من الصحف الاميركية
اعتبرت الصحف الأمريكية إن هوس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقلب نتائج الانتخابات لصالحه قد تؤدي إلى تخريب وانقسام في الحزب الجمهوري قبل خروجه من السلطة.
وأشارت واشنطن بوست إلى أن ترامب خلق انقساماً في حزبه، حيث حاول منع المشرعين الجمهوريين من التصديق على نتائج الانتخابات.
ومع انحياز المشرعين الجمهوريين قبل الجلسة المشتركة للكونغرس والتي من المقرر أن تنعقد في 6 يناير المقبل، قام البعض بانتقاد الرئيس ترامب بعد محاولته للضغط على مسؤولي جورجيا لتغيير مجموع الأصوات هناك خلال مكالمة هاتفية تم تسريبها مؤخراً.
وقالت عضوة مجلس النواب الجمهورية ليز تشيني، إن المكالمة التي تم تسريبها كانت مقلقة للغاية، كما حثت جميع الأمريكيين على الاستماع إليها.
وأدان السيناتور الجمهوري من ولاية بنسلفانيا باتريك تومي، ما حصل ووصفه بأنه مستوى منخفض في هذه الحلقة المؤسفة والعقيمة.
نفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صحة خبر نشرته صحيفة نيويورك تايمز مفاده أن نائب الرئيس مايك بينس أبلغه بأنه لا يملك سلطة منع التصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية.
ووصف ترامب التقرير بأنه “أنباء كاذبة” وأصر على أنه وبينس “متفقان تماما على أن نائب الرئيس لديه سلطة التصرف” لإلغاء التصديق على نتائج الهيئة الانتخابية.
وقال ترامب في بيان له: “تقرير نيويورك تايمز بخصوص التعليقات التي من المفترض أن نائب الرئيس أدلى بها لي اليوم هو خبر كاذب.. لم يقل ذلك قط.. أنا ونائب الرئيس متفقان تماما على أن لديه سلطة التصرف“.
وأضاف: “نائب رئيسنا لديه العديد من الخيارات بموجب دستور الولايات المتحدة.. يمكنه سحب المصادقة على النتائج أو إعادتها إلى الولايات للتغيير والمصادقة من جديد.. ويمكنه أيضا إلغاء إثبات النتائج غير القانونية والفاسدة وإرسالها إلى مجلس“.
وكتب ترامب عبر “تويتر”: “إذا جاء نائب الرئيس مايك بينس لنصرتنا، فسوف نفوز بالرئاسة. ترغب العديد من الولايات في إلغاء الخطأ الذي ارتكبته من خلال التصديق على أرقام غير صحيحة بل وحتى مزورة في عملية لم توافق عليها الهيئات التشريعية في ولايتها (كما هو مفروض أن يكون). مايك يمكن أن يعيدها إليهم!”.
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا لمراسليها فيفيان يي ومايكل كرولي بشأن القرار السعودي إنهاء الحصار الجوي والبري والبحري على دولة قطر والذي استمر لأكثر من ثلاثة أعوام.
ونقلت عن مسؤول أمريكي بارز في إدارة دونالد ترامب قوله إن التحرك بين السعودية وقطر هو جزء من فك العزلة عن الدوحة وإن إعلان فتح الحدود هو مقدمة لاتفاق واسع ينهي عزلة قطر عن جيرانها بما فيها السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر، وسمح الإعلان باستئناف الرحلات التجارية بين قطر والسعودية ولأول مرة منذ الحصار الذي أعلن في حزيران/ يونيو 2017 بعد اتهام قطر بأنها تدعم الإرهاب والإسلاميين بالمنطقة وإقامة علاقات قريبة مع إيران.
وأعلن ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي محمد بن سلمان عن لم الصف الخليجي في قمة مجلس التعاون الخليجي التي عقدت الثلاثاء، ملمحا إلى مصالحات أوسع، وأشار إلى جبهة خليجية موحدة لمواجهة إيران.
وأعلن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عن حضوره القمة المنعقدة في العلا، وقال المسؤول البارز في إدارة ترامب ومسؤولون خليجيون لم تذكر أسماؤهم إن القمة ستشهد مصالحات أخرى بين قطر وجارتيها البحرين والإمارات. لكن الاتفاق النهائي لا يزال تحت النقاش ومنذ أشهر.
وقالت الصحيفة إن القليل تغير منذ إعلان دول الحصار مقاطعة قطر عام 2017 مما يطرح أسئلة حول ما أنجزه، وفيما إن كان الحل الذي فشل في حل الخلافات العالقة سيصمد طويلا. وعندما بدأ الحصار قدمت المملكة وحلفاؤها قائمة من المطالب إلى قطر تشمل 13 مطلبا مثل إغلاق قناة الجزيرة وتخفيف العلاقة مع إيران وقطع علاقاتها مع الحركات الإسلامية، خاصة الإخوان المسلمين ووقف دعم الإرهاب.
ونفت قطر دعمها للإرهاب وناقشت أنه من غير المعقول الطلب منها قطع علاقاتها مع الجارة إيران التي تعتبر شريكا تجاريا مهما وتشترك معها في أكبر حقل للغاز الطبيعي في منطقة الخليج. أما بالنسبة للإخوان المسلمين فقد ناقشت قطر أنها عوقبت بسبب تبنيها سياسة خارجية مستقلة ودعمها للحركات الديمقراطية.
وبحلول يوم الإثنين وافقت قطر على التنازل عن الدعاوى القضائية في المحافل الدولية ضد دول الحصار، بما فيها دعوى أمام محكمة العدل الدولية التي ناقشت فيها أن الحصار المفروض هو تمييز ضدها.
وترى الصحيفة أن الأخبار عن المصالحة الخليجية كانت سارة في واشنطن ووصلت في وقت تحضر فيه لنقل السلطة من إدارة جمهورية لديمقراطية، وعبرت عن تداخل نادر في المصالح بين إدارة ترامب التي ظلت تحث دول الخليج على التوقف عن الشجار وتشكيل صف موحد ضد إيران، فيما لم تكن ترغب إدارة جوزيف بايدن بتسلم أزمة في منطقة من المناطق الاستراتيجية في العالم.
ونقلت الصحيفة عن الدكتور أتش إي هيللر المحلل في المعهد الملكي للخدمات في لندن، إنه في غياب التنازلات من قطر “فلا أعتقد أن السعوديين سيظهرون بمظهر من قاموا بتحرك مهم في السياسة الخارجية قبل عدة سنوات” و”لكنهم سيحصلون على الثناء في واشنطن لتراجعهم عنه الآن“.
وكان الرئيس ترامب قد دعم الحصار في البداية واعتبره خطوة ضد الإرهاب، ولكنه تراجع عن موقفه واعتبره إرباكا لما يخطط له من جبهة خليجية موحدة ضد إيران.
وتعتبر قطر مهمة من الناحية الاستراتيجية نظرا لاستقبالها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط. وكانت إدارة ترامب تأمل بحشر إيران قبل نهاية رئاسة ترامب ولهذا ضغطت على دول الخليج وزار صهر ومستشار ترامب، جارد كوشنر، كلا من قطر والسعودية في كانون الأول/ ديسمبر وحث المسؤولين الخليجيين على التفاوض في اتفاق كاد ينهار يوم الأحد، حسبما قال مسؤولون أمريكيون.
وسيحضر كوشنر ومبعوث ترامب للشرق الأوسط آفي بيركوفيتش وبريان كوك المبعوث السابق للملف الإيراني الذي يعمل مستشارا بدون أجر مع الحكومة الأمريكية. ولعبت الكويت دور الوسيط حيث أعلن وزير خارجيتها الشيخ أحمد بن ناصر الصباح في كلمة متلفزة عن “فتح صفحة جديدة في العلاقات الأخوية“.
وقالت الصحيفة إن قرار الدول الخليجية محاصرة قطر من البر والبحر والجو وقطع العلاقات الدبلوماسية وضع الإمارة الصغيرة في حالة من الأزمة، وانهارت النشاطات التجارية التي كانت تتحرك بسلاسة حول الخليج فيما وجدت العائلات نفسها منفصلة غير قادرة على رؤية أقاربها على الجانب الآخر من الانقسام.
واضطر آلاف الأشخاص إلى مغادرة بيوتهم في قطر أو الدول الأخرى، ولكن قطر استخدمت ثروتها الهائلة وباتت مكتفية ذاتيا وطورت علاقات قوية مع إيران وتركيا اللتين تعتبران عدوتين لدول الحصار وبالتحديد الإمارات العربية المتحدة. وبسبب الضغط المتزايد من واشنطن في الأشهر الأخيرة عبر الطرفان عن تقدم في المفاوضات.