خلافات الاحتلال الداخلية تشتعل..
تأججت الخلافات الداخلية في الساحة السياسية الإسرائيلية، عقب انشقاق النائب الليكودي المخضرم جدعون ساعر من حزب “الليكود” الذي يتزعمه رئيس الوزراء المتهم بالفساد بنيامين نتنياهو، الذي يسعى للحصانة من المحاكمة.
ويعد ساعر أكبر المنافسين لنتنياهو في زعامة “إسرائيل”، وهو الوحيد الذي تحدى نتنياهو داخل صفوف حزب الليكود الحاكم، بحسب ما أكده موقع “i24” الإسرائيلي الذي أعتبر أن استقالة ساعر من “الليكود” هي “أخطر تهديد يواجه رئيس الوزراء نتنياهو داخل الحزب الذي يتزعمه منذ عقد من الزمن“.
وأعلن عضو الكنيست جدعون ساعر أنه سيغادر “الليكود” ويشكل حزبا جديدا باسم “تيكفا حداشا (الأمل الجديد)، مؤكدا أنه سيخوض الانتخابات المقبلة “ضد نتنياهو ليحل محله”، وأوضح ساعر أنه “لا يمكنه دعم نتنياهو بل سيهزمه في الانتخابات“.
وأكد ساعر (54 عاما) الذي استقال من الكنيست أيضا، أن “هذه الحكومة نهبت نفسها والجمهور، والتركيبة الحالية لن تكون قادرة على إجراء التغيير اللازم”، مضيفا: “قبل عام حاولت التغيير وترشحت لرئاسة الليكود وخسرت أمام رئيس الوزراء نتنياهو“.
وتابع: “في العام الماضي، أدركت أكثر من أي وقت مضى أن الليكود قد غير وجهه وابتعد عن مسار إسرائيل، وأصبح الليكود حركة تملق وأداة ضمن محاكمة رئيس الوزراء، لا يمكنني تأييد هذه الظواهر، إسرائيل بحاجة إلى الاستقرار والوحدة ونتنياهو غير قادر على ذلك“.
من جانبه، هاجم حزب “الليكود” الإسرائيلي الحاكم، عضو الحزب المنشق ساعر، واتهمه أنه ينجر خلف اليسار الإسرائيلي.
وأوضح “الليكود” في بيان لها أن “ساعر يغادر لأنه هزم في الانتخابات التمهيدية، ولأنه في استطلاعات الليكود الداخلية التي أجريت في الأيام الأخيرة، تراجع إلى المراكز العشرة الثانية، لقد أقسم ساعر مرارا وتكرارا أن الليكود بيته ولن ينشق“.
وأضاف: “لقد حنث بكل وعوده وتنازل عن الليكود على وجه التحديد في الوقت الذي يقدم فيه رئيس الوزراء نتنياهو ملايين اللقاحات للجمهور في إسرائيل، ويجلب اتفاقيات سلام تاريخية“.
ولفت “الليكود” إلى أن “ساعر قرر التخلي عن اليمين والانضمام إلى مائير لابيد (معارض) والانضمام إلى قائمة طويلة من السياسيين الذين تخلوا عن الليكود ثم انهاروا تماما، كما في الماضي سيبقى الليكود موحدا ومتماسكا وإذا تم جره إلى الانتخابات سيفوز“.
و”ساعر” هو من أبرز شخصيات حزب “الليكود منذ عقد وشغل عددا من المناصب الوزارية، وتشكل خطوته ضربة لنتنياهو.
ويجري الحديث داخل الحلبة السياسية الإسرائيلية، عن ترجيحات بانشقاقات جديدة داخل حزب نتنياهو، حيث من المتوقع أن ينشق أعضاء حزب “الليكود” يفعات شاشا بيتون وشران هسكيل.
ونوه الموقع أن “من بين المرشحين للانضمام إلى الحزب الجديد بزعامة ساعر، أعضاء حزب “ديرخ اريتس” عضو الكنيست هاوزر وهندل، رئيس “كولانو” عضو الكنيست شاشا بيتون، كما أن رئيس هيئة الأركان السابق غادي أيزنكوت لا يستبعد الانضمام لحزب ساعر، علما بأن أيزنكوت يبحث عن حزب سياسي يميني لكنه لن يتواصل مع نتنياهو“.
وبين أن “ساعر ينتهج السياسة اليمينية نفسها التي يتبعها نتنياهو في العديد من القضايا الرئيسية بما في ذلك العلاقة مع الفلسطينيين“.
وأكد على أن خطوة ساعر “تشكل في الواقع تحديا كبيرا بالنسبة لرئيس حزب يمينا نقتالي بنيت الذي كان يستنزف أصوات يمين الوسط، وأكثر من ذلك لبيني غانتس الذي قد يجد نفسه على وشك عدم حصوله على نسبة الحسم، كما يمكن أن تحطم هذه الخطوة أحزاب يسار الوسط“.
ونبه الموقع، إلى أن انشقاق ساعر “قد تمنع نتنياهو من الحصول على 61 صوتا لصالح القانون الفرنسي والحصانة”، علما بأن المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيخاي ماندلبليت، اتهم نتنياهو بـ”الفساد وتلقي الرشوة والتحايل وخيانة الأمانة” في القضايا الأربعة التي جري التحقيق معه فيها، والمعروفة إعلاميا بملفات 1000، 2000، 3000، و4000.