من الصحف البريطانية
الحكم البريطاني الذي يمنع تسليم جوليان أسانج للولايات المتحدة وعلاقة بريطانيا بالاتحاد الأوروبي بعد مغادرته وتسريب مكالمة الرئيس الأمريكي مع سكرتير ولاية جورجيا هي أبرز المواضيع التي تناولتها الصحف البريطانية.
نشرت صحيفة الغارديان مقالا بعنوان “حكم تسليم جوليان أسانج: نتيجة صحيحة، سبب خاطئ”. يناقش الكاتب أوين جونز في هذا المقال الحكم الصادر عن محكمة بريطانية الإثنين والذي يمنع تسليم مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج إلى الولايات المتحدة بسبب صحة أسانج العقلية.
يرى جونز أن الحكم الصادر عن القاضية فانيسا باريتسر هو انتصار، وإن لم يتم الفوز به على أسس مبدأية، موضحا أنه يجب وضع سابقة لحماية كاشفي الفساد الآخرين.
يقول جونز إن المسألة تتعلق “بشيء أكبر من أسانج: بالصحافة والصحافة الحرة، والأهم من ذلك كله، بالقدرة على كشف الفظائع التي ارتكبتها آخر قوة عظمى متبقية في العالم“.
ورأى جونز أن الولايات المتحدة تلاحق أسانج كي يكون عبرة لغيره، مضيفا أن “السلطات الأمريكية تخشى أنه إذا لم يواجه أسانج أسوأ أهوال نظام سجونهم غير الإنساني، فذلك لن يثني الآخرين عن فضح الفظائع الأمريكية بالمثل“.
واضاف المقال أن “الولايات المتحدة تعتمد في إطلاق العنان للعنف ضد الأجانب على عدم وعي مواطنيها المحليين بالعواقب”. ويذكر بأن “الموافقة على حرب فييتنام بدأت تنهار حين شاهد المواطنون الأمريكيون لقطات من صراع الأطفال وهم يصرخون وملابسهم محترقة بواسطة النابالم، أو حين أصبحوا على علم بالمئات الذين ذبحوا على يد القوات الأمريكية في مذبحة ماي لاي“.
ويقول جونز إن “آلة الحرب الأمريكية تعتمد على القدرة على إخراج الحقائق البشرية الوحشية من الوجود”. ويضيف “لا يمكن السماح للجيش الأمريكي بالإفلات من العقاب: هذا ما تدور حوله هذه القضية حقا“.
وختم بالقول إنه “بينما يمكن إنقاذ حرية أسانج – على الرغم من أن هذا ليس مؤكدا – فإن حجة الكشف عن الحقيقة حول الحروب التي تُجرى باسم الشعب الأمريكي يجب أن تكون أكثر حدة من أي وقت مضى“.
تناول الكاتب جون كروتيس في صحيفة التايمز آراء البريطانيين بشأن علاقة بريطانيا بالاتحاد الأوروبي في مرحلة ما بعد الانفصال |(بريكست) في مقال بعنوان “ربما حدث خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكن آراء الناخبين بخصوص الاتحاد الأوروبي لا تزال معقدة“.
يقول الكاتب إن مشروع “مستقبل بريطانيا” أعطى الفرصة لنحو 400 ناخب من جميع أنحاء بريطانيا لمناقشة على مدار نهاية الأسبوع الخيارات التي تواجه بريطانيا الآن، وإن “كثيرين بين هؤلاء ممن يؤيدون مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي يحرصون على الحرية الجديدة لبريطانيا للتنظيم بشكل مختلف“.
ويشير إلى أن 61 في المئة أيدوا بشدة الإبقاء على قواعد الاتحاد الأوروبي التي تحظر رسوم التجوال عند استخدام الهاتف في الخارج، ويقول إن “دراسة المشاركين للخيارات التنظيمية التي تواجه المملكة المتحدة الآن تشير إلى أنه سيكون من الصعب إقناع الناخبين بمزايا التحرك نحو عصر تنظيم أخف“.
ويضيف الكاتب أن “التلويح بشعارات السيادة قد يكون غير كافٍ لإقناع الناخبين بمزايا تغيير إرث التنظيم الذي ورثته المملكة المتحدة من عضويتها في الاتحاد الأوروبي. ويرى أنه بدلا من ذلك، يجب إقناع هؤلاء بالفوائد العملية لفعل الأشياء بشكل مختلف“.
ويقول كورتيس إنه “بالنسبة للعديد من الناخبين، كان أحد الأسباب الرئيسية للتصويت للمغادرة هو القلق بشأن مستوى الهجرة. ومع ذلك، أظهرت استطلاعات رأي عديدة منذ ذلك الحين انخفاضا ملحوظا في مستوى القلق“.
ويشير إلى أن المشاركين أصبحوا أكثر ميلا للقول إن الهجرة كانت مفيدة اقتصاديا وثقافيا. ومع ذلك، هذا لا يعني أنهم أصبحوا أكثر دعما لسياسة الهجرة.
ويقول إن نسبة الذين شعروا بضرورة أن يتقدم مهاجرو الاتحاد الأوروبي بطلب للقدوم إلى بريطانيا، بدلا من منحهم الحق التلقائي في القيام بذلك بموجب حرية التنقل، قد ارتفعت من 60 في المئة إلى 73 في المئة. كما زاد احتمال أن يقول المشاركون إن جميع المهاجرين يجب أن يكون لديهم على الأقل حد أدنى من الدخل.
ويضيف أن هذه الحركة لم تحدث بين ناخبي المغادرة الذين يشككون في فوائد الهجرة، ولكن بين مؤيدي البقاء الذين يشعرون أن الهجرة مفيدة.
وختم بالقول إن قبول فوائد الهجرة لا يؤدي بالضرورة إلى دعم النهج الليبرالي للهجرة. يشير ذلك إلى أن القضية قد تظل عقبة أمام أي محاولة فورية لإعادة بريطانيا إلى السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي.
أما صحيفة الإندبندنت فنشرت مقالا لماكس بورنز بعنوان “مكالمة ترامب الهاتفية حول الحصول على أصوات في جورجيا أسوأ مما تعتقدون”، تناول فيه تسريب مكالمة للرئيس الأمريكي يطلب فيها من سكرتير ولاية جورجيا إيجاد أصوات لقلب نتيجة الانتخابات الرئاسية.
يقول بورنز إن طلب ترامب من براد رافينسبيرغ كان بسيطا ومباشرا: “أي جمهوري جيد سيكون سعيدا بمساعدة البيت الأبيض في اختلاق 11.780 صوتا لازما لإلغاء فوز الرئيس المنتخب جو بايدن المزعج في جورجيا، حتى لو كان ذلك يعني خرق القانون“.
واضاف المقال أنه “بينما يستعد ناخبو ولاية جورجيا للتصويت في انتخابات خاصة مزدوجة نادرة من شأنها أن تحدد السيطرة الحزبية على مجلس الشيوخ، يجب أن يفكروا فيما يعنيه أن يطلق ديفيد بيرديو وكيلي لوفلر على نفسيهما الجمهوريين الجيدين“.
ويقول بورنز إنه “لمدة ساعة تقريبا، استخدم ميدوز وترامب كل حيلة في كتابهم الفاسد لإقناع رافنسبرغر وتملقه وترهيبه للموافقة على إطلاق تحقيق لا أساس له مستوحى من نظام الرئيس المدعوم من نظريات المؤامرة الانتخابية على الإنترنت. و يُحسب لرافنسبرغر أنه قدم رفضا واضحا ومتكررا للواقع المصطنع لترامب“.
ويتابع الكاتب بالقول “لطالما عرّف ترامب الجمهوري الجيد بأنه ليس من يحمل مجموعة متماسكة من المبادئ الأيديولوجية المحافظة، بل على أنه يخضع تماما لمطالبه بالولاء الشخصي“.
ويرى بورنز أن “فكرة أن سكرتير ولاية جمهوري سيسمح عن طيب خاطر لرئيس جمهوري بفقدان جورجيا تحير ترامب وتغضبه“.
ويقول إن “هذه المكالمة الهاتفية تكشف عن رئيس غير مهتم تماما حتى بمظهر اللباقة، وكان يجري تخويف أحد كبار الموظفين لمسايرة كل فكرة مشبوهة قانونا يكتشفها الرئيس على وسائل التواصل الاجتماعي – أو وسائل إعلام ترامب، كما وصفها أثناء المكالمة“.
ويضيف أن “كونك جمهوريا لا علاقة له بالسياسات أو المعتقدات أو القيم. هؤلاء يقفون الآن في طريق الشيء الوحيد المهم: الدفاع عن دونالد ترامب حتى النهاية المريرة“.
وينتقل إلى الحديث عن الانتخابات المقبلة في ولاية جورجيا بالقول إنها ستشهد خروج عدد قياسي من الناخبين للإدلاء بأصواتهم التي ستحدد ما إذا كان مجلس الشيوخ سيظل حصنا من الترامبية في ظل إدارة بايدن“.
وختم بورنز بالقول إن “لدى جورجيا فرصة لرفض انحدار الحزب الجمهوري إلى الإجرام الوقح. إن القيام بذلك من شأنه أن يصدر بيانا قويا ودائما حول قوة الديمقراطية الأمريكية“.