الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

البناء: “القومي” يحفظ لسليماني وإيران دورهما في الانتصارات ويقف مع سورية بوجه عودة الإرهاب.. نصرالله: الرد إيرانيّ… ولولا الصواريخ لما أقاموا حساباً للبنان… وسليمانيّ يحبس أنفاسهم / لبنان وكورونا: عودة للإقفال… والحكومة: الراعي لتعاون الرئيسين وجنبلاط لاعتذار الحريري

 

كتبت البناء تقول: حبس مزدوج للأنفاس يسيطر على المنطقة، وخطر الانزلاق نحو الهاوية قائم. فمن جهة قلق وحذر من خطوة حمقاء يُقدِم عليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تذهب بالمنطقة نحو التفجير، ليقلب الطاولة ويقطع طريق البيت الأبيض على الرئيس المنتخَب جو بايدن، ومن جهة موازية هناك مناخٌ من التوتر تعيشه المنطقة مع حلول الذكرى السنوية الأولى لاغتيال القائد الإيرانيّ في الحرس الثوريّ الجنرال قاسم سليماني.

بمناسبة الذكرى أصدر الحزب السوري القومي الإجتماعي بياناً أشاد فيه بدور سليماني وإيران في صناعة الانتصارات، بينما أكد في بيان آخر وقوفه مع سورية بوجه عودة الإرهاب.

وبمناسبة الذكرى السنويّة تحدّث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فردّ بالتفصيل على كل الذين روّجوا للكلام المزوّر المنسوب لقائد القوة الجوفضائية في الحرس الثوري وصوّروه انتهاكاً للسيادة بتحويل كلامه عن لبنان كجبهة أماميّة بوجه الاحتلال الى جبهة إيران الأماميّة لمواجهة “إسرائيل”. وندّد السيد نصرالله بهذه الصحوة السيادية المفتعلة للذين يستسهلون الاحتلال ويصعب عليهم الاحتكام للمصلحة الوطنية، قائلاً إن صواريخ المقاومة الإيرانية أتت من إيران، لكن لدعم المقاومة لتحرير أرض لبنان والدفاع عن لبنان، ولولا هذه الصواريخ التي جلبها القائد سليماني لما أقام أحد حساباً للبنان ولا لكان بالمستطاع الدفاع عن نفطه وغازه. وعن الذكرى قال نصرالله إن محور المقاومة نجح باستيعاب واحتواء الصدمة، وإن سليماني وهو شهيد يحبس أنفاسهم اليوم، مضيفاً أن الرد على اغتيال سليماني سيكون إيرانياً، وكل ما يُقال عن طلب إيران من حلفائها القيام بالردّ بدلاً منها جهل وسخافة وتزوير.

بالتوازي لبنان أمام ملفين معاً، ملف الحكومة وملف كورونا، فعن التطور الكارثيّ لوباء كورونا، تحدث وزير الصحة حمد حسن عن دعوة للإقفال العام مجدداً، بانتظار اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، لإقرار خطة المواجهة، وردّ الوزير على كلام رئيس المجلس الاقتصادي الإجتماعي شارل عربيد ودعوته للإقفال بقوله، “أكلنا الضرب” بسبب الضغط الذي مارسه القطاع الخاص للحؤول دون الإقفال في الأعياد، والآن وقد مرّت الأعياد وتمّ التفشي يطلبون الإقفال، وحمّل حسن المستشفيات الخاصة التي لم تنضمّ لخطة مواجهة كورونا مسؤولية نقص القدرة على المواجهة.

في الملف الحكومي مزيد من الوقت الضائع، وسط دعوة للبطريرك بشارة الراعي، بالتفاهم بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، وترفّعهما عن المحاصصة والمصالح والضغوط الداخلية والخارجية، ودعوة مقابلة للنائب السابق وليد جنبلاط لإعتذار الحريري على قاعدة ترك “حلف الممانعة يتحمّل المسؤولية”، “فليس لنا تأثير في القرار”.

يُخيّم الجمود التام على الملف الحكومي، فالاتصالات التي توقفت منذ عيد الميلاد، تنتظر عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من الخارج، وإحياء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للمبادرة الفرنسية في ضوء المعلومات التي اشارت الى أن وفداً من مجلس الشيوخ الفرنسي سيزور لبنان يوم الخميس المقبل للبحث في التطورات والمستجدات المتعلقة بتأليف الحكومة وفي محاولة لتقريب وجهات النظر بين المعنيين على خط التأليف.

الى ذلك يخصص الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خطاباً في الأيام المقبلة للملف اللبناني، حيث سيتناول بالتفصيل ملف الحكومة والتحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، كما سيتحدث عن ملف جمعية القرض الحسن التي تعرّضت للاختراق مؤخراً، خاصة بعد إعلان السيد نصر الله أن هناك قنوات تلفزيونية تلقت مئات آلاف الدولارات لإعداد تقارير عن الجمعية.

في موازاة ذلك، لا يزال تيار المستقبل على موقفه من مسار الأمور، حيث تؤكد مصادره لـ«البناء» ان الرئيس المكلف قدم كل ما عنده والمشكلة هي في البيت الداخلي لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، مشيرة الى ان الرئيس الحريري قدم تشكيلة حكومية انطلاقاً من تحمله المسؤولية بضرورة الإسراع في التأليف، لكن سرعان ما رفضت هذه التشكيلة من المقرّبين من بعبدا الذين يُصرّون على الثلث المعطل، واذ رأت ان البعض بدأ يتحدث عن تباين حول عدد الوزراء، لفتت الى ان هذا الكلام يعني محاولة جديدة لعودة الامور الى نقطة الصفر لا سيما ان اتفاقاً حصل بين الرئيس عون والرئيس الحريري على حكومة من 18 وزيراً، مشددة على ان ما يهم الحريري تشكيل حكومة من اختصاصيين قادرة على القيام بالإصلاحات والتفاوض مع صندوق النقد والمجتمع الدولي بهدف الحصول على المساعدات.

ورأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ الحكومة لن تتشكل إلا من خلال لقاء رئيس الجمهورية والرئيس المكلف واتفاقهما على تشكيل حكومة مميزة باستقلالية حقيقية، وتوازن ديمقراطي وتعددي، وبوزراء من ذوي الكفاءة العالية في اختصاصهم وإدراك وطني بالشأن العام. فلا يفيد تبادل الاتهامات بين المسؤولين والسياسيين حول من تقع عليه مسؤولية عرقلة تشكيلها. وشدّد الراعي على أنّ تبادل الاتهامات لا يفيد حول مَن تقع عليه مسؤولية عرقلة تشكيل الحكومة.

واعتبر أن رئيس الجمهورية والرئيس المكلف قادران على تشكيل حكومة إذا باعدا عنهما الأثقال والضغوط وتعاليا عن الحصص والحقائب والمصالح وعطلا التدخلات الداخلية والخارجية المتنوعة. وأشار الراعي الى أن الإنقاذ لا يحصل من دون مخاطرة وكل المخاطر تهون أمام خطر الانهيار الكامل.

 

الأخبار : نصرالله في ذكرى سليماني والمهندس: القصاص العادل مسؤوليّة كل حرّ

كتبت صحيفة ” الأخبار ” تقول : بوصفه قائداً أممياً، أحيا السيد حسن نصر الله ذكرى استشهاد قائد فيلق ‏القدس قاسم سليماني. وطمأن إلى أن محور المقاومة خرج أقوى من هذه ‏المحنة. كما توعّد بالقصاص للفاعلين. وكرر التأكيد أن الخروج الأميركي ‏من المنطقة هو أحد تداعيات هذه العملية. وقال إن العملية فرضت معادلات ‏عسكرية وأمنية جديدة، ولذلك تشهد المنطقة استنفاراً كبيراً، مؤكداً أن إيران ‏عندما تريد أن ترد، فهي تقرر كيف وأين ومتى

في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد ‏الشعبي أبو مهدي المهندس، اختصر الأمين العام لحزب الله تداعيات الاغتيال بثلاث نقاط:

التأكيد أن العملية وضعت القوات الأميركية على خط الخروج من العراق ومن المنطقة.

التأكيد أن القصاص العادل سيكون مصير منفذي الاغتيال، بعدما حددهم الإمام الخامنئي بشكل دقيق. وهو إذ أشار ‏إلى أن القصاص سيكون من مسؤولية إيران بالنسبة إلى سليماني، ومن مسؤولية العراق بالنسبة إلى المهندس، أكد ‏أنه أيضاً من مسؤولية كل شريف وحر.

التأكيد أن الاغتيال زاد من عزم محور المقاومة على أولوية الوقوف إلى جانب فلسطين والشعب الفلسطيني ودعمه ‏بكل ما أمكن.

وقال نصر الله إن محور المقاومة سيكمل هذا المسار، على أن يراعي كل طرف مصالحه الوطنية، مشيراً إلى أن ‏هذا المحور يقاد بدقة ومسؤولية وليس كما يتصوره البعض، ولولا ذلك لما تحققت هذه الانتصارات.

وعاد نصر الله بالتاريخ إلى الاجتياح الإسرائيلي، مشيراً إلى أن لبنان “معنيّ بالاعتراف وبشكر وتقدير من وقف ‏إلى جانبه منذ اليوم الأول. ومن الطبيعي أن نحيي هذه المناسبة، وأن نسمّي بعض شوارعنا وساحاتنا ومحمياتنا ‏باسم الشهيد قاسم سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس. ومن الوفاء أن لا نساوي بين العدو والصديق، أو بالحد ‏الأدنى من خذلك وتخلى عنك ولم يمد لك يد المساعدة ولو بكلمة، وبين من وقف إلى جانبك”. أضاف: “نحن في ‏لبنان لا يمكن أن نساوي بين من دعمنا في الموقف والسلاح والمال واستشهد معنا وأعاننا لتحرير أرضنا ‏وأسرانا، وبين من تعامل ودعم العدو الإسرائيلي خلال كل سنوات الاحتلال، وصولاً إلى حرب تموز، التي طلب ‏فيها من العدو أن لا يوقف الحرب قبل سحق المقاومة. وفي فلسطين أيضاً، لا يمكن أن نساوي بين من دعم فلسطين ‏وبين من ساهم في حصار الفلسطينيين، كما لا يمكن المساواة بين من كان شريكاً في الحرب الكونية على سوريا ‏ومن وقف إلى جانبها ودعمها بالمال والسلاح واستشهد على أرضها. ولا يمكن للشعب العراقي أن يساوي بين من ‏احتل أرضه ودمر العراق ودعم كل الجماعات التكفيرية والإرهابية، وبين من وقف إلى جانب العراقيين ليساعدهم ‏على التخلص من داعش ومن خطر الجماعات التكفيرية“.

وخلص نصر الله إلى أن “الوفاء من شروط النصر. ولذلك، ونتيجة قوة حضور الحادثة من اليوم الأول إلى اليوم ‏في الوجدان والمشاعر وفي المعادلات الأمنية والسياسية، يوجد قلق كبير في المنطقة. فالإسرائيليون رفعوا نسبة ‏الاستنفار والاحتياط في جيشهم بسبب الذكرى السنوية لاستشهاد سليماني والمهندس. والأميركيون يتصرفون بقلق ‏وخوف، فيما الإيرانيون يفترضون أن ترامب قد يحضّر لشيء ما قبل مغادرته في 20 كانون. وبالنتيجة المنطقة ‏كلها مستنفرة بفضل هذه الحادثة“.

وأوضح أنه “عندما تقرر إيران أن ترد على الاغتيال عسكرياً فهي التي سترد كما فعلت في عين الأسد وعندما ‏تريد أن ترد أمنياً فهي تقرر أن ترد”. واعتبر أنها لو أرادت أن ترد عسكرياً على اغتيال العالم الإيراني فخري ‏زادة بعملية أمنية، لفعلت منذ اللحظات الأولى. وقال إن إيران لا تطلب من أصدقائها وحلفائها أن يردوا نيابة عنها، ‏وإذا هم بادروا فهذا شأنهم. لكن إيران ليست ضعيفة، وعندما تريد أن ترد فهي تقرر كيف وأين ومتى. ونصح ‏نصر الله الخصوم بعدم المقارنة بين إيران وأصدقائهم الإقليميين الذين يقول عنهم ترامب إنهم يملكون المال وهم ‏يدفعون لأميركا لتدافع عنهم. ولهذا هم بحاجة إلى أميركا ومرتزقتها، ولكن إيران قوية وهي قادرة على الدفاع عن ‏نفسها.

وطمأن إلى أنه بالرغم من الخسارة الكبيرة، “إلا أن محور المقاومة استطاع أن يستوعب هذه الضربة، وخاب ‏ظنهم بأن يؤدي هذا الاغتيال إلى انهيار المحور. نحن بحسب ثقافتنا وانتمائنا وتاريخنا، نعرف كيف نحوّل ‏التهديدات إلى فرص وكيف نحوّل الدم المسفوك ظلماً إلى دافع قوي للاستمرار والثبات والصمود والإحساس أكثر ‏بالمسؤولية. ولذلك أقول للأميركيين والإسرائيليين ولكل من هو في محورهم والذين يقتلون ويتآمرون على اغتيال ‏قادتنا وعلمائنا وشعوبنا ونسائنا ورجالنا، عندما تقتلون قادتنا نزداد عناداً وتمسّكاً بالحق، ولذلك دعا من يراهن ‏على العقوبات والاغتيالات إلى الخروج من الوهم“.

وانطلاقاً من التضحيات التي قدمها سليماني، قال نصر الله: “نحن اليوم نقدم الحاج قاسم سليماني بطلاً عالمياً ‏وأممياً، بوصفه عنواناً عالمياً للتضحية والفداء والإخلاص والوفاء والدفاع عن المستضعفين، بغضّ النظر إلى أي ‏دين أو هوية انتموا”. واعتبر أنه لا يضخم ولا يصنع أسطورة، مؤكداً أن كل ما كشف عن شخصيته وجهاده ‏وإنجازاته هو وكل إخوانه في كل الساحات هو قليل، لكن سيتم الكشف عن المزيد لاحقاً.

وفيما أشار نصر الله إلى أنه سيخصص الإطلالة المقبلة (الخميس أو الجمعة) للحديث عن الملف اللبناني، ختم ‏حديثه بـ”نصيحة لمن يراهنون على العقوبات ولوائح الإرهاب”، أشار فيها إلى أن “هذه الإجراءات لا تقدّم ولا ‏تؤخر، لكن هدفها نفسي وهي جزء من المعركة لإخضاعنا”. أضاف: “لسنا محاصرين، بل أعداؤنا هم ‏المحاصرون ويخوضون معركة خائبة لن تؤدي إلى أي نتيجة“.

 

الديار : فوضى أم صدفةٌ؟ ما السبيل للسيطرة على الوضع اللبناني ؟ الليرة ضحية ‏الواقع السياسي ‏”كورونا” يُهدّد لبنان ويلجم الانفجار الاجتماعي… والإجراءات الوقائية ‏لا ترتقي الى المطلوب

كتبت صحيفة ” الديار ” تقول : فوضى أو صدفة؟ سؤال يُطرح عن الواقع اللبناني الذي يتخبّط في سلسلة من الأحداث أقلّ ما يُقال فيها ‏أنها خرجت عن سيطرة المعنيين. الصدفة تعني عدم القدرة على التنبؤ بحيث تأتي من خارج السياق ‏العام ومن دون سابق تصميم أو تصور في حين أن الفوضى تعني غياب الإنتظام بمعناه العام… قد ‏يظنّ البعض أن الفوضى هي نتاج عدد من الظواهر التي لا يُمكن تنبؤها إلا أن علماء الفيزياء أثبتوا ‏أن الفوضى هي نتاج ظواهر يُمكن التنبؤ بها نظريا (حتمية) بدقّة في أغلب الأحيان وما يجعلها مُعقدّة ‏هي الديناميكية الخاصة التي تتطوّر بشكل سريع يجعل التعقيد قسِيَ مع مرور الوقت.

الفوضى بمفهومنا العصري ظهرت في ستينات القرن الماضي مع ظهور الحواسيب مع مُحاكاة تطوّر ‏الأنظمة القطعية الحساسة للظروف الأولية وهو ما أظهر إلى العلن تعقيدات تطوّر الفوضى حيث أن ‏التطور يتمّ بشكل مُختلف تمامًا إذا غيّرنا الحالة السابقة ولو بطريقة مُتناهية الصغر. بمعنى أوضح، أي ‏تعديل بسيط في الحالة الأوّلية للنظام يُغيّر تطوّره تماما مع مرور الوقت ومرد ذلك إلى عملية التسارع ‏الحاصلة في التسلسل المنطقي للحوادث.‏

وأمّا حالة الواقع اللبناني فقد يرجع إلى أن الهزات والفوضى ترجمة لما آلت إليه الأمور مع غياب تخطيط ‏وإستشراف مُستقبلي لما قدّ تؤول إليه الأمور لا سيما، وكما أوردنا سابقا، أن أي تعديل بسيط في الحالة ‏الأوّلية للنظام يُغيّر تطوّره تماما مع مرور الوقت. وهنا نطرح السؤال إذا ما كانت القوى السياسية واعية ‏لمدى خطورة غياب الإستشراف والتخطيط في حياة الدول؟ فالتطورات الإقليمية والدوّلية تُظهر إلى العلن ‏تحويلاً واضحاً للصراعات الإقليمية التي تُحيط بلبنان حيث تحوّلت مثلا هذه الصراعات من صراعات ‏عربية – إسرائيلية إلى صراعات عربية – تركية – فارسية في ظل وجود دول ضعيفة تُحيط بالدولة العبرية ‏مع عامل مُشترك فيما بينها وهو الضعف العام أمام اقتصادات الأمم الكبرى وهو ما يترجم جلياً في تقلبات ‏العملة الوطنية وهشاشتها.‏

لبنان لم يكن على مستوى التحدّيات الداخلية من ناحية تأمين حياة كريمة لمواطنيه، ولا الخارجية من ناحية ‏منع التدخلّ الخارجي في أموره الداخلية. وقد تجلى ذلك في فقدان السيطرة التي تُرجمت بالرفض الشعبي ‏الذي إندلع في تشرين الأول 2019 وإمتدّ على طول العام 2020. ويُمكن أيضاً رؤية هذه الترجمة على ‏الصعيد السياسي في عدم قدرة المعنيين تأليفَ حكومة في وقت يُعاني فيه المواطن بشكلٍ حاد إن على ‏الصعيد الإقتصادي أو المالي أو النقدي أو الصحي. وهذا ما يعرف بالشلل التام الاضطراري.‏

إن هذا الأمر، بنظري، هو نتيجة طبيعية لمقدمة غياب التخطيط الذي لا مفر من أن يؤدي إلى تعديل في ‏الحالة الأساسية للنظام اللبناني (السياسي والإقتصادي) وصولا إلى حالة الفوضى التي إستفحلت في العام ‏‏2020 مع بروز مخلفات كل هذه الإخفاقات في صورة أزمات وفي آن واحد. وبالتالي لا بد أن تخرج ‏الفوضى “المُتعمّدة” عن سيطرة الحكام.‏

بالتحديد، كورونا تستفحل بين المواطنين! من السهل رمي المسؤولية على الشعب والقول إنه مُستهتر، إلا ‏أن الواقع هو أن الحكومة هي من تتحمّل هذه المسؤولية مع غياب التشدّد في الإجراءات الوقائية. أوليس ‏من المفترض، كما يقول أفلاطون، أن تقوم النخبة بإدارة أمور عامة الشعب الذين يعجزون عادة عن إدارة ‏أمورهم؟ ويبقى الحلّ الأسهل هو قرار الإقفال التامّ الذي سيؤدّي إلى الضرب من جديد بآخر أعمدة ‏الإقتصاد ليزيد من فقر الشعب الذي أصبح أسير الهاوية.‏

 

اللواء : الإقفال يقطع الطريق على الحراك.. وتوتر بين الحزب والتيار خلافات داخل لجنة الكورونا حول إجراءات التسكير.. وتوقيف العشرات بعد “ليلة الرعب

كتبت صحيفة ” اللواء ” تقول : في أول يوم عمل، وحدها المدارس الرسمية والخاصة، ستبقى مقفلة، المصارف تعود إلى العمل، علي وقع متغيرات ‏ومفاجآت، المؤسسات التي لم تقفل بعد، تعود وسط قلق، من أن يؤدي الإقفال، الذي تلوّح به اللجنة الوزارية ‏المختصة بإجراءات الكورونا، إلى اقفال أبوابها، ما دام القرار اتخذ بأن الصحة تتقدّم على الاقتصاد.

وتجتمع لجنة الكورونا اليوم للبحث في قرار الاقفال من عدمه، وسط معارضة وزيري الصحة في حكومة تصريف ‏الأعمال، حمد حسن، ووزير الداخلية محمّد فهمي الذهاب بعيداً، في ظل تشدّد من مستشارة رئيس الحكومة بترا ‏خوري، ونقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون وفريق طبي آخر..

ويصر وزير الصحة على اقفال اسبوعين فقط، وإذا لزم الأمر، يعاد الاقفال لفترة جديدة.. معتبراً ان اللقاح، يمكن ان ‏يصل قبل نصف شباط.

وقال حسن، ان معيار الاقفال، يتعلق بتحقيق الغاية، باعتبار ان الخطوة وسيلة، ولا غاية، منتقداً عدم التشدّد‏.

واعتبر ان دور الأجهزة الأمنية، يتعلق بتقديم الضوابط، لبناء الخطوة الاقفالية عليها.. وشدّد على عدم المس بهيبة ‏الدولة..

وبدا انه معارض لاقفال طويل، انطلاقاً من أن العمل، والقوت ضروريان للمواطنين..

وطالب بتوفير أسرّة، واتخاذ إجراءات أمنية تجعل المواطن يلتزم بإجراءات الوقاية الصحية..

وبدءاً من هذا الأسبوع، تقفل حضانات الأطفال، وطوال أيامه، كخطوة تحسبية من الإصابة، بفايروس كورونا، بقرار ‏من وزير الصحة.

 

الجمهورية : التأليف يتعثّر بمصالح شخصية وفئوية ‏وكورونا يفرض الاقفال

كتبت صحيفة ” الجمهورية ” تقول : تبدأ السنة الجديدة على غرار ما انتهى عليه العام المنصرم الذي ‏حمّلها كل الملفات العالقة، بدءاً من الحكومة العالق تشكيلها بين ‏رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، ‏وصولاً إلى الأزمة المالية المعقدّة والمتشعبة والمتطورة فصولاً، وما ‏بينهما غياب الحلول المطلوبة والقلق الشعبي على الحاضر ‏والمستقبل والمصير. فصحيح أنّ سنة جديدة قد بدأت، ولكن الملفات ‏العالقة كلها قديمة، ولا مؤشرات الى حلول لها في المدى المنظور، ‏بل كل التوقعات تشير الى انّ المراوحة ستبقى سيّدة الموقف حتى ‏إشعار آخر، وستبقى الآمال معلّقة على حلحلة وتنازلات متبادلة بين ‏عون والحريري، او على وساطة سيستأنفها البطريرك الماروني مار ‏بشارة بطرس الراعي، او على زيارة سيقوم بها الرئيس الفرنسي ‏إيمانويل ماكرون للبنان، او على دخول الرئيس الاميركي المنتخب جو ‏بايدن إلى البيت الأبيض. ولكن، شتان ما بين الآمال، وبين واقع الحال ‏على أرض الواقع، حيث يواصل التدهور تدحرجه من السيئ إلى ‏الأسوأ. ومن المتوقع ان تستعيد الحركة السياسية زخمها هذا الأسبوع، ‏بعد عطلة طويلة نسبياً امتدت منذ ما قبل عيد الميلاد إلى اليوم، ‏وفيما التبريد إبّانها كان سّيد الموقف، غير انّ التسخين عاد ليطلّ من ‏بابين: باب تصريح أحد قادة الحرس الثوري الإيراني، الذي أثار عاصفة ‏من الردود السياسية، اضطر معها رئيس الجمهورية إلى الدخول على ‏خطها، وباب وباء كورونا الذي سجّل في الأسابيع الأخيرة عدد إصابات ‏قياسياً، يتجّه معه لبنان إلى الإقفال مجدداً، وحيث سيتصدّر الملف ‏الصحي الاهتمام السياسي والشعبي. وفي موازاة كل ذلك، يتواصل ‏التصعيد الأميركي-الإيراني، سواء عن طريق المواقف والتصريحات ‏المتقابلة، او من خلال التقارير التي تتحدث عن احتمالات الحرب، قبل ‏مغادرة الرئيس الاميركي دونالد ترامب البيت الأبيض، الأمر الذي يُبقي ‏المنطقة في حالة حبس أنفاس حتى 20 من الشهر الحالي، وذلك على ‏رغم من انّ أكثر من مصدر ديبلوماسي غربي يستبعد ضربة أميركية ‏لطهران في الأيام القليلة المقبلة.‏

‏ ‏مع انتهاء عطلة الأعياد، يسود ترقّب لعودة الحريري الى بيروت، أملاً ‏في أن تدور مجدداً محركات التأليف الحكومي بعدما انطفأت كلياً ‏عقب زيارته الأخيرة لعون عشية عيد الميلاد والتي انتهت الى فشل ‏ذريع.‏

‏ ‏والمستهجن، انّه لم تظهر خلال الساعات الماضية اي إشارة الى ‏احتمال كسر الجمود السياسي، وإعطاء قوة دفع لعملية التشكيل ‏المتوقفة، علماً انّ الظروف القاسية والخطرة التي يمرّ فيها لبنان ‏كانت تستوجب من المعنيين استمرار السعي الى اختراق الحائط ‏المسدود، حتى خلال عطلة الأعياد، لتعويض بعضاً من الوقت الثمين ‏الذي ضاع حتى الآن، خصوصاً انّ عوامل الانهيار والانحدار المستمرة ‏في التفاقم لا تعترف اصلاً بعطلة او إجازة.‏

‏ ‏وفيما لا يزال البعض يصرّ على ربط تشكيل الحكومة بإنجاز التسليم ‏والتسلّم بين ترامب المنتهية ولايته والرئيس المنتخب جو بايدن، ‏اعتبرت اوساط مواكبة للملف الحكومي، انّ هذا الربط هو مفتعل ‏وبات أقرب إلى شماعة يُعلّق عليها التأخير غير المبرر، في حين انّ ‏الأسباب الحقيقية للتأخير المتمادي ترتبط بحسابات ومصالح شخصية ‏وفئوية. واستغربت هذه الاوساط بقاء الحريري في أعلى الشجرة التي ‏تسلّقها، وهو الذي يعرف انّ معالجة العِقَد الحكومية تتطلب اكبر ‏مقدار ممكن من الواقعية والمرونة. كذلك استغربت تحجيم رئيس ‏الجمهورية دوره الى حدود التفاوض على نسبة من الوزراء وثلث ‏معطّل، بينما ينبغي أن يكون رئيساً فوق الجميع وليس واحداً من ‏الجميع يطالب بحصة وزارية.‏

‏‏ ‏

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى