواته للتراجع عن السياسات المريرة في السنوات القليلة الماضية، ضرورة طارئة.
عكس بايدن تلك الملاحظة عندما ألقى رداً متلفزاً على العنف، دعا فيه إلى “تجديد السياسة التي تدور حول حل المشاكل والبحث عن سياسة أخرى لا تؤجج نيران الكراهية والفوضى“.
وقال الكاتب إن السؤال الرئيسي الآن هو كيف، بعيداً عن شوارع واشنطن، يتفاعل البلد ككل. هل سيرى الناخبون على جانبي الانقسام الحزبي الآن حلاً وسطاً وإجماعاً، كما هو مفضل، على الانقسامات العميقة المستمرة، أم أنهم سيرون أحداث اليوم على أنها المزيد من الأدلة على مدى بعدهم عن المواطنين الذين يختلفون معهم؟
في غضون ذلك اجتمع الكونغرس لإجراء العملية الدستورية بعدّ أصوات الهيئة الانتخابية التي ستجعل السيد بايدن الرئيس المقبل رسمياً.
كانت هناك ساعات من النقاش حيث قدم المشرعون الجمهوريون احتجاجات بشأن مخالفات انتخابية مزعومة واحتمال تزوير، لكن النتيجة تأكدت: فوز السيد بايدن سيتم تأكيده.