ذهاب السمسار الوقح ومجي السياسي الانيق امريكا. تدور في حلقة مفرغة بقلم الدكتور غسان غوشة
بداية، لا بد من القول ان الذي اتى بترامب رئيسا للولايات المتحدة،
هو الذي خذله وابعده واتى بالرئيسبايدن.
قد يقول البعض ان ما حصل هو صراع على السلطة داخل مناطق النفوذ في المؤسسة الحاكمة الامريكية.
هذا الكلام صحيح،
ولكن ما جعل الاطاحة بترامب ممكنة هو انه لم يستطع القيام بما كان مطلوبا منه،صحيح انه حسن الاقتصاد،
وخلق فرص عمل جديدة ، الا ان جائحة كورونا اطاحت بانجازاته الاقتصادية وهو لم يحسن ابدا التصرف في مواجهة هذا الوباء
وتعثرت كل خططه الصحية
وظهرت امريكا كبلد من العالم الثالث في تعاملها طبيا مع الوباء,بل ان عدد الوفيات فيها بلغ رقما قياسيا ونسبة عالية بالمقارنة مع بلاد اخرى.
واذا قارنا تعامل امريكا مع الوباء بتعامل الصين او كوريا الجنوبية او اليابان ، او حتى اوستراليا مع هذا الوباء نرى ان النتيجة كارثية في امريكا ومذهلة في هذه البلدان.
فكيف تكون امريكا هي زعيمة العالم ?
ثانيا:
صحيح ان ترامب لم يقصر في مواجهة خصوم امريكا وحتى حلفائها
ولكن فقط من خلال سلاح العقوبات الاقتصادية ولكن هذا لم بمنع تقدم خصومها او رضوخهم لمشيئتها.
وبالتالي استمرت الصين وروسيا والهند واليابان بالتقدم ولَم يبالوا بالعقوبات الامريكية،
وبالتالي اصبحت المؤسسة الحاكمة في امريكا مجبرة على مواجهة تقدم الصين وروسيا خاصة باساليب اخرى اشد فعالية وشراسة.
بايدن عاد ليطرح شعار قيادة العالم والدفاع عن الليبرالية ومواجهة خصوم امريكا بشعارات براقة كالديمقراطية وحقوق الانسان والليبرالية السياسية والاقتصادية،
وهذا يحمل ردا مباشرا على بوتين الذي هاجم الليبرالية ونعاها.
بايدن قادم ليعود بامريكا الى سياسة العولمة والحرب الباردة وربما الحامية ضد الصين وروسيا.
يتم وصف حكم بايدن منذ الان بأنه استكمالا لحكم اوباما .
طيب اوباما امضى السنة الاخيرة من حكمه وهو جامد لا يتحرك وينتظر
ساعة خروجه من الحكم لانه لم يعد يعلم ماذا سيفعل.
فالسياسة الامريكية في اواخر ايامه وصلت الى حائط مسدود، وكان اكثر من يستعجل خروجه من الحكم هم حلفائه , الذين وجدوه ضعيفا ومترددا.
اذا ان تعود امريكا الى سياسة مجربة فاشلة لن يكون مخرجا لها.
لا سياسة امريكا اولا او الانعزالية
نجحت ولا قيادة امريكا للعالم نجحت.
ما الحل?وما هو الجديد الذي قد يقدم عليه بايدن?
لا شك ان خصوم امريكا ينتظرونه على الكوع , وكذلك بدون غرابة, وربما باستعجال اكثر حلفاءه.
خيارات بايدن صعبة، واللجؤ الى التصعيد بمواجهة روسيا والصين
وربما تركيا هي الاكثر احتمالا.