المال الخليجي في خدمة “التطبيع”!: عمر عبد القادر غندور*
التطبيع الخليجي مع دولة الاحتلال في فلسطين ليس حديثاً بل يمتدّ الى سنوات مضت، والإعلان الرسمي عن حصول التطبيع هو قمة التطبيع في مراحله الأخيرة.
على العالم العربي أن لا يتفاجأ بأيّ تفصيل يتعلق بالتطبيع، فيما الجهود تتواصل لبناء علاقات طبيعية بين المطبعين ودولة الاحتلال.
وفي آخر مظاهر التطبيع الإعلان عن استحواذ الشيخ الخليجي محمد بن خليفة على 50% من ملكية أحد الأندية «الإسرائيلية» المشهورة في القدس المحتلة وهو الفريق الوحيد في العالم الذي رفع شعار «المينوراه» الذي يرمز الى المجموعات اليمينية المتطرفة والمعادية للعرق العربي. وقد أعلن رئيس النادي موشي هوغيغ انه سيتوجه الى الإمارات العربية لمناقشة إمكانية استثمار كبير في النادي.
نحن نفهم بحكم خبرتنا، أن يسعى الخليجيون للاستثمار في الأندية الأوروبية الكبيرة طمعاً بعائدات ضخمة. وعلى سبيل المثال، رئيس الاتحاد القطري للتنس الشيخ ناصر الخليفي يمسك بنادي «باري سان جيرمان» كبير أندية كرة القدم الفرنسية في الوقت الحاضر منذ العام 2011 حيث استحوذت عليه شركة قطرية مقابل 100 مليون جنيه استرليني مقابل 70% من الأسهم، ثم اشترى الأسهم الباقية وأغدق على النادي ثروات ضخمة فحصل النادي على ألقاب الدوري والكأس عدة مرات ويحلم بلقب دوري أبطال أوروبا ولم يحصل عليه بعد. ولعلّ أبرز الصفقات حصلت مع نادي مانشستر سيتي الانكليزي على يد منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي ووزير شؤون الرئاسة، فاشترى النادي الانكليزي من مالكه السابق رئيس وزراء تايلاندا حينها شيناواتر بـ 200 مليون جنيه استرليني.
وكان رجل الأعمال المصري محمد الفايد من اول الذين استثمروا في أندية أوروبية حيث اشترى نادي فولهام الانكليزي عام 1997 ونقله من الدرجة الثانية الى الدرجة الممتازة وأعلن بيعه الى رجل الأعمال الاميركي شاهد خان بـ 305,35 مليون دولار في حزيران من العام 2013، كذلك اشترى المصري ماجد سامي أحد رجال الأعمال المصريين نادي «ليرس» البلجيكي، فيما اشترى رجل الأعمال المصري عاصم علام نادي «هال سيتي» الانكليزي وأتاح الفرصة لعدد من اللاعبين المصريين للعب في صفوفه مثل عمرو زكي وأحمد المحمدي ومحمد ناجي جدو وأحمد فتحي. كما اشترى الملياردير الإماراتي سليمان الفهيم نادي «بورتسموث» الانكليزي عام 2009 قبل ان يبيع 90% من الأسهم الى رجل الاعمال السعودي علي الفراج بعد هبوطه للدرجة الثانية.
وقد فشل السعوديون في العام الماضي في شراء نادي «نيوكاسل» الذي يلعب في الدرجة الممتازة، وحاول أحد كبار العائلة السعودية المالكة شراء النادي الانكليزي الأشهر «مانشستر يونايتد» صاحب أكبر قاعدة جماهيرية في العالم من عائلة «غيليزرز» الأميركية التي تملك أسهم النادي منذ 13 عاماً. رغم العرض المغري الذي بلغت قيمته ملياري جنيه استرليني.
وليست العبرة في قيمة شراء الأسهم، بل في الأرقام الضخمة التي تُصرف على الإنشاءات ورواتب اللاعبين وشتى الملحقات من مدرّبين وموظفين وتأمينات .
ومع ذلك لا يحظى توغل المال الخليجي في الكرة الأوروبية بالقبول لدى الأوروبيين.
ويصرف المستثمرون العرب أموالاً طائلة على سبعة أندية مملوكة من قبل مستثمرين عرب.
هذا العرض، يوضح انّ الاستثمار في الأندية الأوروبية يمكن أن يثمر عائدات مرموقة، لكننا لم نفهم جدية الاستثمار الخليجي في أندية «إسرائيلية» ليس لها تصنيف ولا هوية ولا موقع حتى بين الأندية المتواضعة جداً، إلا إذا كانت الغاية ضخ الأموال النفطية الخليجية على الأندية «الإسرائيلية» كضريبة خيانة وطعن في خاصرة القضية الفلسطينية واسترخاص للدم الفلسطيني!؟
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي
(البناء)