من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: ماكرون المصاب بكورونا يلغي زيارته للبنان والأمل بمساعي الوساطة الفرنسيّة يتبدّد.. صوان يجمّد تحقيقاته عشرة أيام… ومجلس النواب قد يبحث الملف الإثنين / فرنجيّة يحذّر من الفوضى ودعوات الفدراليّة: أخشى الفراغ النيابيّ والرئاسيّ
كتبت البناء تقول: أصيب اللبنانيون بنزول ماء بارد على رؤوسهم عندما سمعوا نبأ إصابة الرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون بفيروس كورونا، وإلغاء زيارته المقرّرة يوم الثلاثاء المقبل الى لبنان، ومع الإلغاء تبخّرت الآمال بمساعٍ للوساطة بقيت قائمة رغم الإعلان الفرنسي عن اختزال الزيارة بالتوجّه الى الجنوب لمشاركة القوات الفرنسية العاملة في “اليونيفيل” أعياد الميلاد.
الضياع السياسيّ مشفوعاً بالانسداد في المسارات الحكومية يسيطر على المشهد، كما قال الوزير السابق سليمان فرنجية في حوار تلفزيوني، تناول خلاله مخاطر الفوضى التي تنتظر لبنان بغياب مشروع جدّي للتغيير ومشروع واقعيّ للتوافق، واضعاً الفوضى ضمن مشروع يستهدف لبنان على عتبة التفاوض على التسويات الذي ستدخله المنطقة، ويشكل لبنان إحدى ساحات الصراع الرئيسية فيها، حيث الذين يحملون راية “الثورة” بعجزهم عن إنتاج مشروع تغيير جدي وقيادة واضحة سيتحول اصحاب النيات الطيبة منهم الى مجرد وقود للفوضى، محذراً دعاة الفدرالية، خصوصاً بين المسيحيين، ومثلهم المستعجلون على التطبيع، من خطورة المغامرة بالمسيحيين مرة أخرى الى معارك وهمية يخرجون منها خاسرين، كما كانت نتائج المغامرات السابقة، داعياً للعقلانية وتغليب لغة الحوار لأن التصعيد الكلامي يصنع الكراهية ويضع البلد على عتبة الحرب الأهلية. وقد تساءل فرنجية عما إذا كانت الانتخابات النيابية ستتم في موعدها، أم سيتم التمديد للمجلس النيابي، وعما إذا كان رفض التمديد عندها ولو تحت عناوين براقة سيكون المدخل للفراغ النيابي وبالتالي الفراغ الرئاسي، مفسراً التجاذب على الوضع الحكومي من هذه الزاوية، لأنه إذا وقع الفراغ فستتحوّل هذه الحكومة التي يُراد تشكيلها اليوم إلى مَن يملأ الفراغ ويدير البلاد.
في المسار القضائيّ علّق المحقق العدلي فادي صوان تحقيقاته واستدعاءاته لمدة عشرة أيام هي المهلة التي يضعها القانون لرد القاضي المطعون بولايته على أي قضية لإبداء ردّه على الطعن، بعدما تقدم الوزيران السابقان علي حسن خليل وغازي زعيتر بدعوى لتنحية القاضي صوان تحت عنوان قانوني يعرف بالارتياب المشروع، وبعد مطالعة صوان رداً على دعوى زعيتر وخليل، ستبتّ محكمة التمييز بالدعوى، وهذا سيعني تجميد المسار القضائيّ الذي وضع له صوان روزنامة استدعاءات أصيبت بالجمود، لحين البتّ بدعوى تنحيته، ما يفتح الباب لاحتمال المزيد من التصعيد بين المحقق العدلي المدعوم من مجلس القضاء الأعلى من جهة ومجلس النواب من جهة مقابلة، بينما تعتقد مصادر حقوقية بوجود فرصة خلال هذه الفسحة لتقدم مساعي تسوية قضائية نيابية تنتهي بصدور تفسير متفق عليه للمادة 70 من الدستور عن المجلس النيابي الذي سيعقد جلسة تشريعية يوم الاثنين، يتوقع أن تشهد بدايتها نقاشاً للمسار القضائي من ضمن الأوراق الواردة.
إرجاء زيارة ماكرون إلى لبنان
بعدما علّق اللبنانيون بعضاً من الأمل على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى بيروت والتي كانت مقرّرة الأسبوع المقبل، علّقت إصابة ماكرون بوباء الكورونا الزيارة وعلّقت معها الملفات الداخلية الحساسة، ودخلت البلاد منذ اليوم في جمود عام يتزامن مع عطلة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، وبالتالي أُرجِئت الملفات إلى العام المقبل.
خطف بيان الرئاسة الفرنسية الأضواء المحلية من تداعيات قرار قاضي التحقيق العدلي بتفجير مرفأ بيروت. إذ أعلنت الرئاسة الفرنسية إصابة ماكرون بكورونا، وأشارت إلى أنه سيعزل نفسه لـ7 أيام. ونقلت رويترز عن مسؤول في الإليزيه أن ماكرون ألغى كل رحلاته الى الخارج بما في ذلك زيارته المقررة للبنان.
أما الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الذي استبق زيارة ماكرون بحركة زيارات ومشاورات ووساطات للإيحاء للضيف الفرنسي بأنه يقوم بواجبه ويبذل المساعي على خط التأليف، كتب بضع كلمات عبر «تويتر» لمواساة الرئيس الفرنسي مجدّداً تمسكه بالمبادرة الفرنسية وقال: «أصدق التمنيات لصديق لبنان الرئيس ايمانويل ماكرون بالشفاء والعافية ومبادرتك أمانة لن نتخلّى عنها مهما تكاثرت التحديات».
سقوط خطة بومبيو
لكن لا يبدو أن الفرنسيين سيتمكنون من خلق معجزة سياسية في ما تبقى من العام الحالي في ظل تجميد المبادرة الفرنسية بتعليق زيارة ماكرون، وثانياً في ظل تصلب الأميركيين المستمر حتى آخر أيام وجود الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض.
وأكدت مصادر في فريق المقاومة لـ»البناء» أن «خطة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للبنان فشلت ولن تؤدي أهدافها فيما تبقى من عمر الإدارة الأميركية الحالية، خلافاً لكل الأجواء التهويلية التي تعمم على الساحة الداخلية». وحذرت المصادر من «حملة إعلامية تهويلية تندرج في اطار الحرب النفسية والضغط الى الحدود القصوى لفرض وقائع وظروف سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية لانتزاع مكاسب من لبنان في الربع الساعة الأخير لمصلحة أميركا و»اسرائيل» ومشروع التطبيع»، ولفتت الى أن «المقاومة أثبتت قدرة كبيرة على استيعاب الضغوط الخارجية والداخلية لحرصها على السلم الأهلي والاستقرار في لبنان، لذلك تعمل على الحد من الأزمة قدر المستطاع لتمرير المرحلة الصعبة بأقل الخسائر».
وتوقفت المصادر عند «تعمّد جهات سياسية مالية مصرفية معروفة بتسريبات عن سقوط لبنان في العتمة الكهربائية واختفاء الودائع في المصارف والجوع وفقدان المواد الغذائية والمحروقات ورفع الدعم»، علماً أن وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر، طمأن الى أنّه «لن تكون هناك «عتمة» في لبنان»، كاشفًا أنّ «هناك 4 حلول على الأقل لموضوع الفيول، يتمّ بحثها حاليًّا». وعلمت «البناء» أن من ضمن هذه الخيارات «استيراد المحروقات والفيول من العراق مع تسهيلات بالدفع على أن تظهر نتائج المفاوضات مع العراق مطلع العام المقبل»، كما علمت «البناء» أنه «تبين دفع لبنان ثمن كميات من الفيول تكفي لعام كامل». كما قدمت وزارة الاقتصاد والتجارة تصورها لاستبدال برنامج الدعم بالعملات الأجنبية الحالية، ببرنامج تعويضات نقدية بتغطية واسعة للمواطنين اللبنانيين، الذي سبق أن تحدث عنه وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال راوول نعمه.
واستمعت المدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون أمس، الى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي حضر الى مكتبها، حول ملفي الهدر الحاصل في استعمال الدولار المدعوم والقروض السكنيّة المدعومة من مصرف لبنان.
الأخبار: كورونا ماكرون يطيح آخر آمال تأليف الحكومة الراعي “يتبرّع” بوساطة بين عون والحريري: تأليف الحكومة طار إلى أجل غير مسمّى
كتبت صحيفة “الأخبار” تقول: اخترق تطوّران بارزان، خارجي وداخلي، المشهد اللبناني الذي كان اهتمامه مُنصبّاً في الأيام الأخيرة على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبيروت، وخطوة المحقق العدلي القاضي فادي صوان في ملف انفجار المرفأ لجهة الادعاء على رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب وعدد من الوزراء. ففيما أُجبِر صوان على تعليق التحقيقات لمدة عشرة أيام بسبب تقدّم الوزيرين المُدّعى عليهما علي حسن خليل وغازي زعيتر بطلب كف يد القاضي عن الملف وتعيين محقق آخر، باغت خبر إصابة الرئيس الفرنسي بفيروس “كورونا” ملف الحكومة الذي كان يُصارِع في دائرة التعقيدات. طارت الزيارة الثالثة لماكرون كما ملف تأليف الحكومة إلى أجل غير مسمّى.
لم يُسرّ الخبر الآتي من الغرب قلب القوى السياسية التي كانت تعوّل على الزيارة لإحداث خرق ولو بسيط في ملف الحكومة. وقد رسم هذا الطارئ شكوكاً إضافية حيال إمكان الإفراج عنها، الأمر الذي يزيد من وقع المخاوف على مصير البلاد ربطاً باستحقاقات المنطقة. ولأنه بات من الصعب فصل مصير لبنان عن المواجهة المتعاظمة إقليمياً ودولياً، تبدّدت رياح التفاؤل. هذا الواقع تبلور أكثر في الساعات الماضية، وخاصة مع تأكيد المطّلعين على خطّ تأليف الحكومة أن “الاتصالات بين القوى السياسية تقريباً مقطوعة”، لم يخرقها سوى زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري أول من أمس لبكركي حيث التقى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي. وفي هذا الإطار، أكدت مصادر بارزة أن “الحريري شرح للراعي مسار التأليف وكل المداولات التي حصلت بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وما جرى لجهة توزيع المقاعد وطرح الأسماء، نافياً كل المعلومات التي تتحدث عن إصراره على التدخل في الحقائب التي هي من حصّة المسيحيين أو فرض بعض الأسماء المسيحية على عون”. وقد علمت “الأخبار” من مصادر قريبة من الرئيس الحريري أن “الراعي عرض على الحريري القيام بوساطة بينه وبين رئيس الجمهورية لتذليل العقد وتقريب وجهات النظر”، وأن “الراعي قد يزور بعبدا في الساعات المقبلة”.
مصادر أخرى، مطلعة على أجواء اللقاء، قالت إن الراعي “بدأ بعض الاتصالات”، لكنها استبعدت أن تفضي وساطته الى نتيجة في حال بقي الحريري مصراً على مواقفه، مشيرة الى أن الرئيس المكلّف “كان حريصاً على طمأنة البطريرك الى أنه لم يسمّ كل الوزراء المسيحيين”. واستغربت تأكيدات الحريري للراعي بأن “أسماء الوزراء المسيحيين التي تضمنتها لائحته انتقاها من لائحة سلّمه إياها رئيس الجمهورية. وهو كان أبلغ ذلك الى الفرنسيين والى حزب الله، وهذا غير صحيح تماماً”. ولفتت الى أن “أسماء مثل جو صدّي وشارلي الحاج وفايز الحاج شاهين وسليم إده وسعادة الشامي ولين طحيني وغيرهم تعلن عن نفسها. إذ أن هؤلاء ليسوا من المحسوبين أساساً على الرئيس الذي كان بالفعل قد طرح أسماء أخرى على الحريري”. وقالت المصادر لـ”الأخبار” إن الحريري “أكد للبطريرك أيضاً أنه هو من سمّى الوزراء الشيعة، علماً أن هذا الامر اذا كان ينطبق على حزب الله، فإنه لا ينطبق بالتأكيد على الرئيس نبيه بري”.
في الموازاة، علّقت الأوساط على تأجيل الرئيس الفرنسي زيارته، قائلة إن “هذه الزيارة سبقها الكثير من النقاش وشابها بعض الارتباك، وخصوصاً أن جدول أعمالها لم يكُن مكتملاً”. ففيما كان مؤكداً أن “ماكرون لن يلتقي أحداً من الطبقة السياسية سوى رئيس الجمهورية”، أشارت المصادر إلى أن “الجو في قصر الإليزيه كان مقسوماً، وأن هناك بعض الآراء تناولت مدى إمكانية عقد لقاء جامع مع ممثلي الأحزاب حول طاولة حوار كما حصل في الزيارة الأولى، وأن النقاش توسّع لناحية إمكانية حصول اجتماع مع الرئيس دياب أو لا، لأن ذلِك سيفرض لقاءً أيضاً مع الحريري، لكن كل ذلك تأجل بسبب ما حصل”.
من جهة أخرى، وصل إلى لبنان مساعد الأمين العام للجامعة العربية، السفير حسام زكي، في إطار زيارة رسمية، عبّر خلالها عن وقوف الجامعة إلى جانب لبنان واللبنانيين. ورأى زكي بعد لقائه الرئيس عون، أن “الشعب اللبناني يعاني، وواقع تحت ضغوط كثيرة”، مشيراً إلى أن “هدف زيارته للبنان هو الاطلاع على الوضع والاستماع إلى تقييم المسؤولين اللبنانيين لواقع الحال”. وشدد على أن “هناك مسؤوليات تقع على عاتق المسؤولين في لبنان، يتعين عليهم حلها”، مؤكداً أن “الجامعة العربية طرف مساعد، ونحن جاهزون للمساعدة إذا طُلب منا ذلك”.
وقد أبلغ عون زكي أن لبنان “يتطلع إلى وقفة عربية واحدة حيال الصعوبات التي يعانيها، اقتصادياً واجتماعياً، بعد سلسلة الأحداث التي وقعت خلال الأعوام الماضية، ولا سيما منها تدفق النازحين السوريين”، مشيراً إلى أن “الخسائر المادية المباشرة وغير المباشرة ولا سيما منها الخسائر الاقتصادية التي تكبدها لبنان نتيجة ذلك منذ عام 2011 وحتى العام الماضي فاقت 54 مليار دولار، وفقاً لتقارير صندوق النقد الدولي”. وجدد عون التأكيد أن “الحكومة المقبلة ستعنى بإجراء الإصلاحات الضرورية، بالتزامن مع التدقيق المالي الجنائي في حسابات مصرف لبنان والمؤسسات والإدارات العامة كافة، في خطوة أساسية لمكافحة الفساد ومنع تكرار الأخطاء التي وقعت في البلاد لسنوات خلت”. وأشار إلى أن “تأليف الحكومة الجديدة يواجه بعض الصعوبات، التي يمكن تذليلها، إذا ما اعتمدت معايير واحدة في التأليف، كي تتمكن الحكومة من مواجهة التحديات الكبرى التي تنتظرها نتيجة الأوضاع في البلاد، وتؤمن التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية”.
الديار: “نكسةٌ” قضائيّة في تحقيقات المرفأ: عشرة أيام حاسمة تحدّد مصير صوان باريس مستعدّة لارسال لودريان.. وتحذر من ربط الحكومة بالملف النووي “جس نبض” عربي دون نتائج.. عون لن يتراجع والحريري لم يتلق اجوبة
كتبت صحيفة “الديار” تقول: اول غيث “الكباش” السياسي ـ القضائي في جريمة تفجير المرفأ تعليق التحقيقات لعشرة ايام ستكون فترة اختبار قاسية لكافة الاطراف المعنية بالصراع المفتوح على مصراعيه في مواجهة “كسرعظم” بين قوى سياسية تستخدم القضاء والمجلس النيابي لتصفية حساباتها الضيقة، بينما يخشى الكثيرون ان تكون “الحقيقة” هي الضحية الجديدة التي ستضاف الى شهداء وجرحى الانفجار. هذه النكسة القضائية اضيف اليها تعرض المسار الحكومي لانتكاسة لم تكن في الحسبان، بعدما دخل “كورونا” على خط “التعطيل” واطاح بزيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. واذا كان الاحباط هو “سيد” الموقف بعد الاعلان عن اصابته “بالفيروس”، علمت “الديار” ان الفرنسيين ابدوا استعدادهم لارسال وزير الخارجية جان ايف لودريان الى بيروت في حال ادت اتصالاتهم الى احداث خرق جدي خلال الساعات القليلة المقبلة، وسط تحذيرات فرنسية من ربط الملف اللبناني بالنووي الايراني الذي قد يحتاج انجازه الى الكثير من الوقت في ظل مخاوف جدية من ان يدفع لبنان اثمانا باهظة نتيجة “الكباش” الاقليمي والدولي المفترض ان يمتد اقله الى ما بعد الانتخابات الايرانية المرتقبة بعد 6اشهر.
وقد تعززت هذه المخاوف بعد زيارة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي الى بيروت، حيث انتهت دون نتائج عملانية، وتبين من طروحاته عدم وجود اي ليونة عربية-خليجية ازاء التعامل مع الساحة اللبنانية، وانتهى اجتماع “جس النبض” في بعبدا كما بدأ، حيث تمسك الرئيس ميشال عون بمواقفه الداخلية والخارجية، فيما لم يحصل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري علششطى اي مؤشر خليجي يساعده على تقديم “تنازلات” حكومية.
وعود فرنسية “مشروطة”؟
جاء الاعلان عن الغاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون زيارته الموعودة الى بيروت الاسبوع المقبل بعد اصابته “بكورونا”، ليضفي المزيد من الغموض والتعقيد على المشهد الداخلي بعدما عوّل الكثيرون على زخم الزيارة لتحريك الملف الحكومي، ووفقا لمعلومات دبلوماسية لن تتوقف الجهود الفرنسية في سبيل تحقيق الاختراق المطلوب، والبحث جار في الايليزيه عن تعويض زيارة الرئيس بتزخيم الاتصالات المباشرة مع المعنيين على الساحة اللبنانية، واذا ما لمس المسؤولون الفرنسيون ايجابية معقولة للتقدم خلال الايام القليلة المقبلة، سيقوم وزير الخارجية جان ايف لودريان بزيارة الى بيروت لوضع اللمسات الاخيرة على التفاهم الحكومي اذا ما “نضج”، مع العلم ان القناعة فرنسية باتت راسخة، بوجود رهانات داخلية وخارجية على موعد استلام الرئيس الاميركي جون بايدن مقاليد السلطة في العشرين من الشهر المقبل، قبل حصول تحرك حكومي جدي، وتعزز هذا التكهن بغياب التواصل بين باريس والادارة الاميركية الحالية لتقطيع ملف الحكومة اللبنانية في “الوقت الضائع”..
الجمهورية: “كورونا” يُنقِذ ماكرون ومبادرته… والتأليف ينتظر مغادرة ترامب
كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: مقولتا “الصُدفَة خير من ميعاد” و”رُبَّ ضارة نافعة” تنطبقان على واقعة تأجيل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون زيارته للبنان التي كانت مقررة في 22 الجاري، بسبب إصابته بفيروس كورونا، على حد ما أعلن قصر الاليزيه مؤكداً انّ سيده سينحَجر 7 ايام حتى يتلمّس الشفاء من هذا الوباء، ما فرضَ عليه تأجيل زياراته الخارجية، ومنها زيارته للبنان. ويرى المراقبون انّ “كورونا” انقذت ماكرون من زيارة فاشلة كانت ستعرّضه لإحراج كبير امام اللبنانيين والمجتمع الدولي، بل انها أنقذت المبادرة الفرنسية من موت محتّم لو انه زار لبنان ولم يسبق زيارته او يتخللها تأليف الحكومة العتيدة. ولكن استدراكاً لأي تفسيرات يمكن ان تعطى لتأجيل زيارة الرئيس الفرنسي، غرّد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري على “تويتر” متمنياً “لصديق لبنان الرئيس ايمانويل ماكرون الشفاء والعافية”، ومؤكداً له أنّ “مبادرتك أمانة لن نتخلى عنها مهما تكاثرت التحديات”.
وقال مصدر سياسي مطّلع على ملف التشكيلة الحكومية لـ”الجمهورية” انّ تأجيل زيارة ماكرون للبنان أسقط اي امل في إحداث خرق في ملف تشكيل الحكومة، وأنهى اندفاعة محتملة كان يمكن ان ترافق زيارته إن لجهة التحرّك او لجهة احداث حراك سياسي اعتاد الرئيس الفرنسي على القيام به خلال زياراته. واكد المصدر انّ ملف تشكيل الحكومة رُحّل الى السنة الجديدة، وانّ الاوساط السياسية كلها دخلت في فرصة الاعياد مبكراً بحيث سيكون الانتظار سيّد الموقف، ويرجّح ان يستمر هذا الانتظار الى ما بعد تسلّم الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن مقاليد الرئاسة الاميركية في 20 كانون الثاني الجاري، حيث انّ الرئيس الاميركي الحالي دونالد ترامب ما زال ممسكاً بالقرار الاميركي في شأن ازمات المنطقة، ويتحاشى كثيرون ايَّ تصادم معه يمكن ان يرتدّ فرض عقوبات عليهم، وبعض هؤلاء موجودون في لبنان، ويحبذون الانتظار الى حين خروجه من البيت الابيض ما يرفع سيف العقوبات عنهم.
لكنّ المصدر نفسه تخوّف من “ان يخلق هذا الانتظار الثقيل والقاتل أجواء متوترة امنية او سياسية في البلاد”.
النهار: كلّ المسارات معلّقة مع الغاء زيارة ماكرون!
كتبت صحيفة “النهار” تقول: لم يكن الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والصحي الدراماتيكي الذي يغرق فيه لبنان على مشارف عيدي الميلاد ورأس السنة الجديدة اللذين يخشى ان يفاقما ازمة الانتشار الوبائي الى مستويات خارجة عن السيطرة تماما، سوى هبوط نبأ الغاء زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للبنان التي كانت مقررة الثلثاء والأربعاء المقبلين بسبب إصابة ماكرون بأعراض فيروس كورونا. والواقع ان الرهانات على زيارة ماكرون، التي كانت ستغدو الثالثة للبنان هذه السنة لو حصلت، لكي تحمل مفاجأة سارة او”عيدية” ميلادية تتمثل باختراق على يده في مسار تأليف الحكومة الجديدة بعدما بات شبه ميؤوس منه بالقنوات والاتصالات والمشاورات الداخلية، هذه الرهانات كانت ضعيفة ولم ترق الى مستوى توقعات جادة ومؤكدة. ومع ذلك فان الأيام التي أعقبت انحسار عاصفة السجالات التي اندلعت بين قصر بعبدا وبيت الوسط بسبب المقال الذي نشرته “النهار” للوزير السابق سليم جريصاتي أحيت الامال الجدية في ان يتمكن ماكرون من احداث ثغرة في جدار الانسداد وذلك بعدما لعب فريقه المختص بالازمة اللبنانية دورا ملموسا في التهدئة تمهيدا للقيام بمحاولة متقدمة خلال زيارة ماكرون لبيروت، ولذا ابقي برنامج الزيارة خاضعا للتعديلات حتى اللحظة الأخيرة. طارت الزيارة بالأمس ولكن المعنيين الجادين يقولون ان المبادرة الفرنسية لم تطر وان كانت أيضا بدورها عالقة ومعلقة حتى تعافي ماكرون على الأقل بما يرتب على الحكم والقوى السياسية زيادة خيالية في المسؤوليات عن تأخير الولادة الحكومية وسط حال مخيفة من الانسدادات. وسارع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى التغريد مساء امس قائلا “اصدق التمنيات لصديق لبنان الرئيس ايمانويل ماكرون بالشفاء والعافية. مبادرتك أمانة لن نتخلى عنها مهما تكاثرت التحديات”.
فاذا كان الامل في زيارة ماكرون قد عاد معلقا لئلا نقول بات اضعف من أي وقت سابق، فان الأسوأ حتما هو ذاك التزامن “القدري” بين الغاء الزيارة وتعليق كل المسارات الداخلية المفصلية والمصيرية، ولا سيما منها المسار العالق والمعطل لتأليف الحكومة، ومن ثم المسار العالق الجديد والطارئ للتحقيق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت ولو لمهلة زمنية محددة، ولكن هذا التطور أضاف معطيات مأزومة وسلبية على الاحتقانات التي اثارها الكباش السياسي القضائي عقب الادعاءات التي شملت رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب والوزراء السابقين علي حسن خليل وغازي زعيتر ويوسف فنيانوس. وأثارت هذه السلسلة المتشابكة من التعقيدات مزيدا من المخاوف على الاستحقاق الحكومي خصوصا ان تداعيات المواجهة بين بعض الافرقاء السياسيين والمحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان أدت في جانب أخر منها الى اذكاء خلافات وتباينات جديدة بين بعض القوى السياسية التي كانت تلتزم هدنة في ما بينها على خلفية الاستعداد للانخراط في الحكومة الجديدة، وهو الامر الذي سيزيد بطبيعة الحال تراكم عوامل التعقيد في المسار الحكومي. وبرأ الوزير السابق سليمان فرنجيه “حزب الله” فقال ان لا علاقة له بنيترات الامونيوم في المرفأ كما يظهر في الاعلام.
اللواء: الراعي في بعبدا اليوم.. وطهران تسارع لملء فراغ ماكرون! “التجاذب الرئاسي” يعلق تحقيقات صوان.. وفرنجية يحمّل عون المسؤولية ويرفض منحه “الثلث المعطل”
كتبت صحيفة “اللواء” تقول: هل تملأ بكركي، او حزب الله، او كلاهما من موقعين مختلفين، الفراغ الذي احدثه عدم مجيء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت، الثلاثاء المقبل، بسبب اصابته بفايروس كورونا، حسب بيان الأليزيه، الذي احدث صدمة، حينما اكد الاصابة والغاء الرئيس زياراته الى الخارج كافة، بما في ذلك زيارة لبنان، على ان يتابع ادارة الدولة، عبر الفيديو، كما حدث مساء امس، عندما تحدث عن مؤتمر عن سياسة المساعدات الخارجية الفرنسية، مع التزام الحجر لمدة اسبوع، وارتداء الكمامة في وقت سارع الرئيس المكلف سعد الحريري الى الاطمئنان عن صحة الرئيس الفرنسي، مؤكدا: “مبادؤك امانة لن نتخلى عنها مهما تكاثرت التحديات”.
ضمن هذا الاستعداد المحلي، شكلت ثغرة اصابة ماكرون بالكورونا، فرصة لطهران، الطامحة للخروج من “نظام العقوبات الاميركية” للاضطلاع بدور ما، بالتزامن مع جولة اتصالات اجراها الامين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي، الذي ابلغ الرئيس ميشال عون وكل من الرئيسين نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري ان الجامعة تواكب لبنان في كل محطاته، موضحاً، “ما اتينا به لا يعتبر مبادرة”، مؤكدا ان الجامعة “لن يكون دورها بديلا عن اي طرف لبناني، لكنها ستكون طرفاً مساعداً”.
وحسب معلومات سياسية مستقاة من مصادر ثقة ان طهران اوعزت “للثنائي الشيعي” للتحرك، من زاوية كسر الجمود، وابقاء المساعي قائمة لتأليف الحكومة.
واستشهدت المصادر بالسعي الايراني للتقارب مع الادارة الاميركية الجديدة، وتحاول طهران التقاط الورقة اللبنانية في المفاوضات، البعيدة عن الاضواء، ولو من باب تحسين او احداث تغيير في الاتفاق النووي الايراني.