من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: نصرالله: ابن سلمان حرّض ترامب لاغتيالي عوامل التعطيل الحكوميّ داخليّة.. الفضل للأسد بإرسال الكورنيت إلى غزة سليمانيّ عرّاب المقاومة العراقيّة / «القوميّ» يستنكر الصمت على استهداف سورية من الأجواء اللبنانيّة… ويدعو للتحرّك
كتبت البناء تقول: في الحوار المطوّل الذي أجرته قناة الميادين مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الكثير من المواقف، أبرزها ما يتصل بمعادلات الردع التي تحكم العلاقة بكيان الاحتلال، حيث الصواريخ الدقيقة تضاعفت كماً ونوعاً خلال عام، وجيش الاحتلال الذي يُكثر الكلام عاجز عن الأفعال واقف على «إجر ونص» بانتظار ردّ المقاومة، ومحور المقاومة يزداد قوة رغم كل مظاهر مخالفة يراد تصويرها انتصارات لخصوم خيار المقاومة. فالتطبيع علامة قوة للمقاومة، لأن التهديد الذي باتت تمثله بمحورها لمشروع الهيمنة لم يعُد احتمال ترف بقاء الحكومات التابعة في مواقف رمادية، وعلاقات تحت الطاولة مع الكيان، وهذا الفرز هو تعبير عن الاقتراب من النصر الذي لا يمكن بلوغه بصفوف ملتبسة. فالفرز هو دائماً علامة الدنوّ من اللحظة الفاصلة، والانتقام للقائد قاسم سليماني قادم حكماً، برأي السيد نصرالله، ولن يستثني أحداً ممن شاركوا في القرار وتنفيذه، وعلى رأسهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يتباهى بكونه صاحب القرار.
يكشف السيد نصرالله دور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في تحريض الرئيس الأميركي دونالد ترامب على قتله، كما كشف عن دور الرئيس السوريّ بشار الأسد في وصول صواريخ الكورنيت الى غزة، وعن دور القائد سليماني في دعم ورعاية تشكيلات المقاومة العراقية التي انتهت بطرد الاحتلال.
في قراءة المرحلة المقبلة وضع السيد نصرالله كل الحديث عن عمليات حربية ستقوم بها إدارة ترامب قبل نهاية الولاية بالتخمينات والتحليلات، الواجب وضعها في الاعتبار. وعن ربط الملفات الساخنة في المنطقة بمفاوضات أميركية إيرانية، نفى السيد نصرالله هذه الفرضية لأن إيران رفضت في الماضي وسترفض في أي وقت هذا الربط، لأنها ترفض التصرّف كوصيّ على قوى المقاومة، ولذلك يكون السؤال حول التوجّهات الأميركية الجديدة هو الأساس، فهل ستعود واشنطن الى التفاهم النووي مع إيران؟ وهل ستوقف حرب اليمن؟ وهل ستخرج من العراق وسورية؟ وهذه الخيارات الأميركية هي التي ستقرر ما إذا كانت المنطقة ذاهبة للمزيد من الاستقرار أم إلى جولات مواجهة جديدة؟
في الشأن اللبناني شرح السيد نصرالله التعقيدات التي حالت دون السير بخيار التوجّه شرقاً برغم واقعيته، وما يتضمّنه من فرص لحلول جذرية، لأن القضية هي قضية خيارات، لم ينضج اللبنانيّون للسير بها، وفقاً لقول السيد نصرالله، الذي يرى أيضاً أن المأزق الحكومي مستمرّ بفعل أسباب داخلية تتصل بالثقة بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري أساساً، رغم دور حزب الله الإيجابي لتقريب وجهات النظر.
في الشأن الداخلي والإقليمي تزامن مشهد الغارات الإسرائيلية على سورية مع مواصلة طيران العدو للأجواء اللبنانية، وهو ما تناوله بيان الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي أدان الصمت الرسمي تجاه هذا الانتهاك للسيادة اللبنانية داعياً لتقديم شكوى ضد كيان الاحتلال الى مجلس الأمن الدولي، والى التعبير عن التضامن مع سورية بوجه العدوان.
كشف الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله أنّ «أكثر من جهة حذّرته من استهدافه شخصياً، خصوصاً بعد اغتيال قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني». وقال: «قبل الانتخابات الأميركيّة وبعدها تمّ تحذيري من عملية اغتيال وأن أيّ استهداف قد يكون إسرائيلياً أو أميركياً».
وقال في إطار «حوار العام» عبر قناة «الميادين»، «ليس هناك معلومات دقيقة عن أن الرئيس الأميركي المنتهية صلاحيته دونالد ترامب أو العدو الإسرائيلي سيُقدم على عمل ما، لكن هناك تحليلات»، وأضاف: «الجميع يترقب ويتوقع ما قد يُقدم عليه ترامب في الأيام المقبلة، ومحور المقاومة يتعاطى بحذر ودقة وانبتاه كي لا يتم استدراج أي موقع من مواقع هذا المحور لأي مواجهة في توقيت الأعداء». وأعلن نصرالله أن المعلومات تشير إلى أنه «لم يحصل أي إنزال إسرائيليّ على الشاطئ اللبناني كما تمّ الحديث عنه في الصحف».
وفي موضوع المسيَّرات شدّد السيد نصرالله على أن «الإسرائيلي يمر بحالة إرباك على هذا الصعيد»، مشيراً إلى أنه «يعلم أننا في بعض الحالات أطلقنا السلاح المناسب»، لافتاً إلى أن «الإسرائيلي يعلم أيضاً أن موضوع الصواريخ الدقيقة مستمرّ، واليوم لدى المقاومة ضعفا ما كان لديها قبل عام، الأمر الذي يزيد قدرة حزب الله بأنه لا يوجد هدف داخل الكيان نحتاج إلى إصابته بدقة ولا نستطيع ذلك»، قائلاً: «المستقبل القريب سيثبت أن المقاومة جادّة والإسرائيلي هو القلق لا سيما مع ذهاب إدارة ترامب التي أعطته ما لا يحلم».
ورأى السيد نصرالله أن الإسرائيلي «يجب أن يقلق من كل أنواع الأسلحة التي لدى المقاومة وليس فقط الصواريخ الدقيقة»، مشيراً إلى أن «هناك أسلحة عند المقاومة لا يعرف الإسرائيلي عنها شيئاً»، معتبراً أن كل الإجراءات التي تقوم بها «إسرائيل» على الحدود هي بسبب خوفها من ردنا على الاغتيالات.
وفي ملف مفاوضات ترسيم الحدود، قال السيد نصر الله أعتقد أن تقدماً سيحصل في ملف ترسيم الحدود في ظل الإدارة الأميركية الحالية وأداء الدولة اللبنانية في الملف جيّد، ومن حقنا الطبيعي أن نمنع أي سرقة إسرائيلية للمياه اللبنانية إلا أنني لا أريد أن ألزم نفسي بأي موقف اليوم.
ورداً على سؤال حول أسباب عدم تشكيل الحكومة، لفت إلى أنه «عندما نتحدّث مع المسؤولين المعنيين يؤكدون أن أسباب عدم تشكيل الحكومة داخلية لا خارجية»، مشيراً إلى أن المشكلة هي في غياب الثقة بين الأفرقاء السياسيين، لا سيما بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، مؤكداً أن هناك مشاكل أخرى من خارج دائرة عون والحريري.
وأكد السيد نصرالله أن معالجة الوضع الحالي تحتاج إلى وجود حكومة، لافتاً إلى أن الدولة اللبنانيّة لديها خيارات، مشيراً إلى أن المشكلة هنا وهناك قلق شديد من الذهاب إلى خيار اقتصادي ينقذ لبنان، موضحاً أنه عند طرح التوجّه شرقاً كانت هناك حالة قلق وخوف.
الأخبار: لدينا من الصواريخ الدقيقة ضعفا ما كان لدينا قبل عام نصرالله: قتلة سليماني سيُقتلون
كتبت صحيفة “الأخبار” تقول: كشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن تنسيق اسرائيلي أميركي سعودي لاغتياله بتحريض من الرياض التي أعلنت جهوزيتها لدفع تكاليف الحرب إن أدت الى الاغتيال. وأعلن أنه بات في حوزة المقاومة ضعفا كمية الصواريخ الدقيقة التي كانت تمتلكها قبل عام. وأكّد أن قتلة الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس هم هدف للرد على اغتيالهما
لم يعد الدور السعودي المحوري في رعاية التطبيع مع العدو الإسرائيلي وتذليل العقبات أمام السلام مع مختلف دول الخليج يجري في الخفاء، رغم تأخير الإخراج العلني لهذا التنسيق التام مع الرياض. والتطبيع السعودي ليس من النوع الساذجِ، بل يمتد بعمق الى مختلف المستويات، سواء استراتيجياً أم استخبارياً أم لوجستياً وتقنياً. وقد وصل التآمر السعودي على المقاومة الى حدّ الطلب من العدو الاسرائيلي اغتيال قادتها، أمثال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس. فقد كشف الأمين العام لحزب الله في مقابلة على قناة الميادين أمس، أن السعودية حرّضت على اغتياله منذ وقت طويل و”بالحدّ الأدنى منذ الحرب على اليمن”. وبحسب المعطيات، “طرح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مسألة اغتيالي خلال زيارته لواشنطن بعد انتخاب ترامب”، وردّ الأميركيون بأنهم “سيعهدون بهذا الأمر إلى تل أبيب، بينما أكد السعوديون أنهم حاضرون لدفع كامل تكلفة الحرب في حال أدّت إلى الاغتيال”. بعد تلك الزيارة، “أكثر من جهة شرقية وغربية أرسلت إليّ تحذيرات في هذا الشأن”. فالسعودية، “خصوصاً في السنوات الأخيرة لا تتصرف بعقل بل بحقد”.
من جهة أخرى، كشف نصر الله عن امتلاك المقاومة لصواريخ دقيقة قادرة على إصابة أي هدف ترغب المقاومة في إصابته و”الاسرائيلي يعلم أن مشروع الصواريخ الدقيقة مستمر، واليوم لدى المقاومة من الصواريخ الدقيقة ضعفا ما كان لديها قبل عام. وقبل مدة، أتى مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد إلى لبنان وحدد منشأة في البقاع وقال لديكم 15 يوماً لتفتيشها وإلا فستقصفها إسرائيل. ونحن قلنا حينها، في حال قام الاسرائيلي بقصف منشأة في البقاع يعتبرها هو للصواريخ الدقيقة، فسنقوم برد متناسب”. ودعا الإسرائيلي الى “القلق من المقاومة في البرّ والبحر والجوّ ومن كل أنواع الأسلحة التي لدى المقاومة، وليس فقط الصواريخ الدقيقة، إذ يعمل الحزب منذ العام 2000 من أجل الحصول على أي قدرة تعزّز قدرته للدفاع عن لبنان، وهناك أسلحة عند المقاومة لا يعرف الإسرائيلي عنها شيئاً”. وكشف الأمين العام لحزب الله أن صواريخ كورنيت التي استخدمتها المقاومة في حرب تموز 2006 “حصلت عليها من سوريا التي اشترتها من روسيا؛ والروس لم يغضبوا بسبب ذلك، بل كانوا سعداء”. وقد طلب سليماني، وفقاً للسيّد، “إرسال قسم من هذه الصواريخ إلى المقاومة الفلسطينية، لكن أنا طلبت التحدّث مع الرئيس السوري بشار الأسد في الموضوع قبل ذلك، والأسد لم يمانع إرسال الكورنيت إلى “حماس” والجهاد الإسلامي في قطاع غزة”.
حزب الله هدف إسرائيلي أميركي سعودي
وعن احتمال إنهاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولايته بحرب على إيران أو لبنان، أوضح نصر الله أن “كل ما قيل حتى الآن حول ما يمكن أن يقدم عليه الرئيس الأميركي في أيامه الأخيرة لا يزال قيد التحليلات”، مضيفاً: “يجب أن نتعامل مع الفترة المتبقية من ولاية ترامب بحذر وانتباه حتى لا يتم استدراجنا إلى مواجهة غير محسوبة أو مواجهة في توقيت الأعداء”. وأشار إلى أن “كل ما يقال حول اغتيالات مبني على تحليلات منطقية، ولكن ليس على معلومات حسيّة”. ونفى ما جرى تداوله عن إنزال في منطقة الجيّة، مؤكداً أنها “معلومات غير صحيحة”، ولفت إلى أن “الإسرائيلي لا يزال في حالة حذر شديد ويقف منذ أشهر على إجر ونص عند الحدود (…) والحزب لا يزال عند وعده بالرد على استشهاد أحد عناصره في سوريا”، لافتاً إلى أن الحزب كان في حالة استنفار كامل خلال المناورة الأخيرة للجيش الإسرائيلي عند الحدود.
عقدة الحكومة داخلية
حكومياً، نقل السيّد عن المسؤولين نفيهم ربط تأخير تأليف الحكومة بأي أسباب خارجية، وأن النقاش داخلي فقط. وقد جاء التصريح الأخير للرئيس المكلف “دقيقاً بقوله إن ثمة ثقة مفقودة، لذلك يجري التطرق الى الحديث عن ثلث معطل أو حصة وزارية ما”. ورأى أن “النقاش داخلي ويرتبط ظاهرياً بالأعداد وطبيعة الوزارات، لكنه في الحقيقة يتعلق بفقدان الثقة بين الأطراف، وبين الرئيس سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون بشكل رئيسي”. وأكدّ أن معالجة الوضع الحالي تحتاج إلى حكومة، مشيراً الى أن الدولة اللبنانية تمتلك خيارات، وتلك مشكلة، ولا سيما أن هناك قلقاً شديداً من الذهاب إلى خيار اقتصادي ينقذ لبنان، بدليل أن أحداً لم يتجرأ على التوجه شرقاً لإيجاد الحلول.
النهار: فريق التعطيل يشلّ التأليف وبكركي تصعّد المواجهة
كتبت صحيفة “النهار” تقول: أربعة أيام أخيرة فقط تفصل عن نهاية السنة التي صنفت الأسوأ عالميا فكيف بها لبنانيا بحيث لم تبق كارثة لم تحصل فيها وها هي خاتمتها تتوج ذروة الكارثة الوبائية لانتشار فيروس كورونا من جهة وذروة مماثلة سياسية في المقابل لازمة تأليف الحكومة الجديدة التي تنذر بتداعيات بالغة الخطورة على كل الصعد. ولعل اكثر الصور تعبيرا عن مآل لبنان في نهايات هذه السنة ترجمها الخواء السياسي الخطير غير المسبوق بهذا الشكل في الايام السابقة وتحديدا منذ سقوط آخر المحاولات لتأليف الحكومة بعد فشل الاجتماعين الثالث عشر والرابع عشر بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري في قصر بعبدا الأسبوع الماضي بحيث ساد عقبهما مناخ بالغ السلبية باتت تتحدث الأوساط المعنية والمطلعة على خلفياته بانه ينذر بكباش مفتوح لا افق زمنيا يحده. ولكن اذا كانت دلالات هذا المشهد المشدود تتركز في ظاهرها على الخلاف المفتوح بين الرئيس عون وفريقه السياسي من جهة، والرئيس الحريري من جهة أخرى، فان التطور الأبرز الذي سجل منذ بدء عطلة عيد الميلاد الخميس الماضي الى البارحة تحديدا تمثلت في الاندفاعة الاستثنائية التي تولتها بكركي ولا تزال تتولاها عبر اعنف حملاتها اطلاقا على المسؤولين المعنيين بملف تأليف الحكومة وتأخير ولادتها والسياسيين عموما بما شكل تطورا ذا ابعاد ودلالات بالغة الأهمية بدت معها بكركي كأنها اطلقت مواجهة لا رجوع عنها سواء في عنوان مواجهة تعطيل المؤسسات او في عنوان استرهان لبنان للخارج. وقد ابرزت مصادر سياسية مطلعة وثيقة الصلة ببكركي لـ”النهار” الأهمية الكبيرة لسلسلة المواقف المتعاقبة التي انبرى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى اطلاقها بدأب وبوتيرة شبه يومية غداة اخفاق المسعى البطريركي مع قصر بعبدا وبيت الوسط لتأليف الحكومة قبل عيد الميلاد مشيرة الى ان ثمة قرارا استراتيجيا كبيرا متخذا في بكركي لعدم التهاون اطلاقا امام ما تراه مخططا مكشوفا لاعادة البلاد الى حقبات الفراغ وهو الامر الذي لن تسكت عنه بكركي الى حين تأليف الحكومة. ولفتت المصادر نفسها الى ان حملة البطريرك الراعي التي انطلقت مع رسالة الميلاد ومضت تصاعدية في عظة يوم العيد الذي غاب فيه رئيس الجمهورية عن قداس الميلاد في بكركي للمرة الأولى بسبب جائحة كورونا لم تقف عند مناسبة الميلاد ابدا اذ تعمد البطريرك الراعي امس تحديدا ان يتسم موقفه الجديد بسمة ملامسة الخط الأحمر الإقليمي الذي يبدو واضحا انه يشكل جانبا خطيرا من جوانب تعطيل تأليف الحكومة . واما العامل الإبرز الآخر الذي تحدثت عنه هذه المصادر فيتمثل في تأكيدها ان بكركي تحظى في مواجهتها المتصاعدة لتعطيل تأليف الحكومة الانقاذية للبنان وإعادة لملمة الأمور قبل الانهيارات الكبيرة المخيفة بدعم فاتيكاني قوي، كانت الترجمة العملية والمعنوية والرمزية الكبيرة له في الرسالة الميلادية التي خَص بها البابا فرنسيس جميع أبناء الشعب اللبناني من كل طوائفه ومناطقه عبر البطريرك الراعي شخصيا الذي تلا الرسالة قبل يوم من إلقاء البابا عظته الميلادية متضمنة الشق المتعلق بلبنان. وأبرزت هذه المبادرة المهمة كما تضيف المصادر الدعم الجدي الذي يمنحه الفاتيكان لموقف بكركي في الضغط على الطبقة السياسية اللبنانية لاستجابة المطالب الملحة للشعب اللبناني الذي يعيش أزمات وجودية وهو الامر الذي وجد له ترجمة بالغة الأهمية في مضمون رسالة البابا الى اللبنانيين بحيث أستعاد مقطعا حرفيا من رسالة للبطريرك المؤسس للبنان الكبير الياس الحويك يتضمن مفهومه للعمل السياسي ويوجه انتقادات الى الزعماء. واما البعد الأبرز في كل ما تقدم فهو في الاعلان المفاجئ للبابا فرنسيس عن اعتزامه زيارة لبنان في اقرب فرصة الامر الذي أضفى صدقية كاملة على مسعى البطريرك الماروني في هذا السياق بعدما كرر في زيارته الأخيرة للفاتيكان توجيه الدعوة الى البابا لزيارة لبنان.
اللواء: بعبدا تطالب بـ5 وزارات كبرى.. وبكركي تنذر المعرقلين القريبين! توقيف المتورطين في إحراق مخيم للنازحين.. ولقاح كوفيد في شباط يسابق التلويح بالإقفال
كتبت صحيفة “اللواء” تقول: أمس، الأحد، كشف المكتب الإعلامي للرئيس المكلف سعد الحريري انه غادر إلى الخارج في زيارة عائلية، بدءاً من دبي، قبل التوجه إلى المحطة الثانية المحتملة باريس.
وبصرف النظر عن الوجهة، فإن المغادرة تعني ان ملف تشكيل الحكومة، دخل في إجازة أقله حتى المطلع النشاطي للسنة المقبلة 2021، الاثنين المقبل في 4 ك2، من دون معرفة المسار الحكومي، ما دامت “وحدة المعايير” لم تحضر، وفقاً للمصادر القريبة من بعبدا، أو ما دام فريق القصر يُصرّ على تجاهل الدور الدستوري والميثاقي في تأليف الحكومة التي يرأسها.
ووفقاً للمعلومات، فإن المشهد بات قاتماً، وان فريق بعبدا ادخل عملية التأليف في مأزق التعطيل العام، ربما لكل مؤسسات الدولة، في ظل عدم تجاوب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب من توسيع عملية تصريف الأعمال، أو عقد أي جلسة لمجلس الوزراء المستقيل.
وعلمت “اللواء” ان بقاء الوضع طويلاً في التعطيل، قد يحمل الرئيس المكلف على كشف عملية الاتصالات، ودور فريق المستشارين، ورئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل.
وكشفت مصادر المعلومات لـ”اللواء” ان فريق بعبدا طالب في اللقاء 14 بالوزارات التالية: الطاقة، الاتصالات، الداخلية، الدفاع، العدلية، أي كل الوزارات الحسّاسة في مرحلة فتح الملفات أو تجنّب فتح ملفات أخرى.
وهذا الأمر، الذي لا يمكن لأي رئيس حكومة ان يسلّم به، أو يقبله..
وعليه، ثمة ثابتة وحيدة هي ان الوضع اللبناني مرتبط بالتطورات الخارجية، ولذلك ربما فضّل الرئيس الحريري السفر وتأجيل اللقاء المقبل مع رئيس الجمهورية ميشال عون الى ما بعد رأس السنة الجديدة، ولم يُحدّد موعداً للقاء بين عيدي الميلاد ورأس السنة، مع إن مدة الاسبوع بين العيدين هي مهلة كافية للتشاور مجدداً ومعالجة النقاط العالقة بينهما حول بعض الحقائب وبعض الاسماء، التي لم تُبحث تفصيلياً بعد وتم تثبيت العدد القليل منها وليس كل التشكيلة.
الديار: فوضــى اقتصاديــة ومالــية ونـــقديـــة وسياسية… فمن يــدفـــع الـــثـــمــــن ؟ إعادة تركيز الثروات لمصلحة التجّار.. والمـــواطـــن يـــزيـــد فقراً خــطـــوات يجـــب القيام بها حكومياً لتفادي الـــتدهـــور الاجتماعي
كتبت صحيفة “الديار” تقول: الأزمة المُتعدّدة الأبعاد التي تعصف بلبنان منذ أكثر من عام، أصبحت رسميًا الأزمة الأكثر حدّة التي يعرفها لبنان منذ الإستقلال إلى يومنا هذا… مزيج من أسوأ ما يمكن أن تتعرض له إقتصادات البلدان في التاريخ الحديث حققه لبنان في أقل من سنة، من سوء الإدارة، إلى الفساد والمحاصصات ومزاريب الخلافات السياسية، إلى غير ذلك من الأمور التي يندى له جبين الشرفاء، هذه الأمور جعلت من سويسرا الشرق، فنزويلا الشرق الأوسط؛ فأصبح لبنان واللبنانيون يعيشون على ذكريات مجد الستينات السياحي والمصرفي وأصبح الثبات النقدي الذي نعم به منذ ثلاثة عقود ذكرى يتحسر اللبناني عليه!
هذا الواقع نقل لبنان من بلد مصنّف في خانة أسفل الدول ذات الدخل الفردي العالي في العام 2019، إلى دولة فقيرة مع أكثر من نصف الشعب اللبناني تحت خطّ الفقر ونسبة بطالة توازي نسبة الفقر. الليرة التي عاشت أيام مجدها في السنين الماضية أصبحت ضحية سوق سوداء وأداء مالي واقتصادي سيئ وانهارت معها القدرة الشرائية التي أصبحت اليوم جبهة أساسية يتوجّب العمل عليها لوقف ديناميكية الفقر التي تتحرّك بشكل مُخيف في ظل غياب أي إجراءات رسمية باستثناء الدعم المُقدّم من قبل مصرف لبنان والذي شارف على نهايته.
أمام كل ذلك، أصبح لبنان فاقداً للشروط الدولية، إن سياسيًا أو على صعيد الحوكمة، مما جعل المواجهة بينه وبين المجتمع الدولي عامة والولايات المُتحدّة الأميركية خاصة، عرضة لأي سيناريو قاتم لا نغالي إن قلنا إنه قد يؤدي حتماً إلى فقدان السيادة والقرار الحر. وبالتالي، فإن فوضى السياسات الداخلية والنزاعات الفردية الضيقة التي أنتجت إقتصاداً هشّاً ساهمت أيضا في تسهيل المواجهة إذ لم يكن من الصعب على المجتمع الدولي منع قدوم الدولارات بالوتيرة التي كانت تأتي بها سابقاً، مما سرّع في ضرب الثبات النقدي وزاد الضغط الاجتماعي. وبالتالي يرى العديد من المراقبين أن لا حلول إذا لم يتصدّرها الحلّ السياسي! لكن هذا الأخير بعيد المنال مع ربط تشكيل الحكومة بعواصم القرار، وبالتالي فإن الإستمرار على هذا الصعيد سيوصل البلد إلى السقوط في المحظور، وهو ما سيؤدّي إلى تحميل المواطن اللبناني كلفة باهظة ستبقى مفاعيلها لعقود قد تكون طويلة.
الفوضى كأداة سياسية
فوضى كبيرة ضربت لبنان منذ حزيران 2019 مع حادثة قبرشمون تلتها أحداث أخرى، منها صدور تقارير مؤسسات التصنيف الدولية، والعقوبات الأميركية على جمال تراست بنك، وثورة تشرين، وإقفال المصارف، واستقالة حكومة الرئيس الحريري، وظهور جائحة كورونا، وإعلان وقف دفع سندات اليوروبوندز، وتفجير المرفأ، واستقالة حكومة الرئيس حسان دياب، ومرور أكثر من أربعة أشهر من دون حكومة.
الفوضى تعني الهاوية وتُجسّد الحالات العشوائية والإضطراب والخلّل في الواقع لأنماط أساسية وقوانين حتمية تطال الأنظمة الديناميكية (مثل المجتمع أو المُناخ). وقد وصف أفلاطون الفوضى بأنها الفراغ المُظلم وبدون حدود الذي كان يوجد قبل هذا العالم. وتنص نظرية الفوضى على أنه ضمن العشوائية الظاهرة للأنظمة المُعقدّة “الفوضوية”، هناك أنماط أساسية وترابط وحلقات تغذية مرتدّة ومُتكرّرة وتشابه ذاتي وتنظيم ذاتي. هذه التعابير التي بالظاهر مُعقدّة لها تطبيق واقعي على مثال “ظاهرة الفراشة” والتي تنصّ على أن فراشة تُرفرف بجناحيها في البرازيل قد تُسبّب إعصارًا في الصين! وهو ما يعكس كيف أن تغييرًا طفيفًا في حالة واحدة من نظام غير خطّي (non-linear system) قادر على تغيير حالة النظام بالكامل في وقت لاحق.
الجمهورية: الحريري يجول على أبو ظبي والرياض وباريس.. وتتمة لمبادرة الراعي مطلع السنة
كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: في الوقت الذي يتأكّد يوماً بعد يوم انّ إنجاز الاستحقاق الحكومي لم يحن اوانه بعد، وانّ النزاع حوله مستمر فصولاً، مناكفات ومحاصصات يمارسها المعنيون وكأنّ البلد المنهار “في ألف خير”، تغزو الاوساط الشعبية مجموعة من التساؤلات منها: كيف يمكن الرهان على تأليف الحكومة، طالما انّ كل الوساطات اصطدمت بالحائط المسدود من قصر الإليزيه إلى بكركي؟ وكيف يمكن الرهان على تأليف حكومة طالما انّ الاتفاق بين أصحاب الشأن غير ممكن؟ فلا المبادرة الفرنسية تمكنت من كسر حلقة الفراغ، ولا مساعي بكركي نجحت في فكفكة العِقَد على رغم نجاحها في إرساء التبريد السياسي، بعد جولات من البيانات بين قصر بعبدا و”بيت الوسط”؟ وماذا يمكن ان ينتظر اللبنانيون بعد، وسط مخاوف أمنية مع جريمة الكحالة المروعة، ومخاوف معيشية مع التدهور المالي المخيف؟ وهل يصحّ القول مع التعثر الحكومي، إنّ حكومة الرئيس حسان دياب المستقيلة هي آخر حكومات العهد، أم انّ الموعد الجديد او الرهان الحكومي الجديد يتوزع بين إعادة جدولة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارته التي تأجلت إثر إصابته بكورونا، وبين دخول الرئيس الاميركي المنتخب جو بايدن إلى البيت الأبيض؟
كل المؤشرات تدل الى انّ ترحيل التأليف أُرجئ إلى أمد غير معروف، فلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في وارد التراجع عن سقفه ومطالبه، ولا الرئيس المكلّف تأليف الحكومة سعد الحريري في وارد حتى الآن التسليم بشروط عون، كما انّه ليس في وارد الاعتذار الذي يُدفع إليه دفعاً من جانب العهد، ما يعني انّ المراوحة مستمرة بلا أفق، والرهان على دخول الرئيس الاميركي الجديد إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني المقبل ليس في محله، لأنّ بايدن لن ينظر في وضع لبنان فور تسلّمه مهماته الرسمية، وبالتالي يتوقّف على المسؤولين حزم أمرهم وقرارهم وتقديم التنازلات المشتركة لتأمين ولادة الحكومة العتيدة.