من الصحف البريطانية
جولتنا في الصحف البريطانية الصادرة الاثنين تشمل اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه، وتعامل السلطات الصينية مع المسلمين الإيغور، واحتمال محاكمة مدير منظمة الصحة العالمية بتهمة الإبادة الجماعية.
نشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقالا افتتاحيا تتحدث فيه عن صفقات الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، في الشرق الأوسط، وأحدثها الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.
تصف الصحيفة صفقات ترامب في الشرق الأوسط بأنها “محفوفة بالمخاطر”، وتقول إن اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية لا ينشر السلام، وإنما يحرض على الحرب.
وترى أن صفقة ترامب الأخيرة هي من أغرب الصفقات التي أبرمها، حتى بمعايير الرئيس الأمريكي، فمقابل تطبيع المغرب علاقاته مع إسرائيل تعترف الولايات المتحدة بسيادته على إقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه.
وتذكر الفايننشال تايمز أن الصفقة التي أبرمها المغرب هي واحدة من سلسلة صفقات عقدتها الدول العربية التي حسنت علاقاتها مع إسرائيل بتوجيهات من الولايات المتحدة، وكلها كانت بمقابل، فالسوادن رُفع من قائمة رعاية الإرهاب، فيما منح ترامب الإمارات والبحرين فرصة شراء الطائرات الأمريكية المقاتلة المتطورة من طراز إف-35.
أما المغرب، فقد كسب اعتراف الولايات المتحدة بسيادته على الإقليم المتنازع عليه منذ خروج الاحتلال الإسباني منه في 1975.
وطالب قرار من الأمم المتحدة في عام 1991 بتحديد مصير الصحراء الغربية في استفتاء شعبي. ويأتي اعتراف الولايات المتحدة ليدمر التوافق الدولي بشأن هذه القضية، بحسب الصحيفة. وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيواصل اعتبار الإقليم منطقة متنازعا عليها.
ويطلق الاعتراف يد المغرب، الذي يتهم بالقمع وانتهاك حقوق الإنسان، في الإقليم. كما أنه يزرع المزيد من الاضطربات في المنطقة التي تشهد نزاعات مسلحة في ليبيا ومالي، بحسب الصحيفة.
وترى الفايننشال تايمز أن مجرد الاعتراف بسيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية يعد تصرفا غير مسؤول من ترامب، أما ربطه باستراتيجية حل مقبول للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي فهو أمر سخيف.
فصفقات ترامب بحسب الصحيفة مبنية على مبدأ إعطاء كل شيء لطرف واحد ونزع كل شيء من الطرف الآخر، مثلما فعل باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية.
نشرت صحيفة الغارديان مقالا افتتاحيا تتحدث فيه عن معاناة المسلمين الإيغور في إقليم شينجيانغ الصيني، تقول الغارديان إن ما كان أمرا غير معقول في إقليم شينجيانغ الصين أصبح حقيقة ثابتة. فالأدلة التي جمعها الباحثون والصحفيون والناشطون عن الاعتداءات الفاضحة في الإقليم أصبحت في متناول العامة.
فقد أعلن الخميس الماضي نجم المنتخب الفرنسي وفريق برشلونة الإسباني، أنطوان غريزمان، فسخ عقده مع شركة هواوي الصينية لأنها طورت برنامجا يتتبع الإيغور ويبلغ عنهم.
وكشفت تسريبات لقوائم السجناء في أحد المعتقلات كيف أن معطيات الحكومة تستهدف الإيغور لمجرد أنهم شباب أو يستعملون الانترنت أو يتحدثون مع أقاربهم في الخارج.
وتكشف هذه القصص، بحسب الغارديان، كيف تستعمل الصين التكنولوجيا في تتبع الإيغور، وتنفي مزاعم الصين بأنها تستهدف الإرهاب والإنعزالية فحسب ولا تعامل قطاعا من المجتمع بأنهم مشبوهون.
نشرت صحيفة التايمز تقريرا تقول فيه إن مدير منظمة الصحة العالمية قد يجد نفسه متهما بجرائم إبادة جماعية عن الفترة التي كان فيها مسؤولا أمنيا في بلده إثيوبيا.
تقول الصحيفة إن خبيرا اقتصاديا أمريكيا رشح لجائزة نوبل طالب بأن يحال مدير منظمة الصحة العالمية إلى القضاء بتهمة الإبادة الجماعية عندما كان مسؤولا عن الأمن في إثيوبيا.
ويتهم ديفيد شتاينمان مدير المنظمة الدولية، تيدروس أدهانوم تيدروس، بأنه واحد من ثلاثة أشخاص أشرفوا على الأمن في إثيوبيا من 2013 إلى 2015.
وكان تيدروس وزيرا للصحة في بلاده من 2005 إلى 2012، ووزيرا للخارجية في 2016 عندما كان حزبه جبهة تحرير تيغراي في التحالف الحاكم.
ورفع شتاينمان خبير الاقتصاد والناشط في حقوق الإنسان الذي رشح العام الماضي لجائزة نوبل، دعوى قضائية ضد تيدروس لدى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
وقال في دعواه إن تيدروس كان من أصحاب القرار في ما يتعلق بممارسات الأجهزة الأمنية، بما يشمل القتل والاعتقال غير القانوني والتعذيب للإثيوبيين.
وتأتي هذه الاتهامات بعد دعوة قائد أركان الجيش الإثيوبي الجنرال برهانو جولا مدير منظمة الصحة العالمية إلى الاستقالة، متهما إياه بمحاولة توفير الأسلحة لمنطقة تيغراي التي دخلت قواتها مؤخرا في مواجهات مع الجيش الإثيوبي.