دمتم بخير مقاومين وصامدين
غالب قنديل
على حافة الألم ومشارف الأمل نطوي سنة ونستقبل القادمة من بعدها، مشحونة بتمنيات وآمال كبيرة. وغالبا ما نُلقي باللوم على السنة الراحلة، غير آسفين على انتهائها، لنُعفي أنفسنا من إعادة فحص خياراتنا في مسار الأعوام والسنين الراحلة.
إننا إذ نتوجه بالمعايدة لأبناء شعبنا في لبنان وسائر البلدان، التي تشارك بلدنا معركة الصمود والمقاومة في وجه العدوان الاستعماري الصهيوني الرجعي، ولا سيما سورية والعراق واليمن وإيران، آملين لأبطال المقاومة وللجنود المدافعين عن منطقتنا أن يحصدوا ثمار صمودهم وبطولاتهم انتصارا مؤزّرا يضع بلداننا في طريق الخلاص والتحرّر من الهيمنة وبناء مستقبل أفضل لأجيالنا المقبلة.
مرارة ما انقضى من أهوال وأحداث ومآسٍ، وما تحمّله شعبنا من الحروب والكوارث والأزمات كان مريرا وثقيل الوطأة، ولكنّ التضحيات التي قدمتها بلداننا بشبابها وشيبها صنعت ملحمة صمود وبطولة، تستحق الاحتراموالوفاء. ومن واجبنا في مثل هذا اليوم أن ننحني أمام أرواح الأبطال، الذين دافعوا عن شرقنا العربي في وجه الإرهاب والعدوان الاستعماري الأميركي – الصهيوني.
مع رحيل سنة كانت محمّلة بالكثير من الألم، وسطّر فيها شعبنا تضحيات لا تُحصى ولا تُعد،ّ نتطلع بأمل وبتفاؤل الى السنة الجديدة، مستندين الى إرادة الصمود التي سطّرها الناس الطيبون في كل مكان، فتحّملوا المعاناة والآلام، وتحلوا بالصبر وبالعزم على إفشال الخطط الاستعمارية الصهيونية الرجعية، مع التصدّي لأخطار الأوبئة الزاحفة وسائر الويلات، وأخطار المذابح وأعمال الإبادة، التي يتعرضون لها على مدار الساعة في بلادنا.
ما يَهِبنا الأمل والتفاؤل هو عزم الأبطال من المقاومين والجنود المدافعين عن بلداننا، والذين لم يبخلوا بأرواحهم في معارك الشرف، ونُدرِج في عدادهم هذه السنة أفراد الجسم الطبي والتمريضي في مختلف البلاد العربية، الذين كانوا على خط الدفاع الأول في معركة الحياة ضد الأوبئة الزاحفة والمتفشية، وهم يستحقون التحية والمعايدة أسوة بالمقاومين والجنود، الذين يبذلون الأرواح والدماء في سبيل الدفاع عن إخوة التراب في شرقنا العربي.
معايدتنا هي دعوة للاحتفال رغم الحزن والألم، ولفتح كوّة الأمل بإرادة المقاومين والجنود الأبطال وجميع أفراد الجسم الطبي والتمريضي في بلداننا الثابتين في خطوط الدفاع عن حق الحياة، الذي هو الشرط الأول لتحقيق أيّ تغيير يناسب الآمال والطموحات والأحلام التي يغلي بها شبابنا نساءً ورجالاٍ في سبيل خلاصنا وتحرّرنا.
التحية في هذه المناسبة لأبطال الدفاع عن الشرق العربي من الجنود والمقاومين الذين يتصدّون لأبشع غزوة استعمارية متوحشة في مختلف ساحات الاشتباك. وعهدنا لهم أن تبقى راية المقاومة مرفوعة حتى النصر وأن تُقطع الأيدي التي تمتد اليها أو تتآمر عليها، بعد كل التضحيات التي قدمها أبطال أمتنا في ملحمة تاريخية، لن تُتوّج إلا بانتصار عظيم.
الى قراء الشرق الجديد تحية العيد مع أطيب التمنيات آملين لهن ولهم سنة ملؤها الفرح وتحقّق الآمال. وإن تواضعنا في التمنّي لنكون أكثر واقعية، نرجو لكنّ لكم جميعا سنة جديدة تتراجع فيها الأحزان، وتتقلص فيها مساحة الألم والمعاناة، لترتفع راية الأمل بمستقبل أفضل وأقل إيلاما من العام الذي ينقضي.
مع إرادة الحياة والمقاومة والتضحية نوجّه التحية لجميع المبادرين الصامدين على جبهات الصراع من أجل حقنا في الحياة الحرّة.
باسمي شخصيا وجميع الزميلات والزملاء في أسرة الشرق الجديد
بملء الصوت ومن أعماق القلوب نقول كل عام وأنتنّ وانتم بألف خير.
التحية الدائمة لأرواح الشهداء وللمقاومين في كل مكان من وطننا العربي.