ما العَمَل لإنقاذ لبنان في الإصلاح والتَّغيير… وفي التحرُّرِ والتحرير؟*: زاهر الخطيب
أخي ظافِر،
في البِدايّةِ تَمهيداً.. عِناقُ نَثْرٍ سِياسيٍّ مَعَ شِعرٍ وِجْدانيٍّ وَطَنِيٍّ وقَومِيٍّ وأُمَميّ
لقد وَقَعتُ بين أوراقي على قَصيدَةٍ قَصيرَةٍ لِشاعِرٍ ناصِريٍّ: عَنْوَنَها صديقٌ لي حميم كالتالي:
«دَمُ الـشَّـهـيـدِ هُـوَ الـبـاقـي»
28 حزيران (يونيو) 2006 بِقَلَم طارِق آل نَصرُالدين
قَـرأْتُها فاسْتَحسَنْتُ وَمْضاتٍ فيها، ومن وَحيها تَجَلَّت عِنديَ وِجْدانِيَّةٌ سِياسِيّةٌ نَثْرِيَّةٌ،
لَيْسَت شِعراً مَوْزوناً على القافِيَة، وإنَّما بَعيدَةً.. بِكُلِّ تَواضُعٍ، عن البُحورِ الخَليلِيَّة..
قُـلْ بالحَريّ إن شِـئـتَ: وِجْدانِيَّـةٌ سياسِيّـةٌ نَثريَّـةٌ بِـاُفُقٍ وَطَـنـيٍّ قَوْمِـيٍّ أُمَـمِـيّ.
بَدَأْتُها بِالإِذْنِ مِنَ الشّاعِرِ العَرَبِيِّ حَيْثُ يَقولُ في الأبياتِ الثلاثَةِ الأولى ما حَرفُهُ:
«أَحِـسُّ في قَـلَمي المَجْروحِ بُركاناً
كَبِّر مَعي قَـلَمـي فالمالُ أعمانا
أهْـلُ الجَنوبِ فِدى أبطالِكُم جَبَلي
أهلي هنا أوْجَدوا من قبلُ لُبْنانا
وكـانَ مـا كـانَ نـصـرُالله أنْـقَـذَنا
وعـادَ لُـبـنـانُ حُراً مِثلَما كانا»
إلى أن أنهى الشَّاعِرُ العربيّ القصيدّة القَصيرَة في البيتِ التاسِعِ عَشَر بِقَولِهِ:
«مَن زُعِّموا هَدَموا مَن كُلِّفوا ظَلَموا
دّمُ الـشَّـهـيـدِ هـو الـبـاقـي وأسْـرانا»
* اذا بَـعـدُ.. مـا الـعَـمَـلُ لإنْـقـاذِ لُـبـنـان
ولِشَّاعِرٍ آخَرَ يَتَسأءَلُ بِبَيْتٍ واحِدٍ والظُروفُ الحياتيَّةُ قاسِيَةٌ يَضيقُ فيها العَيْشُ على الفُفَراء:
كَيفَ المآلُ إذا تَكونُ الحالُ
بالجوعِ يَقضي نُسْوَةٌ ورِجالُ
(إن لم نَقُل أطفالُ…)
والتَساؤُلُ مَشْروعٌ طَبْعاً وَمُحِقٌّ وشائِعٌ
يَتَرَدّدُ اليوَمَ على لِسانِ كُلِّ مواطِنٍ مَقْهور..
وكُـلِّ ساعٍ بِـصِـدقٍ إلـى حُلول..
وَتَوضِيحاً لِأُمَّتِنا يُصبِحُ مُوجِبُ الإجابَةِ حَـقٌّ عَلَيْنا: أنْ نُـعـلِـنَ بِـصَـريـحِ الـبَـيـان بـأنَّ الإنقاذَ مُمكِنٌ فِعلِيّاً ولَيْسَ أمـراً مُسْتَحيلاً…
ويقتَضي ذَلِكَ المَزيد منَ الكِفاحِ لِتَوافُرِ المَزيدِ مِنْ شُروطِ بِناءِ المُجْتَمَعِ المُقاوِم،
يَحضُنُ بِوعيٍّ وإيمان كِـفـاحِـيّـةً مُجتَـمَـعِـيّـةً سـيـاسـيّـةً بـأُفُـقٍ قـومِـيٍّ وأُمَـمـيّ
فإلى أحرارِ العالَمِ والشُرَفاء نِداء.. وإلى الذين يَتَقَّدمون فـي الحياة بقلوبٍ يَعقِلونَ بِـها،
أقولُ مَعَ المُجاهدينَ والشّغيلَة بِسَليقَتِنا السياسيّة الـتـي بِـقِـيَـمِهـا الأخلاقِيّـة،
نَـمـا الـوعـيُ فـيـنـا تَـدَرُّجاً وازدَهَـرَ عِـلْـمِـياً وثَـورِياً..
أقـولُ بـاسـمِ هَـؤلاء جَـمـيـعاً بِـكُـلِّ فَـخْـرٍ ومـوضـوعِـيّـة :
«أهْـلُ الـجَـنـوبِ» أهْـلَـنـا بِـقـوةِ روحِ « مُـغـنـيّـةَ».. وإيـرانَ الـخُـمَـيـنـي..
ودَمِ سُـلَيْماني وأبي مَهدي.. دَمٌ يَحبِسُ مَعَهُ العالَمُ المُتَجَبِّرُ المُتَكَّبِرُ أنْفاساً.
وإنَّ أمثالَ هؤلاء الذينَ أذْكُرُ هُمْ شُهَـداؤنا بـالحَقّ، عُظَماؤنا هُم قُدوَتُنا تَماماً
كـمـا الـغَـفـاريُّ وغـيـفـارا..
«أهلي هُنا…» في الشَّياح، ومُقاتِلٌ كَسِواه اسْمُهُ ظافِر، يَمْتَشِقُ السِّلاح..
نَحوَ تَـلِّ الـزَّعـتَـرِ، رَكْـضاً، على دَربِ الحَقّ.. ينثُرُ دِماهُ، أَنْوارا..
وهـادي نصـرُ الله الشَّـرَفُ الرَفيعُ فـي الجَبَلِ الرّفـيع، نَـجْمٌ قد سـمـا..
وسَناءُ دُرَّةً في تاجِ بُطولاتِ سَعادَه، مَغروسَةً في تُرابِ الجَنوبِ، زَهْرَتَنا عَروستَنا..
وفي فِلِسطينَ الأعَزّ، عِزُّالدِّينِ فينا، أطفالُهُ أطفالَ الحِجارَةِ يَرجمونَ الصّهاينةَ وعِزٌّ في شَرايينا…
أَمـثـالُ هَـؤلاء فـي لُـبـنـانَ الذي نَفديـهِ بالرّوحِ قَوْمِياً، بالاتِّجاهِ شَـرقاً نُنْقِذُهُ..
نُنْقِذُهُ اقتِصادِيّاً بأن نَفُكَّ عَنهُ حِصارَ ضيقِ العَيشِ، بِرَفْعِ شِعارٍ وَطَنيٍّ يَخْدِمُ
مَصلَحَةَ اللبنانيين أوَلاً: بأن نُـصـادِقَ من يُصادِقُنا، ونُعادي من يُـعـاديـنـا..
*فـي الاصـلاحِ والتّغيير: بالوعيِّ السِّياسيِّ لا بالرأيِّ السِّياسيّ، بالبَرنامَجِ الوَطَنيِّ لا بـالـفِـتَـنِ الـطائـفية.. نَخوضُ مَـعاً نِضـالاً شَعبِيّاً سِلْمِيّاً برلَمَانِيّاً رَسْمِيّاً.. شَــرعِـيّاً ومَـشْـروعاً.. رايـاتُـنـا والـشِّـعـاراتُ مُـوَحَّـدَةٌ هـادِفـينَ جميعُنا..
لِـوِحـدَةٍ وَطَـنِـيّـة: إصـلاحاً ولـو مَـرحَـلِـيّاً.. وإنْـمـاءً مُـسـتـداماً..
نَـنْـهَـضُ سَـوِيّاً بـدولَـةِ المُواطَنَة.. حَيْثُ قِيَمُ الانسانِ والمُساواة والحُرِيّة..
دَولَةُ الـمُواطَنَـةِ، هـي فـي الـنِـهـايَـةِ، مُـقْـتَـرَحُـنـا الخَـلاصـيُّ في التَغْييرِ الداخليِّ جذريّاً.وسِلمِيّاً.
*فـي التَّحَرُّرِ والتَّحـريـرِ: وصَونِ السِّيادةِ الوَطَنِيّةِ، بأبعادِ قِيَمِهـا الإنسانيّةِ القومِيّةِ والأُمَمِيّةِ.
« وكـانَ مـا كــان نَـصـرُ الـلـه أنْـقَـذَنـا»
وأخْتُمُ قائِلاً بالنَثْرِ سِياسِيّاً: نعم نَصرُالله أَنْقَذَنا وبالِمَزيدٍ مِنَ التَّأكيدِ والتوضيح لِأبناءِ أُمّتِنا..
لَـقَـدْ أنْـقَـذَنـا نَـصـرُالله.. من شِعارِ الـذُّلّ في لبنان لِعُقودٍ طُوال.. شِعارُ تَعسٍ أبْـكـانا..
نَصرُالله أنْقَذَنا مِن شِعارِ العارِ ذَلِكْ.. «لُبنانَ قَوِيٌ بِضَعفِه».. طَعنٌ فـي سِيادَتِنا..
شِـعارُ الـعـارِ الذي كان دَوْماً عِـلَّـتَـنـا ومَـأْسـانـا..
نَـعَـمْ، واللهِ، نَـصـرُاللهِ بـالـدَّمِ الـمُـسلَّـحِ أنْـقَـذَنـا..
لِكِن لِنَزْرَعَ والأحرارَ والشُرَفاءَ كَوْكَبَنا.. جِهـاداً أكْـبَـرَ ضِـدَّ عُـيـوبِ أَنْـفُـسِـنـا..
جِهـاداً أَصـغـرَ نَـقْهَرُ فيهِ.. عُدوانا..
كَـي تَـحـصُدَ بَـعــدَنـا الأجْـيـالُ.. عِـلْـماً وفَـنّاً وعُـمـرانـا..
كما حَصَدنا نحن، مِنْ شُهَدائِنا عُظَمائِنا، قِيَماً ومَعرِفَةً وأخْلاقاً وإيمانا..
رافِـضـيـنَ الـعَـيْـشَ بـالـذُّلِ نِـعاجاً وأنْـعـامـا.. بِـالـعِــزِّ نَـحـيـا أُسـوداً..
واقِفينَ لَنْ نَركَع.. نَموتُ شُجْعانا.. أو قُلْ، يَموتُ المَرءُ مِنّا إلى العُلى.. إنسانا.
سَلامٌ عـلـى الـوالِـدِ والشُهَـداء.. مـع قَـسَـم الـوفـاء..
سَلامٌ عَلَيكَ ظـافِـر.. إلى اللِقاء.. حتى النَّصرِ أوِ الشَّهادَة.
*في الذِكْرى السَّادسةِ والأربعين للشَّهيد ظافِر أنور الخطيب، مؤسّس رابطة الشغيلة ١٠–١–٢٠٢١
عَشِيّة الذِكرى الواحد والخمسين لشهادة أنور الخطيب..
الإطلالةُ السنويّةُ الأولى لِشهادة قاسم سليماني والمهندس والشُّهداء..
(البناء)